الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

re2asi

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

السفير : مناقصة الخلوي تفتح قطاع الاتصالات أمام إسرائيل؟

كتبت “السفير”: من سيفوز بمناقصة إدارة رخصتَي الخلوي؟

في 8 تشرين الأول الجاري يُفتَرَض أن يُعلن اسم الفائز. لكن ذلك سيفتح الباب أمام إشكاليات عدة، كان يفترض معالجتها قبل الوصول إلى الموعد المحدد لفض العروض.

قطاع الاتصالات ليس قطاعاً اقتصادياً بحتاً. أهميته، لا بل خطورته، تكمن في بعده الأمني. لذلك، فإن أي مقاربة للقطاع تتخطى علاقته الجوهرية بالأمن الوطني هي مقاربة ناقصة. هذا معيار تضعه كل الدول التي تحترم سيادتها الوطنية.

في وزارة الاتصالات تأكيد أن المناقصة “تخضع للقوانين اللبنانية، لا سيما قانون مقاطعة إسرائيل”، لكن ذلك لا يستوي مع قبول ثلاث شركات اتصالات (في المناقصات) على علاقة بإسرائيل، هي “أورانج” الفرنسية، “فودافون” الإنكليزية و “داتاكوم” الألمانية.

وإذا كانت حملات مقاطعة إسرائيل حول العالم قد بدأت تفعل فعلها، خصوصا في القارة الأوروبية، ردا على الجرائم وحملات الاستيطان الاسرائيلية، فإن شركة “أورانج” التي تملك شركة “موبينيل” المصرية نالت نصيبها من هذه المقاطعة أيضاً. كما تعرضت لضغوط كبيرة من حملة مقاطعة إسرائيل في مصر لفض شراكتها مع شركة “بارتنر” الإسرائيلية.

فالحملة المصرية، أعلنت أن شركة “أورانج”، إضافة إلى بنائها محطاتها في المستوطنات الإسرائيلية، تدعم وحدتَين عسكريتَين في الجيش الاسرائيلي، إحداها اقتحمت رفح وقتلت 250 فلسطينيا، وقدمت دقائق مجانية لجنود الاحتلال أثناء حرب غزة الأخيرة، ودعمت الجيش بمحطات تقوية متحركة. وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن قائد وحدة عسكرية أن “منصة إيزوز” الخاصة بـ “أورانج” “وفرت لجنودنا دعمًا هائلاً خلال مهاجمة منازل تحصن فيها عناصر من حماس في بلدة دير البلح وتسويتها بالأرض”.

أين لبنان من دور شركة شريكة في قتل الفلسطينيين؟ وأين هو من شراكة “أورانج” مع الاحتلال الإسرائيلي؟

إذا لم يكن ذلك كافياً لإقناع البعض، فأين لبنان من حماية أمن مواطنيه اللبنانيين، خصوصا أنه لا يتوقع من شركة منغمسة بالمصالح الإسرائيلية الى هذا الحد أن تلعب دورا حيادياً في الحرب الأمنية المحتدمة بين لبنان وإسرائيل.

صحيح أن الشركة الفرنسية ترد على منتقديها بالتأكيد أن الشراكة تقتصر على استخدام علامتها التجارية، لكن الأكيد أيضاً أن الرئيس التنفيذي للشركة، وبعد أن أعلن من مصر استعداده لفض الشراكة مع “بارتنر” عاد ورضخ للضغط الإسرائيلي، معلناً أن “أورانج باقية في إسرائيل”، مضيفاً: “نحن نحب إسرائيل”، فكيف سيصرف هذا “الحب” في لبنان؟

سؤال على المعنيين بالمناقصة الإجابة عنه، علماً أن “أورانج” الإسرائيلية تصر على تقوية البث باتجاه الأراضي اللبنانية، وهو ما يعرفه معظم أهالي الجنوب، الذين يلتقطون إرسالها من قراهم. وعليه، هل ثمة من يتخيل كيف سيكون الوضع مع تداخل إشارات البث للشركتين اللبنانية والإسرائيلية؟ وحتى مع افتراض أن لبنان قادر على ضبط أمن الشبكات، وهو ما يستبعده معظم العاملين في القطاع، هل ثمة من يضمن تخلي إسرائيل عن هذه “الفرصة الأمنية”؟

لم ترقَ علاقة “داتاكوم” و “فودافون” مع إسرائيل إلى مستوى علاقة “أورانج” بها، لكن الظن بهما واجب. فالشركة الإنكليزية تملك فرعاً هناك أيضاً. كما تقدم خدمات الملاحة لعدد من الشركات الإسرائيلية. أما شركة “داتاكوم” (“داتش تيليكوم”) فترتبط بمشاريع مع جامعات إسرائيلية، لا سيما منها جامعة بن غوريون. لكن الأهم بالنسبة للبنان، أنه عايش تجربة مباشرة مع الشركة التي كانت تدير “ألفا”، خصوصاً أن المديرة التنفيذية لشركة “فال ديتي” وممثلة الشريك الألماني “داتش تيليكوم” انيكي بوتر غادرت في العام 2008 لبنان، من دون إبلاغ وزارة الاتصالات وإدارة الشركة والموظفين. حينها تردد أن قسماً من “الداتا” قد اختفى، كما تم التطرق إلى دور مشبوه لها في حرب تموز 2006.

الحرص واجب، والقطاع الذي يشكل كنزاً استخبارياً بالنسبة للأجهزة الأمنية في الداخل، هو أيضاً كنز استخباري لإسرائيل التي تثبت التجربة أنها لم تترك وسيلة إلا وحاولت من خلالها اختراق الشبكات اللبنانية. المشكلة الأساس، بحسب خبير اتصالات مطلع على ملف الخروقات الإسرائيلية، أن الدولة اللبنانية لا تزال تتعامل مع الموضوع باستخفاف. وعليه، فإن على المعنيين الإجابة على السؤال التالي: هل يمكن تطوير القطاع من دون سد الثغرات الأمنية، أم أن الأولوية تبقى للصفقات، ولو على حساب أمن اللبنانيين؟

الأخبار : عون : لا تسوية… لا حكومة

كتبت “الأخبار”: نجح الرئيس السابق ميشال سليمان في عرقلة تسوية “السلة الكاملة” لحلّ أزمة التعيينات الأمنية وآلية العمل الحكومي وفتح مجلس النواب. النائب ميشال عون، ومع أنه يرى التسوية “مجحفة”، لكنّه ليس في وارد السكوت على إقصاء العميد شامل روكز، وأول الغيث مقاطعة الحكومة، وربما جلسات الحوار الأسبوع المقبل.

ويبدو أن الرئيس السابق يتمسّك في الوقت الضائع بفرصته الأخيرة للتأثير السياسي، بوصفه متعهداً لثلاثة وزراء في الحكومة، لعلمه أن تأثيره سيخف مع أي تسوية، وسينتهي مع أي تغيير حكومي، لافتقاره إلى أي حيثية شعبية أو سياسية، ما يجعله “ضابطاً سابقاً لا أكثر”، بحسب مصادر وزارية بارزة في قوى 8 آذار.

وتبدو حجّة سليمان واهية برفض ترفيع العميد شامل روكز وعمداء آخرين لأن “في الجيش 481 عميداً، يحتل روكز المرتبة 59 بينهم، والمرتبة 19 بين مئة عميد ماروني” كما أكّد وزير الدفاع سمير مقبل لـ “المركزية” أمس.

إذ أن “روكز هو العميد الوحيد بين 430 عميداً في السلك الذي حصل على أقدمية لأعمال حربية إثر حوادث عبرا، كما أن اسمه وارد على لائحة أقدميات حوادث عرسال التي لم تصدر بعد”، كما تقول مصادر وزارية في التيار الوطني الحر. وتشير المصادر إلى أن العماد جان قهوجي عندما عُيّن قائداً للجيش “كان يتقدّمه 40 عميداً مارونياً” فيما كان يتقدم على سليمان “أكثر من 60 عميداً مارونياً”، و”ومأثرته الوحيدة لاختياره رئيساً بحسب وزير الدفاع السابق الياس المر في وثائق ويكيلكس، أنه كان الضابط صاحب الشخصية الأضعف”!

والى سليمان الذي “ينتقم من الرئيس سعد الحريري بسبب تهميشه” كما تقول مصادر وزارية في 8 آذار، فإن الكتائبيين أيضاً “حردانون” لأن خلوة الرئيس نبيه برّي بعد طاولة الحوار الأسبوع الماضي في مجلس النواب لم تشملهم، والنائب سامي الجميّل الذي لم يقنعه اتصال السفير الأميركي دايفيد هيل لحثّه على القبول بالتسوية، ولا الاتصال المطوّل مع السفير السعودي علي عواض العسيري، لم يقنعه أيضاً وسيط النائب وليد جنبلاط الوزير وائل أبو فاعور بعد، مع عدم وجود تقدير لدى القوى السياسية الأخرى لمدى جدية المعارضة الكتائبية. وفي حين تتذرع الكتائب علناً بحجّة سليمان لجهة “الحرص على الجيش”، قالت مصادر وزارية كتائبية لـ “الأخبار” إن “الحزب منسجم مع القوات اللبنانية وتيار المردة في عدم استفزاز قهوجي، مع أن المردة لا يريدون أن يزعل عون أيضاً”. تعنت سليمان والكتائب، لا يلغي استمرار الأخذ والردّ مع الوزيرين بطرس حرب وميشال فرعون، العضوين في لقاء سليمان “التشاوري”. إذ علمت “الأخبار” أن أحد المعنيين في تيار المستقبل حاول إقناع حرب وفرعون أمس بالخروج من نادي المعترضين، علماً بأن الأول صرّح سابقاً في مجلس الوزراء أنه لن يقف في وجه ترقية روكز لأنه “ابن ضيعته”. وفيما ارتفع عدد الوزراء المعترضين واحداً، مع إعلان الوزير أشرف ريفي رفضه التسوية، لا يبدو الوزير رشيد درباس “مضموناً” في نادي المعترضين. وهو قال لـ “الأخبار” إنه “لا يمكن أن أعرقل تسوية تضمن سير العمل الحكومي وفق آلية دستورية”.

وفي تناقض مع ذرائع سليمان بحرصه على المؤسسة العسكرية، سرّب فريقه ليل أول من أمس معلومات لموقع “ليبان كول” عن موافقته والكتائب على تأجيل تسريح أي عميد يبلغ سنّ التقاعد، ومن بينهم روكز، في محاولة لـ “تخفيف الضغوط” و”إضافة عامل تأزيم جديد”، كما تقول مصادر وزارية بارزة. إذ يسبب تأجيل التسريح تخمة في عدد العمداء ويكبّد الدولة أعباء مالية كبيرة، ويحرم عقداء من استلام مناصب يطمحون لها فور ترقيتهم إلى عمداء. علماً بأن العماد ميشال عون لا يمكن أن يقبل بمثل هذا العرض، خصوصاً أنه يرى أصلاً في تسوية ترفيع روكز إلى رتبة لواء “اجحافاً وتأجيلاً للمشكل”. وكذلك الأمر بالنسبة لروكز الذي أمضى يوم أمس في مناورة لفوج المغاوير في بلدة العاقورة في جبيل. ونقل “ليبان كول” عنه أنه “غير معني بما يحصل، وملتزم بتعليمات القيادة حتى آخر يوم خدمة”.

وفيما تثير الأنباء عن جمود التسوية، وربّما موتها مع اقتراب تسريح روكز، استياء بري القلق على طاولة الحوار، وقلق جنبلاط من جمود التسوية، عبّر عون أمام أكثر من زائر إنه “إذا لم يرغبوا في الاعتراف بنا وبحقوقنا، فلا حكومة ولا أي شيء آخر”، في إشارة إلى احتمال مقاطعة طاولة الحوار، مع وجود شعور لدى عون بأن موقف سليمان منسقّ مع الرئيس فؤاد السنيورة الذي لا يزال يعارض التسوية، لكنه لم يعد يجاهر بذلك بسبب موقف الرئيس سعد الحريري المؤيّد لها. وأكّدت مصادر وزارية في التيار الوطني الحر لـ “الأخبار” موقف عون لجهة مقاطعة أي جلسة للحكومة ما لم يتمّ الوصول إلى تسوية. وبحسب أكثر من مصدر، فإن حزب الله لم يُفعّل أي قناة اتصال حتى الآن، خصوصاً بعد أجواء التوتر بين بري وعون، وهو انتظر عودة الوزير جبران باسيل من نيويورك أمس لفتح خطوط الاتصال.

البناء :الغارات الروسيّة على “النصرة” فضحت علاقة الغرب والسعودية بـ”القاعدة” تهديد خامنئي جلب الرياض إلى بيت الطاعة… وبدء تسليم جثامين الضحايا سليمان ينسف الترقيات… وشهيّب ينسحب من “النفايات”… وبري قد يُرجئ الحوار

كتبت “البناء”: نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنقلة شطرنج جديدة في حشر الغرب وعلى رأسه إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما في زاوية صعبة، والتمهيد لنقلة ثالثة ستغيّر مسار الحرب على الإرهاب والحرب في سورية معاً، فقد تحقق للرئيس بوتين ما أراده في النقلة الأولى بنشر وحدات عسكرية روسية في سورية بالتنسيق مع الدولة السورية وفرض حضور روسيا شريكاً شرعياً معترفاً به من خارج التحالف الذي تقوده أميركا، ليقيم حلفاً جديداً في وجه خطر الإرهاب، أما النقلة الثانية فهي قيام الطيران الروسي باستهداف مواقع “جبهة النصرة” المصنفة على اللوائح الأممية والأميركية كفصيل إرهابي، باعتبارها الفرع الرسمي لتنظيم “القاعدة”، تحيّدها طائرات التحالف الذي تقوده واشنطن من الاستهداف طوال سنة من حربها على “داعش”، بينما يخرج مدير المخابرات الأميركية السابق الجنرال ديفيد بترايوس ليدعو إلى اعتمادها كبديل قادر على خوض الحرب ضدّ “داعش”، ويقيم كلّ حلفاء واشنطن في السعودية والأردن وتركيا و”إسرائيل” أفضل العلاقات معها، ويبذلون كلّ المساعي لدعمها، فجاءت الغارات الروسية لتفتح جدالاً فضح النفاق الغربي في الحرب على الإرهاب من دون أن يجرؤ أحد على تسمية “النصرة”، مكتفين بالقول إنّ من استهدفهم الطيران الروسي هم معارضون للحكومة السورية، بينما جاء الردّ الروسي على لسان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بأنّ الذين استهدفوا هم مصنفون على اللوائح الأميركية للإرهاب.

لم تفلح الحملة الغربية والسعودية بثني موسكو عن تصميمها فواصلت عملياتها بالمعايير ذاتها لليوم الثاني، لتستجيب واشنطن لدعوة روسية للتنسيق في تعريف الإرهاب، وتحديد استراتيجية موحدة للحرب على الإرهاب.

لن يكون سهلاً على واشنطن التنصّل من تصنيف “النصرة” فصيلاً إرهابياً، وهذا يعني تشريع استهدافها بما يعني بدء النقلة الثالثة التي يستعدّ لها الروس، وصولاً إلى تغيير معادلة الحرب برمّتها، فـ”النصرة” هي القوة التي تتولى استنزاف الجيش السوري، بعدما تلاشت فصائل المعارضة الأخرى وتحوّلت إلى مجرد يافطات، وضرب “النصرة” سيجعل الحرب محصورة في سورية عملياً بين الجيش السوري و”داعش”، وعلى الغرب عندها الاختيار بين الفريقين، بعدما كان يتولى تسمين “النصرة” لتقديمها بديلاً للجيش السوري و”داعش” معاً.

بالتوازي مع النجاح الروسي، نجاح إيراني يضع قواعد حلّ مع السعودية، لنتائج كارثة الحج التي نال إيران أكثر من نصف ضحاياها، وفوق ذلك إدارة ظهر سعودية لكلّ المناشدات الإيرانية للتعاون في جلاء مصير الحجاج الإيرانيين، وتسليم جثامينهم، وبالغت السعودية في التصعيد بالإعلان عن نية دفن جميع الضحايا في مقبرة جماعية في مكان قريب من مكان وقوع الكارثة، ما دفع بمرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي، لتهديد السعودية بردّ قاس، وإعلان قادة عسكريين إيرانيين بعمل عسكري كبير، وبدأ التغيير السعودي باتصال تلقاه أمس وزير الحج الإيراني من نظيره السعودي يدعوه لزيارة الرياض سعياً للتفاهم، حيث تمّ تسليمه فور وصوله لائحة بأسماء الضحايا الإيرانيين وإبلاغه الموافقة على البدء بتسليم جثامينهم.

لبنانياً، ترنّحت المناخات الإيجابية التي سادت ليومين ماضيين، بعدما خرج الرئيس السابق ميشال سليمان ومن خلفه عدد كافٍ من الوزراء لتعطيل النصاب في اجتماع الحكومة إذا طرحت ترقيات ضباط الجيش اللبناني من رتبة عميد إلى رتبة لواء، من بينهم العميد شامل روكز، والوزراء الحضور في أغلبهم من المنتمين إلى قوى الرابع عشر من آذار ما يضع علامات استفهام كبرى حول الموقف الفعلي لـ”تيار المستقبل” من التسوية التي أعلن قبولها وحاول رئيس كتلته الرئيس فؤاد السنيورة نسفها بتسريب مفخخ لمضمونها وأثار أزمة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والعماد ميشال عون، لم ينجلِ غبارها إلا أمس، بعد مداخلات ومساعٍ حثيثة لوسطاء وأصدقاء مشتركين، وبمحاولة الرئيس بري امتصاص الأزمة تغليباً لمساعي التسوية في قضية الترقيات، تمهيداً لشقَّي التسوية المتصلين بتفعيل العمل الحكومي وإعادة الحياة البرلمانية.

وتكاملت مؤشرات السلبية بما صدر من تلويح عن وزير الزراعة أكرم شهيّب، بإمكانية سحب يده من ملف النفايات، وما لاح من احتمال مبادرة الرئيس بري إلى تأجيل جلسات الحوار إذا بدا أنّ التشنّج سيد الموقف بانتظار عودة الواقعية والعقلانية وسيادة التهدئة.

هذا التحوّل المفاجئ من مؤشرات التفاؤل نحو التأزّم طرح في أوساط المتابعين تساؤلات حول مدى اتصاله باعتبارات محلية صرفة، في ضوء التصعيد السعودي الذي استهدف الدور الروسي في سورية، وربما وجد في الغبار اللبناني ضالته المنشودة كصندوق بريد لشدّ أوتار الساحة الوحيدة التي لا يزال يملك تأثيراً فيها.

هل سترتّب الرهانات الاستراتيجية للعماد ميشال عون نتائج كاسرة للواقع الحالي للبلد وتأخذه إلى مكان آخر؟ وكيف سينعكس المشهد المتحرك في المنطقة والتداعيات الهائلة على الواقع اللبناني؟

بانتظار أن ينجلي المشهد في سورية يبدو أنّ منظومة التوتير الداخلي إلى مزيد من التعقيد، والحديث عن اختراقات إيجابية في ملف الترقيات لم تكن في أفق اتصالات يوم أمس التي استمرّت حتى منتصف الليل، فلم يطرأ أيّ جديد على الموضوع الذي من المؤكد أنه طُوي وأن لا ترقيات لأيّ ضابط من رتبة عميد الى رتبة لواء، ما يعني أن لا ترقية للعميد شامل روكز، إذ إنّ حزب الكتائب مُصرّ على عدم السير بأيّ تسوية تؤثر على المؤسسة العسكرية، وأنّ رئيسه النائب سامي الجميّل التزم بهذا الأمر أمام المعنيين في تيار المستقبل، والرئيس السابق ميشال سليمان، بحسب ما علمت “البناء”، ما زال موقفه على حاله برفض الترقيات ويربط ذلك إذا ما حصلت ترقية العميد وديع الغفري وإلا لا ترقيات ولا من يحزنون. ودعا “اللقاء التشاوري” الذي يترأسه في البيان الذي تلاه وزير الدفاع سمير مقبل، إلى إبعاد المؤسسة العسكرية عن سياسة المراضاة والمحاصصة، وتركها للقيّمين عليها، مجدداً رفضه أي تسوية على حساب هيكلية الجيش والتراتبية العسكرية فيه.

وفي السياق علمت “البناء” أن سليمان طرح تأجيل تسريح العميد روكز مع 26 عميداً لمدة سنة واحدة على أن ينتهي مفعول ذلك عند انتخاب رئيس للجمهورية. إلا أنّ السؤال هل سيوافق على هذه التسوية كلّ من العماد عون والعميد روكز؟ وفق مصادر عونية لـ”البناء” فإنّ التسوية أصبحت وراء ظهر العماد عون الذي بات على قناعة بأن لا ترقيات، وأنّ العميد روكز من جهته، يرفض تسويات كهذه، خصوصاً أنه قد يُنقل من قيادة فوج المغاوير في حال التمديد للعمداء، مع الإشارة إلى “أنّ قادة الأفواج في الجيش هم من رتبة عقيد وما دون وأنّ ظاهرة العميد روكز هي استثنائية”.

ولفتت مصادر مطلعة في 8 آذار لـ”البناء” إلى “اتصالات جرت في محاولة العودة إلى الوراء ونزع عناصر التفجير التي أحدثتها تسوية البنود التسعة وتجاوز الخطأ الفادح الذي فجرها وحصر المقاربة بالبنود الثلاثة المتعلقة بالحكومة والمجلس النيابي وترقية العميد شامل روكز الى رتبة لواء مع حق الضباط الأكثر اقدمية، ووفق آلية دستورية بأن تتمّ ترقيتهم الى رتبة لواء”. وتلفت المصادر إلى “أنّ محاولة استجابة الجنرال عون للمبادرات باتت صعبة جداً لا سيما انّ ما جرى كان بمثابة الإساءة الشخصية له ضمن خطة مدروسة سلفاً”.

الديار : الأطراف موافقون على التسوية العسكرية مقابل التزام عون بآلية الحكومة وعودة التشريع بري يريد الأولوية للنفايات وجلسة الحكومة الاثنين والعمل سيبدأ سريعاً إنهيار التسوية سيوقع البلاد في الشلل والعنوان هو الفوضى

كتبت “الديار”: 48 ساعة حاسمة لتحديد مسار التسوية، وسط اتصالات مكوكية يقودها الرئىس بري والنائب جنبلاط، وسترتفع وتيرتها مع عودة الرئيس تمام سلام. لكن المشكلة تبقى في انعدام “الثقة” بين الاطراف المتصارعة وتحديداً بين التيارين “الازرق” و”البرتقالي”، وسط نصب كمائن متبادلة بينهما وتسريبات تؤدي الى توتر الأجواء. ورغم هذا المسار، فان بري وجنبلاط يعملان على مسار “تسووي” عنوانه “آلية شاملة ومتوازنة للحل” تشمل الحكومة ومجلس النواب وترقية العمداء، اي موافقة العماد عون على آلية العمل الحكومي وعودة التشريع مقابل موافقة الاطراف السياسية على التسوية العسكرية.

مسار التسوية سيتحدد ايجاباً او سلباً خلال الساعات المقبلة. واذا فشلت التسوية، فان البلاد ستدخل في شلل كامل، وربما ذهبت الامور الى الفوضى. ولا يستبعد مقربون من التيار الوطن الحر اعلان العصيان المدني بالتزامن مع تظاهرة 11 تشرين الاول على طريق القصر الجمهوري، لان فشل التسوية يعني حرق كل خيوط التواصل بين التيارين الازرق والبرتقالي، وكذلك بين التيار الوطني وقوى سياسية عديدة وسيطال هذا الاشتباك الحكومة وسيؤدي الى تعطيلها.

الساعات المقبلة ستحدد تاريخ جلسة الحكومة، والمرجح ان تعقد الاثنين. واذا نجحت الاتصالات في الحل، فان العمل سينطلق سريعاً وستشمل عدة ملفات وسينعكس ايجابا على طاولة الحوار، علماً ان الرئيس بري يعطي كل الاولوية لملف النفايات. وقال “لا احد يحدثني الآن الا في ملف النفايات”.

اما الحراك المدني، فمن المتوقع ان يعلن عن سلسلة اعتصامات، بالتزامن مع عقد طاولة الحوار ايام الثلاثاء والاربعاء والخميس في الاسبوع المقبل.

النهار : سلام يخشى العراقيل ويلوّح بـ”قلب الطاولة ” 950 ألف لبناني ولاجئ يحتاجون إلى مساعدة

كتبت “النهار”: الدعم الدولي للبنان لن يترجم أرقاماً على أبواب فصل شتاء تتوقّع المراصد الجوية ان يكون أكثر قسوة من سابقه، والدعم المعنوي لن يدفع في اتجاه اتمام الاستحقاق الرئاسي، الأمر الذي ينعكس سلباً على كل نواحي العمل الرسمي، من الحكومة الى مجلس النواب. ويبدو لبنان غارقاً بوتيرة سريعة في المنزلقات التي تدفع المنطقة المحيطة به الى مزيد من التأزم، ومقتحماً ثلاجة الانتظار على ما أبلغ الرئيس الايراني نظيره الفرنسي بدعوته الى تأجيل البحث في الملف اللبناني الى منتصف تشرين الثاني المقبل في أقرب تقدير.

والرئيس تمّام سلام، الذي عاد ليلاً من نيويورك، يخشى في ظل هذه الصورة القاتمة “ان تتراكم المصائب أكثر فأكثر، وكذلك العراقيل، في ظل عدم التوصل الى توافق سياسي داخلي ولو على صعيد تيسير مشاكل الناس والمواطنين، فيما ينعكس تعثر السلطة عليهم”. ويضيف: “من هنا كان كل كلامي وعرضي لوضعنا ينتهي بالتحذير الجدي من الانهيار والذهاب الى المجهول”.

ويبدي سلام أسفه لعدم وجود متابعة لاجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان “والسنة الماضية سمعنا أيضاً مواقف مماثلة والتزامات كثيرة، ولكن اذا لم يُبذل جهد بين الدول لتحقيق هذا الامر، فسيبقى فقط في تظاهرة سنوية، والمطلوب ان يكون هناك متابعة مركزة لم تتبلور بعد ويا للأسف”.

وقالت مصادر وزارية لـ”النهار” إن رئيس الوزراء يلوح باتخاذ قرار بـ”قلب الطاولة” بسبب الاجواء المحيطة بعمل الحكومة. فهو يسمع من كل الاطراف دعوات الى الصمود، لكن أحداً منهم لا يسهّل مهمته. ورأت ان هذه الحال التجاذبية ستتضح نهايتها مطلع الاسبوع المقبل حداً أقصى.

وفي موضوع اللاجئين، حذر متصاعد من التداعيات المرتقبة لحلول فصل الشتاء في التقرير الخاص الذي تصدره المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين عن أبرز المستجدات المتصلة بأوضاع اللاجئين السوريين في لبنان والذين، استناداً الى التقرير، صار عددهم رسمياً في لبنان 1,113,941، بعدما عمدت المفوضية إلى إبطال تسجيل أكثر من 58000 وحذفهم من قاعدة بيانات التسجيل في لبنان، عقب عملية تحقق دامت أشهراً للتأكد مما إذا كانوا لا يزالون داخل البلاد.

ويورد التقرير ان الوكالات الدولية والحكومة اللبنانية طالبت ب 1,87 مليار دولار أميركي في خطة لبنان للتصدي للأزمة التي نقحت وخفضت قيمتها من 2,1 ملياري دولار أميركي. وبحلول 24 أيلول 2015، أفادت المنظمات أنها تلقت 763 مليون دولار أميركي (40% من المبلغ المطلوب).

ويقّدر العاملون في برامج المساعدات والاغاثة أن أكثر من 190000 عائلة لبنانية وسورية وفلسطينية ضعيفة اقتصادياً (950 ألف شخص) ستكون عرضة للبرد وستحتاج إلى المساعدة الأساسية وعمليات تحسين المساكن وتجهيزها لمقاومة العوامل الجوية خلال الشتاء.

حكومياً، ينتظر رئيس الوزراء لقاء الرئيس نبيه بري اليوم أو غداً للوقوف على نتائج الاتصالات التي أجراها في الملفين المتعثرين، الترقيات العسكرية والنفايات.

المستقبل : سلام يتريث في دعوة الحكومة وشهيب يضعه اليوم في مستجدات خطة النفايات “الترقيات”: جبهة رفض مسيحية وهاجس “طعون” عسكرية

كتبت “المستقبل”: تعددت الأسباب وتعثّر تسوية “الترقيات” العسكرية بات بحكم المكرّس كما بدا من الانطباعات السياسية التي عكستها جملة من التصريحات والمواقف خلال الساعات الأخيرة. ولعل أبرز ما اصطدمت به هذه التسوية هي جبهة الرفض المسيحية التي ظهّرت نفسها بوضوح قاطع وجازم أمس من خلال إبداء تكتل “اللقاء التشاوري” تصلّباً حازماً في معرض تأكيد رفض وزراء الرئيس ميشال سليمان وحزب “الكتائب اللبنانية” والوزير بطرس حرب تمرير بند الترقيات في الحكومة. وبالتوزاي، يطغى على الساحة الوطنية هاجس تفاقم حالة “الطعون” العسكرية بشكل متبادل في صفوف الجيش على خلفية ملف الترقيات، سيّما وأنّ مصادر “التشاوري” كشفت لـ”المستقبل” عن اتجاه أكثر من عشرة عمداء نحو تقديم طعون قضائية بترقية العميد شامل روكز في حال تم إقرارها، بينهم ضباط متقاعدون يعتبرون أنّ إحالتهم إلى التقاعد حرمتهم من فرصة الترقية إلى رتبة لواء أسوةً بروكز إذا تمت ترقيته، مع عدم استبعاد المصادر في الوقت عينه أن يتخذ قائد الجيش العماد جان قهوجي “موقفاً منطلقاً من الحرص على وحدة المؤسسة العسكرية وهرميتها” في ما لو استشعر خطراً محدقاً على المؤسسة من باب أي تسوية سياسية متعلقة بملف الترقيات “والمراكز” التي تشملها.

اللواء : الضربات الروسية لبنانياً: سقوط الترقيات وترنح النفايات 14 آذار تجدّد رفضها القفز فوق بند الرئاسة .. وسليمان يحذر من تحويل الجيش إلى قالب جبنة

كتبت “اللواء”: ترنّحت التسويات والنفايات، ولا تُخفي مصادر سياسية واسعة الإطلاع أن هذا الترنّح ترتّب على الضربات الجوية الروسية في سوريا، في ظل صمت إيراني مطبق، وتوجّس عربي من النتائج التي من شأنها أن تُحدث خللاً في المعادلات القائمة في المنطقة، وترقّب أميركي يتوزّع بين التوريط الروسي في الحرب وتحاشي وقوع احتكاك في الجو، بعد معلومات ترددت عن أن إحدى الغارات أصابت مجموعات سورية معارضة درّبتها وسلّحتها الولايات المتحدة.

الجمهورية : انتظار لبناني ثقيل للمشهد الدولي ولقاء قريب بين برّي وسلام

كتبت ” الجمهورية”: يعيش لبنان انتظاراً ثقيلاً، وتتمدّد أزماته سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وبيئياً، وذلك في انتظار تبَلور المشهد الدولي والإقليمي بنتيجة لقاء الرئيسين الأميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين في نيويورك، والمحادثات العسكرية الأميركية ـ الروسية حول سوريا التي تتسارع في ميدانها التطورات بعد دخول موسكو الحرب على “داعش” فيها، وقرارِها بإشراك سفن الإنزال البحري للردّ السريع المنتشرة فى مياه المتوسط في العملية الجوية، لحماية منشآتها العسكرية فى طرطوس واللاذقية.

لم تلُح في الأفق أمس أيّ بارقة أمل حولَ إمكان حدوث اختراق في أيّ من الملفات الداخلية العالقة، وفي مقدّمها العمل الحكومي، نتيجة تعثّر التسوية المتعلقة بالترقيات العسكرية بسبب “دسّ” البعض فيها بندَ المدير العام لقوى الأمن الداخلي، علماً أنّ جميع المعنيين لديهم النسخة الأصلية للتسوية ولم يَرد فيها موضوع قوى الأمن الداخلي.

وفيما رفض بري أمام زوّاره الحديث عن القضايا السياسية العالقة، كرّر القول: “لا أحد يحدّثني في أيّ موضوع إلّا بعد أن نعالج قضية النفايات”.

وفي هذه الأثناء لم يسجَّل أيّ جديد على مستوى معالجة الخلاف الذي تجدّدَ قبل أيام بين بري ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون.

وتخوّفت مصادر مطلعة من ارتفاع منسوب التوتر السياسي الداخلي وتأثّر أجواء جلسات الحوار الجديدة المقرّرة لثلاثة أيام بدءاً من الثلثاء المقبل، وذلك في حال شهدت جلسة لجنة الطاقة النيابية الاثنين المقبل سجالاً جديداً بين نواب “التغيير والإصلاح” وآخرين، على غرار ما حصل في جلستها الثلثاء الماضي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى