من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : “المستقبل” يوافق على “تسوية الترقيات”.. وهذه بنودها التسعة
كتبت “السفير”: من حسنات الحراك الشعبي أنه أحدث دينامية تتجاوز ملف النفايات، بحيث صارت العيون مفتوحة على أي ملف يوضع على طاولة أهل السلطة، ومن حسناته أيضاً، أنه يضع النسبية في صلب خياراته الانتخابية، فيلتقي في ذلك مع حساسيات لبنانية أخرى، أبرزها الحساسية المسيحية التي تلتقي بأطيافها كافة تحت سقف النسبية في أي قانون انتخابي جديد.
ومن حسنات الحراك، أنه يتقاطع مع إرادة خارجية وداخلية تلتقي عند نقطة حماية الاستقرار اللبناني، وهذا الأمر تُرجم في الدفع السياسي الذي أعطي في الساعات الأخيرة لقضية الترقيات العسكرية، باعتبارها تشكل مدخلاً لسلة متكاملة من شأنها تمديد الهدنة اللبنانية لسنة على الأقل، في انتظار ما ستكون عليه صورة المنطقة، وخصوصاً سوريا.
ووفق المعلومات المتوافرة لـ “السفير” فإن “تيار المستقبل” أبلغ بشخص رئيسه سعد الحريري المعنيين بموافقته على السلة المتكاملة للتسوية، بعدما أضاف اليها بنداً يتعلق بتعيين مدير عام جديد لقوى الأمن الداخلي وتعيين مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي، فأصبحت “السلة” تتضمن البنود الآتية:
أولاً، تعيين أعضاء المجلس العسكري (خمسة أعضاء) بمن فيهم الممددة ولايتهم، أي قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان.
ثانياً، ترقية 3 ضباط من رتبة عميد الى رتبة لواء وفق قانون الدفاع (لواء ماروني+ لواء شيعي+ لواء سني).
ثالثاً، تحديد مركز للعميد شامل روكز بعد ترقيته الى رتبة لواء، على أن يختاره قائد الجيش.
رابعاً، تعيين مدير عام جديد لقوى الأمن الداخلي (العميد عماد عثمان أو العميد سمير شحادة).
خامساً، تعيين أعضاء مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي بعدما أحيل معظم أعضاء المجلس الحالي للتقاعد.
سادساً، إعادة تفعيل الحكومة واستئناف اجتماعاتها، بما في ذلك التوافق على آلية اتخاذ القرارات (إما التوافق أو يؤجل بند إذا اعترض عليه مكونان شرط عدم تعطيل السلطة التنفيذية).
سابعاً، المراسيم العادية لا تحتاج الى الإجماع، بل يوقعها معظم الوزراء، أي أكثر من الثلثين، ولا يعود بمقدور وزير أو اثنين تعطيلها بعدم توقيعها.
ثامناً، الالتزام من كل الكتل بالنزول الى المجلس النيابي، على أن يوضع قانون الجنسية وقانون الانتخاب على جدول الأعمال.
تاسعاً، استمرار المشاركة في أعمال طاولة الحوار الوطني.
وعُلم أن الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط وقيادتي “حزب الله” و “المستقبل” أبدوا موافقتهم على الاقتراح، على أن يتم الوقوف على رأي قيادة الجيش في موضوع الترقيات العسكرية واستكمال نصاب المجلس العسكري “تفادياً لأي خلل في التراتبية العسكرية”، وهي النقطة التي ركز عليها جنبلاط، فيما أبدى “حزب الله” وحركة “أمل” حرصهما منذ اللحظة الأولى على إبلاغ المعنيين أنهما يوافقان على ما يوافق عليه العماد عون.
وقالت مصادر معنية بالاتصالات لـ”السفير” إن كل عناصر التوافق السياسي على الاتفاق باتت مكتملة، بما فيها موافقة العماد عون، لكن ثمة إشكالية محصورة أولاً بموقف رئيس حزب “الكتائب” سامي الجميل (ثلاثة وزراء في الحكومة) وموقف رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان (بوصفه رئيساً لكتلة وزارية من خمسة وزراء)، وهذا الأمر استوجب تكثيف الاتصالات من جانب كل من “تيار المستقبل” والنائب جنبلاط بقيادة “الكتائب” التي كانت قد احتجت على استبعادها من الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي في مكتب رئيس مجلس النواب في ساحة النجمة على هامش جلسة الحوار الوطني للبت بموضوع الترقيات.
واجتمع وزير الصحة وائل أبو فاعور، أمس، بتكليف من جنبلاط، على التوالي، بكل من الرئيس سليمان فالنائب سامي الجميل، “وبرغم موقفهما المبدئي المتعلق خصوصاً بالحرص على المؤسسة العسكرية، فإنهما يتمتعان بروح المسؤولية الوطنية العالية وهما يستشعران حجم المخاطر المحدقة بالبلاد، ولذلك نعوّل على حرصهما لأجل إنجاز هذه التسوية لأن البديل هو استمرار تعطيل مؤسسات الدولة”، على حد تعبير أبو فاعور، موضحاً لـ “السفير” أنه سيكثف مشاوراته بالتنسيق مع قوى سياسية أخرى في الوجهة نفسها، خصوصاً أن عامل الوقت بات يضغط على الجميع. وأشار الى أن الأجواء غير مقفلة والكل يقدِّر خطورة المرحلة.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ “السفير” إن السلة المتكاملة لا تغير في القواعد الدستورية المعمول بها، “لأننا سنكون عملياً أمام تفاهم سياسي يحظى بشبه إجماع من القوى السياسية، والنتيجة ستكون إعادة تفعيل المؤسسات الدستورية، ولو أنها مهمة ستبقى ناقصة في ظل استمرار تعثر التسوية الرئاسية”.
وكشفت المصادر أن “التحدي الكبير المطروح أمام طاولة الحوار في جلسات السادس والسابع والثامن من تشرين المقبل يتمثل في إمكان تحقيق تفاهم على قانون انتخابي جديد، خصوصاً مع اقتراب جميع القوى من صيغة النسبية، ولو أن حجم الدائرة وقضية الصوت التفضيلي وإمكان أن يكون مختلطاً هي من العناوين الخلافية”.
الديار : شهيب يرد على خطة الحراك للنفايات اليوم
كتبت “الديار”: قضية النفايات لا زالت تتصدر الاهتمامات المحلية في ظل تراكم النفايات في شوارع العاصمة والضواحي والتناقض في المواقف.
قدم الحراك المدني خطته للنفايات البديلة عن خطة الوزير اكرم شهيب الذي اعلن انه يعكف على دراستها لاتخاذ القرار، وقد تضمنت خطة الحراك تحرير اموال البلديات لتتسلم اعمال الكنس والجمع، واعتبرت خطة شهيب لا تتضمن مطالب اصلاحية، واذ رأت الخطة ان لبنان ينقصه معامل للفرز، معتبرة ان المعامل موجودة وكافية، اذا عملت بضعف طاقتها. وطالبت بتكريس مبدأ الفرز من المصدر وفرض روزنامة للم النفايات وفرزها، داعية الى قرار يمنع استخدام شاحنات كابسة للنفايات ومنع التعاقد مع اي مشغل يستخدمها ومشددة على ضرورة معالجة كل النفايات التي طمرت بشكل غير صحي واعتماد نظام خاص لعلاج النفايات المخمرة بدلا من طمرها. وشددت على رفض التعاون مع سوكلين ليوم واحد، واعتبرت خطة شهيب غير قابلة للتنفيذ.
في المقابل، تسلم الوزير شهيب خطة الحراك المدني ودعا على الفور مستشاريه البيئيين وخبراء الى الاجتماع لدرس خطة الحراك من كل جوانبها. واكد شهيب انه سيعطي الرد النهائي على خطة الحراك عند الساعة الثالثة بعد خطة ظهر اليوم . وان كل ما تضمنته خطة الحراك حتى فيما يتعلق بشركة سوكلين ستتم مناقشته.
وكان الوزير شهيب واصل اتصالاته لتسويق خطته للنفايات ووضع العماد ميشال عون بتفاصيلها. واشار شهيب الى ان العماد عون كان متفهماً للغاية، وان يبدأ تنفيذ الخطة خلال ايام لا اسابيع، لان الوضع لايحتمل التأخير. ودعا العماد عون الدولة الى ان تحسم امرها. واللافت ان زيارة شهيب للعماد عون جاءت بعد ان تردد ان التيار الوطني الحر ربط حل موضوع النفايات بملف الترقيات والتعيينات العسكرية.
اما على صعيد الحراك المدني، فقد واصل اعتصامه المفتوح امام مطمر الناعمة، والتأكيد على رفض فتح المطمر. كما تواصلت الاحتجاجات على فتح مطمر سرار في عكار من قبل الحراك المدني وبعض مخاتير المنطقة. وفي المقابل، يتولى وزير الداخلية نهاد المشنوق البحث مع اهالي مجدل عنجر باعتراضاتهم على فتح مطمر في منطقة المصنع.
واكد شهيب ان خطة النفايات ستبدأ بالتنفيذ هذا الاسبوع بعد استكمال اتصالاته.
اما على صعيد تسوية ترقية العمداء فقد علم من مصادر وزارية ان الرئيس تمام سلام سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء نهار الجمعة، واشارت الى ان الرئيس سلام سيغادر نيويورك نهار الاربعاء عائداً الى بيروت.
وفي موازاة ذلك، يواصل وزير الصحة وائل ابو فاعور اتصالاته بشأن تسوية ترقية الضباط التي ما زالت تواجه باعتراضات من وزراء الرئيس سليمان والكتائب والوزير بطرس حرب، فيما تيار المستقبل يربطها، بسلة متكاملة للحلول.
وقالت اوساط سياسية عليمة ان الاتصالات بشأن تنشيط الحكومة وايجاد مخارج لآلية عملها تسير في اتجاه ايجابي، لكنها لا تزال تتطلب مزيداً من الاتصالات بعد عودة رئيس الحكومة من نيويورك، واوضحت ان المخرج الذي يعمل عليه ينطلق من ان يكون لرئيس الحكومة هامش معين في ترجيح مسار النقاشات عندما يعترض مكون اساسي مشارك في الحكومة او مكوّنان على احد بنود جدول الاعمال. لكن الاوساط قالت ان حلحلة قضية الترقيات تساهم بشكل اساسي في التوافق على مقاربة آلية عمل مجلس الوزراء وبالتالي فاذا ما نجحت الاتصالات في حل قضية الترقيات للعسكريين في الايام المقبلة فعندها تكون الامور شبه ناضجة لحل آلية عمل الحكومة.
الأخبار : حكم المافيات: اللبناني تحت لعنة الفاتورتين
كتبت “الأخبار”: المعادلة واضحة: بين حق المواطن و”سلبطة” مقاول البناء أو الغذاء أو النفايات، يختار معظم السياسيين المقاول الذي يشركهم في أرباحه ليشتروا مجدداً مقاعدهم. ومع الشحّ المالي الخارجي، بات أصحاب المصارف ووكالات البناء والغذاء والسيارات والدواء والنفايات حاكمين بأمرهم. أجور الغالبية العظمى من اللبنانيين للأعوام العشرين المقبلة لا بد أن تنتهي في جيوب هؤلاء
لم يعد أحد يتحدث عن العدالة الاجتماعية أو تكافؤ الفرص أو سلسلة الرتب والرواتب أو الإنماء المتوازن أو الذبح المتواصل للقطاعين الزراعي والصناعي. الحلول على هذه المستويات شبه مستحيلة في ظل لامبالاة كل القوى السياسية بهذه العناوين. وحتى في حال حصول خرق ما، سيكون أشبه بإبر مورفين لا تغيّر كثيراً في الأزمة المالية التي تعانيها غالبية الأسر اليوم.
عملياً، ثمة مافيا لا تشبع، تقبض على كل أساسيات الحياة. وسواء كان أجر المواطن خمسمئة دولار أو خمسة آلاف، فإن هذه المافيا قادرة على “شفطها” بوسائل عدة:
أولاً، المواصلات. غالبية الموظفين في العالم، وخصوصاً في أوروبا، لا يستخدمون السيارات الخاصة بحكم وجود نقل عام وخاص يربط الأحياء بعضها ببعض بأسعار مقبولة. وقد اقتنع مواطنو هذه الدول، كما شرق آسيا واليابان، باعتماد الدراجات النارية الصغيرة للوصول إلى أعمالهم تخفيفاً للازدحام والتلوث وتوفيراً لثمن البنزين وكلفة الموقف. أما الحكومة اللبنانية فلا تكتفي فحسب بإهمال النقل العام وعدم استقطاب القطاع الخاص للاستثمار في قطاع النقل (عشرات الشركات الألمانية والسويدية والأميركية والروسية تتسابق حول العالم للفوز بمناقصات إنشاء سكك المترو وإدارتها) لحماية مصالح 6 أو 7 مستوردي سيارات يحتكرون الوكالات ويتحكمون بهذا السوق منذ أكثر من خمسين عاماً، بل عمدت في خطة السير الأخيرة إلى تنفير اللبنانيين من الدراجات النارية. وهي معنية، أولاً وأخيراً، بزيادة الطلب على السيارات والوقود. وفيما تصل كلفة ركن سيارة ليوم كامل في موقف في ميامي الى 5 دولارات، فإنها، في أي “باركميتر” في بيروت وجبل لبنان، لا تقل عن 8 دولارات. ويكاد يستحيل ركن السيارة أمام مطعم أو صيدلية أو أي متجر من دون أن “يُخلق”، أمامك فجأة، “فاليه باركنغ” معتذراً عن عدم قبول الخمسة آلاف ليرة لأن التسعيرة باتت عشرة! هنا، يدفع اللبناني ثمن سيارته مرتين: مرة لمعرض السيارات وثانية للمصرف. ويدفع فاتورة التصليح، بحكم الحفر والمطبات وتفلّت الكاراجات من أية رقابة، ضعفي الفاتورة في أي دولة أخرى. ويدفع ثمن الوقود مرتين: مرة ثمنه الطبيعيّ ومرة ضريبة تذهب عائداتها لخدمة الدين العام. والنتيجة: مجموع كلفة النقل التي يتكبّدها أي موظف تتجاوز 400 دولار، فيما ثمن بطاقة المترو الشهرية لأي موظف أوروبي أو ماليزي أو تونسي أقل من 40 دولاراً. لماذا؟ لأن السلطات المتعاقبة قررت ضرب النقل العام، وتكفّل الإعلام الممول من وكلاء السيارات بإيهام الرأي العام أن البريستيج يقتضي التنقل بسيارة موديل العام لا دراجة نارية أو هوائية.
ثانياً، السكن. سعر المتر في ضواحي بيروت 2000 دولار فيما هو 800 دولار في ضواحي أثينا، و1000 دولار في ضواحي برشلونة، و1300 دولار في ضواحي باريس. لا علاقة للأمر بالعرض والطلب؛ إذ إن غالبية الشقق المعروضة لا تناسب طلب الشباب. هؤلاء يريدون شقة تتراوح مساحتها بين 120 و160 متراً يمكنهم شراؤها عبر مؤسسة الإسكان التي تضع سقفاً مالياً هو 180 ألف دولار. إلا أن المقاولين يواصلون بناء شقق تبدأ مساحتها بـ250 متراً متطلّعين إلى الصيد الخليجي الثمين حصراً. وفي حال شراء شقة، سيدفع اللبناني ثمنها مرتين؛ مرة لمقاول البناء ومرة للمصرف. وما إن يدخلها حتى يكتشف أنه مضطر إلى دفع ثمن الأدوات الصحية وغيرها مرة أخرى بحكم تفلت المقاولين من الرقابة القانونية والأخلاقية. أما قطاع المفروشات فتتحكم به مافيا أخرى تمنع الشركات المخصصة لأصحاب الدخل المحدود كـ IKEA مثلاً من دخول الأراضي اللبنانية.
ثالثاً، الأساسيات. فاتورة الكهرباء فاتورتان: واحدة للحكومة وأخرى لأصحاب المولدات. مافيا أصحاب المولدات مجرد حلقة في مافيا شركات النفط التي ستخسر الجزء الأكبر من أرباحها في حال انتفت الحاجة إلى المولدات. فاتورة المياه ثلاث: واحدة سنوية للحكومة وثانية شهرية لأصحاب السيترنات وثالثة يومية لشركتي صحة وتنورين وأخواتهما. أي أسرة تريد الاطمئنان إلى ما تشربه ستدفع مئة دولار شهرياً ثمن مياه شفة، فيما يشرب معظم سكان العالم من الحنفيات. فاتورة الاتصالات فاتورتان بحكم انقطاع الاتصال كل دقيقة مرتين أو أكثر والارتفاع المستمر لسعر التخابر مقارنة بغالبية دول العالم.
البناء : أوباما وحلفاؤه مستعدّون للتعاون مع روسيا وإيران… بسقف تفاوضي بوتين وروحاني يضعان دعم الأسد شرطاً لكلّ تعاون ضدّ الإرهاب الترقيات تسلك الطريق… وتحفّظ المستقبل على النسبية يهدّد الحوار
كتبت “البناء”: بعد عشر سنوات من الغياب أطلّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من منبر الأمم المتحدة ليضع النقاط على حروف الحرب على الإرهاب، فيفنّد كلمة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي سبقه بالكلام، ويرسم آفاق هذه الحرب وشروط الفوز بها كحرب تهمّ العالم ولا يحق لأحد ادّعاء احتكار التحدّث عنها بينما هو من أجّج وسعّر قدرات الإرهابيين بحسابات ضيّقة فحلّ الإرهاب وراءه حيثما حلّ وارتحل، ولا يحق لأحد استغلال هذه الحرب لوضع شروط تتصل بفرض خيارات على الشعوب حول تحديد هوية حكامها بذريعة مقتضيات الحرب أو حق المحاسبة بمعزل عن احترام سيادة الدول.
سيطر بوتين على خيوط اللعبة وأمسكها جيداً، وبدا الأشدّ ثقة بما يقول بين الرؤساء الذين تعاقبوا على الكلام، الذين بقي كلام من وقف منهم في معسكر واشنطن مربكاً متلعثماً عاجزاً عن تقديم وصفة للنصر على الإرهاب ولحلّ قضية اللاجئين، اللتين تعاقب الرئيس الروسي وحليفه الرئيس الإيراني حسن روحاني في تأكيد أنّ وصفة التعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد والجيش السوري تضمن إعادة الاستقرار لسورية، وبالتالي تخليص العالم من خطرين داهمين.
حمّل بوتين بقوة الحجة والمعادلات الواضحة نظيره الأميركي وإدارته وحلفاءه مسؤولية نمو الإرهاب وتجذّره، مشيراً إلى ما يجري في ليبيا للردّ على الكلام الأميركي عن مسؤولية الدولة السورية، فهل في ليبيا هناك الأسد أيضاً؟ وهل التعثر في الحرب على “داعش” في العراق سببه الأسد أيضاً؟
وربط بوتين بين نمو الإرهاب والتواجد الأميركي، والفوضى التي يخلقها، والتسهيلات التي يحوزها الإرهابيون من حلفاء واشنطن ومنها مباشرة، متسائلاً في ردّه عن مغزى الحديث المتكرّر عن معارضة معتدلة يدرّبها ويسلحها الأميركيون ونجدها في اليوم التالي تنشقّ وتسلّم سلاحها للتنظيمات الإرهابية وتنضمّ إلى صفوفها.
تجاهل أوباما وحليفاه الفرنسي والتركي ما سبق وقاله الغرب وحلفاؤه عن القبول بدور للرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية، وذهب الجميع في ما بدا أنه كلمة سرّ متفق عليها، إلى التهرّب من تناول هذا المفهوم بصفته موضوعاً تفاوضياً يختصره تكرار متفق عليه أيضاً ورد في كلمات واشنطن وباريس وأنقرة عن الاستعداد للتعاون مع روسيا وإيران في سورية والعراق، ليكون الختام وفق معادلة جديدة موحدة تقول أنه لا يمكن القبول بالعودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل الأزمة في سورية، كما قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الحكومة التركية داود أوغلو بعدما قال الرئيس أوباما ذلك.
الرئيسان الروسي والإيراني كانا حازمين في اشتراط أيّ تعاون في الحرب على الإرهاب بالتعاون مع الرئيس السوري والجيش السوري، وإلا صارت الحرب عبثية بلا جدوى ولا أفق.
على خلفية هذا التجاذب الساخن بدأت مع منتصف الليل بتوقيت بيروت قمة الرئيسين الأميركي والروسي، حيث لا يتوقع التوصل إلى تفاهم نهائي في جلسة واحدة، بل يتوقع المتابعون رسم خطوط عريضة لتفاهم يتابع رسم خطوطه وتفاصيله الوزيران جون كيري وسيرغي لافروف بعدما فرض الوجود العسكري الروسي في سورية ونشوء حلف قوي في الميدان البري يمثله التحالف المعلن لروسيا مع إيران والعراق وسورية وحزب الله قادر على خوض الحرب ضدّ “داعش” وسائر التنظيمات الإرهابية بمفرده، ولا يمكن لواشنطن وحلفائها تركه يقطف ثمار النصر منفرداً في هذه الحرب.
تابعت الصحيفة، في قلب هذا التجاذب الساخن على طريق تفاوض بارد، واضح أفقه نحو رسم سقوف للتسويات، ينطلق في لبنان مسار الترقيات لعمداء في الجيش اللبناني من بينهم العميد شامل روكز مرشح العماد ميشال عون لمنصب قائد الجيش، بعدما صار مصير الحوار والحكومة متوقفاً على تذليل العقبات التي تعترض طريق هذه الترقيات.
طاولة الحوار التي تنتظر خلوات الأسبوع المقبل والمتوقع توقفها أمام عقدة رئاسة الجمهورية، تنتظر استحقاق قانون الانتخابات النيابية بقلق التعثر مع الفيتو الذي يضعه تيار المستقبل على أيّ قانون يستند إلى نظام النسبية، بينما يتوقع مقرّبون من النائب وليد جنبلاط التوافق على السير بالقانون المختلط الذي يتبناه رئيس مجلس النواب نبيه بري كحلّ وسط، والقائم على توزيع المقاعد النيابية مناصفة على النظامين الأكثري والنسبي.
حضر لبنان في مؤتمرات نيويورك واللقاءات الجانبية على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة فقط من بوابة الأزمة السورية وتداعياتها المتعلقة بأزمة النازحين السوريين، ومشاركة حزب الله في محاربة الإرهاب. وحضر رئيس الحكومة تمام سلام الذي يشارك في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة حفل الاستقبال الذي أقامه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على شرف الوفود المشاركة. والتقى سلام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي أبلغ رئيس الحكومة إرجاء زيارته إلى لبنان ربما إلى شهر تشرين الثاني، كي تتوافر ظروف النجاح لهذه الزيارة.
النهار : الوضع اللبناني في الثلاجة وهولاند يُرجئ زيارته مبادلة الترفيع العسكري بعمل الحكومة لم تنضج
كتبت “النهار”: غداً موعد جديد لاستحقاق قديم يبدو ان الاطراف المؤثرين في القرار غير مستعجلين لبته، بدليل أن الرئيس الايراني حسن روحاني قال للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لدى مفاتحته إياه بأمر الرئاسة اللبنانية “إن الموضوع اللبناني يقتضي مزيدا من البحث وستكون زيارتي لباريس في تشرين الثاني المقبل مناسبة لاستكمال البحث”. وفسر مصدر لبناني ذلك لـ”النهار” بأنه دفع ضمني من الجانب الايراني الى مزيد من التريث. وقال رئيس الوزراء تمام سلام ان الرئيس الفرنسي لم يتوقف عن اجراء اتصالاته في شأن الملف الرئاسي، لكنه أرجأ زيارته للبنان (التي كانت مقررة في 23 و24 تشرين الاول) ربما الى شهر تشرين الثاني كي تتوافر لها ظروف النجاح.
وكشف مصدر بارز في الوفد اللبناني الرسمي الى الأمم المتحدة ان لقاء الرئيس سلام والرئيس هولاند اكتسب أهمية مضافة بعدما سبقه لقاء الرئيس الفرنسي والرئيس الايراني. وأوضح ان الرئيس هولاند تحدث مع سلام عن أربعة أمور أساسية هي استمرار الجهود الفرنسية لتعزيز الحفاظ على المؤسسات اللبنانية، وتشديده على مضي بلاده في دعم الجيش اللبناني وتأكيده مجددا أهمية انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت. وتحدث ايضا عن موضوع اللاجئين السوريين، وتطرق الى موضوع زيارته المزمعة للبنان من غير ان يحدد موعدها لافتا الى ان هذه الزيارة يجب ان تكون مفيدة.
وكانت دوائر مجلس النواب وزعت امس الدعوة الى الجلسة الـ29 لانتخاب رئيس للجمهورية ظهر غد الاربعاء. وتأتي هذه الجلسة بعد جلسات الحوار الثلاث التي رأسها الرئيس نبيه بري في المجلس وكان محورها الرئاسة.
حكومياً، لم يحدد الرئيس سلام موعدا للجلسة المقبلة لمجلس الوزراء في ظل الخلاف المستمر على آلية عمل الحكومة والترقيات العسكرية. وفي هذا الاطار أبلغ مصدر وزاري “النهار” ان الآلية التي ستعتمد في الترفيع العسكري يجب ان تشمل كل القرارات، مما يعني ان قرار ترفيع العميد شامل روكز مع اعتراض مكونين او ثلاثة في الحكومة سيصير آلية تعتمد في كل القرارات الامر الذي يسقط كل آلية للتعطيل، وهذا الاقتراح لم يلق قبولا حتى الساعة لدى مكونات الثامن من آذار.
وعلمت “النهار” أن اللقاء الذي جمع الرئيس ميشال سليمان ووزير الصحة وائل ابو فاعور موفدا من النائب وليد جنبلاط تناول مقترحاً للصيغة المطروحة حاليا للترقيات في الجيش يقضي بصرف النظر عن ترقية العمداء كما هي مطروحة اليوم لأنها تفتقر الى المعايير القانونية والعدالة والاسبقية واستبدالها بتمديد خدمة كل عميد يبلغ سنّ التقاعد سنة واحدة الى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهذا الامر يشمل 23 عميداً فقط ولا يحمّل الخزينة أعباء مرهقة. لكن هذا المقترح لا يلقى قبولا حتى الآن لدى العماد عون، لذا يجري تداول فكرة أن يمضي العميد شامل روكز الى التقاعد على أن يعيّن لاحقا سفيرا إسوة بزميله العميد جورج خوري.
حياتياً، استمرت النفايات مكدسة في الشوارع وهي تهدد بكوارث اذا تساقطت الامطار اليوم كما هو متوقع، وحذر الوزير أكرم شهيب من أهداف كامنة وراء رفض تنفيذ الخطة التي اقترحها لمعالجتها والتي عرض الحراك المدني أمس خطة بديلة منها سيرد عليها شهيب وخبراء في مؤتمر يعقد بعد ظهر اليوم.
اللواء : “الآلية العونية” تهدّد التفاهم على الترقيات وخطة النفايات سلام: هولاند يُرجئ زيارته والعالم منشغل بالمأساة السورية
كتبت “اللواء”: ارتفعت في الساعات الماضية أجواء التفاؤل بإمكان حصول خرق في جدار الأزمات العالقة من النفايات إلى الترقيات إلى التشريع إلى تفعيل عمل الحكومة، وذلك بانتظار عودة الرئيس تمام سلام من نيويورك التي غادر إليها الخميس الماضي للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي التقى على هامشها عدداً من الرؤساء والمسؤولين العرب والأجانب، على ان يمثل لبنان في اجتماع المجموعة الدولية حول قضية النازحين من زاوية ان الاهتمام الدولي بلبنان يتوقف على توفير ما يلزم للدولة اللبنانية لاحتضان النازحين السوريين، وربما اعداد إضافية منهم.
وستكون للرئيس سلام كلمة اليوم الثلاثاء في قمّة مكافحة الإرهاب والتطرف التي تنعقد على هامش الجمعية العامة التي بدأت أعمالها أمس، على ان يلقي كلمة لبنان امام الجمعية غداً الأربعاء، ويختتم نشاطه ولقاءاته بمداخلة في اليوم نفسه امام مجموعة العمل الدولية، قبل ان يغادر نيويورك عائداً إلى بيروت.
الجمهورية : التعقيدات الإقليمية “تُرجئ” زيارة هولاند … وحلحلة قبل الحوار
كتبت “الجمهورية”: إستأثر ما أعلنه رئيس الحكومة تمام سلام عن إرجاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند زيارته الى لبنان، “ربما الى شهر تشرين الثاني”، بكل الاهتمام السياسي، ذلك أنّ هذا الإرجاء يؤشر بوضوح إلى تعقيدات اللحظة السياسية الإقليمية وصعوبة تحقيق خرق رئاسي في لبنان، خصوصاً أنّ الرئيس الفرنسي كان عازماً على زيارة تأتي بنتائج فعلية بعيداً من الزيارات البروتوكولية، وبالتالي عندما أيقنَ استحالة تحقيق هذا الخرق أو الإعلان بالحد الأدنى عن إيجابيات مرتقبة فضّلَ ترحيلَ زيارته إلى موعد لاحق. وفي مؤشر بالغ الوضوح إلى التعقيدات المشار إليها، التباين الأميركي- الروسي في الرؤية إلى دور الرئيس السوري بشار الأسد بين الرئيس الأميركي باراك اوباما الذي وصف الأسد بالطاغية ورفض العودة إلى الوضع الذي كان قائما قبل الحرب، وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أكد ان قوات الأسد وحدها قادرة على محاربة “داعش”. ولكن أكثر ما استوقف المراقبين ثلاثةُ أمور أساسية: الأمر الأوّل أنّ سلام لم يحسم موعد الزيارة المؤجلة في تشرين الثاني. والأمر الثاني أنّ إعلان التأجيل صدر عن رئيس حكومة لبنان قبل أن تعلن الرئاسة الفرنسية رسمياً هذا التأجيل. والأمر الثالث وجود معطيات فرنسية عن أنّ طهران في غير وارد تحريك الوضع في لبنان قبل تحريك التسوية السورية في مقايضة تتردّد بقوة داخل أروقة قوى 8 آذار. ولا يجب إغفال التطور الروسي في الملف السوري الذي قد يكون متصلاً بالموقف الفرنسي المستجد من الزيارة الرئاسية الفرنسية إلى لبنان. وفي موقف قد يفسِّر أسباب الإرجاء، أكد سلام أنّ “المجتمع الدولي مشغول بنفسه وبالأزمة السورية”، الأمر الذي لا يمكن وضعه سوى في سياق حصيلة مداولات سلام مع رؤساء الوفود.
أفضلُ توصيف أو تشخيص للمرحلة الراهنة في لبنان أعطاه ديبلوماسي غربي في جلسة مغلقة، فقال إنّ لبنان يعيش تناقضاً بين حوارات لا تعَدّ ولا تحصى في ظلّ حراك سياسي استثنائي، وتعطيلٍ متمادٍ عجزَت كلّ الحوارات القائمة عن تحقيق أي خرق سياسي على أي مستوى. وأضاف: وفي موقف تعويضي يأتيك من يقول إنّ التعطيل يبقى أفضل من الفوضى، وهذا صحيح، ولكن لا يبرّر الاستسلام للتعطيل.
وفي سياق التناقض نفسه تساءل الديبلوماسي عن كيفية التوفيق بين كلام البعض عن ضعف موقع رئاسة الجمهورية، وبين أنّ الفراغ الرئاسي أدى إلى شلّ معظم مؤسسات الجمهورية اللبنانية، الأمر الذي يدحض الترويج لضعف الرئاسة الأولى ويؤكد على محورية دورها الوطني؟