الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

jrod

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

السفير : “حزب الله” يوسّع انخراطه في الميدان السوري “السوخوي” لبنانياً: جهوزية من بيروت.. إلى الجرود

كتبت “السفير”: فرضت “عاصفة السوخوي” جهوزية أمنية في الداخل اللبناني، تحسباً لأية أعمال إرهابية يمكن أن تلجأ اليها بعض المجموعات الإرهابية لإرباك الساحة الداخلية، وذلك بالتزامن مع نصائح تلقتها مراجع رسمية لبنانية من بعض “أصدقاء لبنان” برفع مستوى الحذر في هذه المرحلة.

في هذا السياق، يأتي “الجهد الأمني” المكثّف للمؤسسات العسكرية والأمنية بإلقاء القبض على عشرات المتورطين مع المجموعات الإرهابية، وبينهم، أمس، أحد أبرز أفراد “جبهة النصرة” المدعو ابراهيم مطاوع الذي القى الجيش القبض عليه في عرسال، فيما نجح الأمن العام بإلقاء القبض على أحد المنتمين الى “داعش” قبل مغادرته مطار بيروت باتجاه تركيا.

في السياق نفسه، تأتي جهوزية الوحدات العسكرية في الداخل وعلى الحدود اللبنانية السورية، واستهداف تجمّعات المسلحين، وإيقاع قتلى في صفوفهم، وبينهم قيادي في “جبهة النصرة” من آل التلي، وهو قريب امير “النصرة” في القلمون ابو مالك التلي، بحسب ما اكد مرجع امني لـ “السفير”.

هذه الجهوزية، لطالما اكد عليها قائد الجيش العماد جان قهوجي، بوصفها تترجم قرار القيادة العسكرية بالاستمرار في مواجهة الارهاب والانتصار عليه مهما كلف ذلك من تضحيات، “فقرار الجيش حاسم: لا تهاون مع الارهاب، ومع كل ما من شأنه ان يزعزع الاستقرار ويعرّض مسيرة السلم الأهلي للخطر”.

بالتزامن مع ذلك، عزز “حزب الله” الاجراءات الامنية الاحترازية في مناطق لبنانية معينة أبرزها الضاحية الجنوبية، وذلك في موازاة انخراطه الأوسع من نوعه في الحرب السورية، حيث بادر الحزب في الايام القليلة الماضية الى نقل آلاف من المقاتلين “عاليي التدريب والتجهيز والخبرة القتالية”، من لبنان نحو “الشمال الادلبي”، في سياق معركة يعول عليها الجيش السوري وحلفاؤه لاسترداد ادلب وجسر الشغور وحلب وإقفال الحدود السورية مع تركيا.

وتبعا لذلك، استبعد مرجع أمني واسع الاطلاع، اقتراب “عاصفة السوخوي” من الحدود اللبنانية، وقال إن الروس يعطون أولوية لحماية الساحل السوري ودمشق ولتكثيف الضغط على المجموعات الارهابية قرب الحدود التركية والعراقية، ولم يستبعد توسيع نطاق الضربات الجوية لكن ليس في المدى القريب.

واذا كانت الانجازات العسكرية التي حققها “حزب الله” والجيش السوري في جرود عرسال والقلمون والزبداني، وكذلك انجازات الجيش اللبناني على الحدود، قد اسقطت “الامارة التكفيرية” امتدادا من القلمون وصولا الى البحر والشمال اللبناني، فإن الخطر بحسب مرجع امني، لا يزال قائما في جرود عرسال والقلمون في مواجهة “داعش” و”جبهة النصرة”.

الا ان هذا الخطر الكامن، وفق المرجع نفسه، “ليس بالقوة التي كان عليها قبل بدء معركة اجتثاثه في جرود عرسال والقلمون والزبداني، وبالتالي يبقى بلا فعالية وقابلا للاحتواء وربما الانهيار في أي ظرف، كونه اصبح بين فكي كماشة، فمن جهة “حزب الله” والجيش السوري، ومن جهة ثانية “عاصفة السوخوي” التي يبدو انها فرضت على المجموعات الإرهابية نقل بعض مجموعاتها من جرود القلمون لتعزيز الشمال الادلبي.

ويقول مصدر أمني معني: “عندما تضرب رأس الأفعى يصبح من السهل ضرب الذنب، ومن هنا جاءت مبادرة “حزب الله” لإرسال الاف المقاتلين الى الشمال الادلبي، وهم يشاركون في القتال للمرة الأولى، واما الهدف الاساس في هذه المعركة، فهو استرداد ادلب والمحيط، وهذا انتصار معنوي كبير للجيش السوري، والأهم في كل ذلك، هو استرداد جسر الشغور سريعا، كونها تشكل نقطة استراتيجية شديدة الاهمية بوصفها عقدة مواصلات الى اللاذقية وحماه وادلب وخط حماه ـ حلب”.

هنا ينبري السؤال التالي، امام هذا الواقع القتالي الجديد، هل سيكون لبنان على موعد مع موجة نزوح سورية جديدة؟

تستبعد مراجع رسمية ذلك “لأن المناطق الساخنة حاليا بعيدة عن الحدود اللبنانية، وبالتالي فإن النزوح السوري المحتمل، سيذهب بكليّته نحو تركيا مباشرة، وأما في اتجاه لبنان.. فسيكون محدودا”.

وأبلغ مرجع امني “السفير” أن تطورات الميدان السوري، فرضت رفع الجهوزية العسكرية والامنية للجيش اللبناني على امتداد الحدود اللبنانية السورية وكل نقاط انتشار الوحدات العسكرية في الداخل.

ولفت المرجع الانتباه الى تحركات مريبة تقوم بها المجموعات الإرهابية في بعض النقاط الحدودية، عزّزت الخشية من أن تقدم على تنفيذ اعمال ارهابية في الداخل اللبناني تزامنا مع الضربات الجوية الروسية.

وبحسب المرجع نفسه، فإن تلك التحركات تجلت في عودة المجموعات الإرهابية الى استهداف بعض النقاط العسكرية الامامية بمدفعية الهاون، ومن مسافة بين أربعة الى خمسة كيلومترات، وأدت الى اصابة بعض العسكريين بجروح طفيفة، وقد رد الجيش بقصف عنيف لنقاط تجمع تلك المجموعات. وكذلك في محاولة ادخال مواد متفجرة الى الداخل اللبناني، وقد احبطها الجيش بعد ضبط سيارة “بيك آب” كانت تنقل المتفجرات من الجرود الى بلدة عرسال.كما تزامنت مع تفجير العبوة الناسفة قبل ايام قرب شتورا اثناء مرور حافلة ركاب على متنها عناصر حزبية متوجهة نحو الاراضي السورية.

وكشف المرجع عن إحباط محاولات بعض العناصر الإرهابية الانتقال من لبنان الى سوريا عبر شبعا، بعد تلقيهم اوامر عاجلة من امرائهم بالتوجه الى سوريا “لقتال الروس”!

الأخبار : برّي : لا استقالة للحكومة ولا انتخابات بلا نسبية

كتبت “الأخبار “: ينهي العميد شامل روكز اليوم خدمته العسكرية، ليُعلن رسمياً فشل كل المبادرات التي سعت إلى إبقاء الحكومة على قيد الحياة. وبخروج روكز، ينضم مجلس الوزراء إلى خانة المؤسسات العاطلة عن العمل، فيما عاد رئيسه تمام سلام إلى التلويح بالاستقالة

رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الحكومة “في وضع لا تحسد عليه”، إلا أنه استبعد استقالتها بإقدام رئيسها على خطوة كهذه، وقال إن “الحوار يجب أن يستمر، وهو بارقة أمل في البلاد وضمان الاستقرار. تخيّلوا لو لم تكن هناك طاولة حوار في ظل هذا التعطيل والاحتقان؟”.

وعن مواصفات الرئيس الجديد للجمهورية التي طرحها على طاولة الحوار، قال: “سألني المتحاورون في الحوار رأيي في هذا الموضوع، فأجبت بأن مواصفاتي للرئيس المقبل هي ما تتفقون عليه”. وشدّد على “ما كررته (أمام المتحاورين) أن لا أحد يفكر في انتخابات نيابية من دون نسبية في قانون الانتخاب. سبق أن تقدمت بمشروع قانون انتخاب يزاوج بينها وبين الاكثري مناصفة في المقاعد النيابية، وهو يعطي المسيحيين 52 مقعداً ينتخبهم المسيحيون، ويستطيعون التأثير في مقاعد أخرى. لا يفكرّن أحد بقانون بلا نسبية”.

وعبّر بري عن امتعاضه ممّا حدث في التظاهرة الاخيرة للحراك المدني. في الطائرة، في طريقه الى رومانيا، في زيارة تستمر حتى الخميس، يتوجه بعدها الى سويسرا، قال، في انتقاد لما باتت عليه تحركات حملات المجتمع المدني: “ويا للأسف لم يأخذوا بالنصائح التي أسديت اليهم. ما جرى في التظاهرة الاخيرة من أعمال تخريب في الممتلكات العامة والخاصة غير مقبول. لا أفهم سبب تخريب الارصفة في شارع المصارف”. وتطرق الى ملف النفايات قائلاً: “قصة الزبالة صارت زبالة. كان هناك أكثر من مشروع واقتراح لتجاوز الاعتراضات على خطة معالجة النفايات، الا أنها باءت كلها بالفشل. إذا استمر الوضع على هذا المنوال فسيتحول وضع النفايات في البلدات الى حال مشابهة لوضع المولدات في الاحياء”.

وكان بري وصل الى بوخارست بعد ظهر أمس حيث استقبله في المطار نظيره الروماني. وأشاد رئيس المجلس بالعلاقات اللبنانية ــ الرومانية “التي تعود على الصعيد التجاري الى حوالى مئة عام، والعلاقات الديبلوماسية بدأت قبل خمسين عاماً، وما بين البرلمانين عشرات السنين”. وأمل في توقيع اتفاق تفاهم بين المجلسين “للتنسيق في شتى الميادين”. وأشار الى “تواصل مستمر بين البلدين حيث يوجد أكثر من خمسة آلاف خريج درسوا في هذا البلد، الى جالية لبنانية مهمة على صعيد النشاط التجاري، إذ يصل عدد الشركات اللبنانية في رومانيا الى أكثر من ثلاثة آلاف”.

في المقابل، يتصرف الرئيس تمام سلام كما لو أن الحكومة قد خرجت من الخدمة فعلياً. وهو إذ أبلغ زواره بأنه لن يدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء قبل “نضوج” خطة النفايات، فإنه عاد إلى الحديث عن خيار الاستقالة. ورغم ان سلام يعرف ان الاستقالة شكلية في ظل الشغور الرئاسي، فإنه يقول إن استمرار عجز الحكومة عن الانعقاد والإنتاج يجعل بقاءها بلا أي معنى. ويضيف سلام، بحسب مصادر وزارية مقربة منه، أنه عندما ألمح سابقاً إلى إمكان الاستقالة، تدخل ممثلو القوى السياسية والدول الكبرى والدول العربية لثنيه عن خطوة كهذه، لكن أياً من تلك الدول لم تتدخل للضغط على القوى السياسية الممثلة في الحكومة لجعلها تقدّم تنازلات تؤدي إلى تفعيل عمل مجلس الوزراء.

البناء : الاتحاد الأوروبيّ والأطلسيّ: روسيا والأسد محور الحلّ والحرب على الإرهاب دي ميستورا لجمع السعودية وإيران في لجنة سورية… وانتفاضة فلسطين مستمرّة عون يدقّق الخطوات… والحكومة والحوار في إجازة إعادة الحسابات بغياب بري

كتبت “البناء “: لم تعد أنباء التطورات الميدانية في سورية موضع تساؤل حول وجهتها، التي باتت مرسومة باتجاه واحد واضح مع بدء العمليات الجوية للقوات الروسية، هو اتجاه التقدم لحساب الجيش السوري، بينما تعيش المجموعات المسلحة تحت ضغط عسكري واضح يفرض عليها التراجع من جهة، ويفرض على عناصرها وقادتها التفكير الجدّي بالنزوح من الحرب من جهة مقابلة، وعلى السوريين من عناصرها البحث عن وسيلة اتصال بمن يمكن أن يضمّهم إلى مشروع تسوية الأوضاع الذي تقدّمه الأجهزة الأمنية للمسلحين، بينما البنى المنظمة الرمادية والتي تتخذ موقفاً في منتصف الطريق من تنظيم “القاعدة” وكانت تتماهى معه نفاقاً وتكسّباً لدور وسلاح ومال، فصارت تبحث عن فرص شطب أسمائها من لوائح الاستهداف الروسية، بتقديم أوراق اعتمادها للمشاركة في الحرب على “داعش” والتبرّؤ من تنظيم “القاعدة” وفكره وقادته، والسعي للمشاركة في صيغة تضمن لها مقعداً إلى موائد التفاوض، خصوصاً بعدما صار أمر “جبهة النصرة” محسوماً على اللوائح المشتركة بين روسيا وأميركا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسقطت آخر محاولات حصر الحرب بـ”داعش”، ومع “النصرة” “أحرار الشام” وتنظيمات تشبههما.

الاستعداد لترك ريفَي إدلب وحلب يطغيان على أحاديث قادة الكثير من المجموعات المسلحة، فمن ينتمي للتنظيمات المستهدَفة يفكّر بالرحيل عبر الحدود إلى تركيا، ومَن ينتمي للرمادي من التشكيلات يفكر بالنزوح نحو حدود الرقة أملاً بتبنّيه ضمن المعادلات الجديدة.

الفرز الذي عجز عن القيام به البنتاغون خلال عام من الاتصالات، ورصد له ميزانية خمسمئة مليون دولار، تنجزه طائرات السوخوي في عشرة أيام.

الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي في اجتماعين منفصلين على مستوى وزراء الخارجية وقادة الأركان، توصلا، رغم ما قاله قادتهما من كلام عن تصعيد روسي خلط الأوراق، إلى أنّ روسيا صارت محور الحلّ السياسي في سورية ومحور الحرب على الإرهاب، ولا مناصَ من التفاهم مع موسكو لضمان أمن أوروبا ودول الناتو، فهذا التفاهم وحده يضمن السير بحلّ سياسي جدّي وواقعي في سورية، ويضمن في المقابل حرباً ذات أفق على الإرهاب، وأنه بعد التطورات الأخيرة لم يعد ممكناً تخيّل الحلّ والحرب كمسارَين متوازيين ومتلازمين من دون شراكة الرئيس السوري بشار الأسد.

بالتوازي كان المبعوث الأممي للحلّ السياسي في سورية ستيفان دي ميستورا يعلن بدء اتصالاته في ضوء التفاهمات الناشئة بين موسكو وواشنطن، وبعد المحادثات الروسية السعودية، عن توافر الظروف المناسبة لتحريك لجنة التواصل حول سورية التي تضمّ إضافة إلى روسيا وأميركا، كلاً من إيران والسعودية ومصر وتركيا، وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قد أعلن قبل أسبوعين توقعه دعوة هذه اللجنة في النصف الثاني من الشهر الحالي للاجتماع، بعد تثبيت مفاعيل الحلّ في أوكرانيا، وهو ما تؤكد التقارير الأوروبية أنه يحقق تقدّماً ملموساً وواضحاً.

فلسطين واصلت بالدم انتفاضتها، بينما وحشية جنود الاحتلال دخلت مرحلة الجنون والهستيريا وسجلت أمس عمليات قتل بدم بارد لشباب وصبايا بعمر الورود، لا زالوا أطفالاً في منطوق القانون، وذلك لمجرد صرخة كاذبة من مستوطن أنّ تلميذة في الخامسة عشرة من عمرها تقصد مدرستها فاتهمها بأنها تحمل سكيناً لتسقط مضرجة بدمائها برصاص جنود الاحتلال، ومثلها شاب قتل مرات عديدة برصاص الجنود وهو يستغيث وما من مُغيث، لكن كلّ ذلك زاد شباب الانتفاضة صلابة وثباتاً ولم يفتّ في عضدهم فتواصلت مواجهتهم في كلّ أنحاء الضفة الغربية وأحياء القدس. وبرزت في غزة حالة تململ في صفوف المقاتلين من قرار حركة حماس منع إطلاق الصواريخ دعماً للانتفاضة.

في لبنان الإجازة تبدو لأسبوع مقبل مع استمرار سفر رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعجز القوى المشاركة في الحكومة والحوار عن ترتيب تفاهمات مقابل عجزها عن تحمّل مسؤولية نعي الحكومة والحوار منفردين أو مجتمعين، بينما العماد ميشال عون يُعيد ترتيب أوراقه بعد حشده الشعبي أمام القصر الجمهوري، والمواقف التي أطلقها بانتظار تجميع ردود الأفعال وتقييمها وبلورة رؤية مشتركة للمرحلة المقبلة مع الحلفاء.

خيوط رفيعة ممسكة باستقرار هشّ

يتواصل الحديث عن مخاطر تستهدف لبنان وتوتر أمني وانهيار مؤسسي، ورغم ذلك يبقى هناك نوع من الخيوط الرفيعة الممسكة بحالة الاستقرار الهش الذي يعيشه لبنان من دون أن يذهب ذلك باتجاه هزّ عرش الاستقرار الحالي، فالغرب إذا كان يريد أن يدفع باتجاه مخطط لبناني، فسيكون الخاسر الأكبر.

وبانتظار عودة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الأسبوع المقبل من جنيف ورومانيا التي وصلها في زيارة رسمية أمس، يُجري خلالها جولة من اللقاءات والمحادثات مع كبار المسؤولين الرومانيين تتناول العلاقات الثنائية وتطوير التعاون البرلماني بين البلدين، بالإضافة إلى التطورات الراهنة في الشرق الأوسط ، يبدو أنّ استمرار الحوار يتوقف على تفعيل عمل مجلس الوزراء الذي ينتظر الموافقة على خطة النفايات. وفي السياق عينه جدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيد “أهمية الحوار واستمراره”، واصفاً أنه “بارقة الأمل في البلاد”، وأعرب عن “خيبته مما انتهى إليه ملف النفايات حتى الآن”، مبدياً “خشيته من الوصول إلى وقت يصبح فيه لكلّ منطقة مشروعها في هذا المجال”.

إلى ذلك لم يكشف رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون أول أمس في بعبدا أوراقه دفعة واحدة، فهو يعتمد السياق الزمني ويجري في الوقت نفسه مشاورات مع حلفائه ويترقب المشهد الإقليمي في سورية، وينتظر الوقت المناسب لذلك، ولذلك لا يريد أن يستعجل في روزنامة التصعيد من دون التفاهم مع حلفائه، بخاصة أن “وضع الحكومة بات صعباً جداً ومحرجاً”.

الديار : عقبات مذهبية وسياسية ومحاصصات مالية ومناكفات تعرقل تنفيذ خطة النفايات بري : الحكومة محروقة ـ جنبلاط يغازل عون ـ 14 آذار : على سلام الحسم

كتبت “الديار”: رغم مئات الاجتماعات منذ 15 تموز الماضي تاريخ اقفال مطمر الناعمة وحتى اليوم، وخطة النفايات لم تبصر النور؟ والمشكلة ما زالت في المربع الاول رغم تراكم النفايات في شوارع العاصمة والضواحي التي تهدد بكارثة صحية.. “ما حدا فارقة معه”، والعراقيل هي- هي، محاصصات مالية ومناكفات سياسية، ومطامر مذهبية وما شابه في ظل غياب النقاش التقني، ولا شك بان فشل تسوية الترقيات العسكرية ستطال بشظاياها خطة النفايات وما سيزيد الامور تعقيداً.

وفي ظل هذه الاجواء فان “الفراغ” والشلل، سيتمددان الى معظم المؤسسات رغم ان الرئيس نبيه بري يستعد لاطلاق ورشة عمل في المجلس النيابي بالتزامن مع بدء الدورة العادية للمجلس النيابي في 20 تشرين الاول، ويأمل بان يبدأ العمل التشريعي بمشاركة جميع المكونات السياسية لاقرار مشاريع قوانين موجودة في ادراج المجلس النيابي، علما ان اجتماع المجلس سيبدأ بانتخاب هيئة مكتب المجلس النيابي باستثناء نائب رئيس المجلس النيابي لكن لن تشهد اية تغييرات وكذلك رؤساء اللجان ومقرري اللجان النيابية الا اذا اقترحت الكتل استبدال هذا الاسم باسم آخر لكنها لن تؤثر على التوازنات السياسية وحصص الكتل النيابية.

وفي ظل هذه الاجواء “الملبدة بالغيوم” المحلية والاقليمية تتواصل الاجتماعات لحل قضية النفايات دون جدوى، حيث ضُرب اكثر من موعد لاعلان بدء تنفيذ خطة “الزبالة” ولم تر النور بسبب استمرار الخلافات. وقد عقد امس اجتماع في السراي الحكومي برئاسة سلام لم يفض الى شيء.

وقال الوزير اكرم شهيب لـ “الديار” الاجواء ايجابية، ونقوم بتذليل العقبات، وسيعقد اجتماع اليوم، وموضوع مطمر سرار يتم علاجه والاهالي يريدون حقوقهم، وهذا الامر يعالجه وزير الداخلية نهاد المشنوق.

واضاف: التفتيش عن ارض لاقامة مطمر ثالث في منطقة البقاع الشمالي مستمر وتحديداً في منطقة البقاع الشمالي والاتصالات متواصلة في هذا الشأن.

وفي المعلومات، ان المنطقة المقترحة لاقامة مطمر في البقاع الشمالي هي حام وتقع في السلسلة الشرقية شرق بلدة بريتال، وتبعد عن بلدة الطفيل اللبنانية وتقع داخل الاراضي السورية 20 كلم وعن مدينة بعلبك 25 كلم، وهي ارض غنية بالمياه، وبالينابيع الجوفية. وفي المعلومات، ان اهالي المنطقة لم يتم النقاش معهم في هذا الملف حتى الآن.

وحسب المعلومات ان المشكلة الحقيقية التي تعترض هذا الملف هو رفض اهالي عكار طمر نفايات الضاحية الجنوبية في عكار، وهذا هو السبب الرئيسي لعرقلة الخطة، وان نواب عكار وتيار المستقبل لن يسمحوا بطمر النفايات في سرار قبل فتح مطمر البقاع الشمالي وفي منطقة تابعة لحزب الله وحركة امل.

وفي المعلومات ايضاً، ان نائب بارز في تيار المستقبل ابلغ الوزير شهيب صراحة، لن تمر اي شاحنة الى سرار اذا لم تشمل الخطة الانمائية منطقة الضنية بالاضافة الى اقامة مطمر في منطقة حزب الله وحركة امل.

وتشير المعلومات ايضاً، ان معظم الفاعليات الشمالية يريدون ايضاً حصة من عائدات مطمر “سرار” وهذا الامر يعيق الخطة. كما ان الرئيس سلام ابلغ شهيب رفضه مواكبة القوى الامنية لشاحنات النفايات لانه لا يريد حصول صدام مع الاهالي، علماً ان تيار المستقبل رمى الكرة حالياً عند حزب الله وحركة امل لجهة ربط تنفيذ الخطة بموافقتهما على اقامة مطمر في منطقة بعلبك.

العقبات امام موضوع النفايات جدية، والوزير شهيب يقول في مجالسه الامور معقدة وصعبة، وعندما نقوم “بحل” عقدة تبرز عقدة اخرى. فيما اشارت مصادر متابعة لهذا الملف ان العقبات سياسية ومحاصصات مالية، تدخل المصالح الشخصية والسياسية والمناكفات، وهي ليست تقنية مطلقاً.

النهار : معادلة “الشلل الكامل” بعد سقوط الترقيات؟ بري: وضع الحكومة محروق والأمل في الحوار

كتبت “النهار”: من بداية الاسبوع الجاري الى الثلثاء المقبل، موعد الجلسة التي يعقدها مجلس النواب ايذانا بافتتاح العقد الثاني العادي والتي يعيد فيها التجديد للجانه، اجازة سياسية تضاف الى البطالة النيابية والحكومية القسرية التي تعطل مجلسي الوزراء والنواب بحجج جاهزة ومعلبة تارة ومفبركة ومصنعة على عجل طورا. هذا التمادي في النهج التعطيلي الذي أخذ بطريقه خطة معالجة أزمة النفايات ايضا من طريق محاصرتها والالتفاف عليها وأخر تنفيذها، وسع بيكار الشلل الحكومي بما يصعب معه تجاهل الربط الضمني المحكم بين حلقات التعطيل التصاعدي . وجاء سقوط تسوية الترقيات العسكرية ليثبت ان قوى التعطيل تمضي قدما في الدفع نحو فرض معادلة الشلل الكامل بدليل ان احتمالات عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع تبخرت بالتزامن مع موعد احالة العميد شامل روكز اليوم على التقاعد وسط حديث عن اتجاه رئيس “تكتل التغيير والاصلاح ” العماد ميشال عون الى اتخاذ مواقف تصعيدية في الساعات المقبلة سواء في الاجتماع الدوري للتكتل بعد ظهر اليوم أم في مقابلة تلفزيونية ستجرى معه مساء.

وبازاء الدوران في حلقات التعطيل هذه استغربت مصادر بارزة في قوى 14 آذار عبر “النهار” ان تتوقف دورة المحاولات السياسية لاحداث الثغرة المطلوبة في جدار التعطيل على ترقب موقف تصعيدي عوني من هنا او تغطية لـ”حزب الله” لهذا التصعيد المنهجي من هناك . وحملت على عون بشدة قائلة انه بلغ ذروة ما يمكنه القيام به من خلال ارتضائه لنفسه دور التعطيل المطلق بالاصالة عن طموحاته الشخصية والعائلية وبالوكالة عن السياسات المحورية الاقليمية لحليفه “حزب الله” بدليل تصاعد النغمة الجديدة التي تشي برهانات الفريقين الحليفين على التدخل الروسي في سوريا. واذ تحدثت هذه المصادر عن تسرع وتبسيط يكتنفان هذه الرهانات تساءلت بسخرية “هل يظن الحليفان فعلا ان فلاديمير بوتين جاء بطيرانه الحربي الى سوريا لفرض رئيس للبنان موال للنظام السوري المتهالك؟ ام تراهما سيتمكنان فعلا من اقناع اللبنانيين بان بوتين جاء لكسر 14 آذار كهدف استراتيجي له؟”. ولاحظت ان الحليفين يغطيان لعبة التعطيل التي يتناوبان عليها بازدواجية بل في تناقض في الخطاب السياسي. ففي حين لا ينفي العماد عون انه يعطل المؤسسات ولو برر ذلك بدوافع معروفة يدأب على تكرارها ينبري في المقابل “حزب الله” الى تحميل قوى 14 آذار تبعة هذا التعطيل الذي يعترف عون به جهارا وبصراحة تامة.

في أي حال وبعد اخماد محركات الوساطات وتوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس في جولة تشمل رومانيا وجنيف انحصر التحرك الحكومي بملف النفايات اذ عقد اجتماع آخر في السرايا برئاسة رئيس الوزراء تمام سلام وحضور وزير الزراعة اكرم شهيب ووزير الداخلية نهاد المشنوق ورئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر صرح على اثره شهيب لـ”النهار” ان اجتماعا آخر مماثلا سيعقد مساء اليوم مكتفيا بالقول “للبحث صلة” وتوقع الحصول على جواب نهائي خلال 24 ساعة من القوى السياسية في البقاع الشمالي في شأن استحداث موقع للمطمر الثاني للنفايات في المنطقة .

اللواء : إجتماع حاسم للجنة النفايات اليوم : عدالة في المطامر أو لا خطة عون يطوي صفحة ترقية روكز .. تعطيل الحكومة ولا سحب للوزراء

كتبت “اللواء”: يضغط ملف النفايات على البلاد والعباد: فبين هبة باردة، فيها رياح التفاؤل، وهبة ساخنة فيها رياح المخاوف من الأمراض والاوبئة والاختناق، تعود لجنة النفايات الوزارية إلى الاجتماع اليوم، على أمل ان يكون وزير الزراعة المكلف بالملف اكرم شهيب تبلغ جواباً ايجابياً من مسؤول وحدة الارتباط في “حزب الله” وفيق صفا بشأن المطمر المقترح في منطقة حام قرب بعلبك.

ولم يستبعد مصدر وزاري لـ”اللواء” في حال سارت الأمور باتجاه الحلحلة ان تتقدّم جلسة مجلس الوزراء على ما عداها، الأمر الذي يمكن ان يفتح الباب بعيداً عن المقايضات والتسويات لمجلس الوزراء باستئناف جلساته، بعدما بات “متخماً جداً” باكثر من 500 بند، وفقاً لما كشفه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ”اللواء” الذي أكّد ان “المسائل اليومية للمواطنين لا يجوز لنا ولا يبنغي ان نرتكب اثم تعطيلها، مضيفاً ان التعطيل هو ليس على فئة بعينها من الشعب اللبناني، بل على الشعب كلّه وعلى الدولة وعلى المعطلين انفسهم”.

الجمهورية : الهدنة صامدة رغم الشلل… وبرِّي: الحوار يجب أن يستمر

كتبت “الجمهورية”: الحركة السياسية شبه غائبة. لا كلام معلن عن وساطات أو محاولات لكسر حلقة التعطيل. لا مؤشرات إلى قرب انتهاء الأزمة أو تطويقها أو فكفكتها. الهدنة السياسية لم تسقط حتى الآن على رغم سقوط التسوية مع رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون، ويرجّح ألّا تسقط تلك الهدنة في ظلّ حرص “حزب الله” على استمرار الستاتيكو. لا جلسة لمجلس الوزراء إلّا في حال توافر الغطاء السياسي لانعقادها، كما شدّد رئيس الحكومة تمام سلام. ولا يبدو أنّ هذا الغطاء سيتوافر أقلّه قبل جلسة الحوار المرتقبة في 26 الجاري، فيما ذهب رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى حد وصف وضع الحكومة بالمحروق، وأكد أنّ “الحوار يشكّل بارقة أمل للبلاد ويجب أن يستمرّ”، ودعا إلى تخيّل ما كان سيكون عليه الوضع “لو لم تكن هناك طاولة حوار في ظلّ هذا التعطيل وهذا الاحتقان”، ما يعني أنّ الهدف الأساس للحوار هو الحفاظ على الاستقرار مع السعي لإعادة تفعيل المؤسسات الدستورية. وإذا كان خطاب العماد عون قد خلا في 11 تشرين من أي مضمون سياسي يتصل بموقفه من الحكومة والحوار، فهل إطلالته التلفزيونية مساء اليوم في 13 تشرين وفي المناسبة نفسها أيضاً من على شاشة الـ”أو.تي.في.” ستختلف شكلاً ومضموناً عن خطابه الأخير، أم ستشكّل تكراراً للمواقف نفسها؟ وعلى رغم ترؤّس سلام اجتماعاً في السراي للبحث في ملف النفايات، إلّا أنّ هذا الملف دخل مجدداً في دوّامة التعقيد. وفي الخلاصة، معظم القوى السياسية تعتمد السياسة الانتظارية ربطاً بالأزمة السورية، وكلّ المؤشرات تفيد أنّ فترة الانتظار ستطول.

مع اتّساع رقعة الخلافات السياسية في البلاد، وازدياد المؤشرات إلى أن لا جلسة لمجلس الوزراء في الأيام المقبلة، وتصميم “التيار الوطني الحر” على العودة إلى الشارع مجدداً، تشكّل المدة الفاصلة عن استئناف جلسات الحوار فترة انتظار ثقيل في غياب أيّ معطى ينبئ بحلول للخروج من الوضع المأزوم.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى