الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

0b7b14ea 76d5 4ff6 aa22 8472ed025e48

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

السفير : “السبت الأسود” الجديد : نفايات وصفقات وخطاب طائفي وعنصري!

كتبت “السفير “: بلغ خطاب النفايات الطائفي في لبنان، ليل أمس، حدا لا يشبه إلا لحظة مجزرة “السبت الأسود”، عندما دشّن اللبنانيون “حفلة الذبح الجماعي” على أساس الهوية الطائفية.

قال أحد الوزراء مخاطبا زميله بحدة غير مسبوقة: “إذا لم تجدوا حلا لنفاياتنا.. سنقطع كهرباء معمل الذوق عن كل لبنان”. وقال رئيس حزب مسيحي “واعد” إنه إذا لم تجدوا حلاً لنفاياتنا سنمنع أي شاحنة من المرور “بمناطقنا” في طريقها إلى سرار. ولوّح وزير بقطع مياه ضبيه عن العاصمة، فيما لمَّح رابع إلى “عصيان مدني” وبالتالي التوقف عن دفع الضرائب والرسوم للدولة اللبنانية.

هذه هي الروحية التي يتعامل بها أهل “النفايات السياسية”، وهو التعبير الذي استخدمه تمام سلام بوجه هؤلاء عندما بلغت الأمور، قبل نحو شهرين، مرحلة بالغة التعقيد بسبب اعتماد نظرية “كل ديك على مزبلته صيّاح”.

هل يعقل بعد كل ما سمعناه وشاهدناه أن يبقى مؤمن واحد بالدولة، وهل يستحق هؤلاء إلا أن يُجْرَفوا مع النفايات إلى مطامر خارج لبنان لئلا يفسدوا تربة هذا البلد وخزانات مياهه الجوفية؟

يكاد يشكل ملف النفايات أكثر من فضيحة سياسية، وليس خافياً أن هناك من يتصرف على أساس أن الدولة اللبنانية “بقرة حلوب”، وأن قجتها “المفخوتة” يمكن أن تمتلئ فجأة وبسحر ساحر، وإلا من يفسر هذه الاندفاعة لإعفاء البلديات اللبنانية، بما فيها الغنية، من كل ديونها للدولة اللبنانية، وكيف تقدم لها مستحقاتها البالغة 1600 مليار ليرة، وبرغم ذلك، تستمر المطالبة بدفع كل مستحقاتها من الخلوي من العام 1994 حتى الآن؟

وإذا كانت الدولة بوزاراتها ومؤسساتها وإداراتها عبارة عن مزاريب هدر وسرقة على المكشوف، فإن ثمة سؤال برسم البلديات ومن يدافعون عن حقوقها: من يضمن أن البلديات ستصرف هذه الأموال في مكانها المناسب برغم الرقابة المسبقة واللاحقة، والأمثلة أكثر من أن تُحْصَى وَتُعَد عما يجري من ارتكابات في البلديات؟ وماذا عن البلديات التي هي أغنى من الدولة مثل بيروت والغبيري والزوق وجونيه وغيرها، وهل تتحول صناديقها إلى صناديق رشوة لـ “البلديات المحتاجة” كما طرح أحد الوزراء، في اجتماعات الساعات الأخيرة؟

وهل هناك من يجرؤ على مصارحة اللبنانيين بالتكلفة الإجمالية لهذه العملية التي تفترض إنشاء مطمرين أساسيين: الأول في سرار (عكار) يتولاه “المقاول الأول” في الجمهورية، بالتراضي وبشراكة مع بعض النافذين في السلطة وعكار، والثاني في أحد أقضية الجنوب، ولم تتضح لا جغرافيته ولا كلفته ولا كلفة الوصول إليه، وهل هناك من يصدق أن العرض الذي تقدمه بلدية صيدا لأخذ 200 طن من النفايات (من العاصمة والضواحي) على عاتقها شرط أن تُدفن عوادمها وباقي عوادم المطمر (أي أكثر من 200 طن من العوادم) خارج هذا المعمل، فيكون مطلوبا من الدولة أن تدفع الكلفة مرتين إلى معمل صيدا!

لم يعد خافيا أن معظم اللبنانيين سيترحمون في الأيام والأشهر والسنوات المقبلة على “سوكلين” وأخواتها وسيتمنون لو أن المناقصات التي ألغيت قبل ثلاثة أشهر بسبب أسعارها المرتفعة، ظلت سارية المفعول، خصوصا عندما يكتشفون أن الكلفة صارت مضاعفة وربما أكثر.

ما جرى أمس من مشاورات في السرايا الكبيرة وخارجها للترويج للخطة الطارئة والانتقالية للنفايات، يندى له كل جبين إلى حد الفضيحة، فقد حسم “الثنائي الشيعي” أمر “المطمر الشيعي” وحسم “المستقبل” أمر “المطمر السني”، وظل وليد جنبلاط على التزامه بشأن مطمر الناعمة، ولكن كان المطلوب من مسيحيي “8 و14 آذار” أن يختاروا مكبا لنفايات كسروان والمتن وساحل بعبدا المسيحي (فرن الشباك وعين الرمانة وغيرها)، لكن الجواب من “الكتائب” و “التيار الوطني الحر” و “الطاشناق” كان حاسما برفض إقامة أي مطمر مسيحي وطلبوا من حلفائهم من هنا وهناك أن يأخذوا نفاياتهم لأن مناطقهم لا تتحمل ذلك.

عند هذا الحد انتهى الاجتماع الليلي الذي عقد في السرايا برئاسة سلام وحضور وزير المال علي حسن خليل ووزيري الزراعة أكرم شهيب والصحة وائل أبو فاعور والسيد نادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري. وخرج من بعده المجتمعون على قاعدة محاولة إيجاد مخرج لـ “النفايات المسيحية”.

وتردد أن الحريري أعطى ليل أمس جوابا مبدئيا فتح الأبواب أمام إمكان عقد جلسة لمجلس الوزراء في الساعات المقبلة، على أن يقدم الوزير شهيب خطته بنسختها الأخيرة المعدلة صباح اليوم إلى رئيس الحكومة وأعضاء اللجنة، وعندها تبادر وزارة المال إلى درس الأكلاف المالية، ويدعى مجلس الوزراء للانعقاد إما السبت أو الاثنين، وتكون هذه الجلسة مناسبة لإقرار تحويل المبالغ المرصودة لدفع الرواتب والأجور، علما أن وزارة المال حوّلت في الساعات الأخيرة مبالغ للمؤسسات العسكرية والأمنية أدت إلى صرف نصف الرواتب فيما بقي النصف الآخر في انتظار عقد جلسة مجلس الوزراء.

الديار : أزمة النفايات نحو الحل واضافة مطمر في الجنوب على مطمر “سرار”

كتبت “الديار “: بعد 4 اشهر على ازمة النفايات واغلاق مطمر الناعمة في 15 تموز، يبدو ان هذه القضية ستسلك طريقها الى الحل عبر اقامة مطمر في الجنوب بعد ان تعهدت حركة امل وحزب الله بحل نفايات الضاحية والمتن في هذا المطمر الذي لم يعلن عن مكانه بعد، وبالتالي فان الحل يكون قد وضع على سكة التنفيذ والحل بعد اعتراضات سنية على رفض طمر نفايات الضاحية والمتن في سرار في عكار، والاصرار على اقامة مطمر في بعلبك، لكن فاعليات بعلبك رفضت لاعتبارات بيئة وكذلك الاطراف السياسية لاعتبارات امنية.

وكان ملف النفايات شهد منذ صباح امس سلسلة اجتماعات تولاها الوزير اكرم شهيب ولم تفض الى نتيجة، لكن وزير الزراعة أكرم شهيب عاد واشار مساء أمس الى حلحلة وامكانية عقد جلسة لمجلس الوزراء سيتم تحديد موعدها خلال الساعات القادمة وربما اليوم أو غداً لحل موضوع النفايات، فيما اشار وزير التربية الياس بوصعب الى بوادر ايجابية ظهرت مساء امس وقضت بطمر النفايات في المرحلة الاولى بالمطمرين الاساسيين في سرار والجنوب حتى ايجاد حلول لاقامة مطمر في المتن، اما في عاليه والشوف فان لا مشكلة في الملف.

واشارت مصادر متابعة للاجتماعات “ان عقد جلسة لمجلس الوزراء سيعالج مشكلة النفايات كذلك مشكلة رواتب العسكريين والموظفين” اذا وافق التيار الوطني الحر على ذلك لأن التيار يقاطع جلسات الحكومة وهو وافق على حضور جلسة تتعلق بالنفايات فقط ويرفض النقاش بأي أمر آخر. وأضافت المصادر انها تراهن على موقف العماد عون بحلحلة هذا الملف.

وفي اطار ملف النفايات، علم ان حركة أمل وحزب الله وافقا على طمر نفايات المتن في مطمر الجنوب او البقاع، وهذا ما سيسهل عقد جلسة لمجلس الوزراء.

علماً ان الاجتماعات شهدت تعقيدات صباح أمس والاعلان ان العقدة “مسيحية” في ظل رفض القوى السياسية وتحديداً الكتائب والتيار الوطني الحر برفض اقامة اي مطمر في المتن، وقد ادى ذلك الى زيارتين للوزير شهيب الى الوزير الياس بوصعب ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل، وفي المعلومات، ان النقاش بين شهيب وبوصعب كان شاملاً وتطرق الىخطة النفايات، واعترض بوصعب على التعديلات التي جرت على الخطة لجهة اقامة مطمرين في كسروان والمتن، فيما قال شهيب “اننا سنمشي بالخطة دون المتن وكسروان، مما استدعى نقاشات واتصالات افضت الى موافقة على طمر نفايات المتن في المطمر المزمع اقامته في الجنوب.

وفي ظل هذه الاجواء اعلن شهيب ليلا عن البدء بتنفيذ خطة النفايات مؤكداً على عقد جلسة لمجلس الوزراء ربما اليوم او غداً، خصوصاً ان الرئيس تمام سلام اعلن انه لن يوافق على عقد جلسة لمجلس الوزراء الا بموافقة جميع الاطراف على الخطة، ويبدو ان الرئيس سلام حصل على موافقة الاطراف على الخطة كي يتم الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء.

ويشير شهيب، اذا سارت الامور كما تم خلال الساعات الماضية، خصوصاً ان الرئيس بري والوزير علي حسن خليل أكدا انهما سيحددان مكان المطمر ان كان في البقاع او الجنوب اليوم، فان الحل سيعلن، وانني متأكد بأن الرئيس بري عند “كلمته” ولا مشكلة بالامر. علما ان بري اكد ان حزب الله وامل سيعالجان نفايات الضاحية طارحاً اقامة مطمر في كل منطقة.

وليلاً ترددت معلومات ان اللجنة المكلفة بمعالجة ملف النفايات تنتظر أيضاً جواب تيار المستقبل على اقتراح نقل جزء من نفايات كسروان والمتن الى مطمر سرار بعد تعذر ايجاد مطمر لهاتين المنطقتين حالياً. وعلى ضوء جواب المستقبل أيضاً يقرر الرئيس سلام في موقوع عقد الجلسة الحكومة السبت او الاثنين علماً أن حزب الله وحركة أمل وافقا على طمر جزء من نفايات المتن في مطمر الجنوب.

وكان الرئيس بري قال امام زواره انه باقتراحه حلّ المشكلة التي كانت تتعلق بالمناطق الشيعية، ولم يعد مبرراً الحديث عن عرقلة للخطة في هذه المناطق، لكن المشكلة ما زالت في منطقة “المتن وكسروان” والاتصالات جارية والاولوية لعمل الدولة هو حل مشكلة النفايات فورا. وكان للرئيس بري كلام بارز ايضاً حول موضوع الجلسة التشريعية حيث ابلغ زواره انه طلب من اعضاء هيئة المكتب درس باقي المشاريع التي طرحت، وان اعضاء الهيئة متعاونون. وبعد اجتماع المكتب الثلاثاء سيبادر الى الدعوة لجلسة تشريعية.

الأخبار : خطة” شهيّب تمشي: تفريخ المطامر يصل إلى الجنوب

كتبت “الأخبار “: تمخّضت السلطة أشهراً، ثم ولدت مطامر: في عكار، وجبل لبنان، والجنوب. الحل السحري لخطة النفايات لا يستند سوى على مطامر الطوائف، باستثناء مطمر مسيحي لم يُعثر عليه في جبل لبنان الشمالي

كل المؤشرات السياسية باتت تدل على أن عقدة النفايات قد حُلّت على طريقة الوزير أكرم شهيب مع بعض التعديل، وأن جلسة لمجلس الوزراء ستُعقد في اليومين المقبلين لإقرار خطة شهيب المعدلة. بداية الحلحلة ظهرت من موقف الرئيس نبيه بري الذي أبلغه لرئيس الحكومة تمام سلام أول من أمس، ومفاده أن حركة أمل وحزب الله لن يعرقلا أي مقترح للخروج من الأزمة.

وبعدما اشترط تيار المستقبل تأمين “مطمر شيعي” لفتح “مطمر سنّي” في سرار، أبلغ بري سلام أن الحركة والحزب مستعدان لتأمين مطمر يستوعب نفايات الضاحية الجنوبية، على أن يستوعب مطمر سرار نفايات بيروت، مع استعداد النائب وليد جنبلاط لإيجاد مكان لطمر نفايات الشوف وعاليه وبعبدا. يبقى قضاءا كسروان والمتن. القوى السياسية في جبل لبنان الشمالي، وخاصة التيار الوطني الحر وحزب الكتائب، أبلغت رئيس الحكومة وشهيب استحالة تأمين مطمر في المتن أو في كسروان. وخلال اجتماع في السرايا أمس، قال الوزير الياس بوصعب لسلام وشهيّب: “اعثروا على عقار بين البحر وارتفاع 500 متر في قضاء المتن وسنقيم عليه مطمراً”. وقال بوصعب للمجتمعين إن مبدأ التقسيم الطائفي والمناطقي لحل أزمة النفايات مرفوض. “فهل تقبلون بأن تصبح الكهرباء التي ينتجها معمل الذوق الحراري حكراً على منطقة كسروان، أو مياه المتن حكراً على أهل المنطقة؟”. وقال بوصعب إن أهالي المتن وكسروان “لن يقبلوا بأن تمر شاحنات النفايات من بيروت إلى عكار في منطقتهم فيما مدنهم وقراهم غارقة في الزبالة”.

وبعد النقاش، أصرّ رئيس الحكومة على التوصل إلى اتفاق، وعلى عدم إظهار الحكومة عاجزة عن إيجاد حل لهذه الأزمة التي تهدد صحة اللبنانيين. وبعد مداولات سريعة، تم التوصل إلى اتفاق مفاده تقسيم نفايات المتن وكسروان على المطامر التي سيتم إنشاؤها في المناطق، إلى أن تتمكن بلديات القضاءين من تحمّل مسؤولياتها في هذا المجال. وقالت مصادر وزارية إن المجتمعين في السرايا أمس (سلام وشهيّب وبوصعب والوزيرين علي حسن خليل ووائل بوفاعور) اتفقوا على ضرورة أن يُصدر مجلس الوزراء مرسوماً واضحاً بتحويل أموال الخلوي إلى البلديات كل 3 أشهر بصورة تلقائية). وفيما يجري التكتّم على الموقع المقترح من حركة أمل وحزب الله لإقامة مطمر فيه، ذكرت مصادر وزارية لـ”الأخبار” أنه في خراج بلدة الكفور الجنوبية، حيث أقيم معمل لفرز النفايات لاتحاد بلديات الشقيف.

وعلق رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء أمس أمام زواره على المساعي المبذولة لحل ملف النفايات قائلاً: “أنا من جهتي حللت المشكلة ولم تعد مشكلة شيعية، لكن ظهرت فجأة مشكلة مسيحية. هناك اتصالات جارية لتذليلها. نفايات البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية أصبحت على عاتق هذه المناطق”. أضاف: “أصبحت أزمة النفايات هي الاساس اليوم في عمل الدولة نظراً الى أخطارها البيئية والصحية”.

عن احتمال توجيه دعوة الى جلسة عامة لمجلس النواب قال بري: “حتماً سأدعو الى جلسة عامة، لأن الموضوع لم يعد يحتمل حتى ولو حضرت وحدي هذه الجلسة. الاجتماع المقبل لهيئة مكتب المجلس سيستكمل وضع جدول الاعمال بعدما طرأ 13 مشروعاً جديداً، وقد طلب الاعضاء مناقشتها قبل إدراجها، علماً بأننا في جلسة الثلاثاء الماضي حددنا المشاريع الملحة التي لا تحتمل التأجيل وتتسم بالضرورة”.

وأضاف رئيس المجلس: “لن أقبل بالتسبّب في خراب البلد إذا استمر تعطيل مجلس النواب، خصوصاً أننا أمام مشكلة جديدة هي رواتب العسكريين. الوضع لم يعد يحتمل المزاح والبلد بات في خطر ولم تعد المشكلة ميثاقية. لا مبرر لغياب أي كتلة عن جلسة المجلس بعدما أدرجت اقتراح استعادة الجنسية الذي هو مزيج بين مشروع الحكومة وصيغة اللجان النيابية، وقد تبنّاه التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في اقتراح قانون”.

وسئل بري عن إدراج قانون الانتخاب في الجلسة العامة، فأجاب: “ما دام يشكل خلافاً بين الاطراف فلن أدرجه في جلسة عامة الى أن يتفق عليه. هناك عدد كبير من المشاريع تقتضي مقارنتها واستخلاص صيغة يتم التوافق عليها، على أنه لن يكون هناك قانون للانتخاب بلا النسبية. ما إن يتفق على قانون انتخاب، أدعو فوراً الى جلسة عامة لمناقشته وإقراره”.

البناء : فيينا : مشروع لجنة إقليمية لمساعدة دي ميستورا تضمّ القاهرة ومسقط وبغداد لا نتائج في اللقاء الدولي الإقليمي حول سورية… بل احتفالية بحضور إيران النفايات تتحوّل إلى صانع للدوائر الانتخابية مع فتح ملف اللامركزية الإدارية

كتبت “البناء”: لا يتوقع أيٌّ من المراقبين أن تُكتب للقاءات فيينا فرصة الدخول الجدي على عناوين البحث عن حلّ سياسي للأزمة السورية، أو التقدّم نحو التحضير لمؤتمر جنيف الثالث، فالتصعيد السعودي بالتهديد بمقاطعة اللقاءات اللاحقة ما لم يتمّ حسم ما سمّاه وزير الخارجية السعودي “موعد لرحيل الرئيس السوري” تحوّل إلى مزحة سمجة أثارت الضحك لدى المتابعين، ومثلها ما قاله وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس عن اعتبار اللقاء فرصة اختبار للنيات الروسية الإيرانية، والتصريحان يكون لهما موقع لو كانت أساطيل البلدين وجيوشهما على أبواب دمشق وسواحل سورية، وتمنح مهلة أخيرة للسياسة. ومصدر السخرية أنّ سبب عدم القدرة على الدخول في جدية البحث في الحلول هو أنّ ثمة وقتاً لا يقلّ عن نهاية العام كي تتبلور نتائج التحرك السوري الروسي العسكري المدعوم من إيران وحزب الله لإنتاج الوقائع التي تضع المعادلة السورية في وجه الإرهاب في نصابها الصحيح الذي يفرض على الآخرين خيارات نهائية لا مجال للمناورة فيها، بين الوقوف مع ضفة الإرهاب الخاسر أو المسارعة للحاق بركب النصر عليه، وتخفيض الخسائر إلى الأدنى الممكن. وفي المقابل يحتاج المشهد التركي الحاسم في التوازنات السورية مهلة موازية حتى نهاية العام لتتبلور صيغة الحكم الجديدة بعد انتخابات الأحد المقبل وما ستفرزه من وقائع.

في هذا المناخ حضرت إيران كعريس لاحتفال يُعقد بلا عنوان مناسب، فصار وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف نجم اللقاءات الثنائية التي كان أبرزها لقاءه مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وتراكمت طلبات كثيرة للقاءات المشابهة على جدول أعمال مرافقيه، بينما بدا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير المتعَب كصاحب مأتم يتلقى العزاء بعدما أجهد نفسه في التجوال على الوفود طالباً التروّي في التحدّث إذا تعذّر دعم موقف حكومته التصعيدي ضدّ سورية.

مع تحوّل لقاء فيينا إلى منتدى، برز في الكواليس مقترح تشكيل لجنة إقليمية مساندة لمهمة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، تتمثل فيها مصر وسلطنة عُمان والعراق كحكومات تلتقي عليها المواقف المتباينة، وتربطها علاقات طيبة بواشنطن وموسكو من جهة وبسورية والسعودية من جهة مقابلة، على أن تتولى اللجنة السعي للتحضير مع دي ميستورا لـ”جنيف” الثالث، ولـ”فيينا” الثاني، من خلال التواصل مع الأطراف المعنية والتداول بالأفكار التي يمكن أن تخرج منها مسودّة ورقة عمل تتيح عقد اللقاء الثاني في فيينا، وبالتالي جنيف الثالث.

في لبنان تواصل التحضير للجلسة التشريعية، وربما لعقد الحكومة، إذا تحلحلت قضية النفايات، التي قال أحد الوزراء المعنيين بمتابعة التفاوض حولها، إننا دخلنا في البحث بمشروع اللامركزية الإدارية من حيث لا ندري، وصارت الحسابات الانتخابية حاضرة في ترسيم خرائط المناطق التي ستدمج في مخطط النفايات، والتي يبدو أنها تتجه نحو تقسيم جبل لبنان إلى قسمين، وكذلك سائر المحافظات شمالاً وبقاعاً وجنوباً باستثناء بيروت، وتولي كلّ منطقة جديدة أو محافظة جديدة ــــ قديمة، أمر نفاياتها، ما دفع الوزير للقول ربما هذا يعني أنّ الحظوظ تبتسم لمشروع رئيس مجلس النواب على أساس تسع محافظات والنظام المختلط بين النسبي والأكثري إذا أخذنا الإسقاط للدوائر وتقسيماتها على المشاريع الانتخابية المتداولة.

يترقب اللبنانيون نتائج محادثات اللجان الوزارية المفتوحة مع رئيس الحكومة تمام سلام وكيفية الخروج بنتائج مرضية لجميع الأطراف، والتي أخذت منحى “التطييف” بدلاً من إيجاد حلول للأزمة “الكارثية”.

وفيما بدأ مفعول “الفشل” في الحلول الجذرية يسري في عروق تلك اللجان، والتي مدّدت المهلة إلى الساعات الـ24 المقبلة، فإن الاتجاه وفق مصادر مقرّبة من المجتمعين في السراي الحكومية لـ”البناء”، أقرب إلى “تطبيق اللامركزية الإدارية للنفايات”، وهي أشبه بالمعالجة على طريقة “الأقضية”، أيّ “أنّ كلّ قضاء يعالج نفاياته بمعزلٍ عن مطامر خطة أكرم شهيّب”.

وتستمرّ الاتصالات حتى يوم غد السبت الموعد الذي ضربه وزير الزراعة أكرم شهيّب لعقد مؤتمر صحافي يعلن خلاله نجاح أو فشل المفاوضات التي أجراها مع المكونات السياسية في شأن الخطة، على أن تعقب ذلك مكاشفة سيقدّمها رئيس الحكومة تمام سلام للبنانيين الأسبوع المقبل سيسمّي فيها المعرقلين للخطة. وأكد شهيّب أنّ قراراً بعقد جلسة لمجلس الوزراء سيُتخذ خلال ساعات إذا نجحت المشاورات، من منطلق أنّ الخطة تشاركية وغير مناطقية”، لافتاً إلى “أنّ حزب الله وحركة أمل قاما بما عليهما في ما يتعلق بهذا الملف”.

النهار : قلق أميركي من “كلفة الفراغ والشلل” ملف النفايات أخيراً إلى مجلس الوزراء

كتبت ” النهار “: بعيداً من تموجات الصعود والهبوط العبثية في ما سمي السباق مع الوقت لتعويم خطة النفايات التي غرقت مجدداً في حقل ألغام الاشتراطات السياسية، برز تطور عسكري تمثل في تمكن الجيش للمرة الثانية في أقل من عشرة أيام من تسديد ضربة موجعة جديدة الى “جبهة النصرة” على الحدود الشرقية. وأفادت المعلومات المتوافرة في هذا الصدد ان الجيش استهدف بعد ظهر أمس اجتماعا لقادة ميدانيين في “النصرة” في وادي الخيل بجرود عرسال بثلاث موجات صاروخية لم يعرف ما اذا كانت اطلقت من طوافات أو من راجمات صاروخية وتمكن من تحقيق اصابات عدة فيهم بين قتيل وجريح.

وجاء هذا التطور وسط مضي الولايات المتحدة في تأكيد التزاماتها حيال لبنان وخصوصاً من حيث دعم الجيش من منطلق تشديدها على أهمية عامل الاستقرار في لبنان. وبرز في هذا السياق كلام مسهب لمصدر ديبلوماسي اميركي لـ”النهار” تخوّف فيه مع مرور كل يوم وكل شهر على الشغور الرئاسي من ان يرتفع الثمن بالنسبة الى لبنان، ولم يخف قلق واشنطن اكثر فأكثر من عدم قدرة الزعماء اللبنانيين على الاجتماع وايجاد الحل الصحيح على رغم وجود دعم دولي قوي للبنان من أجل تحمل مسؤولياته. وقال المصدر إن الحل يتطلب الاخذ والعطاء، معرباً عن ثقته بأن اللبنانيين قادرون على حل خلافاتهم وانتخاب الرئيس المناسب ومن ثم الانتقال الى قرارات أخرى حول الحكومة ومجلس النواب. ورأى ان رئيس الجمهورية وان كان يمثل الموقع المسيحي الاول فهو رمز وحدة البلاد ويجب ان يكون مقبولاً لدى جميع الطوائف التي تقع عليها المسؤولية في المشاركة في ذلك. واذ لم يخف قلقه من الشلل في المؤسسات الدستورية، أكد استمرار التزام الولايات المتحدة دعم لبنان واستقراره واستعدادها لتزويد الجيش وقواه الامنية كل ما تحتاج إليه نظراً الى الاهمية الكبرى التي توليها لاستقرار لبنان وازدهاره.

أما في ما يتعلق بملف النفايات، فبدا لوهلة بعد يوم ماراتوني أمضاه وزير الزراعة أكرم شهيب في “مفاوضات” معقدة بين السرايا وحزب الكتائب و”التيار الوطني الحر” فضلاً عن الاتصالات المفتوحة مع عين التينة ان خطة شهيب كادت تعود الى المربع الاول بفعل نشوء “عقدة مسيحية” بعد “العقدة الشيعية ” نتيجة رفض انشاء مطامر في مناطق كسروان والمتن. ذلك ان حصيلة الاجتماعات المتعاقبة لم تفض الى تذليل العقد المتبقية أمام تنفيذ الخطة التي طرأت عليها تعديلات اللحظة الاخيرة.

وعلمت “النهار” ان الاجوبة التي كان ينتظرها أمس رئيس الوزراء تمام سلام في شأن المطمر الثالث في البقاع الشمالي بما يسمح بالسير في إتجاه تطبيق خطة الوزير شهيّب والتي أقرها مجلس الوزراء لم تؤد الى الغاية المطلوبة منها، مما أفسح في المجال لإحياء النقاش في شأن خطة وزير البيئة محمد المشنوق والتي سبق لمجلس الوزراء أن أقرها أيضا لكن التطورات أطاحتها. وشرحت مصادر وزارية لـ”النهار” بعض وقائع الاتصالات على هذا الصعيد وفيها أن عدم التأكد من إمكان إنشاء مطمر ثالث في البقاع الشمالي كما تعهّد “حزب الله” دفع المعنيين الى العودة الى خطة وزير البيئة التي تتضمن اقامة مطمر في كل قضاء أو قضاءين بدعم من رئيس مجلس النواب نبيه بري وهذا يعني في الدرجة الاولى منطقتيّ كسروان والمتن.

وهذا ما دعا الى قيام الوزير شهيّب بزيارة رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل وإنضمام وزير التربية الياس بوصعب الى إجتماع السرايا مساء أمس. وأوضحت المصادر أن الكتائب إعترضت على تحميل كسروان والمتن المسؤولية الان بعدما تحمّل مطمر برج حمود طوال 30 سنة نفايات كل لبنان، وتالياً فإن على مناطق أخرى أن تتحمل المسؤولية ولو لسنة واحدة ريثما يتم التوصل الى حل نهائي، في المقابل جاءت مشاركة الوزير بوصعب باسم “التيار الوطني الحر” إمتداداً لجهد بدأ في ضهور الشوير وجوارها للمساهمة في حل قضية النفايات هناك. وعُلم ان “أمل” و”حزب الله” قررا اقامة المطمر في الجنوب بدل البقاع الشمالي.

المستقبل : برّي و”حزب الله” اختارا موقعاً في الكفور . وإبلاغ بوصعب والجميّل شمول الخطة كسروان والمتن أزمة النفايات قيد الطمر

كتبت “المستقبل “: بعد أكثر من مئة يوم من المفاوضات والاتصالات والاجتماعات والانتكاسات والأخذ والردّ، ووسط مدّ وجزر “مذهبي” أحياناً و”طائفي” أحياناً أخرى بلغ ذروته مع اتجاه إلى تكفّل كل طائفة ومذهب بنفاياته على قاعدة أنّ “كل ديك على مزبلته صيّاح”، لاحَ من السرايا الحكومية مساء بصيص حلّ يفترض إذا ما أخذ طريقه إلى التنفيذ أن يضع أزمة النفايات على سكّة الطمر، ويقضي هذا الحلّ بتوزيع النفايات ضمن نطاق عمل “سوكلين”، بما في ذلك في كسروان والمتن الشمالي، بين مكبّ سرار في عكار والكفور في الجنوب.

اللواء : خطة شهيّب معدلة على طاولة مجلس الوزراء.. ورواتب العسكريّين إلى الحسم جدول الجلسة التشريعية يُنجز الثلاثاء .. ونفايات كسروان والمتن إلى سرار والنبطية !

كتبت “اللواء “: على طريقة 6 و6 مكرر، وكل “عنزة معلقة بكرعوبا” اشاع الوزير المكلف ملف النفايات اكرم شهيب، أجواء تؤشر على أن خارطة الطريق قيد الإنجاز، تفتح الباب لجلسة لمجلس الوزراء اليوم أو غداً، وكذلك لضرب عصفورين بحجر واحدة إقرار التعديلات على خطة النفايات سواء في ما يتعلق بتحويل المكبات إلى مطامر، أو دفع الحوافز المالية، أو تكليف البلديات بمعالجة النفايات في المنطقة الجغرافية الخاضعة لها.

واذا ما سارت الأمور على هذا النحو، فإنه يصبح في الإمكان إصدار مرسوم بنقل الاعتمادات المالية لمصلحة الجيش والقوى الأمنية الأخرى لتسمح بتغطية الرواتب لهذا الشهر والشهر الذي يليه، على ان تجرى ترتيبات تتعلق برواتب الموظفين في القطاع العام للعام المقبل، في ضوء تأكيدات وزير المال علي حسن خليل كررها أمس بأنه لن يغطي تحويلات مالية إلى المصارف ما لم تتوفر التغطية القانونية لها.

الجمهورية :الجيش وجَّه ضربة قاسية لـ”النصرة”.. وبرِّي: جلسة ولو وحدي

كتبت “الجمهورية”: فيما يستمر لبنان متخبّطاً في أزماته السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية والبيئية، دقّ رئيس مجلس النواب نبيه بري مجدداً ناقوس الخطر على لبنان، متمسّكا بوجوب انعقاد الجلسة التشريعية الجاري التحضير لها، مؤكداً أنّه “إذا كان البعض يريد خراب البلاد فليخرّبها على يده، ولكن من جهتي لن أسمح أبداً بخرابها على يدي”. وفي هذه الأثناء دخلت خطة النفايات في مخاضها الأخير، بحيث سيتحدّد مصيرها غداً السبت حيث تنتهي المهلة الإضافية لإزالة العقبات التي تعترضها. في موازاة ذلك، أفاد مصدر عسكري رفيع لـ”الجمهورية” أنّ “الجيش استهدفَ اجتماعاً لمسؤولين من المسلّحين في منطقة وادي الخيل في جرود عرسال”، مشيراً إلى أنّه “تبيَّنَ أنّ الاجتماع كان لقادةٍ كبار ومسؤولين من جبهة “النصرة”، حيث تمكّنَت راجمات الصواريخ من إصابة مكان اجتماعهم بطريقة مباشرة بثلاثة صواريخ”.

أخفقَ الاجتماع المسائي في السراي الحكومي في التوصل إلى حلّ نهائي لأزمة النفايات عبر تذليل العقبات التي تعترض الخطة المقرّرة في شأنها، وأعطِيت الاتصالات والمساعي الجارية لهذه الغاية مهلة إضافية حتى غد.

وكان هذا الاجتماع انعقدَ برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام وحضور وزراء الزراعة أكرم شهيّب والمال علي حسن خليل والصحة وائل ابو فاعور، ونادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري.

وعلمت “الجمهورية” أنّ شهيّب أبلغَ إلى المجتمعين أنّ العقدة لا تزال في نفايات المتن وكسروان، وأنّ “التيار الوطني الحر” وحزب الكتائب رفضا إقامة مطمر في هذه المنطقة. وسألهم: هل نوقف الخطة ونعلن فشَلها؟ أنا أقترح أن نضمّ نفايات المتن وكسروان إلى مطمر سرار في الشمال.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى