بوصلة حزب الله
غالب قنديل
جريمة القتل الجماعي في برج البراجنة هي محطة دموية جديدة في مسار الإرهاب التكفيري وحركته على أرض لبنان … هو الإرهاب التكفيري الذي لا يتجسد بانتماء المفجرين إلى جنسية او هوية فالتعريف الوحيد لهم هو انهم القتلة المتوحشون أعداء الإنسانية منهم لبنانيون وفلسطينيون وسوريون وعراقيون واتراك وسعوديون وشيشان وطاجيك ومغاربة وفرنسيون وأستراليون إلى آخر قائمة الثمانين بلدا التي استقدم منها القتلة والمرتزقة وشذاذ الافاق لتعميم المذابح في منطقتنا.
يتأكد مع هذا الإجرام البشع صواب الخيار الذي اتخذته قيادة حزب الله منذ اللحظة الأولى ولولا ذلك لكانت وتيرة المذابح ورقعتها أضعافا مضاعفة … إنها الحرب المفتوحة ضد وحش التكفير الإرهابي ورعاته .. دفاعا عن الإنسانية يقاتل المقاومون في كل مكان ضد الإرهابيين ويدكون معاقل العصابات الداعشية القاعدية وفروعها … هي المعركة الوجودية في لبنان والعراق وسورية واليمن ومصر وليبيا وجميع انحاء الوطن العربي والعالم .
الحكومات الداعمة والراعية هي أصل الجريمة ومصدرها والأدوات الإرهابية تفاصيل متشابهة تغرف سلاحها ومالها وتغطياتها السياسية من ذات المصادر والموارد …
تلك الدماء وما قبلها وما بعد من أرواح أزهقت هي في رقاب حكام تركيا والسعودية وقطر الذين تجتاحهم أهوال الفشل والخسارة ويتوحشون في طلب المزيد من سفك دماء الأبرياء …
داعش ليست سوى ذراع لحكومة تركيا الأخوانية التي تمدها بالسلاح وبالتغطية النارية وتبيع لها النفط المسروق وتتقاسم السعودية وقطر مع أردوغان وفريقه الإجرامي رعاية الفصائل التكفيرية المتوحشة بأسمائها ويافطاتها الألفين … وفي القلب من كل ذلك إسرائيل ومخططاتها ومخابراتها الداعمة للشبكات القاعدية .
يستهدفون لبنان وبعض الغافلين المغفلين مصممون على خطاب أبله يفيض كيدا وحقدا وبعض وسائل الإعلام المسعودة المأمركة تلتمس العذر لوحش التكفير والإرهاب لكن المقاومة لا تنثني وأهل المقاومة يعرفون الطريق إلى الدفاع عن الوجود والمصير وكما ازدادوا تصميما وإقداما في تحدي المذابح الصهيونية لن تزيدهم جرائم التكفيريين إلا تمسكا بالمقاومة ونهجها وخيارها بروح الشهادة والبطولة التي رسمت مجد لبنان وانتزعت نصر التحرير وبمثل ذلك سيكون القضاء على خطر الإرهاب.
يهرب القتلة من ميادين القتال حيث يهزمون ويدبرون مقتلة لعائلات الأبطال الذين يدحرون جحافلهم على أرض سورية وفي السلسلة الشرقية … الشوارع الآمنة التي روتها دماء الأطفال والآباء والأمهات ذات مساء وذات صلاة في برج البراجنة سوف تزداد حصانة وقوة بإرادة الشباب وبعهد الشهادة الكبير في الدفاع عن الشعب والوطن ضد العدوين الصهيوني والتكفيري وبروح المقاومة التي تجعل الجنازات أعراسا من عقود وتحول التهديدات إلى فرص للنهوض .
الضاحية لا تنكسر ولن تركع وهي شامخة تقاوم كما تعودت من زمان بعيد فمنذ انتفاضتها ضد الغزاة الصهاينة واتفاقية الذل والعار عام 1983 ما تزال تقاوم ومعها اهل المقاومة في بيروت والجنوب والبقاع وصيدا وأبناء الشمال والجبل من أبطال المقاومة والصمود في كل مكان ومن كل المشارب اللبنانية معتقدا وانتماء سياسيا او دينيا فقد تعاظم جمهور المقاومة وتناقل الرايات جيلا وراء جيل وهذه المقاومة الشريفة التي يقودها حزب الله تحمي لبنان وتشارك الجيش مسؤولية الدفاع عن الوطن فلا تطلب شيئا من أحد وقد تعودت الصبر على الظلم والفجور وما أكثر الفاجرين والمرتزقة الجاحدين لحق المقاومين الشهداء وعائلاتهم المضحية .
الخيار محسوم والثمن معلوم وعلى الآخرين ان يسألوا انفسهم ماذا قدموا غير الثرثرة عن السيادة والاستقلال وهمس المخبرين في كواليس السفارات وأوكار التجسس ليستحقوا الانتماء إلى وطن يعصف به خطر الإرهاب المتوحش ويتربص تهديد الصهيونية الإجرامي وهم ينكلون بمن انتدبوا أرواحهم في سبيل شعبهم وبلدهم فحصدوا العار والخذلان لأن مسيرة الشهداء منصورة والإرهاب إلى الجحيم مع مشغليه ومدبريه في جميع عواصم التآمر مهما طال الزمن فالقادم هو انتصار للمقاومين وذل للخانعين … هل وصلت الرسالة ؟