الخطيب للشرق الجديد: الوسيلة الاعلامية هي ما تبقى لمعسكر اميركا لطمس الحقائق
اعتبر الأمين العام لرابطة الشغيلة النائب السابق زاهر الخطيب في حديث لوكالتنا حول المبادرة الروسية في سوريا وابعادها ونتائجها ودلالاتها وتأثيرها على التوازنات في المنطقة والعالم، ان “القرار الروسي بالتدخل العسكري المباشر هو قرار حاسم لصون الاستقرار والامن بمنطقة سوريا، ولا سيما ان سوريا هي الوحيدة التي تصون الامن القومي لروسيا، وهو اول عامل مباشر لهذا التدخل، والعامل الثاني هو ما افصح عنه الرئيس بوتين بان روسيا اذا لم تبادر بضرب الارهاب التكفيري الان فانه سيعود ويرتد على روسيا وعلى العالم اجمع، وهذا العامل هو التحسب للحؤول دون امكانية افساح في المجال للإرهاب ان يرتد على روسيا في حال لم تستأصل جذروه، والعامل الثالث والذي لمسته روسيا هو الطلب الاميركي للتنسيق فورا وهذا من شانه ان يشجع روسيا على الاستمرار والامعان في هذا النهج وهذه الاستراتيجية التي الزمت الولايات المتحدة الاميركية بطلب التنسيق على الفور قبل ان تتعقد الامور من هذه المبادرة، ويأتي الموقف الصيني ليعزز هذا التدخل من خلال ما أفصح عنه الرئيس الصيني بالقول اننا بتنا امام نظام دولي متعدد الاقطاب وتأكيده بانه لا عودة عن ذلك مطلقا.
وتابع الخطيب: “ان هذه العوامل الثلاثة المباشرة كانت وراء الخلفية الاساس لروسيا القيصرية، فروسيا الاتحادية اليوم اكبر دولة وكانت تعرف باسم أوراسيا، وهي في قلب العالم القديم وبالتالي تعمل على استرداد دورها كدولة عظمى وخلفية هذا النهج وهذه الاستراتيجية كانت قد ظهرت في سياق الازمة مرتين بإقدام روسيا والصين على ممارسة حقهما باستعمال الفيتو الذي لم يكن يستعمل مطلقا”.
واضاف الخطيب: “نحن امام تحول نوعي ومفصلي كانت له أثاره برفع معنويات الوضع السوري شعبا وجيشا وكل سوريا تقريبا، وجرى التأكيد على هذه المعنويات والتفاؤل من خلال ما أدلى به الرئيس بشار الاسد من ان التحالف الروسي الايراني السوري العراقي له حظوظ كبيرة في ان ينجح”.
وردا على سؤالنا عما هو سر الحملات المعادية لروسيا ولتحركها في لبنان والمنطقة، قال الخطيب: ” ان الصراع هو صراع بين اقطاب، والولايات المتحدة الاميركية لمست ان روسيا تنهض وممعنة في الجيش وقواتها كلها على الارض وفي الميدان، وقد حسمت امرها ولن تتراجع مطلقا، والولايات المتحدة الاميركية مع الانظمة التابعة غير قادرة على مجاراة روسيا الاتحادية، لذلك رأينا مبادرة الولايات المتحدة الاميركية بطلب للتنسيق مع روسيا كي تبقى على الاقل في ساحة الميدان ولا تعزل كليا، لا سيما وان السعودية غارقة في وحول اليمن وتركيا غارقة في حربها مع حزب العمال الكردستاني والوضع الاميركي مستنزف في أفغانستان”.
وختم قائلا: “ان هذا المعسكر الغارق في متاعبه ميدانيا لم يبق لديه سوى الوسيلة الاعلامية لطمس وتحوير والالتفاف على الحقائق من خلال ما يجري بثه عبر وسائل الاعلام التابعة للولايات المتحدة الاميركية والتي تحور في الحقائق في حين ان الحقائق ميدانيا تصب في مصلحة معسكر قوى الممانعة والمقاومة والتي يجري التأكيد من خلال روسيا بان الفترة الزمنية التي كانت أنشأت الولايات المتحدة الاميركية تحالفها لم تؤتي باي نتيجة طوال هذه الفترة السابقة، ويعد الرئيس بوتين بان القضية لا تستلزم اكثر من 10 الى 15 يوما للإتيان بنتائج وها نحن نلمس عملية الفر للمسلحين بعد ان بدأت تمارس روسيا استعمال الاسلحة الذكية والخارقة والتي تجبر وتفكك المسلحين وتبعدهم وتعزلهم عن قيادتهم بحيث يفرون في اصقاع الارض وهذا ما يتوقعه الرئيس بوتين ومن هنا يؤكد قبل ان يفروا وينتشروا في اوروبا او في العالم ينبغي استئصالهم في الميدان حيث هم الان”.