التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 14/11/2015
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
14 تشرين2 – نوفمبر/ 2015
المقدمة
الاعداد لجولة لقاء آخر في فيينا لبحث الازمة السورية كان احد المسائل ذات الاهتمام، دشنها اعلان وزارة الخارجية في وقت متأخر عن نية الوزير جون كيري القاء كلمة حول “الاستراتيجية الاميركية في سوريا” عشية مغادرته لفيينا. الخطاب لم يتضمن اي اضافة او ايضاح جوهري على السياسة وعناوينها القائمة، وربما يتم التطرق لها الاسبوع المقبل.
سيتناول قسم التحليل تطور وتسخير “التقنية العالية” في خدمة الأمن القومي الاميركي، على ضوء اجراء تجارب اميركية غير معلنة على صاروخي “ترايدنت” بالقرب من شواطيء ولاية كاليفورنيا. رجح البعض توقيت التجارب كرسالة تحذير مزدوجة لكل من الصين وروسيا في ظل استعراض القوة العسكرية في مياه بحر الصين الجنوبي، علاوة عن اختبار صلاحية النظم الالكترونية المتطورة والتي باستطاعتها ارسال انذار يحذر من اطلاق صاروخ قريب من الاراضي الاميركية من على متن سفينة تجارية. ويتضمن نظام ترايدنت اجهزة استشعار وانذار تمهد لاطلاق طائرة دون طيار باستطاعتها التصدي للصاروخ الوارد واسقاطه باستخدام تقنية شعاع الليزر.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
لقاء اوباما ونتنياهو
تشكل شبه اجماع اميركي معتبرا ان لقاء الرئيس اوباما مع بنيامين نتنياهو لم يسفر عن نتائج ملموسة، على خلفية تراجع الادارة الاميركية مسبقا بتهميش “الاتفاق النووي” كقضية ثانوية بينهما، ونفض يديها من صيغة “حل الدولتين.”
واوضح مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان الطرفين تحاشيا الخوض “بمسألة مركزية – اسرائيل وفلسطين.” وحذر من تداعيات ذلك وتجسيده في “استمرار موجات الغضب، والقتل، والقمع الشرس .. التي اضحت ظواهر تحدد معالم المستقبل بين الاسرائيليين والفلسطينيين وخيار لا مفر منه.” ومضى في تحذيره من قتامة المستقبل “واطلاق العنان لسير الامور على عواهنها ومفاقمة الاوضاع.” ولفت المركز نظر الساسة الاميركيين الى السؤال الحاضر ومفاده “كم هي عدد المرات التي سيسمح بها فشل الجهود السلمية قبل التوصل لقناعة انه لا امل يرتجى منها.”http://csis.org/publication/israel-and-palestinians-issues-obama-netanyahu-meeting-failed-addres
سوريا
اعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان تدفق القوات العسكرية الاميركية للانخراط مباشرة في سوريا نضج ببطء كثمرة سلسلة انتقادات موجهة لسياسة الادارة الاميركية. واوضح ان الادق توصيف تلك الاستراتيجية “بالتزايد المحسوب .. والتي لم تفلح في تخفيض حدة تنامي الانقسامات الداخلية سواء في سوريا او العراق، بل تركت سوريا فريسة للتدخل الروسي.” ومضى في اانتقاده مذكرا صناع القرار بأن “تطور الاحداث سبق دوما اي تزايد جديد في العمليات العسكرية الاميركية .. وان كان هناك من فضائل لسياسة التزايد المحسوب الزاحف فانها تنطوي على سلبيات بشكل عام.”http://csis.org/publication/creeping-incrementalism-us-strategy-iraq-and-syria-2011-2015
اعتبر معهد كاتو الدعوات المطالبة بانشاء منطقة حظر للطيران في سورية “حمقاء،” محذرا من تداعياتها والتعقيدات المرافقة لها نظرا “لطبيعة اقتراحات انشاء مناطق حظر الطيران، والتي عادة تتسم بالتهور الشديد،” مشيرا الى دخول سلاح الجو الروسي بفعالية على المشهد الميداني وما قد ينجم عنه من “خطورة وقوع اشتباكات مباشرة مما يستدعي موسكو الرد بالمثل.” واضاف انه حتى لو قررت موسكو عدم التعرض مباشرة للولايات المتحدة هناك “فلديها خيارات اخرى للرد ضد الجهود الاميركية لاذلال الكرملين.” ومن بين الخيارات، التي تناولها المركز، اقدام الرئيس الروسي على “مضاعفة جهود بلاده العسكرية في اوكرانيا، وارتفاع حدة الصراع، بل يبقى امامه خيار التحرك عسكريا ضد جمهوريات بحر البلطيق الضعيفة، وما سينجم عنه من ازمة مصداقية لحلف الناتو.”http://www.cato.org/blog/reckless-proposal-impose-no-fly-zone-syria
عرض معهد كارنيغي جملة من الدوافع والاسباب التي قال إنها حكمت استمرار ولاء ضباط الجيش السوري للرئيس الاسد، معتبرا ان جزءاً كبيرا يعود “لامتيازات الاسكان الممنوحة لاعتبارات شخصية واستحقاق، عوضا عن قواعد مؤسساتية ناظمة.” واضاف ان “معظم الضباط السوريين قضوا ردحا من الزمن التقدم والخروج من الشريحة الدنيا للطبقة المتوسطة والحصول على امتيازات توفرها ضاحية الاسد لهم ولعائلاتهم.” واوضح ان “معظم حالات الانشقاق بين الضباط منذ عام 2011 أتت من صفوف ضباط لم ينعموا بامتيازات نظام الاسكان.”http://carnegie-mec.org/2015/09/30/assad-s-officer-ghetto-why-syrian-army-remains-loyal/iigr
الاردن
ارهاصات الساحة الاردنية كانت من بين اهتمامات معهد كارنيغي، مشيرا الى “تململ داخل القوات العسكرية” الاردنية نظرا لخطط العاهل الاردني “تخفيض عدد قوات الجيش، وتكليفه القيام بمهام أمنية في القطاع التجاري بشكل رئيسي، ومهام حفظ السلام، والحروب غير المتماثلة.” موضحا ان وجهة نظر تنتشر بين صفوف قيادات الجيش تحمل “الملحقات السرية لاتفاقية وادي عربة” مسؤولية تخفيض عديد القوات العسكرية “وخشيتهم من تداعيات ذلك على قدرات الجيش الاردني ردع اي محاولات (معادية) على طول الحدود مع اسرائيل.” واردف ان تلك التفسيرات القلقة “انتعشت في ظل عهد الملك عبد الله .. وبروز بنية عسكرية من مستويين، احدهما طبقة متخمة بالامتيازات تشمل المستويات العليا من شريحة الضباط وقيادة العمليات الخاصة؛ والثانية تضم ما تبقى من هيكلية تشمل سلاحي المدفعية والمدرعات، ومعظم الرتب الاخرى.”http://carnegie-mec.org/2015/09/30/early-spring-in-jordan-revolt-of-military-veterans/iigv