مقالات مختارة

قرار اقليم الخروب للمستقبل ام للاشتراكي؟ رضوان الذيب

 

العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط ليست على ما يرام هذه الايام، رغم ان المواجهة ما زالت بالواسطة بين الطرفين ولكنها من العيار الثقيل، في ظل تجاوز تيار المستقبل مدعوما من الجماعة الاسلامية للمحرمات في الجبل والدخول الى قلب البيت الجنبلاطي من بوابة «اقليم الخروب» عبر التلوث البيئي الذي يسببه معمل سبلين «المملوك من قبل جنبلاط»، على اهالي اقليم الخروب بالاضافة الى رمي النفايات في كسارات سبلين وهذا ما رفضه اهالي الاقليم ووجهوا عبر وسائل الاعلام انتقادات عنيفة طالت بالاسم جنبلاط ودوره في الاقليم، وبانه يعامل اهالي الاقليم معاملة سلبية ولم يحافظ على العلاقة التي كانت تربط الاقليم بدار المختارة ايام الشهيد كمال جنبلاط، علما وحسب مصادر متابعة في الجبل ان الذين هاجموا جنبلاط بعنف عبر وسائل الاعلام هم من تيار المستقبل والجماعة الاسلامية والشيوعيين.

وفي المقابل، رد جنبلاط على الرسائل الحريرية بأقسى منها فزار الاقليم والتقى بالاهالي في الوردانية عند ال بيرم وشرح لهم ما جرى في ملف النفايات والتباين مع سعد الحريري الذي يقف وراء قرار رمي النفايات في كسارات سبلين.

واشار جنبلاط للاهالي ان الحريري ارسل له المتعهد، جهاد العرب، من اجل رمي النفايات في كسارات سبلين وتم الاتفاق على الامر برغبة من الحريري وعندما انتفض اهالي الاقليم ضد المشروع تراجع الحريري وتحمل جنبلاط المسؤولية. علما ان جنبلاط اكد للاهالي انسحابه من ملف النفايات والالتزامات.

وحسب المصادر لم تقتصر الرسائل الجنبلاطية عند هذا الحد، فاعلن جنبلاط موقفا داعما للعماد ميشال عون في كل مطالبه، ووقف ضد السنيورة في جلسة الحوار الاولى ودافع عن جنرال الرابية وحيثيته الشعبية، ووجه انتقادات للسنيورة، وعناده، داخل الجلسة، حتى ان جنبلاط كان اول الموقعين على ورقة بري لتسوية العمداء، ومازح جنبلاط السنيورة «مين بدو يسمي فؤاد بعد».

وحسب المصادر «تابع جنبلاط هجومه الوقائي فوجه دعوة الى الغداء للسفير الايراني في منزله في كليمنصو في عز المواجهة مع السعودية». وقد سبقت الدعوة بأسبوعين انتقادات عنيفة «للفرس» وضّحها جنبلاط على الغداء وكانت جلسة ودية مع السفير الايراني واستتبعها جنبلاط بتقديم العزاء بالحجاج الايرانيين، كما واصل جنبلاط هجومه على تيار المستقبل منحازاً الى جبران باسيل في معركته ضد مدير عام الطاقة عبد المنعم يوسف، وسأل «كيف يمكن لمدير تعطيل قرارات الوزير وافشال خطة تطوير الكهرباء» حتى ان مسؤولين مقربين من جنبلاط لا يتوانوا عن توجيه الاتهامات لتيار المستقبل بافشال خطة اكرم شهيب للنفايات عبر عرقلة اقامة مطمرين في سرار في عكار وفي البقاع والاصرار على فتح مطامر في كل لبنان. ورفض تحمل نفايات لبنان وتحديدا الضاحية في مناطق المستقبل وبالتالي وضع المستقبل العراقيل بوجه الخطة.

لكن ما زاد الطين بلة ورفع من سقف المواجهة، قيام تيار المستقبل مدعوماً من الجماعة الاسلامية وفاعليات في اقليم الخروب بالضغط وعرقلة تنظيم ادارة معمل سبلين لماراتون رياضي، في الجية ينطلق من امام معمل سبلين، وتنظيم المعمل لسلسلة نشاطات بيئية، رداً على الحملات التي يتعرض لها القيّمون على معمل سبلين من اهالي المنطقة من بوابة التلوث الذي يحدثه، وتم الغاء الماراتون رغم انجاز الاستعدادات والاعلان عن تأجيله حتى ظروف افضل، وكان التعطيل جاء على خلفية سياسية بأنه لا يجوز الهاء الناس بالقشور فيما المطلوب تنفيذ خطوات في المعمل للحد من التلوث عبر تركيب فيلترات، وعد جنبلاط بانجازها، لكن اهالي الاقليم يؤكدون ان هذه الوعود ليست جديدة وتعود لسنوات.

وفي المقابل وحسب المصادر، فان نواب المستقبل ردوا على «هجمات جنبلاط» الذي اتهم السنيورة بـ«الحنبلية» باتهامه بممارسة «المزاجية» والتقلب في مواقفه.

وفي المعلومات ايضاً انه رغم زيارات جنبلاط المتكررة الى باريس ووجود الرئىس الحريري في العاصمة الفرنسية، فان اي لقاء بين الطرفين لم يعقد بسبب التباينات، حتى ان علاقة جنبلاط مع السعودية لم «ترمم» بعد رغم اللقاء الاخير بين السفير السعودي في لبنان والنائب جنبلاط الذي ما زال ينتظر تحديد الموعد في السعودية له ولنجله للقيام بزيارة رسمية للمملكة يلتقي فيها المسؤولين وليس زيارة بروتوكولية للتهنئة او تقديم التعازي.

وتؤكد المصادر ان الحريري لم ينس لجنبلاط بعد الانقلاب الذي نفذه ضد حكومته عام 2008 والمساهمة بمجيء الرئيس نجيب ميقاتي رئىساً للحكومة، والتي ادت الى «صفعة» لسياسة المملكة في لبنان امام السياسة الايرانية التي كسبت «الجولة» يومها بتنفيذ جنبلاطي وادى يومها حسب ما تم تسريبه من مسؤولين سعوديين باجراء «حرم» ملكي بعدم استقبال جنبلاط بشكل رسمي يبدو انه ما زال سارياً حتى اليوم.

منذ العام 2008، وبعد احداث 7 ايار باتت العلاقة بين الحريري وجنبلاط ليست على ما يرام مطلقاً، والاشتباك بين الرجلين كانت درجته اعلى من درجات الحميمية في العلاقة، لكن اللافت ان الحريري كسر «قواعد الاشتباك» مؤخراً بعد ان كان «يتجنب» اي احتكاك مع جنبلاط من بوابة الاقليم، لكنه كسر القاعدة في الاشتباك الاخير، وهذا ما ازعج جنبلاط جداً ورفع سقف المواجهة خصوصاً ان مسؤولين اشتراكيين يشيرون الى دور للنائب محمد الحجار في توتير العلاقة مع جنبلاط والاشتراكي في الاقليم تحت شعار «القرار المستقل» للاقليم عن المختارة، وان قرار اقليم الخروب بات عند سعد الحريري وليس عند وليد جنبلاط وهذا ما يجب ان يفهمه «البيك» لان المعادلة تغيرت وكذلك الاحجام، واللاعبون خصوصاً بعد تراجع الثقل المسيحي في الاقليم والشوف وغياب معادلة «كمال وكميل» وحلت مكانها في الاقليم معادلة «الحريرية» دون اي شريك آخر، وبان قرار الاقليم الان بيد سعد الحريري دون سواه مع وجود الآخرين باحجام مختلفة اقل نسبياً كالجماعة الاسلامية والحزب التقدمي الاشتراكي والشيوعيين وجماعة النائب السابق زاهر الخطيب وغيرهم.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى