القائد العربي بشار الأسد
غالب قنديل
لم يتعرض زعيم من قبل لمثل ما استهدف به الرئيس الدكتور بشار الأسد على مستوى التآمر الدولي والإقليمي الواسع وكذلك على صعيد الحملات الإعلامية التي تنظمها سلسلة إمبراطوريات إعلامية أميركية وفرنسية وبريطانية وألمانية ومعها مؤسسات خليجية وتركية ولبنانية رصدت لها مليارات الدولارات لتشويه صورة هذا القائد ولتكوين صورة افتراضية عن ثورة شعبية ضده على أرض سورية وطيلة خمس سنوات يسمى بـــ “الثوار ” عشرات آلاف عناصر القاعدة وداعش وتنظيم الأخوان من القتلة والإرهابيين متعددي الجنسيات ومعهم اللصوص والمهربون والنصابون وقطاع الطرق والمرتزقة المأجورون من حاملي الجنسية السورية ويقال عن مواقعهم وغرف عملياتهم التي يقصفها الجيش العربي السوري بأنها مناطق سكانية آمنة.
طيلة خمس سنوات والرئيس الأسد يقود معركة الدفاع عن استقلال بلاده وعن سلامة ترابها الوطني وعن كرامة شعبه بينما حشدت مخابرات دول الناتو بقيادة الولايات المتحدة وحكومات إسرائيل والسعودية وقطر وتركيا والأردن آلاف المرتزقة السوريين في واجهات سمتها بعناوين متعددة لمعارضة لا تتوحد إلا في تنفيذ تعليمات أسيادها ومشغليها بمهاجمة الأسد وبث الأكاذيب حول سورية وما يدور على أرضها.
في أحلك الظروف كما يؤكد العديد من زواره لم يفقد إيمانه بانتصار سورية وفي كل محطة شديدة القسوة من المجابهة مع الإرهاب ومع توسع التدخلات المعادية كان الرئيس الأسد يزداد صلابة وتفاؤلا وإيمانا بحتيمة الانتصار وبعض كبار الحلفاء يقولون إنهم عندما كانوا يزورونه في مكتبه بدمشق كانت تراودهم أسئلة كثيرة وسوداوية عن مستقبل الوضع السوري وكان الرئيس بشار الأسد يطل بابتسامته الواثقة وبلغته الحازمة وبهدوئه المميز فيبدد الشكوك ويرفع معنوياتهم في عرضه الواقعي لمسار الأحداث وهذا ما قاله قبل سنتين احد كبار المسؤولين الإيرانيين لوفد إعلامي عربي زار طهران ولمن يريد ان يعرف سر ثقة الأسد بالنصر فهو يعبر دائما عن إيمانه بصلابة وولاء الجيش العربي السوري العقائدي جيش العروبة والصمود والمقاومة وهو مؤمن بثقة لا تتزعزع بالشعب العربي السوري وبوعيه الذي أحبط العديد من حلقات المؤامرة وخصوصا إفشال المساعي لتحويل ما يجري إلى اقتتال أهلي عبر المذابح المؤسسة لحلقة العنف الدموي وقد بذل الرئيس بشار الأسد من اللحظة الأولى للأحداث جهودا جبارة في ترسيخ صلابة الجيش والقوات المسلحة وفي تمتين الوحدة الوطنية للشعب وتحرك هجوميا لشرح خلفيات المخطط المعادي وحقيقة ما يستهدف الوطن عبر التواصل المباشر مع الجميع من ضباط وقادة ورجال دين وفاعليات مهنية وشباب ونساء من مختلف المشارب ومن النادر ان يحقق رئيس دولة شعاع تواصل مباشر مع مواطنيه ومن غير وسطاء بسعة ما يربط الرئيس بشار الأسد بكمية هائلة من الجماعات والأفراد في جميع انحاء سورية وفي جميع الظروف لم تنقطع هذه العلاقة التفاعلية مع الشعب وبالتاكيد فهي وطيدة ومستمرة ومتواصلة مع الجيش والقوات المسلحة .
مع الجيش والشعب توجه الرئيس بشار الأسد منذ البداية شارحا ومتابعا للأحداث مع جميع الحلفاء والأصدقاء من شركاء الخيار الاستقلالي التحرري في العالم وهو خصص جهدا مركزا للتواصل مع قيادات إيران وروسيا والصين وحزب الله ومع بعض القيادات العراقية لجلاء الالتباسات في فهم حقيقة ما يجري وبينما كان يتخذ المبادرات المتلاحقة في طريق الإصلاح الداخلي كان يتحدث إلى الحلفاء مشددا على طبيعة المخطط الإجرامي الذي لايستهدف سورية وحدها ولا يوفر أيا من حلفائها وقد جاءت الأحداث لتثبت صحة كل استنتاج قدمه الأسد للشعب وللقوات المسلحة وللحلفاء بدون استثناء وهذا ما رسخ علاقة الثقة ورصيد المصداقية التي يحظى بها القائد الأسد الذي تحمل ضغوطا جبارة وقاسية غير مسبوقة وتمهل إلى أن تتبلور مواقف وخيارات الشعب العربي السوري وحلفاء سورية بقوة الوقائع والحقائق ومارس الصبر الاستراتيجي في التعامل مع مبادرات الدعم والمساندة التي قدمها حلفاء سورية المخلصون وتحكمت بتوقيتها حسابات فرضت فجوة زمنية مكلفة بفارقها عن التوقيت النموذجي المنشود ووقف مع الرئيس الأسد الجيش والشعب في كل مرة إلى ان تنضج المعطيات ويفرض التحول في الميدان .
الرئيس المثقف الصلب والشجاع والمقاوم أتقن فنون القيادة وأظهر صبرا وقدرة نادرين وهو مارس الخداع الاستراتيجي بدهاء منقطع النظير ليحضر مفاجآت كبرى لكل من حوله والجميع يسأل اليوم كيف أعدت قوات النخبة السورية بتكتم شديد وهاهي تشن هجوما شاملا على عشر جبهات وتقلب الصورة التي عممها حلف العدوان عن إنهاك الجيش العربي السوري وتراجع قدراته وكيف تم تحضير خطة الانخراط الروسي خلال سبعة أشهر من التخطيط والاجتماعات القيادية الروسية السورية وعبر اتصال ثنائي مباشر بين الرئيسين بوتين والأسد وحصل كل ذلك من غير تسريب نسمة واحدة كما يقال أو كلمة تكشف ما يحضره الأسد من مفاجآت وبعدما سال حبر كثير عن تراجع قسري إلى ما سمي بسورية المفيدة وعن تقسيم سورية ها هي مسيرة التحرير الوطنية الكبرى تنطلق بقيادة الأسد.
منذ آذار الماضي سرت معلومات صحافية عن خطة لإعادة هيكلة للوحدات المقاتلة يشرف عليها الرئيس لكن اللغز المحير هو كيف امكن إخفاء تفصيلات العمل لبناء تشكيل قتالي جديد يضم عشرات الآلاف من الضباط والجنود وكيف تم إخفاء المعلومات عن حقيقة التحضيرات الروسية السورية التي فاجأت حلف العدوان مثل الصاعقة واليوم ومن موسكو وفجأة كذلك ارتسمت صورة هذا القائد العربي المقاوم الذي هو من رموز العالم الجديد زعيم تحرري واستقلالي مناهض للهيمنة يقود دولة صلبة لم يهزها الإعصار العدواني الكوني بقيادة الولايات المتحدة واستطاعت بفضل حكمة رئيسها وشجاعته ان تقاوم وتصمد وتتكيف من اجل سورية وشعبها واستقلالها فانتزعت احترام وثقة الحلفاء الأقربين وفرضت برئيسها مهابة لا حدود لها في جبهة الأعداء من الأجلاف الاستعماريين والأوباش التوابع على السواء.