والحق يقال…واكثرهم للحق كارهون… د.حسن السيد سلمان
( سنوات 8 من حكم المالكي ما له وما عليه..!)
المالكي وما ادراك ما المالكي ، لقد اصبح اسمه ومنذ فترة ليست بقصيرة على لسان كل عراقي من محبيه ومن مبغضيه أو مناوئيه ، فمنهم من يرفعه لدرجة الملائكة و القديسين ، ومنهم من ينزله الى درجة الشياطيين واكثر ، ومنهم من ﻻ يرى فيه اﻻ انسان يخطأ ويصيب ، وحلقة من حلقات الحكم العراقي وفي لحظة تاريخيه لها ايجابياتها ولها سلبياتها ، ولها جوانب متعلقة بالداخل وأخرى مفروضة من الخارج أو مترابطه معه ، وبدرجات متفاوته كلها انعسكت ايجابا أو سلبا على الواقع السياسي والشعبي وباشكال ﻻ يستطيع احد انكارها في كل حال..!!
وأن الموضوعية والصدق والعدل وقول الحق تفرض على اﻻنسان حينما يتناول سيرة شخص حكم العراق في فترة حساسة وخطيرة من تاريخه وبعد 35 سنة من حكم ﻻ يوصف بوصف ، فالمنطق يوجب أن تقول ما له وما عليه..ما له وما للاخرين وما يتوجب على اﻻخرين وهذا بتصوري يعطي الصورة تكاملها ووضوحها. وموضوعيتها وفائدتها .!!
وﻻ يجوز في المنطق واﻻنصاف ذكر حسنه لتمحو سيئة ، أو ذكر تصرف خطأ لتمحو حسنات ، كما ﻻيجوز ان تتساوى وتتعادل اﻻعداد في ذكر اﻻخطاء والمواقف الصحيحة فنقول سقطت جميعها بالتعادل..ﻻننا لسنا في مبارات كرة قدم أو سباق سيارات..! لان الحكم استمرار ، والخطأ يصحح ، والصحيح يبنى عليه ، واﻻستمرار على الخطأ خطيئة..!!
1..كلنا نعلم تسلم المالكي لرئاسة الحكومة عام 2006 بعد ازمة كبيرة افتعلها الكرد ضد الجعفري ،وما كان هو مرشحا لها ..ومن ذلك التاريخ وحتى نهاية الوﻻية اﻻولى عام 2010 نسجل اﻻمور التالية…واترك للقاريء الكريم الحكم..!!
* اعدام الطاغية صدام حسين..
* صولة الفرسان 2008
* اتفاقية سحب القوات اﻻجنية…
* قضية وزير التجارة السوداني…
* التعيينات والطفرة اﻻقتصادية الكبيرة في الدخل العراقي..
* استمرار مشكلة الكهرباء من دون حل..
* انتخابات مجالس المحافظات وظهور كتلة دولة القانون كقوة اولى.. وتسلل البعض ممن اساء للكتلة بعد ذلك…!!
* تسلل رجال البعث الى مواقع السلطة باسم المصالحة الوطنية او تحت غطاء اﻻنتماء والتلون الحزبي الجديد أو تحت غطاء العشائرية أو اﻻنتماء المذهبي…!!
* انفجارات واعمال ارهابية تضرب العراق ، وﻻ مثيل لها في العالم بدعم وتمويل خليجي..!!
* انهاء دولة الزرقاوي ونشوء الصحوات السنية..!!
* المحاصصة وظهور دولة (المزرعة) على حساب الوطن يتبناها مجلس النواب وتفرضها الكتل السياسية ، مما خلق فيما بعد الترهل الوظيفي ونمو حالات الفساد المالي واﻻخلاقي واﻻداري..!
* خلل واضح في السياسة الخارجية التي دارها اﻻكراد بشكل قومي بامتياز..!!
2…أما الوﻻية الثانية والتي جاءت بعد انتخابات وصراع طائفي مرير فكان ابرز ايجابياتها وسلبياتها ما يلي…
* اخطر ما ميز هذه المرحلة هو اﻻستهدافات لموقع رئاسة الحكومة من خلال وصفها بالطائفية والصفوية وتبعيتها لايران وختمت هذه الولاية بالاعتصامات وكانت نتيجتها دخول داعش وسقوط الموصل وتهديد باقي مناطق العراق..!!
* استكمال اخراج القوات اﻻجنية من العراق 2011..!
* تقديم ودراسة التعديلات الدستورية من لجنة كان يرأسها الشيخ همام حمودي ، والتي اجهضها البرلمان وبإيعاز امريكي..!!
* استمرار المحاصصة المفروضة ومجيء اسوء مجلس نواب وأسوء رئيس مجلس في تاريخ العراق..
* نائب رئيس الجمهورية يتهم بالارهاب ويدان ويحكم بالاعدام..!!
* توسع عددي وشكلي في الجيش والقوي اﻻمنية وتزايد تسلل البعثيين مما ظهرت اثاره فيما بعد في سقوط الموصل ومجزرة سبايكر…وما زال اثرها حتى اليوم..!!
* اطلاق مبادرات كبيرة اهمها الزراعية والتعليمية التي استفاد منها عشرات اﻻلوف من الطلاب والمزارعين…!!
* توسع اﻻستثمارات النفطية بشكل كبير من خﻻل جملة التراخيص الشهيرة…
3..أما في السياسة ،فهذه النقطة هي البيت القصيد ،فانني اقول للتاريخ واﻻنصاف ما يلي
* ان معظم اﻻزمات السياسة التي مرت بها البلاد كانت مفتعلة من اطراف خارجية وتنفذ بادوات كردية وسنية ، وبخلافات شيعية واضحة تارة من المجلس اﻻعلى وتارة من التيار الصدري وتارة من داخل الدعوة انفسهم…!! فماذا تراه يفعل سوى التخبط واطفاء الحرائق..!! خاصة وان التحالف الوطني الذي تبنى ترشيحه انقسم على نفسه وكان عبارة عن مؤسسة خاوية ، ينتقدون وﻻ يقدمون البديل اي (جعجعة بلا طحين ..) بل ان البعض من اطرافه صار يقف بالضد منه ،وقصة مؤتمر اربيل عام 2013 ﻻ تنسى..كما وأن اعتكاف المرجعيات ومقاطعتها للحكم والحكومة كان في تقديري هو اﻻخر من العوامل التي ساعدت على سكون الحركة السياسية ، وكانت المقاطعة…مفيدة ام ﻻ لكم الحكم..!؟
* إن قضية سقوط الموصل وتحميل المالكي مسؤليتها امر يحتاج الى تدقيق..وانا اعتقد ان المالكي ليس معصوما وليس منزها من الخطأ ولكن في نفس الوقت اعتقد ايضا ان من ﻻ يريد ان يفهم سقوط الموصل مؤامرة دبرتها تركيا وقطر وباشتراك كردي ورعاية امريكية فهو إم ساذج او جاهل او غباء سياسي ،نعم نستطيع ان نأشر على التلكأ في المعالجات والتداعيات الحكومية فهذه مسألة ثانية..!!
* وكان هناك خظا إستراتيجي ايضا ارتكبه المالكي حينما لم يبني وحدات عسكرية على عقيدة جديدة وواضحة في حماية الدولة من اﻻنهيار ، والسبب في تقديري نتيجة اﻻستشارات الخاطئة والمتعمدة مضاف اليها التدخلات اﻻمريكية السرية والمعلنة في الجيش والقوى اﻻمنية واﻻستخبارية …وقد جاء اليوم الذي حس به الجميع لهذه الحاجة ولو نتيجة كارثة وازمة سقوط الموصل.. فتشكلت فصائل الحشد الشعبي المبارك والتي من المفترض ان تكون من قبل..!!
* لقد تميزت الوﻻية الثانية بتصاعد وتيرة سوء الخدمات واﻻهمال الحكومي لها ، لدرجة اصبح كل شيء يوضع في راس المالكي حتى لو فاض دجلة والفرات..او مطرت السماء وغرقت بغداد…فهو المسؤول.. !! والسبب في تقديري ناتج عن سوء التقدير والجهل في طبقة المستشارين الذين اثبتت اﻻحداث انهم انتقلوا اليوم من (ماليكيين) الى( عباديين) وهذا ان دل على شيء فانما يدل على انهم هم المضللون وهم اصحاب المصالح الخاصة..وبالمناسبة هؤلاء يمثلون كل الكتل وكل اﻻحزاب والكيانات ، ولقد أساءوا للمالكي والشعب اكثر مما نفعوه..وانا شخصيا لي قصة مريرة معهم حين تم اعفائي من منصبي نتيجة تلفيقات كاذبة منهم لكنني لم احمل المالكي المسؤولية المباشرة ..!!
* وفي الختام فانني اعتقد ان اهم ما ميز الوﻻية الثانية هو وضوح الخيار السياسي اﻻستراتيجي للدولة العراقية والذي قد يشفع للمالكي عند من يعرف ما يخطط العراق ، واكسبه موقعا خاصا ومميزا في دول المقاومة وقياداتها وشعبية ايضا لدى من يؤيد مواجهة المشروع المناهض للتقسيم.. قرار يجعل العراق خارج مشروع الهيمنة اﻻمريكية…قرار يجعل العراق في صف المشروع المقاوم للاطماع وضد التقسيم ومحاربة النواصب والوهابيين.