حطيط للشرق الجديد: فيينا نتيجة لرجحان الكفة في الميدان لصالح سوريا وحلفائها وفشل الفريق المعتدي
رأى الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش اللبناني امين حطيط في حديث لوكالة اخبار الشرق الجديد حول التحولات العسكرية في الميدان السوري وتأثيرها على توازن القوى السياسي، ان المشهد العسكري في سوريا يمكن ان تحدد خصائه بثلاثة عناصر:
العنصر الاول، هو تراجع القدرة الهجومية للإرهابيين تحت ضغط العنصر الناري الذي تمتلكه سوريا وحلفاؤها، خاصة بعد العمليات الجوية التي تقوم بها القوات الروسية، فالقدرات الهجومية للإرهابيين تراجعت وتآكلت بشكل كبير وملحوظ منعها خلال الاسابيع الثلاثة الاولى من القيام بأي هجوم ومنعها في الاسبوعين الاخيرين من تحقيق انجازات ميدانية في الهجومات المحدودة التي تقوم بها.
العنصر الثاني، هو زيادة القدرة الهجومية للجيش العربي السوري والدفاع الوطني والمقاومة وحلفائهم ما مكن هذه القوى من تطهير مساحات شاسعة بلغت في مجموعها على المساحة السورية خلال الشهر الماضي حوالي 420 كيلومتر مربع، فيها حوالي 100 قرية وبلدة، وقد أدى هذا الى اخراج حوالي 15000 ارهابي من الميدان بين قتيل ومصاب وموقوف ومستسلم وفار.
العنصر الثالث، انخفاض معنويات الارهابيين ما جعل القوى التي تشغلهم بقيادة اميركية ان تتدخل مباشرة عبر ثلاثة وسائل باتت واضحة، اولا، الاعلان عن ارسال خبراء للقوى البرية بحجم يتراوح بين 50 و60، ثانيا، الاملاء على القوى الاقليمية التابعة برفع مستوى مساعداتها للإرهابيين بالأسلحة والذخائر النوعية، من صواريخ مضادة للطائرات وللدروع، ثالثا، وهذا مستجد فاجأ الجميع، فتح غرفة عمليات “موم” في تركيا لإدارة العمليات الارهابية في الشمال السوري لوضع حد للانهيارات في صفوف المسلحين.
ولفت حطيط الى ان كل ذلك جاء بعد ان اعترفت اميركا برجحان الكفة لصالح سوريا وحلفائها في الميدان.
وردا على سؤالنا حول النتائج العملية التي ترتبت على محادثات فيينا قال حطيط: ” مؤتمر فيينا يختصر بأمرين، الشكلي والمضمون ، في الشكل، للمرة الاولى تضطر الجهة المعتدية على سوريا والمنطقة ومحور المقاومة ان تبحث مع عناصر حلفاء لسوريا في الدفاع مسألة الخروج من الازمة، وهذا اعتراف مهم جدا فلو لم يكن هناك ارجحية في الميدان لصالح سوريا لما اعترفت اميركا بهذا الموضوع، وفي المضمون، هي العبارة التي تختصر المؤتمر والتي اجمع عليها الكل ووردت في البيان الختامي والمؤتمر الصحفي الذي عقده وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري بحضور ممثل الامم المتحدة ستيفان دي مستورا “التمسك بسوريا الموحدة والدولة العلمانية” وهذا كان مطلب الحكومة السورية اصلا، وهو يناقض المشروع الصهيو اميركي الذي يتجه الى تفكيك سوريا وانشاء دول على اساس اثني ديني طائفي مذهبي متناحر”.
وختم حطيط قائلا: “ان اعتراف اميركا بان الحل يقتضي المحافظة على سوريا وعلمانيتها يعني اقرار غير مباشر بفشل المشروع، ولا ارى نتائج عملية سريعة لمؤتمر فيينا، انما ارى بدء اقرار من قبل الفريق المعتدي ان انتصاره في سوريا مستحيل”.