موسكو: مناورات قبالة السواحل السورية الاسبوع المقبل
حطت طائرتان روسيتان محملتان بالمساعدات الانسانية، السبت، في مطار “باسل الأسد الدولي” في مدينة اللاذقية الساحلية غرب سوريا، بحسب ما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا“.
وذكرت الوكالة أن “طائرتين روسيتين وصلتا اليوم الى مطار الشهيد باسل الاسد الدولي في اللاذقية تحملان على متنهما 80 طناً من المساعدات الانسانية مقدمة من دولة روسيا الاتحادية الى الشعب السوري“.
ويأتي ذلك بعد ايام من تأكيد مسؤولين اميركيين ان ثلاث طائرات عسكرية روسية على الاقل هبطت في سوريا في الايام الماضية. وقال المسؤولون إن الطائرات هبطت أيضاً في مطار في اللاذقية.
إلى ذلك، وجّهت موسكو مذكرة طلبت فيها من السلطات القبرصية تحويل مسار الرحلات الجوية العادية، لأنها تعتزم إجراء مناورات عسكرية قبالة السواحل السورية الأسبوع المقبل.
وكانت تقارير صحافية أشارت في موسكو إلى أن روسيا أصدرت “مذكرة إلى الطيارين” موجّهة إلى هيئة الملاحة الجوية الأميركية حول المناورات التي ستتمّ بين مرفأ طرطوس (شمال شرقي البلاد) وجزيرة قبرص التي تبعد مئة كيلومتر عنه.
وأكد مصدر في وزارة الدفاع القبرصية أن روسيا أصدرت المذكرة حول المناورات التي ستشمل إطلاق صواريخ، مضيفاً أن هذه المذكرات “أمر روتيني“.
ونشرت هيئة الملاحة الجوية الأميركية نسخة عن المذكرة، تتضمّن احداثيات المكان الذي ستتمّ فيها المناورات من ضمنها “تجارب إطلاق صواريخ” بين 8 و15 ايلول الحالي.
ولا يزال هناك احتمال بأن لا تقوم روسيا بالمناورات في التواريخ المحدّدة.
وقال المصدر القبرصي: “ربما يُجرون المناورات أو لا، إلا أن التواريخ تمّ حجزها“.
واليوم، ردت روسيا على الانتقادات التي وجهها إليها الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس في ما يتعلق بسياستها في سوريا، والتي اعتبر فيها أن هذه السياسة “آيلة إلى الفشل”، إذ جددت اعتبارها ان “لا بديل” عن الجيش السوري والحكومة السورية في الحرب ضد تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” – “داعش “.
ولفت المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى ان الانتقادات الاميركية “ليست جديدة على الاطلاق”، مضيفاً ان بلاده “سبق وان سمعتها“.
وقال المتحدث الروسي “لسوء الحظ فان احداً حتى الآن، لم يتمكن من ان يشرح بطريقة مفهومة ما يمكن ان يكون عليه البديل عن الحكومة السورية الشرعية لضمان الامن في البلاد ومواجهة تقدم تنظيم الدولة الاسلامية وضمان وحدة البلاد“.
وشدد بيسكوف على ان موقف موسكو نابع من “اعتبارنا ان فرض اي قرار على الشعب السوري غير مقبول وخطير“.
إلى ذلك، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن بلادها وبلداناً أخرى في غرب أوروبا في حاجة للعمل مع روسيا فضلا عن الولايات المتحدة لحل الأزمة في سوريا، وذلك
في تصريحات لها سبقت اجتماعاً لوزراء خارجية ألمانيا وروسيا وفرنسا وأوكرانيا في برلين مساء اليوم لمناقشة الأزمة الأوكرانية.
وقال مصدر في الاجتماع إن وزيري الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير والروسي سيرجي لافروف تباحثا مطولا بشأن سوريا على هامش الاجتماع.
وأضاف المصدر “اتفق الوزيران على تقديم دعم سياسي قوي لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا وخطته لإنشاء مجموعة اتصال سورية.”
ولكن شتاينماير حذر روسيا في مقابلة مع صحف ألمانية “من مغبة التصرفات الأحادية في سوريا”، قائلا “أتمنى ألا تعتمد روسيا على استمرار الحرب الأهلية في سوريا.”
وفي مقال منفصل كتبه لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، قال شتاينماير إن الاتفاق النووي المبرم بين القوى الدولية الست وإيران أتاح فرصة للتعامل مع مشكلات سوريا، لكنه عبر عن القلق من ضياع الفرصة لتحقيق تقدم.
وكتب الوزير الألماني “سيكون من الحمق مواصلة الرهان على حل عسكري. حان وقت البحث عن سبيل لجمع الأطراف على مائدة التفاوض. يجب أن يشمل هذا عقد محادثات تحضيرية مع دول لها دور إقليمي مؤثر كالسعودية وتركيا.. وكذلك إيران.”