بدون ولاء لا توجد قدس: تسفي بارئيل
صرخة كبيرة معها المهتمين بحقوق المواطن في اعقاب خطة بنيامين نتنياهو الغاء سكن فلسطينيين يسكنون في احياء خارج جدار الفصل وصرخة اقل بقليل سمعت منهم قبل عام عندما أمر نتنياهو وزير الداخلية في حينه جلعاد أردان سحب مواطنة الفلسطينيين الذين ادينوا بأعمال إرهاب أو التحريض على الإرهاب لهم ولابناء عائلاتهم.
تاريخ الغاء السكن لم يبدأ هنا. بتاريخ 2006 ألغى وزير الداخلية روني بار أون سكن ثلاثة اعضاء البرلمان الفلسطيني سكان القدس الشرقية ووزير واحد بعد أن رفضوا الاستقالة من وظيفتهم لان رؤساء حماس لم يستنكروا عملية في تل أبيب حدثت قبل ذلك بقليل بل برروها. صرخة المعارضة في إسرائيل على الغاء السكن لم تكن مفاجئة هكذا هو الحال بموضوع سحق الحقوق. يتم البدء باشياء صغيرة ليتعود عليها الناس وبعدها يمكن الانتقال للمرحلة الجماعية.
ولكن لماذا الصرخة؟ إذا كانت المناطق التي تم ضمها للقدس هي مناطق محتلة كما يقول القانون الدولي فيجب المطالبة بالغاء سكن 400 ألف فلسطيني يسكنون في القدس الشرقية والموافقة على اعادة المناطق التي ضمت في اطار اتفاق سلام. ومن يريد تقسيم القدس لا يستطيع امساك العصا من الطرفين. بالمقابل إذا كانت القدس الشرقية جزء من القدس الموحدة فيجب على الجميع يهودا وعربا ان يخضعوا للقانون الإسرائيلي.
ان قرار نتنياهو قد حدد انه يمكن سحب الاقامة إذا كان هناك خطر أمني مباشر من الشخص الذي يتم سحبها منه هذا الخطر الذي يمكن ازالته من خلال هذه الخطوة. بجميع الاحوال لا يجب ان يستخدم مكان السكن كأداة عقاب بحق الشخص وفقط يستخدم كأداة وقائية.
من الصعب الاثبات أن سحب اقامة فلسطيني والتي تعني طرده إلى الضفة ستمنعه من تنفيذ عملية إذا كان هذا طموحه. لكن المشكلة ليست في عدم القدرة على التأكيد من الردع الذي يسببه سحب الاقامة. واذا تغاضينا للحظة عن الضرر الانساني والاخلاقي الذي يسببه سحب الاقامة والذي يحول الضحية إلى فاقد الهوية والحقوق في المنطقة الجغرافية التي يعيش فيها، ففي هذه الخطوة إذا تحققت تهديد مزدوج. ليس فقط على سكان احياء القدس الشرقية وانما على جميع مواطني الدولة.
لان نتنياهو يحاول الان ان يترجم سحب الاقامة إلى خطوة جماعية حيث سيتحول عشرات الاف السكان إلى لاجئين في بيوتهم وفي اسوأ الحالات سيتم طردهم من المدينة اليهودية. حيث سيتحولون خلال يوم واحد إلى مواطنين بدون حقوق مثل السياح الذين انتهت مدة زيارتهم. والعقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين لم تعد تقلق اليهود منذ زمن. ولكن ماذا سيحل بالاقامة عموما؟ إذا استطاع رئيس الحكومة أن يمحو حق اساسي أو فحص امكانية التسلية بالفكرة فلا يوجد شخص في إسرائيل ساكن أو مواطن عربي او يهودي سيشعر بالامان على مكانته المدنية.
لانه عندما يتم الحديث عن التحريض او عدم الولاء كسبب لسحب الاقامة، لماذا الاكتفاء بسكان القدس الشرقية فقط؟ فولاء المواطنين الفلسطينيين الإسرائيليين واليساريين اليهود والمحامين الذين يمثلون الإرهابيين او القبائل البدوية يمكن اختباره من أجل سحب المواطنة. هل تتذكرون شعار «بدون ولاء لا توجد مواطنة»؟ لقد تحول هذا الشعار إلى اقتراح قانون بانتظار الموافقة.
هآرتس