من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : مأزق السعودية يرتدّ على “المستقبل” فراغاً سياسيا ً وأزمة مادية أين الحريري في الاشتباك مع “حزب الله”؟
كتبت “السفير”: لا يُحسد سعد الحريري على وضعه، لا سياسياً ولا شعبياً، ولكن الأخطر في بيته الداخلي المترامي الأطراف والمتعدد الرؤوس ومراكز النفوذ.. والحسابات.
ولا يُحسد الحريري على علاقته المقلقة والملتبسة بالقيادة السعودية الجديدة، ومن خلالها على أوضاعه المادية التي جعلت مؤسساته وجمهوره في حالة انكشاف يصعب تغطيتها بمساحيق الوعود ومعسول الكلام.
يأتي طرح هذه الإشكالية الحريرية، غداة الخطاب السياسي الناري الذي أطلقه وزير الداخلية نهاد المشنوق يوم الجمعة الماضي عبر تلويحه بالخروج من الحكومة والحوار مع “حزب الله”، وما استوجبه من رد عنيف من السيد حسن نصرالله بدعوة قيادة الحزب الى “إعادة النظر” بالموقف من الحوار مع “المستقبل”، خصوصا أنه سبق للحزب أن ناقش هذا الخيار داخلياً أكثر من مرة في ضوء التجربة التي ستطوي سنتها الأولى في نهاية كانون الأول المقبل، لولا أن الرئيس نبيه بري كان يتدخل ويتمنى على قيادة الحزب الاستمرار في الحوار.. الذي لن يتوقف هذه المرة على الأرجح، حسب أوساط واسعة الاطلاع على موقف بري والحريري و “حزب الله” معاً.
هنا ينبري السؤال الذي طرح فور انتهاء خطاب المشنوق: هل كان الحريري في جو موقفه، وهل هو موافق عليه، وهل يندرج في إطار مقاربة جديدة لـ “المستقبل” للوضع الداخلي والعلاقات الداخلية، أم أنه تعبير جديد عن واقع التفكك والتشتت في “التيار الأزرق”؟
الأمثلة أكثر من أن تُحصى وتُعد عن إرباك “المستقبل”، ليس في الأمس القريب أو البعيد، بل في يومنا هذا. من قضية الترقيات العسكرية والتفاهمات التي أُبرمت وتم توقيعها وتم إجهاضها من بعض “صقور المستقبل” في المرة الأولى، ومن الرئيس ميشال سليمان في المرة الثانية، وهذا الأمر يدل في الحالتين، على عدم “مونة” الحريري على بعض رموز تياره، وعلى افتقاده التأثير والحضور السياسي الذي يجعل رئيساً سابقاً للجمهورية يعارض أمراً أبرمه مدير مكتبه، أي نادر الحريري!
ولعل نموذج ملف النفايات المفتوح على مصراعيه يدلل أكثر من غيره على واقع الإرباك والتناقضات، بحيث صار رئيس بلدية، سواء في إقليم الخروب أو صيدا أو البقاع الأوسط أو عكار، قادراً على ليّ ذراع ليس أحمد الحريري بل سعد الحريري نفسه الذي اضطر للتدخل أكثر من مرة مع هذا وذاك لتبديد اعتراضاتهم من دون أن يصل هذا الملف الى بر الأمان.
يطرح هذا الأمر إشكالية أكبر، فعندما يبلغ التفلت هذا المستوى والوضوح الى حد الفجور، يصبح السؤال متصلاً بمرجعية الساحة الإسلامية السنية في لبنان ومن المسؤول عن هذا التفلت وهذه “الدكاكين” التي تفتح هنا وهناك ومن يستطيع أن يتسلل من خرم هذا الواقع المأزوم من أجل قضم حصص وكوادر.. وجمهور، وألا يطرح ذلك إشكالية البديل السني المتطرف وضمور قوى الاعتدال السني في لبنان ربطاً بالضمور العام في المنطقة كلها، وخصوصا في سوريا والعراق واليمن وكل دول الخليج؟
البناء : إيران بلا عقوبات ونصرُ حلب يقترب واليمن مفاوضات… وفلسطينُ حربٌ نصرالله: “اللي بدّو يفِلّ يفِلّ” والمستقبل يتردّد… والحكومة والحوار ينتظران برّي زاسيبكين : لا أفغانستان جديدة… وأفضل العلاقات مع إيران… ولا رئاسة
كتبت “البناء “ : المشهد الدولي والإقليمي يرتسم على افتتاح المرحلة التي بشر بها التفاهم النووي الإيراني، مع صدور القرارات الأميركية والأوروبية بالبدء برفع العقوبات عن إيران وتنفيذ الموجبات التي نص عليها التفاهم لمرحلة ما بعد صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن مستوى التقيّد الإيراني بالالتزامات منتصف تشرين الأول، والذي جاء خالياً من أيّ ملاحظات على التنفيذ الإيراني الدقيق، فكشفت الأوامر الغربية بالتنفيذ الفوري لرفع العقوبات عمق التحوّل الذي ترتب على هذا التفاهم، رغم كلّ الضجيج المُثار حول القضايا الخلافية. وبالتوازي كان المشهد الفلسطيني الدموي المتواصل بوحشية الجيش والمستوطنين مقابل عزم شباب الانتفاضة وبطولاتهم، يقول إنّ حرباً طويلة قد بدأت في فلسطين، تعرف كيف تقرأ تحوّلات المنطقة والعالم، ولن تسمح في فلسطين بخريطة جديدة في المنطقة تستثنيها، فيما تبدو حكومة الاحتلال فاقدة المبادرة تقودها قطعان المستوطنين، ما يعني تحوّل المشهد الفلسطيني إلى حرب شوارع مفتوحة.
في ملفَّيْ الاشتباك الكبيرين في المنطقة، دخل اليمن مرحلة التحضير للخروج من العنجهية السعودية مع الفشل المتصاعد للحرب، فتمّ قبول طرفَي النزاع اليمني، الحوثيين وحكومة منصور هادي، بدعوة الأمم المتحدة للتفاوض بلا شروط مسبقة وفقاً لمثلث القرار الأممي 2216 والمبادرة الخليجية والبنود السبعة للحوار الوطني، التي يتبناها الحوثيون وتراجع عنها هادي. لكن الواضح أنّ القبول المتلعثم للفريق السعودي لم يتمّ بقرار الخروج من الحرب، بقدر ما جاء تعبيراً عن إرادة التحسّب للفشل في الرهان على عودة حزب العدالة والتنمية للحكم في تركيا، وهو الأمر الذي تضع السعودية كلّ ثقلها لضمان نجاحه لكنها تخشى الفشل، بينما تسجّل ساحة الاشتباك الرئيسية التي تمثلها سورية تحوّلات نوعية متسارعة لمصلحة الجيش السوري كان أبرزها، ما سجلته تطورات أرياف حلب الجنوبية والجنوبية الغربية والشرقية، بحيث تؤكد التقارير العسكرية أنّ بلوغ الجيش السوري الطريق الدولي لحلب دمشق من جهة والاقتراب من مطار كويرس من جهة ثانية، وفك الحصار عن بلدتَيْ نبل والزهراء، قد تتحقق دفعة واحدة قبل نهاية هذا الشهر، ما يعني تغييراً نوعياً في موازين معركة حلب، وعزلاً كاملاً لجماعات “النصرة” وتوابعها عن أحياء المدينة، ما قد ينتج عنه بدء تهافت المسلحين على صيغتَيْ، الهروب للأجانب، والتسويات للسوريين.
على خلفية الحسابات السعودية، بالتسخين احتياطاً لفرضية الفوز الأردوغاني في تركيا، والانتقال إلى لعبة تصعيد في الحرب في سورية، ليس للسعودية مكان استعداد وتسخين وتسجيل نقاط إلا لبنان، فجاءت مواقف تيار المستقبل عن التلويح بالانسحاب من الحوار واستقالة الحكومة، مدخلاً لجولة سياسية من السخونة، قال فيها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله
كلاماً حاسماً، مختصراً المعادلة الجديدة بالقول، لن نسمح لأحد بِابتزازنا، و”اللي بدّو يفلّ يفلّ”، وتتالت ردود وزراء ونواب تيار المستقبل على كلام السيد نصرالله، بين مواصلة للتصعيد وتراجع منظم عنه برز في كلام النائب السابق مصطفى علوش لـ”البناء”، ليبدو أنّ لبنان بحكومته ومستقبل هيئة الحوار ومستقبل الحوار الثنائي بين حزب الله والمستقبل ينتظر عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري من السفر.
“البناء” تضيء على مشهد المنطقة ولبنان في حديث خاص للسفير الروسي في بيروت الكسندر زاسيبكين، يؤكد خلاله أنّ روسيا تعرف جيداً أنها ستنجح في سورية وأن لا خشية من حرب استنزاف على طريقة ما شهدته في أفغانستان قبل عقود، ويحسم الجدل حول متانة العلاقات الروسية الإيرانية، حيث التنسيق لا التنافس يحكمان الموقف من الحرب على الإرهاب في سورية والعراق، ولبنانياً عبّر زاسيبكين بوضوح عن غياب فرص انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وعن انفتاحه بِاسم حكومته على جميع الأطراف، رغم خلافه مع رئيس القوات سمير جعجع ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حول النظرة لما يجري في سورية.
تصاعدت وتيرة المواقف السياسية في اليومين الماضيين لتخرق الجمود الذي طغى على المشهد السياسي، فقابل حزب الله تحدّي “المستقبل” على لسان وزيره نهاد المشنوق بتحدٍ أقوى على لسان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله. فأكد السيد نصرالله الحرص على الحوار وبقاء الحكومة والاستقرار، رافضاً الابتزاز الذي يمارسه “المستقبل” في ما يتعلق بالمشاركة في الحوار والحكومة، وقال: “حزب الله يرفض الابتزاز وإذا أردتم الخروج من الحوار والحكومة فالله معكم، وإذا أردتم البقاء فأهلاً وسهلاً”.
وأشار السيد نصرالله إلى “أنّ مصلحة لبنان واللبنانيين في الحوار وفي بقاء الحكومة، وندعو إلى الحفاظ عليها”. وتوجه السيد نصر الله لتيار “المستقبل” بالقول: “إذا كنتم تشعرون بالإحراج للخروج من الحكومة فلا تكونوا محرَجين وبإمكانكم المغادرة ولا تمنّوا علينا بذلك”.
وأضاف السيد نصرالله: “هناك من يريد أن يدخل حزب الله وحركة أمل في مشكلة مع العائلات والعشائر في البقاع. ليس عملنا أن نعتقل أي أحد في البقاع ونسلمه للدولة، فبذلك لا يعود هناك دولة بل تصبح سجّانًاً فقط”. وتابع: “سأدعو قيادة حزب الله إلى إعادة النظر في الحوار فإذا كان المستقبل يريد أن يمنّننا بالحوار فنحن نخرج منه ولا ننتظر منهم ذلك. نحن حريصون على الحوار، لكن نرفض الابتزاز ونحافظ على كرامتنا”.
وشدد السيد نصرالله أن حزب الله حاضر اليوم في الميدان حيث يجب أن يكون أكثر من أي وقت مضى، نوعاً وعديداً، “لأننا في معركة فاصلة”.
الديار : نصرالله للمستقبل : إذا شعرتم بمنّة في بقائكم بالحكومة “الله معكم” جلسة يتيمة لمجلس الوزراء قريباً لبت ملف النفايات
كتبت “الديار”: يبدو ان الحكومة والحوار على حافة الانهيار التام. فالسجال الاعلامي الحاصل بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” يؤكد ان الامور متجهة نحو التصعيد، وكلام وزير الداخلية نهاد المشنوق الاسبوع الماضي في الذكرى الثالثة لاستشهاد اللواء وسام الحسن، حيث هدد بترك الحوار و”فرط” الحكومة، كان الفتيل الذي اشعل “القلوب المليانة”، فهذه اول مرة ينفجر الوضع بين الطرفين بهذا الشكل “الفاقع” داخليا.
معظم الاشتباكات التي كانت تدور بينهما في السابق كان طابعها اقليمياً ومرتبطة بشكل مباشر بالصراع بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية، على امتداد الوطن العربي، وصحيح ان الازمة الداخلية حاليا مرتبطة ايضا بالصراع الآنف ذكره، الا ان الامور تجاوزت الخطوط الحمر المرسومة داخليا لتصل الى حد تهديد الحوار الثنائي بين الجانبين والحوار الذي يرعاه الرئيس نبيه بري. فالحوار الثنائي حين بدأ لم تكن الامور اكثر هدوءا على المحور الايراني – السعودي، الا ان الطرفين تمسكا بهذا الحوار لتنفيس الاحتقان في الشارع والحفاظ على الاستقرار باي شكل من الاشكال بشهادة الطرفين.
الا ان الامور باتت تنذر بالاخطر، وعلى ما يبدو فإن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بكلامه امس في ذكرى الشهيد ابو محمد الاقليم، تعاطى مع كلام المشنوق على انه موقف رسمي لتيار المستقبل، وانه مغطى من رئيس التيار سعد الحريري، لذا جاء كلامه واضحا وشفافا “باننا لا نرضى الابتزاز”.
مصادر مقربة من حزب الله اكدت انه اذا كان “المستقبل” يلعب بالنار، واذا كان يظن ان بامكانه الضغط على حزب الله عبر التلويح بالفوضى الداخلية، واذا كانت ثمة اجندة سعودية للرد في بيروت على خيبة الامل في سوريا، فان التيار الازرق يغامر لأن هذه المرة الصراع يتجاوز حدود “اللعبة الداخلية” لان حزب الله يخوض معركة حاسمة وفاصلة لا تقبل انصاف الحلول.
ماذا قال السيد حسن نصـرالله في ذكرى الشـهيد الاقـليم ؟
فقد أكد نصر الله الحرص على الحوار وبقاء الحكومة والاستقرار، رافضاً الابتزاز الذي يمارسه “تيار المستقبل” في ما يتعلق بالمشاركة في الحوار والحكومة. متوجهاً لقيادة “المستقبل” بالقول نحن في حزب الله نرفض الابتزاز واذا اردتم الخروج من الحوار والحكومة الله معكم واذا اردتم البقاء أهلا وسهلا.
كما أكد نصرالله على أهمية الصمود والقتال في وجه المشروع التكفيري الذي يريد تدمير مجتمعاتنا مثله مثل المشروع الصهيوني، مشدداً على دعم القضية الفلسطينية وانتفاضة الشعب الفلسطيني.
واكدت اوساط بارزة في تيار المستقبل ان ما قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليس بجديد من خلال تهديداته المستمرة وتأكيده على مواصلة القتال في سوريا وتوجيه التهم جزافا وتصنيف الناس، فيما الجميع يدرك من يعطل عمل الحكومة والمجلس النيابي ولا سيما انتخاب رئيس للجمهورية، حتى بات القاسي والداني يدركان ان ايران قالت صراحة للموفد الفرنسي انها تريد انتخاب الرئيس الحليف لها ولحزب الله في لبنان.
الأخبار : نصرالله للمستقبل : الله معكم
كتبت “الأخبار”: باتت كل المواقف تؤدي إلى المزيد من التصعيد السياسي، من دون أي أفق لحلّ للأزمة. بعد تهديد تيار المستقبل بالانسحاب من الحكومة وطاولة الحوار، ردّ الأمين العام لحزب الله بلهجة حازمة، ضارباً بيده على الطاولة: إذا أردتم الخروج، فالله معكم!
بكل وضوح، عبّر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن عدم الرضوخ لـ”ابتزاز تيار المستقبل” بشأن الاستمرار في الحكومة والحوار. ردّ نصرالله على كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق من دون أن يُسميه، قائلاً إنه في الفترة الماضية “نسمع من تيار المستقبل عندما يتحدثون عن الحوار كأنهم يتفضّلون ويمنّون على اللبنانيين.
هذا الاحساس بالنسبة لنا مرفوض. إذا كنتم تمنّون علينا بالحوار بلاه”. كذلك في ما خصّ ملّف الحكومة، “إذا أنتم (المستقبل) تشعرون أنكم مُحرجون أو مُتفضّلون علينا وعلى غيرنا من خلال بقائكم في الحكومة فلا تشعروا بحرج، وبلا هذا الفضل والله معكم. نرفض الابتزاز”. فبالنسبة الى حزب الله: “سوف نبقى ونتحمل كامل المسؤولية”.
وقال نصرالله إن “مصلحة اللبنانيين هي في بقاء الحكومة، لأن البديل هو الفراغ وقد يكون الانهيار”، و”كنا ندعو دائماً الى الحفاظ عليها من أجل البلد، رغم الأداء المُتعثر لهذه الحكومة، مع تقديرنا الخالص لرئيسها”، إضافة الى أنّ المشاركة فيها كانت “من أجل الاستقرار السياسي والأمني، مع أنّ شركاءنا فيها قاتلوا لإسقاط الحكومة السابقة”.
وعلى الرغم من ذلك، هناك “حرص دائم على الحوار والتلاقي بين اللبنانيين، لأنّ مصلحة لبنان والاستقرار تقتضي ذلك”. ومن هذا المُنطلق حزب الله يبغي من جرّاء الحوار الوطني وبقاء الحكومة تأمين “المصلحة الوطنية، حتى ولو كانت إنتاجية الحوار محدودة”.
السيد نصرالله لم يلتفت إلى النقاش الدائر في أوساط تيار المستقبل بشأن كلام المشنوق في احتفال الذكرى الثانية لاغتيال اللواء وسام الحسن، وتهديده بالانسحاب من الحكومة وطاولة الحوار. فخلال اليومين الماضيين، جهدت بعض شخصيات تيار المستقبل للترويج أن كلام المشنوق كان تعبيراً عن موقف شخصي. كذلك فعل بعض الوزراء، كوزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي قال لـ”الأخبار”: “ما عبّر عنه المشنوق ليس تهديداً بمقدار ما هو وصف لواقع الحال، وتعبير عن مرارة وضيق صدر. فالحكومة غير قادرة على جمع الزبالة، فلماذا بقاؤها إذن؟ هذه هي حال الجميع، بمن فيهم الرئيس تمام سلام الذي شكا في الحوار من أن الحكومة غير منتجة”. وعلمت “الأخبار” من مصادر في تيار المستقبل، أن المشنوق كان قد جهّز خطاباً عالي السقف أكثر من الذي تلاه، احتجاجاً على ما يراه “تقاعساً من قبل حزب الله في تطبيق الخطة الأمنية في البقاع”. ولكنه عدّل صيغة خطابه في اللحظة الأخيرة قبل إلقائه.
ورجّحت المصادر أن يكون وزير الداخلية قد “استشار الرئيس سعد الحريري في مضمون خطابه، ووافقه الأخير”. ويوم أمس، أجرى مسؤولون في تيار المستقبل اتصالات بالحريري في السعودية، فطلب الأخير من كتلة المستقبل إصدار موقف واضح في جلستها الأسبوعية غداً، لتمنح المشنوق غطاءً كاملاً، ولمنع الرئيس فؤاد السنيورة من تصوير وزير الداخلية بصورة المتروك وحيداً. وأكّد مسؤولون مستقبليون أن وزير الداخلية “عبّر عن موقف شخصي، إلا أن هذا الموقف لم يخرج عن ثوابت التيار الذي يرفض التهويل عليه بإسقاط الحكومة”. وأشارت إلى ان عدداً من نواب المستقبل ومسؤوليه عبّروا، وسيعبّرون أيضاً، عن مواقف مشابهة لما قاله المشنوق اليوم وغداً، قبل أن يصدر بيان الكتلة غداً. ولفتت المصادر إلى أن الحوار الذي تحدّث المشنوق عن الانسحاب منه ليس طاولة الحوار الموسّعة التي عقدت جلساتها في مجلس النواب، بل جلسات الحوار الثنائي، برعاية بري أيضاً، بين التيار الأزرق وحزب الله في عين التينة.
مصادر قريبة من دائرة القرار المستقبلي لفتت إلى أن ما جرى نتيجة طبيعية لعدم وجود “توجيه سياسي يومي” اعتاد التيار أن يصله من السعودية المنشغلة حالياً في أزماتها، ابتداءً من اليمن، وليس انتهاءً بالمشاركة الروسية المباشرة في الحرب السورية. ولفتت المصادر إلى أن المشنوق شعر فعلاً بأنه “متروك في لحظات معينة من قبل فريقه السياسي، هذا فضلاً عن خيبة أمله من حزب الله”. وفي هذا الإطار، قال درباس إن “المشنوق محاصر في الشارع، ولا توجد أي ثغرة للخروج من الواقع الحالي، فيما أقلية في مجلس النواب تريد فرض رئيس للجمهورية، وأقلية في الحكومة تريد فرض قائد للجيش”.
النهار : التصعيد الكلامي يخفت وعودة إلى التموضع السابق سلام : سأرمي قفازيّ في وجه المعطّلين
كتبت “النهار”: يعود اليوم الى بيروت راعي الحوار الرئيس نبيه بري الذي تشاور هاتفيا مع الرئيس سعد الحريري لنزع فتيل الانفجار بعد التصعيد الكلامي الذي بدأه الجمعة الوزير نهاد المشنوق ورد عليه امس الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، الأمر الذي رأى فيه متابعون تهديدا للحكومة وللحوار الوطني والثنائي على السواء. هذا الامر استدعى حركة اتصالات واسعة دخل على خطها، الى بري، الرئيس تمام سلام. وينتظر تصويب البوصلة في مسألتي الحكومة والحوار في البيان الاسبوعي لكتلة “المستقبل” غدا الثلثاء، بما يعيد قواعد الاشتباك الى التموضع الذي كان قائما قبل أيام. وأكدت مصادر وزارية لـ”النهار” أن الحوار النيابي سيعاود في 26 تشرين الأول الجاري بعد انعقاد مجلس الوزراء إذا لم يطرأ طارئ، وبعد اجتماع الهيئة العامة لمجلس النواب غدا لانتخاب هيئة مكتب المجلس واللجان.
وانطلاقا من هذا الواقع المتشنج، يتريث الرئيس سلام في الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء الى حين اكتمال كل عناصر ملف النفايات في مرحلة أولى، من أجل ان تكون الجلسة منتجة ومثمرة، وتنجح في إحاطته بكل ما يتطلبه من إجراءات وتحمل مسؤوليات ليسلك مساره نحو التنفيذ.
وهو إذ يأمل في أن يتوصل الى إنجاز ذلك هذا الأسبوع ليوجه الدعوة الى الوزراء، يتساءل: “هل المسموح المماطلة بعد في موضوع حساس ودقيق الى هذا الحد ولا يستدعي إجراءات تعجيزية، فيما الخلافات على أشدها وتعوق تحقيق أي تقدم؟”. ويضيف: “إذا فقدت الدولة هيبتها في التوافق على إجراءات في ملف كهذا، فكيف ستنفذه”.
أما اذا لم يسلك ملف النفايات طريقه في مجلس الوزراء الى التنفيذ، فإن سلام سيرمي قفازيه في وجوه المعطلين ويعتذر من اللبنانيين تحت وطأة الوضع القائم.
ويستغرب سلام كيف ان الكل متمسك بالحكومة وبعدم انهيارها ولكن شرط ألا يكون ذلك من حسابه. ويسأل: “كيف يريدون الحكومة ولا يساعدون على تذليل العقبات التي تعترض سبيل تفعيلها”؟.
المستقبل : نتنياهو يرفض المبادرة الفرنسية ويعتبر أن استمرار احتلال القدس هو الحل استشهاد فدائي ومقتل إسرائيلي بعملية نوعية في بئر السبع
كتبت “المستقبل”: استشهد فلسطيني برصاص شرطة الاحتلال الإسرائيلي في المحطة المركزية للحافلات في بئر السبع أمس، بعدما استطاع الشاب المسلح بسكين ومسدس اختطاف السلاح من أحد الجنود الإسرائيليين ثم أطلق النار قاتلاً جندياً وموقعاً عشرة جرحى بعضهم جراحه خطرة. ورأى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للقدس هو الحل، معرباً عن رفضه التام لأي رقابة دولية من أي نوع على الأماكن المقدسة في المدينة المحتلة وبضمنها المسجد الأقصى، حسب مشروع قرار فرنسي تنوي باريس تقديمه الى مجلس الأمن الدولي في إطار مساعيها لنزع فتيل الأزمة الراهنة في الأراضي المحتلة.
اللواء : “شظايا إنفعالية” على الحكومة والحوار .. والإختيار في مجلس النواب غداً سلام يحذِّر من دفع البلاد الى الإنهيار .. ونصر الله لمناقشة العلاقة مع المستقبل
كتبت “اللواء “: بين الوعكة الصحية التي أُصيب بها وزير الزراعة أكرم شهيّب المكلّف وضع خطة النفايات موضع التنفيذ، والحالة اللاصحية التي بلغها الوضع الحكومي، موصولاً بطاولة الحوار الوطني التي يرعاها الرئيس نبيه برّي، إرتفع منسوب التشاؤم في الأوساط الوزارية والسياسية، مع العلم أن ثمّة اقتناعاً لدى الدوائر النيابية أن جلسة انتخاب اللجان النيابية المقرّرة غداً الثلاثاء، ستُعقد في موعدها، وستُعيد تجديد “المطبخ التشريعي”، بعيداً عن ضوضاء التراشق بالمواقف التي تركّزت حول البقاء في الحكومة أو عدمه، أو استمرار الحوار الثنائي أو عدمه، وسط تزايد الأسئلة حول ما يمكن أن تُسفر عنه هذه السجالات عالية السقوف، في وقت كانت فيه الأنظار تتّجه إلى السراي الكبير والدعوة المتوقعة من الرئيس تمام سلام لعقد جلسة لمجلس الوزراء تخصّص فقط لملف النفايات حالما يكون جواب “حزب الله” في ما خصّ مطمر في البقاع الشمالي قد أصبح ناجزاً، ورُفعت الاعتراضات العكارية حول مطمر “سرار”، والتزمت قوى الحراك المدني بتقديم ما يلزم من تسهيلات لفتح الطريق أمام معالجة النفايات، قبل فوات الأوان.
الجمهورية : الأزمة تتعمَّق ومصير الحكومة والحوار مُعلَّق
كتبت “الجمهورية “: إنتقلت البلاد فجأةً ومن دون مقدّمات إلى مرحلة جديدة من المواجهة السياسية. تيار “المستقبل”، على لسان وزير الداخلية نهاد المشنوق، يلوّح بالاستقالة من الحكومة والخروج من الحوار مساءَ الجمعة الفائت، فيأتيه الردّ بعد أقلّ مِن 48 ساعة، أي قبل ظهر الأحد، وعلى لسان الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله شخصياً الذي قال: “من يحبّ البقاء في الحكومة والحوار “أهلاً وسهلاً به”، ومن يُرِد الخروج منهما “ألله معو”. وإذا كان السجال السياسي بين الطرفين ليس جديداً، إلّا أنّ الجديد في الأمر انتقاله من القضايا والملفات العامة إلى التهديد بفرطِ المساكنة التي نشأت مع تكليف رئيس الحكومة تمّام سلام، إذ ما كاد يلوّح الأوّل بالاستقالة حتى جاءَه ردّ الثاني برفض الابتزاز وإعلانه عن دعوة حزبه إلى إعادة النظر بمبدأ الجلوس مع “المستقبل” حول طاولة واحدة.