ميزان السياسة اليوم د.حسن السيد سلمان
حدثان كبيران غطا ساحات السياسة الشرق اوسطية وكواليسها وسوف تظهر تردداتها وملامحها بمواقف سياسية واعمال عسكرية طوال اﻻشهر القادمة ..!
وهما كارثة قتل الحجاج من قبل نظام آل سعود الوهابي ، والدخول العسكري الروسي المباشر على خط اﻻزمة ومحاربة اﻻرهاب في سوريا..!
فحادثة منى يوما بعد اخر تأخذ ابعادا وتكبر نظرا لحجمها وعدد الشهداء والمصابين والمفقودين الذي يمكن ان يتجاوز اربعة الاف حاجا من دول متعددة وفي رأس القائمة الجمهورية الاسلامية الايرانية التي لها النصيب الاكبر من حيث العدد ومن حيث المستوى العالي للوجود الدبلوماسي والديني واﻻمني والعسكري ضمن الضحايا..!! وأن هذا اﻻمر مهما قيل فيه ومهما وضعت له التحليلات فهو ﻻبد وان ينعكس بشكل او باخر على كل العلاقة المتوترة جدا بين ايران والسعودية على ملفات المنطقة وعلى رأسها الملف السوري واليمني والعراقي والبحريني ومحاربة اﻻرهاب الوهابي..وبالتالي فأن هذه اﻻزمة الاضافية من الممكن جدا ستشهد تصعيدا غير محسوب العواقب خاصة إذا صحت بعض التقارير التي تتحدث عن خطف المسؤولين اﻹيرانين من قبل الموساد الاسرائلي وبالتنسيق مع حكام آل سعود ، فالتعقيد سيكون سيد الموقف للملفات الانفة الذكر أو قد تصل حتى الى الحرب العسكرية ، وقد يكون هذا هو الرد السعودي اﻹسرائلي على النتائج المرتقبة لتوقيع اﻻتفاق النووي بين ايران والمجتمع الدولي. ..!؟ وهذا كله بسبب الخرف والغباء وجهل وارتباط حكام آل سعود بالمشاريع المعادية للأمة العربية والاسلامية ، والتي يرعاها اللوبي الصهيوني في الغرب وامريكا وأسرائيل..!! وأن الوحل اليمني سيمرغ انوف الكثير منهم كما قال اﻻمام الخمامنئي…
يقال ان الولايات المتحدة الأمريكية قد فشلت في محاربة اﻻرهاب والتكفير الداعشي ، والصحيح هو ان للولايات المتحدة استراتيجيات متعددة ﻻستثمار اﻻرهاب بكل تنوعاته ومسمياته وانها في وقت مضى كانت تضع شروطا أو اثمانا ﻻنهاء حالات الفوضى والقتل وتمدد اﻻرهاب كشرطها لتغيير رأس النظام وتدمير الدولة السورية، أوشرطها ضرب الحشد الشعبي وتقسيم العراق الى فدراليات طائفية وقومية…!!
لكن المقاييس اليوم تختلف عن الأمس القريب وﻻبد من تسجيل المواقف واﻻحداث التي سترسم المرحلة القادمة :-
*…الرئيس الروسي بوتين حدد بما ﻻ يقبل الجدل وﻻ النقاش الامور التالية…حرب مفتوحة للنهاية على كل منظمات القتل واﻻرهاب بكل مسمياتها..شرعية الرئيس السوري وجيشه…وضع العالم كله أمام مسؤولياته..!!
*…اما الرئيس اوباما فإنه يعترف ظمنا بفشل حلفائه تركيا والسعودية وقطر ويطلب مشاركة ايران وروسيا في الخروج من مأزق اﻻرهاب الذي صنعوه وفشلوا في قطف ثماره ﻻ اقل لحد اﻻن…
*…تركيا اردوغان الشريك والداعم الاساس لداعش والنصرة ، وبدلا من مطالباتها الوقحة في المناطق اﻻمنة للشمال السوري وقصفها واستباحتها للسيادة العراقية ، نراها اليوم ترسل افواج الاجئين الى اوربا بدفعات ﻻ تخلوا من الدراما والمآسي فترد عليه (ميركل) بأن الرئيس اﻻسد جزء من حل واستقرار سوريا السياسي..!!
*…العراق وقراره السياسي اﻻستراتيجي يميل الى الخروج من الهيمنة اﻻمريكية على قراره اﻻمني والسياسي ويدخل في شبكة الدول التي تعمل على تنسيق امني ومخابراتي ضد اﻻرهاب الداعشي الوهابي وهي روسيا وإيران وسوريا وحزب الله. ..كما ان اﻻبطال من قيادات الحشد الشعبي من كتائب حزب الله والعصائب ومنظمة بدر مدعومين من قوى سياسية كبرى في التحالف الوطني وقيادات سنية شريفة ، قد اجهضوا المشاريع المشبوهة التي تريد تقسيم البلاد من قانون الحرس الوطني المشؤوم ، والتدخل العسكري السري والمعلن في تسليح العشائر السنية وتحويل داعش الى صحوات جديدة ، ونتائج مؤتمر الدوحة أو ما يأتي بعده أو ما كان قبله …!!
من اﻻن الى نهاية العام الحالي المنطقة حبلى باحداث ومفاجأت ويمكن بانواع من الحروب والمؤامرات والتدخلات وماﻻ يخطر على بال احد لكن الاكيد ان محور المقاومة للشر ولﻻرهاب الداعشي والهيمنة والغطرسة واﻻستكبار اﻻمريكي – الغربي في صعود ووضوح وانتصارات .