من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : نصرالله : إذا خسرنا في القضايا الكبرى.. نخسر كل شيء “الحراك المعتقل” يُفرج عن.. الحكومة!
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الاول بعد الخمسمائة على التوالي.
لكأن هناك من يريد للبنانيين أن يبقوا أسرى الفوضى والفراغ والاصطفافات الطائفية والمذهبية.
بدا الحراك المدني قبل نحو شهرين بمثابة فسحة أمل لشرائح كبيرة من اللبنانيين المعترضين على النفايات والفساد والعطش والتلوث وقطع الكهرباء وغلاء الأقساط وضيق الأحوال، لكن السلطة حرصت على إبراز “عضلاتها” وأثبتت بكل ما تمثله من مكونات الدولة الطائفية العميقة أنها ترفض المس بـ”حقوقها” و”مكتسباتها” التاريخية أو الحديثة.
وبرغم تراجع حجم المشاركة الشعبية في الحراك، لأسباب يتعلق بعضها بالحراك نفسه وبمكوناته وشعاراته وأهدافه وتراجع جاذبيته، الا أن السلطة رفضت أن تظهر في مظهر الضعف، على الرغم من واقع العجز الذي صار سمة أدائها في السياسة والخدمات وكل شيء، وحاولت تظهير “هيبتها الأمنية”، ولو على حساب المؤسسات العسكرية والأمنية المستنزفة منذ عقد من الزمن في كل شوارع لبنان في مواجهة انقسامات الداخل وحروب الارهاب وعصابات الفدية والسيارات والمخدرات.
أمس كان موعد جديد للحراك نحو ساحة النجمة، لكن الاجراءات الأمنية، من حواجز حديدية ومكعبات اسمنتية وأشرطة شائكة، وخلف هذه كلها، مئات العسكريين المدعمين بفرق الاطفاء والدفاع المدني ومكافحة الشغب، جعلت الأمور تتحول الى مواجهات بلغت ليلا حد اطلاق قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين، فضلا عن طوفان من خراطيم المياه التي أعادت تذكير المحتجين بأنهم يعيشون في بلد مائي بامتياز، ولو أن ثروته تهدر دائما في غير مكانها.
في المحصلة، ظلت ساحة النجمة عصية على المتظاهرين، وظل الحراك عصيا على الأمن، ونام عدد كبير من الناشطين في الحراك في ثكنة الحلو فيما تجمهر ذووهم امام مدخلها حتى ساعة متأخرة بعد منتصف الليل، وجرّدت القوى الأمنية حملة اعتقالات شملت عشرات المحتجين في ساحة الشهداء والمناطق المجاورة (تردد أن عددهم تجاوز المئة بحسب “بدنا نحاسب”)، فيما كانت مستشفيات العاصمة تستقبل عشرات حالات الاغماء بالقنابل الدخانية، وقال بيان لقوى الأمن الداخلي أن أكثر من خمسين عسكريا أصيبوا خلال المواجهات.
أما المطالب، فان بعضها يستجد مع كل حراك ولا سيما اطلاق سراح الموقوفين، وبعضها الآخر يبقى مقيما منذ اليوم الأول لانطلاق الاحتجاجات، وخصوصا موضوع النفايات.
وفيما لم يستبعد قياديون في حملة “بدنا نحاسب” احتمال تنظيم تحركات احتجاجية في الساعات المقبلة في كل شوارع العاصمة، وخصوصا محيط وزارة الداخلية، قال مصدر وزاري واسع الاطلاع لـ “السفير” ان الحكومة ستجتمع على الأرجح مطلع الأسبوع المقبل في جلسة ستكون مخصصة لاقرار خطة النفايات التي وضعها وزير الزراعة أكرم شهيب، وتم تثبيت آخر التعديلات عليها في جلسة جمعت الأخير ورئيس الحكومة تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق في السرايا الكبيرة أمس.
وفيما أبلغ وزير التربية الياس بو صعب “السفير” انه من غير المستبعد حضور وزراء “تكتل التغيير والاصلاح” جلسة الحكومة المخصصة للنفايات “فهذه حالة طارئة لا تحتاج لا الى جدول اعمال ولا الى قرارات ومراسيم”، قال وزير سيادي لـ “السفير” انه من غير المستبعد أن يتخذ العماد ميشال عون قرارا بغياب وزرائه عن الاجتماع مقابل حضور وزيري “حزب الله” بالتنسيق مع الرابية، من أجل اقرار خطة النفايات بكل مندرجاتها وخصوصا المطامر المقترحة.
في غضون ذلك، لوحظ في الساعات الأخيرة أن معظم مكونات الحكومة باتت تتصرف على قاعدة انعدام فرصة تسوية الترقيات العسكرية، خصوصا مع قرار قيادة الجيش باجراء تشكيلات عسكرية شملت 15 ضابطا أبرزهم العقيد الركن مارون القبياتي الذي حل محل العميد شامل روكز على رأس فوج المغاوير.
فقد اصدر قائد الجيش العماد جان قهوجي قراراً قضى بتعيين العقيد الركن القبياتي (رئيس الفرع الاول في فوج المغاوير) قائداً لفوج المغاوير خلفاً للعميد روكز الذي سيحال الى التقاعد في الـخامس عشر من الشهر الحالي، ويغادر الى منزله في اليوم التالي.
وشملت التشكيلات نقل مساعد قائد فوج المغاوير العميد وسيم صالح (دورة العام 1986) كونه أعلى رتبة من القبياتي، الى المفتشية العامة.
من جهة ثانية، أكد الامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله انه “واثق ان السعودية ستُلحق بها هزيمة تاريخية ونكراء في اليمن”، وأشار الى أنه “تجاوزنا مرحلة الخطر في سوريا في ضوء التطورات الداخلية والاقليمية والدولية”، موضحاً ان “القضية السورية سوف تأخذ مساراً جديداً وقد تكون هناك احتمالات لوضع القضية على طريق الحل السياسي الجدي لأن العالم بدأ ينظر بواقعية”، واستبعد تفكيك المنطقة..
وفي مقابلة مع قناة “الاهواز” الايرانية، أكد نصرالله ان “المشروع السعودي في البحرين أشبه بالمشروع الصهيوني في فلسطين”، وأشار الى ان “معركة الشعب البحريني معركة تاريخية وليست محدودة وهي معركة وجود”.
وقال نصرالله: “لا يجوز ان نتخلى عن المسؤوليات الكبرى وإشغالنا بتفاصيل محلية لأننا اذا خسرنا في القضايا الكبرى سنخسر كل شيء”، مؤكداً أنه “اذا تحملنا جميعاً المسؤوليات قادرون ان نلحق الهزيمة بالمستكبرين والطغاة والناهبين ونستعيد قرارنا ومصيرنا وخيراتنا ونبني منطقتنا وبلدنا واملنا كبير”.
الأخبار : الحكومة إلى “الكوما”
كتبت “الأخبار”: عملياً، فشلت تسوية الترقيات والتعيينات الامنية، فدخلت الحكومة خانة تصريف الاعمال، سواء قدّم رئيسها استقالته إلى الفراغ أو اكتفى بالاعتكاف. بعد الشغور الرئاسي والتعطيل النيابي، حان وقت التعطيل الوزاري. فهل سيبقى التوتر محصوراً في السياسة، أم ينتقل إلى العبث بالأمن؟
تقف الحكومة اليوم على عتبة تصريف الأعمال. محاولات دفعها إلى العمل باءت كلها بالفشل، أو تكاد. عملياً، لم يعد أمامها سوى عقد جلسة يتيمة لبحث ملف النفايات. لكن هذه الجلسة لن تكون مكتملة النصاب السياسي. فالمرجح أن يكون حضور التيار الوطني الحر وحزب الله في حده الادنى، أو أن يقاطعا. حلفاؤهما في تيار المردة وحزب الطاشناق أبلغوا رئيس الحكومة استعدادهم للمشاركة في جلسة لمجلس الوزراء، شرط أن يكون ملف النفايات بنداً وحيداً على جدول الأعمال.
النتيجة أن “جلسة النفايات” ستُعقد. وبعد ذلك، سيكون موقف التيار الوطني الحر وحزب الله والمردة والطاشناق موحداً: الحكومة لن تكون قادرة على العمل على قاعدة “الأمر الواقع” الذي يفرضه تيار المستقبل وحلفاؤه. هذه الخلاصة أفرزتها المفاوضات الفاشلة التي جرت خلال الأسابيع الماضية لحل أزمة التعيينات العسكرية والامنية، وترقيات ضباط في الجيش لإيجاد مخرج لـ”عقدة” العميد شامل روكز. النائب وليد جنبلاط “استسلم” أمس، فتوقف عن المحاولة، بعدما سُدّت في وجهه كل أبواب الحلول. وتُثير معلومات السياسيين “الدهشة” عندما يجزمون بأن الرئيس السابق ميشال سليمان رفض التجاوب مع مبادرات كلّ من جنبلاط والرئيس سعد الحريري والسفير الأميركي ديفيد هيل والسفير السعودي علي عواض العسيري، الذين سعوا لحل الأزمة ودفع مجلس الوزراء إلى معاودة العمل. الرواية “المدهشة” التي يتناقلها السياسيون بثقة تقول إن جنبلاط والحريري وهيل وعسيري تدخلوا جميعاً لدى سليمان، لإقناعه بالطلب إلى وزير الدفاع سمير مقبل حل أزمة ترقية روكز، إلا أن سليمان أصرّ على موقفه الرافض لأي تسوية.
مصادر سياسية تفسّر ما جرى بطريقتين: إما أنها مناورة من تيار المستقبل الذي لا يريد منح العماد ميشال عون أي مطلب في الحكومة، مهما كان الثمن، وإما أن نفوذ الحريري تراجع فعلاً، إلى حدّ أنه صار عاجزاً عن “المونة” على حليفه سليمان. ويقول أصحاب هذا الطرح إن قوة رئيس تيار المستقبل تضاءلت بفعل الإهمال السعودي للملف اللبناني، وخاصة إثر تمنّع الرياض عن حل أزمته المالية التي وصلت حدّتها إلى مستوى غير مسبوق. أضف إلى ذلك أنه حاول أن يلتقي الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في المغرب قبل أسابيع، “لكن الحظ لم يحالفه، فاكتفى بلقاء ولي ولي العهد، محمد بن سلمان، الذي لم يعده بحل أزمته المالية، مكتفياً بالقول: سنرى”. وتلفت المصادر إلى أن هذا الوهن الذي أصاب الحريري يجعل حلفاءه متفلتين من ضرورة “الانصياع لطلباته”. إلا أن أصحاب الرواية أنفسهم لا يُقنعون الكثير من القوى السياسية بأن سليمان ومقبل قادران على مواجهة الرغبة الأميركية، في حال توافرت هذه الرغبة جدياً.
كل النقاشات والآراء تخلص إلى أمر واحد: إلى رئاسة الجمهورية الشاغرة، ومجلس النواب المعطّل، سينضم مجلس الوزراء. رئيس الحكومة تمام سلام شكا في جلسة الحوار الأخيرة “ضعف حاله”. قال إن أحداً من القوى السياسية لا يستجيب لطلباته، “حتى قادة الاجهزة الامنية ما بيردّوا عليي”. وتحدّث في الحوار، وفي جلسات خارجه، عن عدم قدرته على الاستمرار إذا لم يكن مجلس الوزراء يعمل بأقل قدر ممكن من الانتاجية. وفي ظل إعداد التيار الوطني الحر لتظاهرته في بعبدا الاحد المقبل، وبعد العجز عن إيجاد حل لأزمة التعيينات والترقيات، باتت القوى السياسية مقتنعة بأن خروج الحكومة من الخدمة بات أمراً واقعاً، على أن يتم إعلانه رسمياً يوم 15 تشرين الأول الجاري، موعد إحالة روكز على التقاعد. وأتى قرار قائد الجيش أمس بتعيين قائد جديد لفوج المغاوير ــ العقيد الركن مارون القبياتي ــ خلفاً لروكز، ليظهر “ثقة القيادة” بأن روكز سيُحال على التقاعد، وأن أي تسوية لن تؤدي إلى إبقائه في الجيش. وفيما كان النائب وليد جنبلاط لا يزال يمنّي نفسه بأن يتمكّن السفير الأميركي من الضغط على قائد الجيش ووزير الدفاع لإقناعهما بالمضي في تسوية تبقي روكز في المؤسسة العسكرية، أكّدت مصادر سياسية وأخرى عسكرية أن قائد الجيش غير معني بالتسويات، والقرار بيد وزير الدفاع، “فليقنعوه”.
وباتت القوى السياسية تتحدّث عن خشيتها من “الفراغ الحكومي” الذي سيُضاف إلى التعطيل النيابي والشغور الرئاسي، وإمكان تطوّره سلباً إلى درجة خلق أزمات أمنية، في ظل الوضع المتفجر الذي تشهده الدول المحيطة بلبنان.
من جهة أخرى، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره، مساء أمس، في عين التينة، استمرار الحوار في جولات مقبلة، مشيراً الى أنه اقترح عقدها في 26 و27 و28 تشرين الاول و”تعويض الانقطاع عن الحوار حتى ذلك الوقت”. وقال إن تأجيل الجلسات الى 26 من الجاري “ليس بسبب خلافات، بل من جراء الإنهاك الذي رافق جلسات الايام الثلاثة الاخيرة”.
البناء : القوى الإقليميّة لملاقاة المتغيّر الروسيّ. .. ولبنان والعراق واليمن ساحات اشتباك فلسطين تدخل مجدّداً عهد الانتفاضة… والمقاومة تفرض حضورها في الميادين فوضى الحراك… وتصاعد الاشتباك حول السعودية يهدّدان الحكومة والحوار
كتبت “البناء”: بعد رسائل بحر قزوين، لم تعد درجة الجدية الروسية في الحرب السورية، ولا درجة العزم على تحقيق النصر على الجماعات الإرهابية، موضع أخذ ورد، فبادر وزير الخارجية الأميركية جون كيري للاتصال بنظيره الروسي سيرغي لافروف طالباً تشكيل فريق ديبلوماسي عسكري مشترك لمناقشة ثنائية الحرب على الإرهاب في سورية والعراق، والحل السياسي في سورية، بينما كانت الحملة البرية العسكرية للجيش السوري تنجز المزيد من التقدم، وبتسارع أربك معسكر أعداء سورية، ورتب تضعضعاً في بنية الجماعات المسلحة، ترجمته المعلومات المتواترة عن أوامر لقادة داعش بالفرار نحو الموصل وترك مواقعهم وأخذ عائلاتهم معهم في مواكب محروسة ومغادرة مناطق الحسكة وأرياف حمص وإدلب وحماة، بينما جماعات “النصرة” وشقيقاتها في جيش الفتح فالمئات منهم يغادرون نحو تركيا شمالاً ونحو الأردن جنوباً بينما مئات من المسلحين تتوجه نحو الوسطاء لترتيب تسوية عاجلة لأوضاعهم للبقاء في بلداتهم ومدنهم كمواطنين.
على إيقاع هذا التطور كانت المنطقة وقواها الإقليمية تتأقلم مع المتغيّر الروسي وتسلّم بدرجة التحدّي التي يفرضها، وقد أشارت “نيويورك تايمز” إلى أنّ عرسال ستكون خط اشتباك تركي قطري سعودي مع الدور الروسي السوري المشترك مع حزب الله، بينما كان الداخل اللبناني يشهد تحوّل ساحات الحراك إلى مساحات من الفوضى والاشتباكات العبثية، وتظهر على المسرح السياسي لغة التصعيد والتفخيخ، فتتعرّض الحكومة لخطر الاهتزاز، ويتعرّض الحوار لخطر التجميد، وفي ظلّ الارتباك أمام التداعيات، بدا لبنان ساحة اشتباك تحتمل التسويات والمواجهات المفتوحة، طالما أنّ البوصلة قد ضاعت، وبات الاشتباك حول السعودية سبباً كافياً لتعريض التهدئة للاهتزاز.
ومثل لبنان عبثية المواجهة في اليمن، التي تخوضها السعودية، وعبثية المواجهة في العراق ضد الحشد الشعبي والتنسيق الحكومي مع روسيا وإيران وسورية التي تخوضها أميركا.
مقابل الإرباك والغموض، يتناسب الوضوح بين ما تشهده سورية مع ما تشهده فلسطين، حيث يمسك شبان الانتفاضة بمقود المواجهات، ويبشرون بغدٍ واعد مع تصاعد عملياتهم وإبداعاتهم من حوادث الطعن إلى ارتفاع نبض المواجهات الشعبية وشموليتها كل فلسطين وخروج قرارها من أيدي البنى المنظمة للقوى السياسية، التي توجّهت صوبها الأنظار لتترك لشباب الانتفاضة مهمتهم وتنصرف لما هو مسؤوليتها بدخول ساحات المقاومة والعمليات النوعية التي تحمي الانتفاضة وتقيم توازن الرعب مع قمع الاحتلال ووحشية المستوطنين، وتشكل ركناً في حرب المعنويات داخل هذه المواجهة المفتوحة.
فلسطين حضرت وما عاد ممكناً تغييبها ولا تعليبها، هذه هي الحقيقة التي يعترف بها قادة الاحتلال، وقادة التنظيمات الذين تورّطوا بلعنة التفاوض على جبهتي الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن “صمود جزء كبير من الشعب السوري والقيادة السورية والجيش السوري هو العامل الأول في إفشال المخططات العدوانية”.
وإذ أشار في مقابلة مع قناة الأهواز الإيرانية إلى “أن الحقائق بدأت تتضح أكثر، وأن المطلوب لسورية هذا النموذج الذي يُعبر عنه بـ “داعش” أو “النصرة””، لفت إلى “أننا تجاوزنا مرحلة الخطر في سورية وأن الحرب ستفشل”، مؤكداً الأمل فنحن قادرون على أن نلحق الهزيمة بهذا المشروع ونستطيع أن نستعيد قرارنا ومصيرنا”.
وشدّد على “أن المعركة في اليمن هي معركة مصير بالنسبة للشعب اليمني وأنا واثق في أن الهزيمة ستلحق بالسعودية”، مؤكداً “أن المشروع السعودي في البحرين أشبه بالمشروع الصهيوني في فلسطين”.
باتت الحكومة في مهب الريح، وأصبحت كلّ الأطراف أسيرة مواقفها المعلنة، لم يعد هناك قدرة حقيقية على الاختراق، الكل يتصرّف من موقع المستكبر والمتمسك بموقفه المعلن حتى النهاية. لا روح في الرغبة بتقديم تنازلات أو مساحة مشتركة مع الآخر، والوقائع المتدحرجة قد تطيح بعضها الواحدة تلو الأخرى، من سقوط الحكومة قد يطيح بالحوار الكبير الذي بدوره قد يُطيح بالحوار الصغير. وإذا صحّ ذلك ولم تتبدّل تلك الوقائع فإنّ لبنان مقبل على فراغ مؤسسي ستكون الدولة فيه والشعب الخاسر الأكبر. والسؤال هل نعود إلى الحراك الشعبي كآخر أمل على ضوء ما جرى؟ أم أنّ الانتظار سيكون طويلاً لجلاء الغبار عن المرحلة الانتقالية في المنطقة؟
وجد حزب الكتائب واللقاء التشاوري في الترقيات فرصة اعتبارية ليظهروا أنّ لهم وزناً في عرقلة مسار تسوية، المعرقل الحقيقي لها يتلطى وراءهم. وعلى هذا الأساس إذا افترضنا أنّ معيار التعيينات مقابل انعقاد الحكومة لا يزال قائماً، فمجلس الوزراء إما أن يستمرّ بتصريف الأعمال أو ينتفض رئيس الحكومة تمام سلام لكرامته الشخصية والسياسية، ويعلن على الملأ تقديم استقالته غير معروف لمن يجب أن يقدّمها ، لكن قد يكتفي بالإعلان عنها لتتحوّل الحكومة إلى حالة تصريف الأعمال. ويبدو أنّ سلام المتشائم جداً، هو رجل عاقل وتسووي لا يريد أن يكون عصا في مواجهة فريق آخر، ويرفض أن يكون جزءاً من لعبة اشتباك داخلي مع أحد، فهو يفضل أن يجلس في منزله على أن يكون شاهداً على انقسام أو تشرذم أطراف الحكومة في مجلس الوزراء الذي يترأسه.
ويبقى أنّ مهرجان التيار الوطني الحر يوم الأحد المقبل على طريق القصر الجمهوري هو المنصة الشعبية والسياسية التي سيُطلَق منها الموقف العوني على ضوء ما جرى. ولذلك فإنّ المهرجان العوني سيكون تأسيسياً لسياسة جديدة سيتبنّاها العماد عون على صعيد موقفه السياسي كزعيم وكتيار ارتباطاً بالوقائع الداخلية وبالصراع الأكبر القائم في سورية.
وبالتوازي مع انهيار كلّ مساعي التسويات لترقية قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز إلى رتبة لواء قبل أن يُسرّح في 15 الجاري تمّ تعيين نائبه وآمر الكتيبة الأولى فيه العقيد مارون القبياتي قائداً لفوج المغاوير. وكان القبياتي قد شارك في معارك عبرا وأصيب في معارك نهر البارد.
الديار : مواجهات عنيفة بين “الحراك” والقوى الامنية.. والتسوية تعطلت والامور الى التصعيد
كتبت “الديار”: “حرب شوارع” وعمليات “كر وفر” بين القوى الامنية والمتظاهرين فاقمت الاوضاع الداخلية سواداً. واعطت صورة قاتمة في ظل عجز رسمي وفراغ امتد الى كل المؤسسات، حيث يأتي هذا المشهد الداخلي في ظل تطورات عالمية استثنائية على حدودنا حيث المشهد السوري مالئ الدنيا وشاغل العالم حاليا فيما نرى ان المسؤولين اللبنانيين غارقون في مشاكلهم وحصصهم ونفاياتهم.
والسؤال الاساسي، ما هو السر الذي يدفع بالمسؤولين الى “النوم على حرير” وغير مكترثين للمشهد السوري وتطوراته، ومن يمنع من امتداد النيران السورية الى لبنان، وما هي الضمانة لمنع ذلك؟ وهذا ما يفرض على المسؤولين التعامل ولو بالحد الادنى من المسؤولية والجدية، مع القضايا الداخلية والخارجية. ويبقى السؤال المطروح، لماذا الاصرار من قبل وزارة الداخلية على استخدام العنف ضد المتظاهرين ونقل اسوأ صورة للعالم عن لبنان؟ ولماذا لم يدرك المسؤولون بعد ان استخدام العنف لا يوصل الى نتيجة؟ لا بل على العكس يعطي ردة فعل سلبية على القوى الامنية، ولماذا حتى الآن لم توضع خطة للتعامل مع تحركات “الحراك المدني” خصوصاً ان هذا “الحراك” اعلن عن موعد التظاهرة منذ اسبوع؟ ولماذا لم تتخذ الاجراءات لمنع اي احتكاك بين المتظاهرين والقوى الامنية؟ ولماذا لا يتم مسبقاً رصد العناصر المشاغبة الذين يحاولون الاساءة الى هذه التحركات واعتقالهم؟ كلها اسئلة مشروعة بحاجة الى اجوبة سريعة، وهذا الامر لا يسقط ايضاً احتمال وجود عناصر “مشاغبة” و”ارهابية”، تحاول جر البلاد خلال هذه التحركات الى فوضى شاملة في البلاد، وهذه الاحتمالات تقتضي خطة من الدولة لا تكتفي بالامن فقط بل تطال اعادة العمل بمؤسسات الدولة التشريعية والحكومية، والالتفات الى مشاكل الناس ووقف عمليات الهدر والفساد وسد “مزاريب” السمسرات، ومن دون هذه الاجراءات فان التحركات الشعبية لن تتوقف خصوصاً ان هذه الطبقة السياسية ومن خلال ممارساتها تقدم افضل الاوراق لنجاح الحراك الشعبي.
المواجهات العنيفة امس والتي امتدت حتى السادسة مساء وطوال الليل، واستخدمت خلال المواجهات خراطيم المياه والقنابل الدخانية والعصي فيما استخدم المتظاهرون “رمي الحجارة” ومبادلة القوى الامنية عمليات الضرب، كما ان عمليات “الكر والفر” شملت ساحتي الشهداء ورياض الصلح وصولا الى الصيفي وسقط خلالها جرحى من الطرفين، وافيد عن اصابة ضابط من قوى الامن الداخلي بجروح خطيرة، ووصل عدد الجرحى من الطرفين الى اكثر من 100 جريح. كما قامت القوى الامنية باعتقالات بالجملة، واللافت ان المتظاهرين كانوا مصرين على المواجهة والتصدي للقوى الامنية ورفض شرط القوى الامنية باخلاء ساحة الشهداء، فيما رد المتظاهرون بعدم اخلاء الساحة قبل الافراج عن المتظاهرين.
اما المشهد السياسي، فلم يكن افضل من مشهد رياض الصلح بين القوى السياسية، بعد ان سقطت تسوية ترقية العمداء، وكان لافتاً امس تعيين العقيد مارون القبياتي قائداً لفوج المغاوير في الجيش اللبناني مكان العميد شامل روكز الذي يحال على التقاعد في 15 تشرين الاول، علما ان العقيد القبياتي هو نائب قائد الفوج الحالي وآمر الكتيبة الاولى فيه، وكان قد شارك في معارك عبرا واصيب في معارك نهر البارد.
في المقابل، مصادر الرئيس سلام اكدت انه سيعقد جلسة لمجلس الوزراء فور ازالة العقبات من امام خطة النفايات الذي اعدها الوزير اكرم شهيب، وفور اعداد الخطة سيدعو سلام الى جلسة لمجلس الوزراء لاقرار الخطة وبمن حضر، لانه لا يجوز ترك النفايات في الشوارع، واذا اصر البعض على التعطيل فان سلام سيتخذ قراره بالرحيل، ويرفض ان يكون “شاهد زور” على هذه الاوضاع. ولن يتغير اي شيء لان الحكومة حالياً هي حكومة تصريف اعمال.
النهار : المواجهة الأشرس والأوسع منذ انطلاق الاحتجاج أين الدولة من تنامي العنف في الشارع؟
كتبت “النهار”: لم يكن أدل على التصعيد العنيف في المواجهة بين المتظاهرين من الحراك المدني والقوى الامنية طوال ساعات المساء امس وما ينطوي عليه هذا التصعيد من احتمالات مقبلة سوى مشهد محيط مبنى “النهار” في اول شارع ويغان الذي تحول ساحة لأشرس مبارزة حصلت منذ صدام 22 آب الماضي بين الحراك وقوى الامن الداخلي بعد انطلاق التحركات الاحتجاجية. ولعل دخول “سلاحين” جديدين في المواجهة هما حجار المتظاهرين ولجوء القوى الامنية تكرارا، ولكن بكثافة هذه المرة، الى استعمال القنابل الدخانية وخراطيم المياه فضلا عن العراك المباشر والهراوات والمفرقعات، عكس تصاعد الانسداد ايضا في لغة التعامل بين الدولة والحراك مما وضع المتظاهرين والقوى الامنية مرة جديدة “وجها لوجه” بعنف بالغ أدى الى وقوع عشرات الاصابات في صفوف الفريقين. وهو انسداد يسأل عنه في الغالب مجمل الوسط السياسي، الذي مكّن الحراك المدني في الايام الاخيرة من القبض على مزيد من الذرائع والمسببات والحجج لتصعيد تحركه عبر مجموعة اخفاقات تعاقبت تباعا على مرأى من الرأي العام الداخلي. وكان أول الاخفاقات انفجار العراك النيابي في جلسة لجنة الاشغال العامة والطاقة النيابية. وثاني الاخفاقات تمثل في دوران الحوار في مجلس النواب حول دوامة الفراغ الذي أخرج المتحاورين من حلقاتهم كما دخلوا خالي الوفاض. وثالث الاخفاقات تجسّد في العجز غير المفهوم عن تطبيق خطة معالجة أزمة النفايات على رغم اجتماعات المعنيين التي تصل الليل بالنهار على نحو شبه يومي .
لكن ذلك لم يحجب في المقابل انجراف بعض حملات الحركة الاحتجاجية الى منحى عنفي برز ليل امس عبر ظواهر عدة عكست اتجاهات “هجومية” معدة سلفا. وأفادت قوى الأمن الداخلي انها “منعت محاولة لاقتحام فندق “لو غراي” من جانب مشاغبين بعد تحطيم باب مدخله ومناشدة مسؤولين فيه لتدخل قوى الأمن”.
المستقبل : الشغب يستهدف القوى الأمنية.. وتوجّه لدعوة الحكومة الخميس تحذير “الرابية” الأخير: الحل روكز أو “شامل”
كتبت “المستقبل”: مجدداً يعود ممتهنو الشغب على “صهوة” التحركات المطلبية ليعيثوا خراباً بوسط العاصمة وإفساداً بسلمية الحراك المدني المدعو أكثر من أي وقت مضى إلى تنقية صفوفه من ذوي الأجندات التخريبية الحاقدة على بيروت وعمرانها. وبالأمس انفجر هذا الحقد الدفين شغباً ممنهجاً خالصاً في استهدافاته الواضحة للعاصمة ولقوى الأمن الداخلي التي سقط عشرات الجرحى من عناصرها بينهم ضابط نتيجة رشقهم بالحجارة والمواد الصلبة والمفرقعات، في وقت انكفأ منظمو تظاهرة ساحة الشهداء بعد عجزهم عن صد غوغائية المشاغبين المتوغلين في صفوفهم والتي أسفرت عن حالة دراماتيكية من الكر والفر أصيب خلالها عشرات المتظاهرين بالحجارة والاختناق أثناء تصدي القوى الأمنية لمخرّبي الممتلكات العامة والخاصة وبعضهم حاول ليلاً اقتحام فندق “لو غراي” إثر تحطيم مدخله وتكسير كاميراته وآلة سحب أموال أمامه. أما في الميدان السياسي، فبرز أمس توجيه مصادر “الرابية” تحذيراً أخيراً لمن يعنيهم الأمر على بُعد أسبوع من موعد إحالة العميد شامل روكز إلى التقاعد، مفاده: إما ترقية روكز أو الاتجاه نحو فرض حال من الشلل التام على مجلسي النواب والوزراء بانتظار وضع سلة “حل شامل” تشمل الانتخابات الرئاسية والنيابية.
اللواء : مواجهة بالقنابل والحجارة بين قوى الأمن والحراك المدني 14 آذار لمنع الفوضى وجلسة مجلس الوزراء قيد التشاور .. وتفريق المتظاهرين فجراً
كتبت “اللواء”: في تطوّر هو الأخطر من نوعه، منذ بدء نشاطات الحراك المدني في الوسط التجاري لبيروت، كادت المواجهات بين حملات هذا الحراك والحامية المؤلفة من عناصر مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي وشرطة المجلس النيابي والمكلفة بمنع المتظاهرين من الدخول إلى ساحة النجمة، ان تتجاوز الخط الأحمر وتهدد المجلس نفسه لولا الإجراءات الاضطرارية التي أقدمت عليها العناصر الأمنية باستخدام خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع، في وجه من وصفهم بيان قوى الأمن الداخلي “ببعض المشاغبين”، الذين اقدموا على “استفزاز عناصر مكافحة الشغب ومحاولة إزالة العوائق الحديدية والاسمنتية وقطع الشريط الشائك، ورشق العناصر بالحجارة وعبوات المياه والمواد الصلبة”.
الجمهورية : برّ ي: تعطيل الحكومة والمجلس خرافة… وعون الى التصعيد
كتبت “الجمهورية”: … وأخيراً، يعود مجلس الوزراء إلى الانعقاد الأسبوع المقبل تحت وطأة ضغط الشارع الذي عاد ليتحرّك ويتصادم بعنف مع القوى الأمنية، مثلما حصل مساء أمس، حيث عاث ملثمون لساعات تخريباً واعتداءً على القوى الأمنية في وسط بيروت، فضلاً عن الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة (التفاصيل ص 6). وجاء هذا التطور فيما يأخذ الحوار بين قادة الكتل النيابية استراحة حتى 26 الجاري، يغيب خلالها مديره وراعيه رئيس مجلس النواب نبيه برّي في زيارة رسمية لرومانيا وأخرى لجنيف حيث ينعقد المؤتمر البرلماني الدولي. ويُنتظر أن تكون هذه الاستراحة فرصةً للمتحاورين لمراجعة مواقفهم، فيما سيعكف برّي، رغم سفره، على جوجلة مواصفات الرئيس العتيد التي تسَلّمها من المتحاورين، شفويةً أو مكتوبة، لينطلق الحوار منها في جلسات متتالية.