أوباما يتحمل المسؤولية أيضا: بوعز بسموت
تعيش أوروبا حالة من الضغط. جاهزية عالية بسبب توقع العمليات، حيث ستغلق بلجيكا اليوم منذ الحرب العالمية الثانية المدارس وستوقف حركة المواصلات العامة. «هذا بسبب تهديد جدي وفوري لداعش»، حسب اقوال رئيس الحكومة شارل ميشيل.
في باريس تستمر المقاهي والمطاعم وأسواق عيد الميلاد بأن تكون نصف يتيمة، حيث لا توجد لدى أحد الرغبة في الخروج. في المانيا ايضا بدأوا يلمسون جدية التهديدات. لكن في بريطانيا وجدوا الوقت الكافي لتحذير من يسافر إلى إسرائيل. في متجر في برلين اختاروا مقاطعة المنتجات الإسرائيلية. يمكن أن تُصاب بالهستيريا من هذا التلون الاوروبي الذي لا يُحتمل.
السكان في بلجيكا لا يعرفون من أين سقط كل هذا عليهم. فهم يحترمون جميع الأديان، وفي المدارس العامة يعلمون فقط من يريد التعلم عن العهد الجديد أو التوراة أو القرآن. لقد بدأوا فجأة يفهمون أن الانفتاح بالنسبة للجهاديين لا يعني شيئا ولا يغير شيئا. الكافر يبقى كافرا، حتى لو احترم الأديان الاخرى. في هذه الحالة الدين الإسلامي.
نشأ وحش وتطور في بلجيكا. ويجب الآن تنظيف الدولة من الجهاديين.
قامت بلجيكا مثل باقي دول القارة بمحو كلمة حرب من قاموسها، حيث يتبنى الاتحاد الاوروبي الدبلوماسية. وفجأة تحتاج دول الاتحاد الاوروبي إلى اعادة النظر والى تعليم أبنائها كيفية مواجهة خطر ملموس. وقد انتظرت أوروبا كثيرا إلى أن أدركت أنه يجب التحرك والعمل ضد الإرهاب الذي نشأ في داخلها، وكأنهم لم يعرفوا حجم الخطر عندما عاد الجهاديون من سوريا والعراق. ما الذي اعتقدوه في أوروبا، أن يبتعد هؤلاء الشباب عن الإرهاب؟
الناس في أوروبا بدأوا يطرحون اسئلة صعبة. ما الذي فعله الاتحاد الاوروبي منذ العمليات في باريس في كانون الثاني، ومنذ العمليات في بروكسل ضد قوات الأمن والمتحف اليهودي في المدينة؟ ألم يكن بالامكان متابعة كل اولئك الذين لهم صلة بالاعمال الراديكالية؟.
نفى الرئيس الأمريكي براك أوباما أمس في ماليزيا الادعاء بأن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هو خطر وجودي. الرئيس قال إن الحديث يدور عن مجموعة من القتلة مع شبكة اجتماعية جيدة. ونظرا لأن داعش لا يستطيع هزيمة الغرب في ارض المعركة فانه «يحاول بث الخوف والرعب». لكن داعش ينجح في زعزعة روتين الحياة في أوروبا. أوباما ايضا يتحمل المسؤولية حيث لم يُقدر جيدا حجم الخطر، وها هو داعش ينقل المعركة إلى داخل أوروبا. وهذا برهان على أن كل العمليات ضد داعش في سوريا والعراق قد فشلت.
صحيح أن الحرب ليست شيئا جميلا، بل هي شيئ فظيع. من يعرف هذا مثلنا. لكن الحرب العادلة تكون غير فظيعة، إنها أمر اضطراري واخلاقي. لقد أملوا في الغرب أن ينتهي العهد الذي يرسلون فيه القوات البرية. ففي الغرب لا يريدون ضحايا بالزي العسكري الرسمي. لكن من لا يريدون ضحايا بالزي العسكري سيحصلون في نهاية المطاف على ضحايا مدنيين. يبدو أن المسألة هناك أصبحت واضحة، أو أن هذا ليس أمرا مفروغ منه بعد.
إسرائيل اليوم