الأهداف الفعلية لإرسال 50 جندياً أميركياً إلى سورية حميدي العبدالله
بيّنت وسائل الإعلام الأميركية الهدف الحقيقي الذي يكمن وراء إرسال 50 عسكرياً أميركياً للقتال إلى جانب التنظيمات المسلحة في سورية. إضافةً إلى تقديم التدريب، وضمان التنسيق بين بعض الفصائل المسلحة المرتبطة بالولايات المتحدة، ولا سيما وحدات الحماية الكردية وتجمّعات عربية أخرى، ورفع مستوى الالتزام الأميركي إزاء هذه الجماعات المسلحة والدول المنخرطة في الحرب على سورية، إضافة إلى كلّ ذلك أنّ ثمة أهدافاً أخرى لوجود هؤلاء العسكريين، على قلتهم وحدود تأثيرهم الميداني، تولّت بعض وسائل الإعلام الأميركية شرح أسباب إرسال هذه القوة التي ينظر إليها على أنها قوة رمزية، في حين يعتبرها البعض تطوراً هاماً في التدخل العسكري الأميركي في الشأن الداخلي السوري.
يمكن على هذا الصعيد لحظ هدفين أساسيّين لوجود هذه القوة الأميركية حسب صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، الهدف الأول «دعم تحالف المتمرّدين الذي أثبت نجاحاً ملموساً على أهداف الدولة الإسلامية ـ داعش» وتقصد الصحيفة بالنجاح التقدّم الذي حققه الأكراد في منطقة عين العرب بالتعاون مع القصف الجوي الأميركي. وبديهي أنّ تحقيق هذا الهدف بات مسألة هامة بالنسبة للولايات المتحدة في سياق سعيها لتطويق نتائج أيّ تقدّم يحققه الجيش السوري بالتعاون مع سلاح الجوّ الروسي، الأمر الذي من شأنه أن يسلّط الضوء أكثر على عدم جدية الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب. الهدف الثاني، كما تشرحه الصحيفة ذاتها يكمن في «أمل الولايات المتحدة زيادة نفوذها ونفوذ قوات المتمرّدين التي تضمّ أكراداً سوريين يتماشون مع قوات من الجيش السوري الحرّ».
أيّ أنّ الولايات المتحدة تريد الإسهام في السيطرة على منطقة في سورية عبر القوى المتعاونة معها على الأرض السورية لاستخدامها في المستقبل في أيّ مفاوضات حول حلّ سياسي للأزمة القائمة في سورية، مع انطلاق مسار جديد من المفاوضات في فيينا.
لكن الصحيفة تشير إلى هدف ثالث وإنْ لم يكن أساسياً يفسّر إرسال هذه الوحدة العسكرية الأميركية، ويكمن هذا الهدف حسب الصحيفة بـ«توفير الطمأنينة للحلفاء» وبعث رسالة مفادها «أنّ الولايات المتحدة لديها وجود قويّ في صفوف القوات الكردية السورية»، هذا إضافة إلى أنّ وضع الولايات المتحدة يدها على الورقة الكردية في سورية، بعث رسالة «لطمأنة تركيا التي تنظر إلى الأكراد بريبة».
إذاً لم يعد إرسال هذه الوحدة الصغيرة مجرّد عملية رمزية، بل هي تسعى إلى تحقيق أهداف سياسية كبرى، وتعبّر عن استراتيجية أميركية جديدة تأخذ بعين الاعتبار نتائج تجارب الولايات المتحدة في العقدين الأخيرين.
(البناء)