بقلم غالب قنديل

شركاء داعش وإسرائيل

da3esh mwisr

غالب قنديل

نشر الكثير من المقالات والدراسات والتقارير عن خلفيات العدوان على سورية وارتباطه بحروب الطاقة ومشاريع الأنابيب العابرة للحدود ومنذ البداية كان من الطبيعي الاستدلال النظري على كون الحرب على سورية خدمة لمشاريع الهيمنة الصهيونية في المنطقة عبر التخلص من الدولة الوطنية التي تلعب دورا محوريا في إفشال الخطط الأميركية الصهيونية منذ تصديها لاتفاقيات كمب ديفيد وصولا إلى دورها الداعم للمقاومة اللبنانية منذ السبعينيات من القرن الماضي وصولا إلى حرب تموز 2006 التي شهدت هزيمة مدوية للكيان الصهيوني مرورا بدعمها النوعي للمقاومة الفلسطينية على امتداد عقود من الزمن ورفضها الراسخ لأي اتفاقيات مع الكيان الصهيوني وتمسكها بحقوقها السيادية في الجولان المحتل .

أولا الوقائع التي حملتها يوميات العدوان باتت اليوم مثقلة بالأدلة والبراهين على وجود ارتباط وثيق بين الجماعات المختلفة المناهضة للدولة السورية وللرئيس بشار الأسد وبين الكيان الصهيوني وهي تشير إلى ان إسرائيل هي العضو غير المعلن في الحلف الذي يستهدف سورية بقيادة الولايات المتحدة وبمشاركة نشطة من حكومات تركيا وقطر والسعودية والدعم الذي تلقاه العصابات الإرهابية عبر جبهة الجولان بات معروفا ومصرحا به في تقارير لدى الأمم المتحدة وهو يشمل التنسيق اللوجستي والإمداد بالسلاح والذخائر وتأمين الغطاء المدفعي وليس مجرد معالجة آلاف الجرحى الذين يمكن توقع ارتباط العديد منهم بالموساد إضافة لجميع العمليات التي قام بها طيران العدو في فترات سابقة لفتح الممرات العسكرية امام محاربي الجماعات التكفيرية والزمر العميلة التي تدعمها تركيا وقطر والسعودية على الأرض السورية .

ثانيا تناقلت وسائل الإعلام معلومات عن العلاقة الوثيقة بين داعش والولايات المتحدة منذ نشر وثيقة البنتاغون السرية التي نصت عام 2012 على السعي لإقامة امارة سلفية شرقي سورية في مناطق دير الزور والرقة والحسكة لتصعيد الحرب على سورية وبالشراكة مع كل من تركيا وقطر والسعودية ومن الخلف إسرائيل وهذه الوثيقة حظيت بدعم كبير من رئيس الأركان السابق الجنرال ديفيد بيترايوس ومن الجنرال جون ألين الذي عينه اوباما فيما بعد منسقا للتحالف ضد داعش ومن خلفهما عصابة المحافظين الجدد في وزارتي الدفاع والخارجية.

بين داعش وجبهة النصرة وتنظيم الأخوان بأذرعته العسكرية المختلفة قرابة العقيدة التكفيرية والانتماء الواحد والارتباط المشترك بحلف العدوان وبصورة رئيسية حكومات تركيا وقطر والسعودية وإسرائيل مصدر المال والسلاح .

ثالثا حزب الأخوان الحاكم في تركيا هو الحاضن لهذه الشبكة الإجرامية الدولية التي تستهدف سورية بجميع روافدها الكبرى وقد حول المناطق الحدودية التركية إلى بؤرة تتواجد فيها غرف التخطيط والقيادة ومافيات تسويق النفط المنهوب والآثار المسروقة بالشراكة مع الإرهابيين ومن هذه المناطق تدفق إلى سورية والعراق عشرات آلاف الإرهابيين الأجانب الذين تلقوا التدريب والسلاح بإشراف تركي إسرائيلي .

الحرب على الإرهاب انطلقت في مرحلة جديدة بعد إسقاط تركيا للطائرة الروسية فوق الأراضي السورية والهدف وضع حكام تركيا امام خيارين لا ثالث لهما إما التراجع وإما تلقي المزيد من العقوبات والضربات الموجهة لعصاباتهم وإرهابييهم وأذرعة استخباراتهم داخل سورية والاختناق السياسي والاقتصادي بنتيجة السقوط المدوي لجميع اوهام الهيمنة والاحتلال والأطماع الدفينة في سورية وأرضها واقتصادها التي حركت خطط أردوغان العدوانية .

رابعا حكومة تركيا الأخوانية تتحرك لدعم صهيون وتتحالف معها وهي تفعل ذلك في غزة عبر ترويج مشروع الهدنة الطويلة وصفقة الميناء والمنطقة التجارية المفتوحة والتمهيد لمقايضة اجزاء من سيناء بالاعتراف بكيان العدو التخلي عن حق العودة تماما كما تفعله في سورية حيث تسعى حكومة نتنياهو لضم الجولان وتريد فرض منطقة منزوعة السلاح ماوراء العاصمة دمشق كما صرح بنيامين نتنياهو الذي يرعى التنقيب عن النفط في الجولان المحتل وقد تحدث احد الخبراء الصهاينة للقناة الثانية في مطلع تشرين الأول الماضي عن اكتشاف طبقة من النفط بسماكة 350 مترا أي عشر أضعاف السماكة المتعارف عليها في معظم المخزونات النفطية في المنطقة .

شارك اردوغان في خطة الحرب على سورية لفرض خط انابيب سعودي قطري إسرائيلي تركي كان يفترض أن يخترق سورية ومن المناطق التي تسيطر عليها داعش قوة الإرهاب التركية وهذا المشروع رفضه الأسد لأنه يخدم خطة الهيمنة الإسرائيلية ويقوم على الشراكة مع تل أبيب بينما يتبنى الرئيس الأسد مشروعا آخر خارج الهيمنة الأميركية الصهيونية يضم روسيا والصين وإيران وسورية وهو مستهدف بصلافة من الدول التي افشل خطتها المعادية للمصالح السورية ولمباديء سورية السيادية والاستقلالية…. ليست فقط مكانة سورية في محور المقاومة وليس فقط تمسكها بتحرير الجولان وهويتها العربية هي المستهدفة بل كذلك خيارها الاستقلالي في الحفاظ على ثرواتها واختيار الشراكات التي تنسجم ومباديء السيادة وتحقق المصالح السورية ورفض الخضوع للصهيونية وهيمنتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى