من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : هولاند يشترط لزيارة لبنان “مفاوضات تكسر الجمود الرئاسي” السعودية تعوّم “المليارات”: أسلحة متوسطة.. و”صفقات صغيرة”!
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والعشرين بعد الخمسمئة على التوالي.
عَوداً على بدء في قضية صفقة المليارات السعودية الثلاثة لشراء أسلحة فرنسية للجيش اللبناني. فبحسب مصادر فرنسية، عاد النقاش في تنفيذ صفقة الأسلحة المجمدة مع لبنان الى سيرته الأولى. وأبلغت وزارة المال السعودية الهيئة الفرنسية المشرفة على توقيع العقود والشركات، طلباً بإحياء الصفقة التي كانت قد أُبرمت في الرابع من تشرين الثاني 2014، أي على مسافة نحو سنة من تاريخ إعلان الرئيس ميشال سليمان عن الهبة الملكية السعودية للجيش اللبناني.
ومع الضوء الأخضر السعودي الجديد، من المنتظر، بحسب مصادر فرنسية ان تُستأنف المفاوضات مع الشركات المصنعة للأسلحة الفرنسية، على ان تنتهي قبل انتهاء العام، مستكملة التعاقد على لائحة المشتريات التي تم الاتفاق عليها بين الجيش اللبناني والمفاوضين من شركة “اوداس” الفرنسية الوسيطة، في الثاني من شباط الماضي.
وكانت الشركة الفرنسية قد تلقت منتصف أيار الماضي رسالة رسمية سعودية، تطلب تجميد العمل بصفقة تسليح الجيش اللبناني. وطلبت الرسالة من الجانب الفرنسي عدم إبرام العقود التي تم التوافق عليها مع الشركات المصنعة، في انتظار أن يقوم الجانب السعودي بمراجعة اللوائح التي تم التوافق عليها مبدئياً، والتصديق عليها قبل العودة الى تفعيل الاتفاق وتنفيذه مجدداً.
وبموجب العقد الموقع بين الأطراف الثلاثة، يحق للجانب السعودي طلب تجميد العقد، على ما يقوله مصدر مواكب للمفاوضات، وذلك لمدة شهر ونصف الشهر، لكن التجميد تجاوز هذه المهلة كما تبين الوقائع.
وكانت مصادر عربية قد عزت القرار السعودي بتجميد الصفقة الى تحقيق كان يجري بشأن صفقات عدة، بينها الصفقة الفرنسية، مع رئيس الديوان الملكي السعودي السابق خالد التويجري، بعد وضعه في ما يشبه الإقامة الجبرية، وصولاً الى منعه من السفر من السعودية، حيث كان يتم استجوابه بإشراف ولي العهد الثاني وزير الدفاع محمد بن سلمان.
وبحسب مصادر فرنسية تشيع تفاؤلاً كبيراً بالذهاب جدياً نحو تنفيذ الصفقة وتسليح الجيش اللبناني، فقد أنهت الشركة الوسيطة (“اوداس”) إعادة هيكلة الصفقة وترتيب اولويات التسليم، على قاعدة إعطاء الأولوية لتنفيذ “الاتفاقات الصغيرة”، التي يغطي تنفيذها مبلغ الـ600 مليون دولار الذي دفعته السعودية، كدفعة مقدمة على صفقة الـثلاثة مليارات دولار.
وتعطي الجدولة المقترحة لعمليات التسليم الانطباع أن الصفقة ستنفذ بكاملها، “فإذا ما تم التركيز على تسليم الأسلحة المتوسطة والمركبات ومعدات التنصت والرادارات وبعض الصواريخ وتنفيذ الصفقات الصغيرة، فمن المرجح ان يستغرق ذلك أشهراً طويلة” على حد تعبير المصادر الفرنسية.
وفي انتظار ذلك، يُفترض أن تكتمل لدى المصنعين الفرنسيين، الطائرات المروحية (“البوما” و”الغازيل”) التي تحتاج الى إدخال تعديلات عليها او إعادة تأهيل، او بناء الزوارق الحربية الأربعة. كما يفترض أن تكتمل في الوقت نفسه عملية تمويل ما تبقى من الصفقة خلال الأعوام الخمسة المقبلة، لتنفيذها إذا لم تبرز عقبات تقنية أو سياسية أو تعاقدية أخرى.
ومن المرجح ألا تُستأنف عمليات تسليم الأسلحة الى الجيش اللبناني، قبل بداية العام المقبل، إذا ما أنجزت العقود في المواعيد المفترضة، علماً أن مواعيد التسليم الاولى كانت قد حددت مع مطلع الصيف الماضي. ولكن لبنان لم يحصل من الثلاثة مليارات، حتى الآن على أكثر من 49 صاروخ “ميلان”، جاء بها الى بيروت وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، من دون ان تخطو بعدها الصفقة خطوة واحدة، نحو تسليم أي معدات أخرى.
ومع عودة الحياة الى صفقة التسلح السعودية، يعود الفرنسيون أيضاً الى الاهتمام بالملف الرئاسي اللبناني، على مستويين: المستوى الإيراني أولاً، إذ قالت مصادر عربية وفرنسية متقاطعة في باريس لـ”السفير” إن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، سيعيد طرح الملف اللبناني مع الإيرانيين، خلال زيارة الرئيس حسن روحاني القريبة الى باريس. وكان الرئيس الإيراني قد رفض الخوض في الملف اللبناني خلال اللقاء الذي جمعه بهولاند، في نيويورك، على هامش الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة مطلع تشرين الأول الماضي.
أما المستوى الثاني، تضيف المصادر، فيتمثل في إبداء الرئيس الفرنسي استعداداً مستمراً لزيارة لبنان، شريطة التمهيد لذلك بمفاوضات تسمح له بفتح الملف الرئاسي في لبنان، وكسر الجمود السياسي الحالي، والتوصل الى تفاهم مقبول من الجميع. ولذلك، يقترح المستشارون في قصر الأليزيه، إعادة فتح الملف الرئاسي مع رئيس الوزراء تمام سلام، خلال مشاركة لبنان، في مؤتمر المناخ، المنعقد نهاية هذا الشهر في باريس.
وبينما يتداول الفرنسيون والسعوديون بأمر تسليح الجيش، تجاوزت المؤسسة العسكرية، أمس، مطب الرواتب الذي لم تواجه مثيلاً له حتى في عز الحرب الأهلية والانقسامات السياسية الداخلية، حيث تمّ التوصل الى “صيغة قانونية” استثنائية مؤقتة تؤمّن رواتب العسكريين و”تخدم” لشهر واحد، على أن تجري قوننتها لاحقاً من خلال مرسوم يصدر عن مجلس الوزراء مجتمعاً.
وقالت مصادر معنية لـ”السفير” إن هذه الصيغة “لا تؤمن رواتب الشهر المقبل، إذ إن وزارة المال قامت بتحويل الأموال من الاحتياط لتأمين الرواتب لكل المؤسسات العسكرية والأمنية والإدارات والمؤسسات العامة، لكنها استنفدت ما يمكن تسميته بالاحتياطي وبات تمويل الرواتب يحتاج الى قانون اعتمادات إضافية يصدر عن مجلس النواب، لأن المتوافر في الشهر الأخير لا يغطي الرواتب إلا بصورة جزئية”.
الديار : هل يستطيع بري الحصول على الجلسة النيابية؟ وسلام ارتاح من النفايات “كوستابرافا” المطمر المعتمد بعد “سرار” في عكار ولمدة زمنية؟
كتبت “الديار”: “يوم طويل” مزدحم بالملفات في المجلس النيابي يبدأ بالتئام طاولة الحوار واجتماع هيئة مكتب المجلس النيابي وما بينهما ملف النفايات “المتعثر” بعد ان “رسا” المكب الموازي لـ”سرار” في “الكوستابرافا” في خلدة والذي لاقى اعتراضات واسعة من اهالي الشويفات وتهديد “الحراك المدني” بالاعتصام لرفض اقامة المطمر حيث سينقل النائب طلال ارسلان الذي التقى الوزير وائل ابو فاعور عصر أمس، ونهاراً الوزير أكرم شهيّب اعتراضات اهالي الشويفات ومنطقة الغرب الساحلي على اقامة “المطمر” حيث ووجه ارسلان خلال اللقاء الموسع في بلدية الشويفات وفي حضور احزاب وفاعليات المدينة برفض قاطع نقله الى “الخليلين” اللذين شرحا لارسلان مكان “المكب” والشروط تاركين له حرية القرار ومؤكدين ان القرار ليس قرار حزب الله وحركة أمل بل قرار الدولة.
واجرى النائب طلال ارسلان اتصالا هاتفياً برئيس الحكومة تمام سلام، الذي وعده بأنه “لن يمشي” بمطمر الكوستابرافا اذا لم يوافق ارسلان واهالي الشويفات، واتفقا على طرح هذا الملف بكل تفاصيله على طاولة الحوار اليوم.
ارسلان الذي نسق الخطوات مع جنبلاط بشأن مطمر “الكوستابرافا” سينقل اعتراضات اهالي الشويفات لطاولة الحوار وشروطهم، واذا تم التوافق عليها سيبلغ ارسلان النتائج للاهالي في اجتماع يعقد اليوم في بلدية الشويفات الساعة الخامسة لاعلان القرار، سلباً او ايجاباً. لكن ارسلان سيطرح على طاولة الحوار لائحة طويلة من الضمانات والمطالب وتعهدات قبل الاقدام على اي خطوة.
وقالت مصادر ارسلان انه لن يخرج عن ارادة ابناء الشويفات مهما كان موقفهم، وخلال اجتماع اليوم في بلدية الشويفات سيتخذ القرار، وان اوحت مصادر مقربة من النائب ارسلان بأن الأجواء ايجابية.
كما اوضحت مصادر قريبة من حركة الاتصالات القائمة ان اجواء فعاليات وهيئات ابناء الشويفات تعارض بشدة اقامة مطمر للنفايات على مقربة من الاماكن السكنية، وعلى شاطئ البحر نظراً للنتائج السلبية جداً على الثروة السمكية والمواقع السياحية في خلدة. وقالت حتى لو كان هناك موافقة، فهي ستكون مرتبطة بشروط قاسية جداً. لا ندري ما اذا كانت الحكومة قادرة على تلبيتها، بالاضافة الى ان لا ثقة لدى ابناء الشويفات بأي ضمانات او ما شابه من الحكومة وتساءلت الاوساط: عن الوقت الذي سيبقى المطمر في “كوستابرافا”، وما اذا كان المؤقت سيصبح دائماً على غرار ما حصل في الناعمة. وقالت: كيف تقبل الحكومة بالاساس باقامة مطمر على تخوم العاصمة وبالقرب من مناطق سكنية، وعلى الشاطئ حيث ستكون تداعياته خطيرة على هذه المناطق وعلى الشاطئ.
لكن الاوساط وضّحت ان الحسم اليوم، واذا كانت المؤشرات ايجابية فان الرئيس سلام سيرتاح من هذا الملف واعبائه منذ 15 تموز.
وفي موازاة ملف النفايات وتعقيداته، تعقد طاولة الحوار برئاسة الرئيس نبيه بري وعلى جدول الاعمال الملف الرئاسي الذي اصبح روتينياً، امام القضايا الطارئة ومنها ملف النفايات وتأمين رواتب الموظفين خلال شهري تشرين الثاني وكانون الأول بعد حلّ مشكلة رواتب العسكريين امس، علماً ان المتحاورين سيتناولون مواصفات رئيس الجمهورية و”الرئيس المقاوم”.
واشارت معلومات “ان قوى 14 آذار عقدت اجتماعاً مساء امس الاول في بيت الوسط لتنسيق المواقف في جلسة الحوار والتأكيد على النأي بالنفس، فيما قوى 8 آذار تؤكد على “الرئيس المقاوم” وخيار المقاومة.
قالت مصادر مشاركة في الحوار ان لا مؤشرات توحي بتمكّن المتحاورين من الوصول الى مقاربات مشتركة حول اي من بنود طاولة الحوار، خاصة ملفي رئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات ولذلك استبعدت المصادر حصول اي خرق جدي في جدار الازمة المستفحلة في البلاد. اضافت ان اقصى ما يمكن ان تخرج به جلسة الحوار اليوم اعلان دعمها للحكومة، وتحديداً في ملف النفايات من دون الدخول في تفاصيل هذا الملف.
الأخبار : بازار المطامر يزدهر
كتبت “الأخبار “: اتسع بازار النفايات. بدل المطمرين، يجري التداول بثلاثة، وشبه مطمر اقترحه النائب ميشال المر في المتن. أهالي الشويفات لا يزالون يعارضون “مطمر الكوستا برافا”، وكذلك في عكار والجنوب. لكن السلطة تؤكد أن “الأمور تتقدّم بالاتجاه الصحيح”
لا تزال السلطة عاجزة عن إقفال ملف النفايات التي تُغرق جزءاً من البلاد، بعدما وضعت أمامها حلاً وحيداً: فتح مطامر. وبعدما جرى التداول بين القوى السياسية خلال الأيام الماضية عن فتح مطمرين اثنين، في عكار (سرار) والشويفات (مصب نهر الغدير)، أعيد طرح اعتماد ثلاثة مطامر: مطمر سرار لنفايات بيروت وجزء من جبل لبنان الشمالي، مطمر الشويفات لنفايات الشويفات والضاحية الجنوبية، ومطمر في عاليه أو الشوف لنفايات عاليه والشوف وبعبدا وجزء من جبل لبنان الشمالي.
فأهالي الشويفات لا يزالون يعترضون على إقامة مطمر على الأرض التابعة لبلدتهم. في اجتماع ضمّ وجهاء البلدة أمس إلى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، بدا رفض المطمر عارماً. ولم يقبل الحاضرون أي نقاش في حوافز يمكن أن تحصل عليها البلدية وجوارها، على غرار مبلغ المئة مليون دولار التي أقرها مجلس الوزراء لعكار لقاء فتح مطمر سرار. كذلك رفض المجتمعون البحث في أي أمر متصل بدراسة الأثر البيئي المباشر عليهم من المطمر المقترح. وقال ارسلان لـ”الأخبار” إن “الرفض عارم من قبل الأهالي، وانا سأنقل وجهة نظرهم إلى الحكومة والمعنيين، كما أنني سأبحث هذا الملف على طاولة الحوار اليوم”. ويجري الحديث بين القوى السياسية عن مغريات ستُعرض على أهالي الشويفات ومنطقة الأوزاعي (المطمر أقرب إلى الأوزاعي منه إلى المناطق المأهولة في الشويفات)، وخاصة أن المقترح الذي يجري الحديث عنه يتضمن إقامة معمل لتكرير مياه الصرف الصحي في المنطقة، فضلاً عن ردم مساحة في البحر. لكن لا أحد يبدو واثقاً من تعهّد السلطة بأن هذا المطمر سيكون مؤقتاً وسيُعمل به وفق معايير تحترم سلامة البيئة. وعلمت “الأخبار” أن الحزب الاشتراكي دخل على خط الاتصالات مع وجهاء الشويفات، لمحاولة إقناعهم بقبول المطمر، على قاعدة أنه سيُستخدم لسنة واحدة لا أكثر. وأعلنت “جمعية الشويفات للعيش المشترك” تعليق دعوتها إلى التظاهر اليوم، “بانتظار نتائج الاجتماع الذي سيعقد الساعة الخامسة من عصر اليوم في مقر البلدية، والذي سيضم كافة فعاليات المدينة الرسمية والدينية والحزبية والمخاتير وهيئات المجتمع المدني، بحضور النائب أرسلان، لإعلان القرار النهائي الصادر عن جميع الحاضرين بشأن المطمر”.
وفي سرار، يتقدّم بين اتحادات البلديات اقتراح رئيس اتحاد بلديات الشفت أنطون عبود بشأن تحويل مكب سرار إلى مطمر صحي لنفايات عكار وحدها، وإقامة معمل لفرز النفايات ومعالجتها وآخر لتكرير المياه والعصارة في الموقع نفسه. ويتحدّث عبود عن وجود هبة من جهة أجنبية تكفي للبدء بتنفيذ هذا المشروع، مؤكداً رفض استقبال نفايات من خارج عكار ونقلها إلى سرار.
وفي إطار “بازار الزبالة” الذي فتحته القوى السياسية، دخل النائب ميشال المر على خط الاقتراحات أمس، من خلال اجتماع ضمه إلى عدد من رؤساء البلديات في المتن، اقترح فيه استخدام أرض محرقة برج حمود لإقامة معمل لفرز النفايات .
وقالت مصادر وزارية لـ”الأخبار” إن النقاشات بشان خطة الوزير أكرم شهيب لمعالجة أزمة النفايات تتقدّم. ورأت أن “الحوار مستمر مع أهالي منطقة الشويفات والنائب طلال أرسلان، متحدثة عن “إيجابية كبيرة يبديها أرسلان والأهالي”. كذلك أكدت أن “العمل مستمر على تجهيز مطمر سرار، على الرغم من بعض الاعتراضات التي يُعمَل على حلّها”.
وأشارت المصادر إلى أنه “في النهاية إذا تم الاتفاق فإن الدولة ستقوم بالتنفيذ، ولا يمكن الدولة أن تسترضي الجميع في المسائل الكبرى”.
البناء : دي ميستورا وتحدّي التزام تركي سعودي بـ”فيينا” بوقف احتضان “النصرة” سورية تنتظر تحديد الشريك في الحوار وفقاً لمعايير الحرب على الإرهاب هل ينسف جنبلاط حلّ النفايات بترحيل نفايات عاليه والشوف إلى مطمر الشويفات؟
كتبت “البناء”: شكلت زيارة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى دمشق الفرصة الأولى لبدء مسار جديد في التعامل مع توازي ملفَيْ الحرب على الإرهاب والحلّ السياسي، ولم تعد مفردة شكل المرحلة الانتقالية بنداً على مائدة البحث، بعدما استغرقت كلّ مرحلة المبعوث السابق الأخضر الإبراهيمي، ونصف عمر مرحلة المبعوث الحالي، الذي أنفق النصف الثاني على مساعي وقف إطلاق للنار، تحتاج طرفاً مقابلاً للجيش السوري في صفوف من يسمّيهم دي ميستورا من المعارضة، وقادر على الإمساك على جبهة واحدة على الأقلّ يملك قرار القتال فيها.
لا يزال دي ميستورا أسير ذكريات تصفّي مهمته قبل فيينا، ويبدو أنه كان يحتاج إلى إنعاش ذاكرة ليعود إلى بيان فيينا كخارطة طريق جديدة لمهمته، بعدما حلّ بيان فيينا مكان بيان جنيف 2012، وصار الحلّ السياسي المرتبط بالانتخابات مؤجلاً لما بعد الانتهاء من الحرب على الإرهاب ومعه كلّ نقاش حول المسار السياسي، باستثناء بلورة حوار سوري ــــ سوري، لا مانع عند الدولة السورية من أن ينتهي بتشكيل حكومة وحدة وطنية تدعم الحرب على الإرهاب، والعقبة أمامه لا تزال أن ينجح المبعوث الأممي بضمان تطبيق مسار فيينا الخاص بالدول المشاركة، خصوصاً تركيا ودول الخليج وبعض الدول الغربية، لجهة أنّ الأولوية هي للحرب على الإرهاب، وما يعنيه ذلك من التزام بقطع كلّ صلة بالمنظمات المصنفة إرهابية لدى الأمم المتحدة، خصوصاً “جبهة النصرة” و”داعش” وما يعادلهما، وبعد ذلك يمكن البحث بتعاون إقليمي دولي في هذه الحرب يخلق البيئة المناسبة لمسار سياسي سوري سوري قادر على تحقيق اختراقات.
السؤال الذي لم يملك عليه دي ميستورا جواباً، هو مَن هي القوى التي يتحدّث عنها عندما يدعو لوقف إطلاق النار، ومن هي القوى التي يقصدها كشريك مفترض في حوار سوري سوري، وإذا كانت القوى ذاتها التي شاركت في مؤتمرَي جنيف الأول والثاني، فالسؤال هل قطعت هذه القوى علاقتها بـ”جبهة النصرة”؟ وهل هي مستعدّة للإعلان عن أنّ أولويتها لم تعد إسقاط النظام، وصارت تقديراً للخطر الداهم مقاتلة الإرهاب بالتعاون مع الدولة السورية والتنسيق مع الجيش السوري؟ وقبل تبلور الجواب على هوية هذه القوى وتحضير المناخ معها والحصول على الأجوبة الواضحة منها، ليس لدى دمشق سوى أن تنتظر الأجوبة، بينما يواصل الجيش السوري إنجازاته خصوصاً في الريف الجنوبي لحلب.
لبنانياً، يبدو ملف النفايات متقدّماً على ملف الحوار وربما سيحتلّ طاولة الحوار اليوم، وفي جديد ملف النفايات الذي بدا أنه بلغ نهاياته لوهلة، التعثر الذي دخل على خطي رفض حزب الطاشناق للبديل المتني الذي تقدّم به الوزير ميشال المر، وتمسك النائب وليد جنبلاط في حال اعتماد مطمر الشويفات لنفايات قضاء بعبدا أن تضاف إليه مهمة استيعاب نفايات قضاءي عاليه والشوف ما تسبّب بتعقيد المهمة مجدّداً.
يعود الحوار الوطني اليوم في جلسته التاسعة للانعقاد في ساحة النجمة لاستكمال البحث في مواصفات الرئيس وملف النفايات. وفيما يستمر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بتعليق المشاركة في جلسة الحوار طالما أن النفايات في الشوارع ومجلس الوزراء معطّل، لم يكن رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون مساء أمس قد حسم أمر مشاركته من عدمه، بحسب ما أكدت مصادر الرابية لـ”البناء”، مشيرة إلى “أنه لم يقل إنه سيشارك أو لن يشارك”.
وعلمت “البناء” أن المتحاورين سيتابعون اليوم النقاش في مقارنة مواصفات الرئيس لا سيما النأي بالنفس الذي تباينت المواقف حياله في الجلسة السابقة وأرجئ إلى جلسة اليوم. وأكدت مصادر 14 آذار لـ”البناء” أن الرئيس فؤاد السنيورة “سيجدّد موقفه من ضرورة أن يتمسك رئيس الجمهورية بالنأي بالنفس”.
وفيما تحطّ النفايات في جلسة الحوار اليوم أيضاً سيقدم رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال أرسلان مداخلة في هذا الإطار يحدد فيها موقفه من إعادة فتح مكب “الكوستا برافا” بعد تحويله مطمراً صحياً.
وعلى ضوء جلسة الحوار ستتوضح صورة اجتماع فعاليات مدينة الشويفات الرسمية والدينية والحزبية والمخاتير وهيئات المجتمع المدني كافة، بحضور النائب أرسلان، للإعلان عن القرار النهائي الصادر عن جميع الحاضرين بشأن المطمر المنوي إقامته في المدينة.
وإذ أوضحت مصادر وزارية لـ”البناء” “أن التوافق على مطمر “الكوستا برافا” في خلدة سيكون بمثابة مخرج لحل أزمة النفايات”، لفتت إلى أن “التوجه العام يقوم على اعتماد خيار من خيارين في المتن وكسروان، فإما إنشاء مطمر في برج حمود وإما البحث عن مطمر آخر عبارة عن عقارين بين المتن وكسروان مخصصين لاستقبال نفايات المنطقة”.
النهار : الحكومة تستعين بتصريف الأعمال لرواتب العسكر! جولة “عُقم” تاسعة… وجلسة النفايات غداً
كتبت “النهار“: لم يكن غريباً أن يثار عشية الجولة التاسعة لهيئة الحوار الوطني حول طاولة مجلس النواب مزيد من الشكوك في جدوى هذا المسار الحواري فيما كل المسارب السياسية الى مزيد من الانسداد والتعطيل الى حدّ ان اجراء بديهياً طبيعياً كرواتب العسكريين لا يحتاج الى كل هذا الضجيج و”التمنين” بأفضال أهل السلطة استلزم اقامة الدنيا ولم يقعدها الا على وقع مصادفة مؤسفة دامية استشهد فيها عسكريان فجر أمس على ايدي مجرمين. وتبعاً لذلك يغدو التساؤل بديهياً أيضاً عن وظيفة هذا الحوار اذا كان سيلتحق بدوره بدورات العقم السياسي و”عد” الجولات و”ترقيمها” على غرار اكثر من جلسة فاشلة لانتخاب رئيس الجمهورية في حين ان كثراً باتوا يعتقدون ان من الضروري حصر الحوار ببند واحد تتحدد على أساسه مواقف القوى السياسية هو انقاذ الدولة ومؤسساتها من “التحلل” قبل فوات الاوان ما دام مصير كل البنود المطروحة من رئاسة الجمهورية الى قانون الانتخاب الى تفعيل مجلسي النواب والوزراء محسوماً سلباً سلفاً.
اذاً، وبعد أيام من الضجيج والضغوط، أمكن امس طي صفحة دفع الرواتب للعسكريين وفق صيغة قانونية استثنائية اخذها رئيس الوزراء تمام سلام على عاتقه. وعلمت “النهار” ان الرواتب دفعت بناء على كتاب وج?هه الرئيس سلام الى وزير المال علي حسن خليل يطلب فيه منه “دفع هذه الرواتب على مسؤوليته”، وذلك رداً على كتاب جاءه من وزير المال يشرح فيه عدم قدرته على الصرف اذا لم يكن مغطى قانوناً.
وأشارت مصادر وزير المال الى انه أعد مشروع مرسوم وأرسله الى رئيس الوزراء فوقّعه نيابة عن مجلس الوزراء، وهذا التدبير الاستثنائي يستند الى قاعدة قانونية تطبق في حال تصريف الاعمال بحيث يوقٌع رئيس الوزراء مشروع المرسوم ويطلب من وزير المال تنفيذه استثنائياً بتحويل الاعتماد من احتياط الموازنة الى بند الرواتب وصرفها، على ان يعرض المرسوم على مجلس الوزراء في الجلسة الأولى لتوقيعه وإصداره بصيغته النهائية. واعلن الوزير حسن خليل عقب اجتماع ضمه ووزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي في اليرزة ان الاجراء الاستثنائي الذي اعتمد “يجب ان يبقى في وضعه الاستثنائي حتى صدور المرسوم عن مجلس الوزراء في اقرب وقت”، مطالباً جميع القوى السياسية بالموافقة في الجلسة الأولى لمجلس الوزراء على نقل الاعتماد “كي نستطيع تغطية الاشهر المقبلة ايضا “. كما بدا لافتا موقف للعماد قهوجي في نشرة توجيهية للجيش أمل فيه “عدم تكرار هذه السابقة من خلال قيام المعنيين باستدراكها قبل حصولها وعدم اقحام الجيش في النزاعات والخلافات السياسية الضيقة”.
وبدا ان هذا المخرج نفسه لا يزال عرضة للخلافات اذ ان مصادر “التيار الوطني الحر” استغربت اللجوء الى الوسيلة نفسها التي اعتمدها سابقا الرئيس فؤاد السنيورة واعتبرتها غير قانونية، وهذا ما رأت فيه “مؤشرات لانهيار النظام”. وأكدت “ان تحويل الرواتب لا يتم الا بمرسوم يوقع خارج مجلس الوزراء، على غرار مرسوم ترقية الضباط”، وقالت ان “التيار الوطني الحر لن يشارك في جلسة لمجلس الوزراء الا للبحث في ملف النفايات، وأي بند آخر لن يكون إلا التعيينات الامنية”.
المستقبل : مكتب المجلس لتحديد جدول التشريع.. والحوار لتبديد هواجس أرسلان الجيش يقبض الرواتب.. ويدفع الدم
كتبت “المستقبل”: من مساوئ الصدف ومآسيها ذلك التزامن الذي حصل بالأمس توكيداً على ضريبة الدم التي يدفعها الجيش في مقابل معاشات لا ترتقي مهما بلغت على سلّم الرتب والرواتب إلى مرتبة الشهادة التي يرتقي إليها أبناء الشرف والتضحية والوفاء على مختلف جبهات حفظ الاستقرار والانتظام ومكافحة الإرهاب والإجرام. فليلة قبض أفراد المؤسسة العسكرية رواتبهم “على مسؤولية” رئيس الحكومة تمام سلام، لا شك أنّ حلف تعطيل المؤسسات المتسبّب بحجب المعاشات عن العسكريين شعر بصفعة موجعة تحاكي ضميره الغائب عن تحمل المسؤولية الوطنية، من خلال الحادثة الدموية التي حصلت في محلّة “المعاملتين” فجر الاثنين وأدت إلى استشهاد عسكريين أثناء قيامهما بواجب ملاحقة المطلوبين بالإضافة إلى أربعة أشخاص قضوا أثناء عملية دهم الملهى الليلي حيث قُتل أيضاً المطلوبان بجرائم منظّمة مهدي حسين زعيتر وأحمد علي عمار بعد أن بادر زعيتر ومرافقوه إلى إطلاق النار على دورية من مخابرات الجيش كان في عداد عناصرها الشهيدان الرقيب أول مارون خوري والجندي ميشال الرحباوي.
الجمهورية : مشاورات تسبق الحوار والتشريع ودعوة محتملة لمجلس الوزراء
كتبت “الجمهورية”: تحوّلت سياسة حافة الهاوية إلى نهج تعتمده وتحترفه معظم القوى السياسية التي عندما شعرَت أنّ إقحام الجيش في الخلافات السياسية ستكون تداعياته كبيرة عليها، تراجعَت فابتكرت صيغة استثنائية أمّنَت بموجبها رواتبَ العسكريين، خصوصاً بعد أن لمسَت صرامة قائد الجيش العماد جان قهوجي والقيادة التي لم تتأخّر في توجيه رسالة لا تحتمل التأويل إلى كلّ المعنيين بألّا “تتكرّر هذه السابقة عبر استدراكها قبل حصولها”، كما بعد أن أيقنَت مدى التفاف كلّ الشعب اللبناني حول المؤسسة العسكرية التي تشكّل الضمانة للاستقرار الأمني في ظلّ الفوضى السياسية، والتي شاءت الصدَف أن يسقط لها على مذبح الوطن شهيدان جديدان إبّان ممارسة واجبهما في تعقّب الفارّين من وجه العدالة. وفي المحصّلة حُلّت أزمة الرواتب، وما ينطبق على هذه الأزمة ينسحب على أزمة النفايات التي يبدو أنّ حلّها سيبصر النور أيضاً بعد أن كادت تدفع رئيس الحكومة تمّام سلام إلى الاستقالة، فيما جلسة الحوار اليوم ستشكّل مناسبة ليذلّل عبرها رئيس مجلس النواب نبيه بري عقبتين: تجاوُز آخر عقد النفايات تمهيداً لجلسة حكومية، وتجاوُز عقدة قانون الانتخاب في اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب تمهيداً لجلسة تشريعية. وفي هذا الوقت تكثّفَت المشاورات بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” عشية جلسة هيئة مكتب المجلس، كما المشاورات داخل كلّ فريق سياسي، سيّما 14 آذار التي عَقدت للغاية اجتماعاً قيادياً مساء أمس أعادت فيه التأكيد على ترتيب أولوياتها عشية جلسة الحوار والجلسة التشريعية. وإذا سارت الأمور وفق ما هو مخطّط لها ومرسوم ومِن دون مفاجآت سلبية، قد يُصار إلى “تأريخ” الأسبوع الأوّل من تشرين الثاني بأنّه شهد انفراجات في ملفات عدّة.
اللواء : 14آذار تتشدَّد على طاولة الحوار .. وتصعيد مسيحي لنسف الجلسة التشريعية شهيدان للجيش و6 قتلى باشتباك المعاملتين .. ونقمة عسكرية للتلاعب بالرواتب
كتبت “اللواء”: كل شيء بات مرتبطاً بما ستسفر عنه جلسة الحوار الوطني اليوم، بعدما اهتدى العقل اللبناني إلى ما وصفه وزير المال علي حسن خليل بتخريجة قانونية لكن استثنائية لصرف رواتب العسكريين الذين تأخروا اسبوعاً عن قبض رواتبهم، فيما كان الأمر لا يحتاج إلى هذا الاستعراض، باعتبار ان الحل سبق واعتمده الرئيس فؤاد السنيورة عندما كان على رأس الحكومة الثانية، حيث كانت الأزمات تشتد وتمنع ليس فقط إقرار الموازنة، بل حتى عقد اجتماعات بصورة منتظمة.