مرفوض: جدعون ليفي
روني الشيخ له ماضٍ مشكوك فيه جدا. في دولة تحافظ على القانون، لا أحد يتخيل أن يتم تعيينه في منصب المفتش العام للشرطة. في اسرائيل يضعون على رأسه التيجان، الجوقة القومية تُمجده ولجنة تِركل لن تناقش اليوم النقاط السوداء الحقيقية في ماضيه. في دولة رُفض فيها يوآف غالنت لرئاسة الاركان بسبب حصوله على عدد من الأمتار في ارض عامة، ورُفض غال هيرش للشرطة بسبب اسئلة حلقت فوق صفقاته، ألشيخ هو مرشح شرعي، بل محترم، وهو فوق كل الشبهات. لكن اخطاء غالنت وشبهات هيرش ستصبح بيضاء كالثلج قياسا مع ماضي ألشيخ.
اغلبية سنوات الشيخ كان في مكانين فاسدين، حيث أن القانون والديمقراطية بعيدين عنهما. الآن سيكون هو مُطبق القانون رقم واحد للديمقراطية الوحيدة. وبسبب ماضيه فهو مرفوض. اغلبية حياته البالغة قضاها في المستوطنة، ليس أي مستوطنة، وانما في كوخاف هشاحر الأكثر تطرفا. الحديث لا يدور عن عنوان وانما عن موقف قومي متطرف وغير اخلاقي. من كوخاف هشاحر خرجت عدة بؤر استيطانية، حاولت الدولة اخلاء بعضها بدون فائدة. كوخاف هشاحر وبناتها أدارت ظهرها للقانون.
هذا ايضا محيط عنيف: قبل اسبوعين أحرقوا قرب المكان خيمة بدوية وكتبوا هناك «الانتقام» لبؤرة قريبة من كوخاف هشاحر التي داهمتها قوات الأمن في أعقاب احراق بيت عائلة دوابشة. نحو 65 بيت من بيوت كوخاف هشاحر مبنية على اراضي فلسطينية خاصة كانت قد سرقت. هل يستطيع مشارك في السرقة أن يكون شرطيا؟ حسب تقرير مراقب الدولة الذي نشر في 2013 فانهم في كوخاف هشاحر مثل باقي المستوطنات لا يدفعون الرسوم على الاراضي. والمفتش الجديد يشارك في هذه الفكرة والاعمال أكثر من غالنت. حيث أن غالنت سرق اراضي اليهود وألشيخ سرق اراضي العرب.
مثلما هو طلب تمييز منتوجات المستوطنات شرعي ويهدف إلى تجارة منصفة، فان تمييز المستوطنين هو طلب شرعي يهدف إلى تعيينات منصفة. لأن الحديث يدور عن افعال هي تجاوز للقانون الدولي فان تعيين أي مستوطن لا يعتبر شرعيا ولا سيما عند الحديث عن مهمة تطبيق القانون. صحيح أن ألشيخ تراجع ـ عاد إلى السكن في حدود الدولة ـ لكن ظل ماضيه لن يختفي. في كوخاف هشاحر قالوا في هذا الاسبوع عن هذا التعيين «الشخص المناسب في المكان المناسب». واذا كانوا يفكرون هكذا في كوخاف هشاحر فلا شك أنه الشخص غير المناسب.
المكان الثاني الذي نشأ فيه حفيد الحاصل على جائزة التوراة هو «الشباك». حيث لم تقتصد الجوقة كعادتها على كيل المديح لخدمته هناك. هل سمعتم ذات مرة عن أحد رؤساء «الشباك» أنه غير اخلاقي أو غير لامع أو غير شجاع؟ الصورة الحقيقية تتكشف فقط عندما يخرجون إلى النور. المحللون تحدثوا عن مزايا ألشيخ كمحقق، ومن يعرف القليل عن التحقيق في «الشباك» الذي هو جهاز جزء كبير من اعماله يعتمد على الابتزاز والاهانة والتهديد، والتعذيب في الماضي. الآن هذا المحقق الجيد سيكون المفتش العام للشرطة. «كابتن بني»، «صاحب ربطة العنق»، «البلوغ»، «العقل» ـ عملاق «الشباك» سيكون الشرطي رقم واحد. لقد تحدثت زوجته عن «الرسالة»، «الصهيونية»، وفي مجلس «يشع» باركوا بلهفة. وهم يعرفون بالضبط لماذا.
هآرتس