نتائج تحقيق سقوط الطائرة الروسية ومسؤوليات مصر حميدي العبدالله
لا شك أنّ العملية الإجرامية التي نفذتها الجماعات الإرهابية ضدّ الطائرة الروسية، سواء كانت من تدبير «داعش»، أو من تدبير مخابرات دولية لها مصلحة في إرباك روسيا وسهّلت لـ«داعش» تنفيذ مهمتها الإجرامية، بقدر ما هي موجهة إلى روسيا موجهة في الوقت ذاته ضدّ الدولة المصرية.
تعني قدرة الإرهابيين على الوصول إلى المطار واختراق الإجراءات الأمنية، تأكيداً على حقيقة أنّ هؤلاء الإرهابيين قادرون على الوصول إلى أيّ طائرة تجثم في مطار شرم الشيخ، وأنّ الترتيبات الأمنية المصرية لم يعد ممكناً أخذها على محمل الجدّ.
بديهي أنّ لذلك تداعيات كثيرة أبرزها عدم وثوق السياح، ولا سيما من الدول التي تهدّدها التنظيمات الإرهابية، وبينها كثير من الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وبعض الدول الأخرى المؤيدة لسياسة مكافحة الإرهاب.
وإحجام هذه الدول عن إرسال طائراتها إلى شرم الشيخ، لن يبقى محصوراً بسيناء بل ربما يشمل مطارات مصرية أخرى بسبب عدم الثقة بالإجراءات الأمنية المصرية، ولأنّ الشكّ لن يظلّ محصوراً في مطار شرم الشيخ، بل سيطاول المطارات الأخرى، فالمعروف أنّ مطار شرم الشيخ يخضع لإجراءات أمنية أكثر صرامة من كلّ المطارات المصرية، لسببين الأول، أنّ التنظيمات الإرهابية تحيط به من كلّ جانب، والسبب الثاني، لأنه شريان حيوي لدعم الاقتصاد المصري، الذي يعتمد على السياحة، وشرم الشيخ من أهمّ المواقع السياحية في مصر، وطالما أنّ الإجراءات الأمنية اخترقت في هذا المطار، فإنّ الافتراض الذي يؤكد سهولة اختراق المطارات الأخرى، واستهداف طائرات بعينها أمراً أكثر من محتمل.
في ضوء هذا الواقع، فإنّ كثيراً من السياح ومن دول كثيرة سيحجمون عن زيارة مصر، وهذا سيؤثر على أوضاعها الاقتصادية.
إضافةً إلى ذلك أصاب هذا الهجوم الإرهابي هيبة الدولة المصرية في الصميم، وأكد أنها غير قادرة على السيطرة على أجهزتها الأمنية المولجة بالمهام الحساسة، ومن شأن ذلك أن يؤشر إلى ما ينتظر مصر في المستقبل، لا سيما أنّ الإرهاب يستهدفها بقوة في سيناء وفي مناطق أخرى بمصر بدعم من بعض دول المنطقة، وتحديداً قطر وتركيا التي توفر ملاذات آمنة وتغطية سياسية وإعلامية لقوى تجاهر بالدعوة إلى إسقاط النظام المصري.
(البناء)