نور الدين للشرق الجديد: الانتخابات التركية المقبلة ستسلك مسار المغامرة السابقة… لقاء الاسد بوتين رسالة اخيرة للقوى المناوئة
رأى الخبير في الشؤون التركية الدكتور محمد نور الدين ان الانتخابات التركية المقبلة ستسلك مسار المغامرة التي سلكتها الانتخابات الماضية.
وقال نور الدين في حديث لوكالتنا حول ما اذا كان حزب العدالة والتنمية سيستطيع ان يحسن من وضعه في الانتخابات التركية المقبلة قياسا الى الانتخابات الاخيرة، ان كل الاحتمالات واردة، فاستطلاعات الرأي بمعظمها لا تعطي اي تغيير جدي في النتائج عن نتائج الانتخابات الماضية، اي عدم قدرة حزب العدالة والتنمية ان يحصل النصف زائد واحد، فالمعركة التي تخاض الان هي هل يحقق حزب العدالة والتنمية النصف +1، ويعود منفردا الى السلطة، ام سيخفق كما فعل في الانتخابات الماضية، وهذا يفتح الباب امام سيناريوهات متعددة.
واضاف نور الدين: “ان استطلاعات الرأي بمعظمها لا تعطي حزب العدالة والتنمية امكانية العودة منفردا الى السلطة لكن بعض الاستطلاعات القريبة من الحزب تعطيه فرصة ولو كما يقال على حد السكين للحصول على نسبة 276 نائبا اي النصف زائد واحد ولو بصعوبة”.
وتابع نور الدين قائلا: ” هناك مغامرة في القول ان حزب العدالة والتنمية يستطيع ان يكسب ام لا، ولكن من الممكن ان الذين لم يصوتوا له من قواعده ان يعيدوا النظر ويصوت جزء منهم ، كما ان الاحداث الامنية من الممكن ان تؤثر سلبا، والنتائج ستكون على حد السيف، لا احد قادر على ان يحسم وفقا لاستطلاعات الرأي او معظمها بالنتيجة التي ستكون عليها الانتخابات”.
وحول العوامل التي تتحكم بخيارات الناخبين، قال نور الدين : “هناك دارسات تقول ان ما يشغل بال الناخب التركي هو الارهاب، والحالة الامنية في البلاد”، مشيرا الى ان هناك احداثا كبيرة حصلت بين الانتخابات الماضية والمقبلة، (مجزرة سروج، تفجير انقرة، الحرب مع حزب العمال الكردستاني)، لافتا الى ان “حزب العدالة والتنمية يلعب على وتر هذا العامل، على الرغم من اتهام الجميع له بإثارة هذه الاضطرابات”. قائلا، “قد يكون ذلك صحيحا باعتبار ان اردوغان يخير وطبعا رئيس الحكومة الناخب بين الاستقرار المرتبط بانتخاب حزب العدالة والتنمية وعودته منفردا الى السلطة وبين الفوضى التي سببها كما يقول الحزب ان الناخب لم يعطه الفرصة لكي يكون وحده في السلطة في الانتخابات الماضية لهذا السبب حصلت هذه التطورات والفوضى، هناك نسبة قليلة من الناخبين ستفكر بهذه الطريقة وتقول انه اذا بقي الحزب ستسقر الاوضاع او اذا لم يبق ستعم الفوضى”.
ورأى نور الدين ان المجتمع التركي لن يتاثر بالوضع الامني لجهة خياراته في التصويت لانه مستقطب بطريقة حادة ، لافتا الى ان “القوميين الاتراك يميلون باتجاه حزب الحركة القومية، والاكراد حزب الشعوب الديمقراطية والعلمانيين والعلويين لحزب الشعب الجمهوري، والاسلاميين حزب العدالة والتنمية”، أما المترددون فهم الذين سيحسمون المعركة ونسبتهم عالية وفق استطلاعات الرأي من 10 الى 12 بالمئة، واتجاه هؤلاء غير المقررين بعد الى من سيصوتون سيكون الاساس في تحكيم نتائج المعركة.
وردا على سؤالنا حول المعاني والدلالات الاستراتيجية والسياسية لزيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى موسكو ولقاء القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال نور الدين: “مما لا شك فيه ان هذه مفاجأة ثانية بعد مفاجأة النزول الروسي الى الساحة السورية، فاذا كان النزول الروسي بكل هذا الزخم العسكري لم تصل رسالته كما يجب الى البعض، فاعتقد ان زيارة الاسد واللقاء والصورة الخارجية الاعلامية والشكلية التي ظهر فيها اللقاء، هي رسالة ثانية واخيرة ان لا حل في سوريا إلا بوجود الاسد بخلاف ما يقولون ان لا حل بوجود الاسد او ان يكون في مرحلة انتقالية وبدون صلاحيات.
وختم نور الدين قائلا: “اللقاء يقول لهؤلاء ان كلامكم يدخل في باب المزح ونحن نعمل استراتيجية والحل في سوريا لا يمكن ان يكون الا بظل الاسد وروسيا لن تتراجع عن هذا الخيار وهذا يترتب عليه نتائج ضخمة جدا، وحتى لو شهدت الساحة السورية بعض التصعيد لكن في النهاية موازين القوى لن اقول انها ستتغير بشكل جذري لكن ستساعد على التفكير بشكل جدي اكبر من قبل القوى المناوئة لدمشق وموسكو من اجل الوصول الى حل سلمي لا يلغي احد”.