من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : صيغة استثنائية للترقيات.. أو موت حكومة سلام سريرياً “سوخوي” تحرق المراحل: البر أولاً.. وجنيف ثانياً
كتبت “السفير”: “الكل يشعر بالسوخوي”. في لبنان والمنطقة وربما العالم بأسره.
قبل نحو سنتين، شعر الكثيرون في المنطقة بـ “السخن”. تحدثوا وتصرفوا ومن ثم راهنوا على أن الضربة العسكرية الأميركية لسوريا “باتت حتمية”. سرعان ما أخرج الروسي “الوصفة” من جيبه، فتم اقفال “ملف الغوطة” من خلال آلية دولية بضمانة روسية لإخراج السلاح الكيميائي من الأراضي السورية.
سقط “الخيار العسكري الكبير”، لكن الرهان ظل مستمراً على إمكان تحقيق انتصارات متدحرجة للمجموعات السورية المسلحة بإدارة غرفتي العمليات التركية والأردنية. مرّت سنتان من المعارك لم تبدّلا في خريطة التوازنات الاستراتيجية، وبدا الرهان كبيراً على إمكان جعل المنطقة العازلة في الشمال السوري أمراً واقعاً، قبل أن تبدأ “حرب اليمن” وتقرّر السعودية، بالتزامن مع إبرام التفاهم النووي، أنها لن تعود من “عاصفة الحزم” إلا منتصرة!
لم ينس الثعلب الروسي فلاديمير بوتين جلسته الشهيرة مع الأمير بندر بن سلطان يوم استقبله في موسكو، في صيف العام 2013، بصفته رئيس الاستخبارات السعودية.. قال الأخير لبوتين إن المجموعات الشيشانية التي تهدد أمن الألعاب الشتوية المقبلة في سوتشي “نحن نتحكم بها، وهي لم تتحرك في اتجاه الأراضي السورية إلا بالتنسيق معنا”.
هذا في الحسابات الروسية تهديد مباشر للأمن القومي الروسي. أكثر من عشرين مجموعة أصولية روسية من الشيشان تتحرك خصوصاً في منطقة الشمال السوري، ناهيك عن مجموعات أخرى من باقي الجمهوريات الاسلامية تتحرك بين العراق وسوريا.
وعندما تسقط سوريا أو العراق بيد المجموعات الإرهابية، فإن ذلك يضع روسيا على تماس مع حرب ارهابية بلا هوادة.
التقط الروس “الفرصة” وانخرطوا في الحرب الاستباقية. هم تأخروا وفقاً لحسابات النظام السوري وحلفائه، لكن فلاديمير بوتين يريد أن يستفيد من مجموعة وقائع جديدة تزنّر النظامين الدولي والاقليمي، من أجل تعزيز مصالح بلاده. لا يمكن عزل “الإنزال الروسي” في شمال سوريا عن اللقاء الأخير بين بوتين والرئيس الأميركي باراك أوباما على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. التواضع يقود لافتراض أن الأميركيين يغضّون النظر ولكن الروس يؤكدون أنهم على تفاهم كامل مع الأميركيين وأنهم أبلغوا جميع عواصم المنطقة بما فيها تركيا والسعودية ومصر واسرائيل بقرارهم.
قد يقال الكثير عن الحشود ونوعية الأسلحة والطائرات وكل المعطيات الحربية. يكفي هنا تقديم نماذج ثلاثة:
رسم الأميركيون ومعهم دول “التحالف” سقفا لغاراتهم الجوية ضد “داعش” على قاعدة أن هامش الخطأ ممنوع. يجب أن يضمن الطيار عدم اصابة أي هدف غير عسكري. قادهم ذلك الى الصحراء والى غارات بلا فاعلية عسكرية.
ليس خافياً على أحد أن النظام السوري كان يفتقد لمظلّة جوية قتالية، وكان الهدف الواحد يحتاج أحيانا الى عشرين طلعة جوية وإلقاء عشرات البراميل الجوية بطريقة بدائية جدا من دون أية فاعلية ميدانية!
عندما يعطي السوريون والإيرانيون والعراقيون و “حزب الله” احداثية معينة للروس في اطار غرفة العمليات المشتركة، تأتي النتيجة، بعد طلعة جوية واحدة، مطابقة ودقيقة وتتجاوز بقدرتها التدميرية الهدف نفسه.
ثمة تبدل نوعي في الميدان. ارتفعت معنويات النظام وهو يتصرف على قاعدة أنه بات قاب قوسين وأدنى من استعادة ادلب وجسر الشغور، برغم ما يحصل من ترنّح في المقابل لهدنة الزبداني.
ما كان مقدراً نظرياً أنه يحتاج الى شهور ثلاثة أو أربعة تبين للروس عمليا أنه يحتاج الى اسابيع وربما تصبح أياما معدودة. العنف الجوي الروسي غير المسبوق طيلة سنوات الأزمة السورية الخمس، يتسبب بانهيار في كل “الجيوش” المسلحة الممسوكة تركيا وسعوديا في شمال سوريا. النتيجة هي اختصار البرنامج الجوي وتسارع الاستعدادات البرية من النظام وحلفائه اللبنانيين والعراقيين والايرانيين.
يقول الروس إن حربهم لن تقتصر في مرحلة لاحقة على الشمال بل ستنتقل حتما الى باقي مناطق سوريا “من دون استثناء”. يلمحون الى أن عمليتهم منسقة بالكامل مع الاسرائيليين. هم أعطوا ضمانات بأن ترسانتهم لن تستخدم الا في اطار الحرب ضد الارهاب. هذا الأمر متفاهم عليه بين مساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف خلال زيارة الأول لموسكو مؤخرا. الأهم أن هذه الحملة العسكرية التي يمكن أن تتوسع جوا لتقترب أكثر من الحدود اللبنانية والأردنية والعراقية، ليست تعبيرا عن قرار روسي بالحسم العسكري. المطلوب تنشيط التواصل مع الأطراف الدولية والاقليمية الفاعلة في اطار الحرب ضد الارهاب وصولا الى انجاز تسوية سياسية للأزمة السورية.
الديار : لجنة الأشغال فشلت في بحث ملف وزارة الطاقة بعد اتهام علي حسن خليل لباسيل “هرج ومرج” واشتباك بين “التيار الوطني” و”المستقبل” وبري انتقل من فريق الى محايد كلياً
كتبت “الديار”: ما “رآه” اللبنانيون امس، على شاشات التلفزة من قبل نواب الامة وهم يتبادلون “الشتائم” ويتقاذفون الاتهامات المتبادلة عن الفساد والهدر والسمسرات، زادهم قناعة بعجز هذه الطبقة و”ترهلها” و”عهرها”، حيث لم يخفوا “ستراً” على بعضهم البعض من كلام “مبتذل” و”تجريحي” ومن لم يشارك بالاشتباك، اطلق الصوت لعنانه، فيما ان آخرين كانوا “يتفرجون” “شامتين” على هذا المشهد الذي يعبّر عن المأزق الذي تعيشه الطبقة السياسية.
انفجرت امس بين نواب التيار الوطني الحر ونواب المستقبل على خلفية ملف الكهرباء، الذي انفجر في الجلسة الاولى منذ اسبوعين على خلفية اتهامات وجهها وزير المال علي حسن خليل لوزارة الطاقة حول مخالفات مالية في معملي الكهرباء في الذوق والجية والتأخير الحاصل في انجاز المعامل الجديدة. وكذلك في الشكاوى عن المطالبات المقدمة من الشركة الدانماركية peterus بشأن الدفعات المتوجبة لها، واصرار الوزير جبران باسيل على رفض تحويل التعديلات التي اجراها على دفتر الشروط الى ديوان المحاسبة.
هذه الاتهامات ازعجت العماد عون والتيار الوطني الحر، ورد عليها العماد في “الرابية” متحدثاً عن تجاوزات ومخالفات في وزارة المالية، رد عليها الوزير علي حسن خليل بعنف، وتدخل حزب الله “لاصلاح البين” واكد الرئيس بري “ان الخلاف مع العماد عون لا يفسد في الودّ قضية” وبعدها دخل نواب المستقبل على الخط وطالبوا بالتحقيق بالملفات التي تحدث عنها الوزير علي حسن خليل، وما زاد “الطين بلة” حديث رئيس لجنة الاشغال النائب محمد قباني واتهامه وزارة الطاقة بأنها مغارة علي بابا و40 مستشاراً للوزير جبران باسيل.
ما حصل امس اظهر ان الرئيس نبيه بري اصبح محايداً وابتعد الوزير علي حسن خليل مع نواب كتلة التنمية والتحرير عن المشهد في لجنة الاشغال وبالتالي انتقل الرئيس بري الى محايد كليا بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، وهذا ما ادى الى انتقادات من التيار الوطني ضد الرئيس بري.
وفي ظل هذه الاجواء عقدت لجنة الاشغال في اجواء كهربائية “مكهربة” ودخل كل فريق و”يده على سلاحه” والطرفان كانا محضرين “للمشكل” وبكامل عدتهما، وانفجرت بينهما فور بدء الاجتماع مستخدمين كل انواع “السباب” و”الشتائم” وغابت المناقشة العلمية، وكل فريق “ناطر” الفريق الآخر على الكوع.
الأخبار : عون يختبر جلسة الحوار: التسوية الآن أو التعطيل!
كتبت “الأخبار”: هل تكون جلسة الحوار اليوم آخر جلساته بحضور العماد ميشال عون؟
بحسب المصادر السياسية، ستكون جلسة اليوم حاسمة لجهة تحديد مصير تسوية السلة الكاملة لأزمة التعيينات الأمنية وآلية العمل الحكومي وفتح أبواب مجلس النواب، في ظلّ عدم الوصول إلى حلّ لاعتراض الرئيس السابق ميشال سليمان على التسوية.
وعلى الرغم من الإيجابية التي طبعت جلسة الحوار بين تيار المستقبل و”حزب الله” ليل أمس برعاية الرئيس نبيه بري، خصوصاً لجهة تأكيد موافقة الأطراف الثلاثة على التسوية، إلّا أن أجواء التيار الوطني الحرّ عكست قدراً من التشاؤم، وسط ما سمّته مصادر التيار “حرص الفريق الآخر على منع الجنرال عون من تحقيق أي مكسب”.
وحرص الرئيس نبيه بري أمام زواره على القول إنه يدعم والنائب جنبلاط إقرار خطوات من شأنها دعم العماد عون. وينفي بري أن تكون له أي صلة بالنقاط التسع التي اتهم تيار “المستقبل” بتسريبها إلى الصحافة بقصد تفجير الأزمة. وقال بري لزواره إنه كان واضحاً مع قيادة “المستقبل” بأنه لا مجال لإمرار صفقة تعيينات قوى الأمن الداخلي من دون التسوية الشاملة، وأن موقف العماد عون واضح، وسيحظى بدعم أكيد من حزب الله ومن آخرين، ما سيعطل التسوية.
وكانت جلسة أمس بين المستقبل والحزب انتهت إلى تأكيد “أهمية الحوار الوطني وتأثيره الإيجابي في الوضع، والتشديد على إيجاد المخارج المناسبة لإعادة العمل في المؤسسات الدستورية وتفعيلها في أسرع وقت”.
على صعيد جلسة الحوار العامة اليوم، قالت المصادر إن العماد عون سيكون حاضراً اليوم، إلّا أنها جزمت بأنه “لن يناقش بند التعيينات والتسوية التي اقترحوها هم”. وأضافت: “قد تكون جلسة الحوار الأخيرة، إذا لم يكن هناك جواب واضح على التسوية، وبعدها لا حكومة ولا أي شيء آخر. فعدم الجواب يعني أن كل الذي شهدناه كان توزيعاً للأدوار”، مشيرةً إلى أن “سعد الحريري يوافق، فؤاد السنيورة يتحفظ، وميشال سليمان يعترض”. وسألت المصادر: “هل يريدوننا أن نصدق أنه يمكن سليمان الوقوف في وجه جميع القوى السياسية، أو أن نصدق أن الوزير ميشال فرعون يخضع لتأثير سليمان أكثر من تأثير الحريري؟”.
بدورها، قالت مصادر وزارية في 8 آذار لـ “الأخبار” إن “المواقف لا تزال على حالها من التسوية ومواقف جميع القوى السياسية الرئيسية المشجعة لها، لكن الأمور لم تحسم بعد لجهة المخرج من اعتراض سليمان، وهل يمكن الذهاب إلى التصويت في مجلس الوزراء بمعزلٍ عن موقفه”. فيما تقول مصادر أخرى إن “وزير الدفاع (سمير مقبل) هو المعنيّ برفع الاقتراح ليجري التصويت عليه في مجلس الوزراء، وبالتالي الأمور سوداوية في ظلّ تمسك مقبل وسليمان بموقفهما، مع احتمال عدم الوصول إلى التسوية قبل تسريح العميد شامل روكز”.
وفي وقت يجري الحديث فيه عن احتمال عدم اعتبار الرئيس تمام سلام كتلة وزراء سليمان كمكوّن أساسي في الحكومة كباقي الكتل الأساسية، مع ما يعني الأمر من عدم احتساب اعتراض سليمان عائقاً أمام اتخاذ الحكومة قراراً بالسير بالتسوية، قال الوزير رشيد درباس إن “وزراء الرئيس سليمان كل يمثل نفسه، وإذا قرر عدد كبير من الوزراء ترقية العميد روكز فهذا قرار قانوني، لأن الآليات الدستورية تقول إن هذه القرارات تحتاج فقط إلى أكثرية، وبعد ذلك يجب أن تنسحب على القرارات الباقية لكي تستقيم الأمور ويعود عمل مجلس الورزاء محكوماً بالأصول الدستورية، وهذا ما قاله الرئيس السنيورة بعد انتهاء طاولة الحوار”.
وعن تلويح وزراء حزب الكتائب بالاستقالة في حال ترقية روكز، رأى أن “هذه الحكومة مركبة بطريقة دقيقة جداً وكل حجر في هذا البناء أساس وإذا سحب حجر تعرض البناء للاهتزاز كله ولا يمكن الاستغناء عن أي وزير من وزراء الحكومة”.
البناء : باريس ترضخ لموسكو وتضمّ “النصرة” للمطلوب استهدافهم… و”القاعدة” تتوعّد تل أبيب تقرّر المواجهة حتى النهاية… والفلسطينيون لتجديد الانتفاضة عون للحوار ومهلة الترقيات للأحد… وقناني مياه بين العونيين و”المستقبل”
كتبت “البناء”: تتالت الغارات الروسية بنتائجها النوعية على مواقع تنظيم “القاعدة” وتنظيم “داعش”، وشكل مشهد فرار المسلحين وتهاوي قلاعهم ومستودعاتهم والتدفق عبر الحدود التركية والأردنية عكسياً من سورية، سمة مشتركة لدى مسلحي “داعش” و”النصرة” وسائر مسمّيات “القاعدة”.
بدأ الغرب يحسبها جيداً، فلا قدرة على التصدّي لروسيا وحملة التحالف الذي يضمّها مع إيران وسورية والعراق، ولا قدرة على التصدّي لإحراج لوائح الجماعات المسلحة المرسلة من موسكو إلى عواصم الاحتجاج على الغارات ومطالبتها بتسمية من يعتبرهم المعترضون “معارضة معتدلة”، ووزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف يسخر علناً من كذبة “الجيش الحر”، قائلاً: دلُّونا على مواقعه لندير معه اتفاقات ميدانية، ونحيّد مواقعه من لوائح أهدافنا، ومعلوماتنا أنه مجرد يافطة لا وجود لها في الميدان.
لم يتبقّ للغرب سوى التأقلم، كما بدأت الإشارة الفرنسية بقبول ضمّ المواقع التابعة لـ”جبهة النصرة” إلى لائحة الاستهداف، أملاً بتحييد ما يمكن تحييده، و”النصرة” هي الأشدّ إحراجاً في اللائحة كفرع رسمي معتمَد لتنظيم “القاعدة”، بينما بدأ تنظيم “القاعدة” التصرف على أساس معادلة حرب مفتوحة مع روسيا، بدءاً بمحاولة تفجير السفارة الروسية في أفغانستان، وصولاً إلى الإعلان عن جوائز مالية لكلّ من يساعد في خطف جنود روس في سورية.
هذا بينما فلسطين تشتعل لليوم الرابع، وتحمل الصحافة “الإسرائيلية” نقلاً عن مصادر حكومية وعسكرية ومخابراتية، ما وصفته بخلاصة مستوى القرار، بالسير في المواجهة حتى النهاية، لأنّ مسألة مصير القدس يجب عدم التهاون فيها، فيما تواصلت المواجهات في أنحاء الضفة الغربية والقدس، وبدأت صفحات النشطاء الفلسطينيين تمتلئ بالدعوات للانتفاضة الثالثة، والضغوط في غزة والضفة على القيادات الفلسطينية للخروج من لغة البيانات إلى ساحات المواجهة، وأكدت لـ”البناء” مصادر في فصائل المقاومة أنّ الوضع في غزة لن يلبث في حال الهدوء طويلاً وستحمل الأيام المقبلة مفاجآت نوعية في الدفاع عن القدس وأهلها في وجه غزوات المستوطنين المدعومين من قوات الشرطة وجيش الاحتلال.
في لبنان تستردّ طاولة الحوار حيويتها اليوم مع تأكيد مشاركة العماد ميشال عون فيها، مقابل تمديده للمهلة المتاحة لحسم أمر الترقيات التي يتوقف عليها موضوع بقاء أو تسريح العميد شامل روكز من المؤسسة العسكرية، حتى يوم الأحد ليعلن عون أمام التجمّع الذي سينظمه التيار على طريق قصر بعبدا، موقفه النهائي من الاستمرار في الحكومة وطاولة الحوار، وقالت مصادر متابعة إنّ العماد عون بعد ترتيب ملف العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، فعندما يقرّر مغادرة الحوار سيفعل ذلك لقناعته بلا جدوى الحوار مع تيار المستقبل. وأضافت المصادر أنّ جلسة الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، التي شهدها مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، كانت مخصّصة لتسهيل تخطي العقد من أمام مسألة الترقيات، والإفادة من مهلة الأيام المتبقية قبل الأحد لتظهير تسوية لائقة.
تنطلق اليوم الجلسة الأولى من جلسات الحوار الوطني الثلاث التي حدّدها الرئيس نبيه بري في السادس والسابع والثامن من تشرين الاول الجاري. وتبلّغ رئيس المجلس أمس من المتحاورين حضورهم الجلسة بمن فيهم رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، تحت عنوان الفرصة الأخيرة فإذا لمس أنّ هذا الحوار أصبح مضيعة للوقت فلن يُكمل به.
وعشية الجلسة، التأمت في عين التينة طاولة حوار ثنائية جمعت حزب الله وتيار المستقبل حضرها المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار المستقبل، وفي حضور المعاون السياسي للرئيس بري الوزير علي حسن خليل، وبحث المجتمعون الأزمة السياسية، وجرى التأكيد على أهمية الحوار الوطني وتأثيره الإيجابي على الوضع، وكذلك التشديد على إيجاد المخارج المناسبة لإعادة العمل في المؤسسات الدستورية وتفعيلها في أسرع وقت.
وعلمت “البناء” أنّ ملف الترقيات شكل محور المحادثات، حيث تمنّى حزب الله على تيار المستقبل الموافقة على تسوية الترقيات، المدخل الرئيس لتفعيل عمل الحكومة ومجلس النواب.
وإذ أكدت مصادر مقربة من الرابية لـ”البناء” أنّ أي تسوية سوف تتخذ يجب أن تحترم قانون الدفاع، والقوانين المرعية والدستور، لفتت مصادر في 14 آذار لـ”البناء إلى “أنّ تسوية الترقيات دفنت، خصوصاً بعد الذي جرى في مجلس النواب امس بين نواب تكتل التغيير والإصلاح من جهة وتيار المستقبل من جهة أخرى، وأنّ الحوار يترنح”.
“ساحة” ساحة النجمة
إلى ذلك تحوّلت ساحة النجمة إلى ساحة عراك، إذ شهدت جلسة لجنة الأشغال والطاقة النيابية فور التئامها برئاسة النائب محمد قباني وحضور النواب الأعضاء والوزيرين علي حسن خليل وارتور نظاريان وديوان المحاسبة تراشقاً بزجاجات المياه بين نواب التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، لتتحوّل غرفة الصحافة منبراً للسجالات الكلامية بين الطرفين عبر المؤتمرات الصحافية عقب رفع قباني الجلسة، بعدما كان منتظراً أن تشهد الجلسة إشكالاً بين وزير المال ونواب “التغيير والإصلاح”.
النهار : الاشتباك المكهرب تأجيل للمواجهة الفضائحية بان كي مون لظريف: رئيس بأسرع ما يمكن
كتبت “النهار”: فوق خطوط التوتر العالي التي فجرت الاشتباك المكهرب في لجنة الطاقة والاشغال النيابية، تحولت المهمة العاجلة لحوار عين التينة، الذي انعقد مساء أمس، الى استنقاذ حوار مجلس النواب في ثلاثية جلساته التي تنطلق اليوم وتستمر حتى الخميس مبدئيا ما لم يطرأ ما يقطع برنامجها المحدد سلفاً.
وكشفت مصادر في الحوار النيابي من فريق 14 آذار لـ”النهار” ليلاً أنها تعتبر الجلسة اليوم حاسمة لجهة المضي في البحث في البند الأول من جدول الاعمال ألا وهو انتخاب رئيس جديد للجمهورية. فإذا ذهبت المناقشات في اتجاه تحديد مواصفات الرئيس المقبل، فسيسير الحوار في المسار المقرر في الجدول الذي وضعه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وإلا فإن فريق 14 آذار لن يقبل الانتقال الى أي بند آخر. ولفتت المصادر الى ان بند الرئاسة إذا ما مضى في الاتجاه المطلوب فسيفتح الباب أمام تطبيق باقي البنود المتعلقة بعمل الحكومة ومجلس النواب ووضع قانون جديد للانتخاب. واعتبرت أن تلكؤ الفريق الآخر في الذهاب جدياً الى البند الرئاسي يعني الاصرار منه على مخالفة الدستور.
ويشار في هذا السياق الى أن الملف الرئاسي اللبناني لا يزال يتفاعل دوليا منذ زيارة رئيس الوزراء تمّام سلام لنيويورك واجتماع مجموعة الدعم الدولية الاسبوع الماضي. وأفاد مراسل “النهار” في نيويورك ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون شدّد في اجتماع عقده مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أمس في نيويورك على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية للبنان “بأسرع ما يمكن”.
وجاء في بيان أصدره الناطق بإسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن الأمين العام ووزير الخارجية الايراني “ناقشا مواضيع عدة”، وشدد الامين العام على “الحاجة الى ملء الفراغ الرئاسي في لبنان بأسرع ما يمكن”.
أما انفجار الاشتباك “الكهربائي” بين نواب من “تكتل التغيير والاصلاح ” و”تيار المستقبل” في اجتماع لجنة الطاقة والاشغال بأعنف نبراته و”مفرداته”، فأثار الكثير من الريبة في الالتباسات التي واكبته والتي غلبت عليها انطباعات مؤداها ان الاشتباك كان مفتعلا بقصد مزدوج: الأول تطيير جلسة كان مقيضاً لها ان تتوغل في التفاصيل والجزئيات المالية التي من شأنها تعرية ملف الكهرباء وقت لا تسمح الظروف المحتدمة بتحمل حرب اتهامات متبادلة لن توفر معظم الافرقاء ولو حصرت ظاهراً ببضعة افرقاء في شأن الكارثة الفضائحية للكهرباء. والثاني تحوير وجهة الصراع من مواجهة بين نواب “التكتل” ووزير المال علي حسن خليل على خلفية التداعيات التي فجرتها الجلسة السابقة للجنة بينهما الى انفجار “بديل” بين “التكتل” ونواب “المستقبل” لئلا ينفجر الحوار النيابي في ثلاثيته المقررة من اليوم ويطاح كلاً في حال مقاطعة رئيس “التكتل” النائب العماد ميشال عون جلسات الحوار.
ولا يمكن في أي حال تجاهل “المشهدية” التي انفجرت تحت الرصد المباشر للكاميرات التلفزيونية كأنه اريد تعميم وقائع الاشتباك عند الاحتكاك الاول حيث اندلع الشجار بين نواب من “التكتل” ورئيس اللجنة النائب محمد قباني مقروناً بتصاعد نبرة الاتهامات من العيارات المختلفة، ثم بلغ ذروته مع العراك بين النائبين زياد اسود وجمال الجراح عقب “هجوم” الاول على الثاني وتحول الاجتماع مسرحا ًللهرج والمرج قبل انفراطه.
المستقبل : “التيار” على خطى باسيل: دخان إعلامي لا يحجب الضوء عن فساد “العتمة” حوار 19: مخارج لتفعيل المؤسسات في أسرع وقت
كتبت “المستقبل”: عشية استئناف جلسات الحوار الوطني اليوم على أمل “تصفية النوايا” رأفةً بالبلد ومؤسساته المشلولة، وبينما توقعت أوساط بعض المتحاورين أن يبقى طيف “الترقيات” مخيّماً على أجواء الطاولة، أكدت مصادر “الرابية” لـ”المستقبل” أنّ رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون “لن يبادر إلى طرح الملف في الحوار” باعتبار أنه قال ما لديه وينتظر مبادرة الآخرين، مجددةً في المقابل التلويح بإبقاء “ورقة” المقاطعة حاضرة على الطاولة بالقول: “نخشى أن يكون اليوم يوم الفراق”. أما في “عين التينة”، فعكس حوار “تيار المستقبل” و”حزب الله” في جولته الـ19 حرصاً مشتركاً على استيلاد مخارج ملائمة للأزمة السياسية بغية استعادة إنتاجية الدولة وتفعيل مؤسساتها “في أسرع وقت”.
اللواء : التعطيل العوني يهدّد اللجان و”إستقالة سلام” على الطاولة من جديد 3 مؤشّرات إيجابية في الجلسة 19 بين المستقبل وحزب الله .. وعبوة ناسفة بسيارة تقلّ مقاتلين إلى سوريا
كتبت “اللواء”: يربط الرئيس تمام سلام الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء بمعرفة نتائج جلسات الحوار المقررة على مدى ثلاثة أيام بدءاً من اليوم. ويربط النائب ميشال عون المشاركة في جلسات الحوار والموافقة على جلسات التشريع، والمشاركة في جلسات الحكومة بترقية العميد شامل روكز، وفقاً لما تصفه الاوساط العونية على أساس قانون الدفاع، ومن دون إعطاء أي مقابل، أو وضع قيد أو شرط، ويربط الرئيس نبيه برّي استمرار الحوار بالميثاقية المسيحية. وتربط قوى 14 آذار الاستمرار في الحوار في حدّ ذاته، بعدم الانتقال الى بند قانون الانتخاب قبل الاتفاق على بند رئاسة الجمهورية.
وبين هذه الترابطات – الاشتراطات، ينقل عن وزير الزراعة المكلف بوضع خطة النفايات موضع التنفيذ، اكرم شهيب، بأنه اقترب من درجة اليأس، وانه يصارع في الساحة لعدم الوصول إلى الطريق المسدود، او الاستقالة من هذا الملف، وفقاً لنصائح شخصية مرموقة أبلغته بأنه ليس ملزماً بمتابعة موضوع دونه صعوبات وقد لا يصل إلى أي نتيجة، مع عودة حملات الحراك المدني إلى وسط بيروت مساء الخميس في الثامن من تشرين الحالي.
الجمهورية : اشتباك نهاري وحوار ليلي ومعالم المرحلة تتحدَّد هذا الأسبوع
كتبت “الجمهورية”: ما حصل في اجتماع لجنة الأشغال العامة النيابية أمس يعكس حدّة الاحتقان السياسي في البلد، فيما يؤمل أن يشكّل الحوار الجامع الذي ينطلق اليوم ويُختتم بعد غد فرصةً لتنفيس هذا الاحتقان، إلّا أنّ الأجواء السياسية حتى منتصف ليل أمس لم تكن مشجّعة، باستثناء البيان الصادر عن حوار “المستقبل” و”حزب الله” الذي أكّد على “أهمية الحوار الوطني وتأثيره الإيجابي على الوضع”، وشدّد على ضرورة “إيجاد المخارج المناسبة لإعادة العمل في المؤسسات الدستورية وتفعيلها في أسرع وقت”، ولكن كلّ ذلك يتوقف على مصير التسوية السياسية التي يُعمل عليها، وسط مؤشّرات تفيد أنّ حظوظ نجاحها تضاءلت كثيراً، الأمر الذي يهدّد مصير الحوار نفسه ما لم يبرز في الأفق صيغة تعويضية تحظى بموافقة رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون الذي قرّر المشاركة في الحوار على “قاعدة إعطاء فرصة جديدة لإنقاذ الحكومة والحوار”، وهذا ما أكّده وزير التربية الياس بو صعب لـ”الجمهورية”، الذي “دعا إلى تلقّف هذه الرسالة الإيجابية والتعامل معها بالمضمون نفسِه، لأنّ خلاف ذلك يتحمّل الفريق المعرقل وحده انعكاساته وتداعياته. ولكنّ اللافت أنّ “التيار الوطني الحر” يَشتبك مع “المستقبل” نهاراً، فيما يتحاور الأخير مع “حزب الله” ليلاً. وفي موازاة التوتّر السياسي توقّفت أوساط سياسية أمام التفجير الذي استهدف سيارة فان على طريق شتورا، في مؤشّر خطير يدلّ على عودة التفجيرات التي تستهدف مواكب “حزب الله” التي تنقل المقاتلين إلى سوريا، فيما كشفَ مرجع أمنيّ لـ”الجمهورية” أنّه “سبق للقوى الأمنية أن فكّكت عبوة مماثلة الأسبوع الماضي على مسافة قريبة من موقع التفجير”، لافتاً إلى أنّ “المخاوف من تجدّد عمليات التفجير تجدّدت”.
قالت أوساط سياسية رفيعة لـ”الجمهورية” إنّ معالم المرحلة المقبلة أو أقلّه حتى نهاية العام الجاري تُرسَم هذا الأسبوع الذي سيحدّد طبيعتها لجهة إعادة انتظام الأمور تحت سقف المؤسسات أو انفلاتها وسط التصعيد المتبادل، ورأت أنّ البيان الصادر عن “المستقبل” و”حزب الله” يشكّل رسالة مزدوجة مفادها أنّهما مع استمرار الحوار والتسوية السياسية، والرسالة الأخرى إلى كلّ القوى السياسية من أجل أن تأخذ في الاعتبار تمسّك “المستقبل” والحزب بالحوار والتسوية.
وتساءلت الأوساط عمّا سيؤول إليه الوضع في حال فشَل التسوية في هذا التوقيت بالذات، الذي من أبرز معالمه ومخاطِره تدويل الأزمة السورية التي تشهَد فصولاً جديدة من الحروب والمواجهات، وعدم اكتراث العالم بالشأن اللبناني، وهذا تحديداً ما أبرزَته لقاءات رئيس الحكومة تمام سلام في نيويرك؟