من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : تحذير من كارثة مع اقتراب موسم الأمطار هيبة الدولة تسقط في النفايات!
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الرابع والسـبعين بعد الأربعمئة على التوالي.
كل الأزمات مقيمة ولا مصلحة لطرف سياسي بتقديم تنازلات للطرف الآخر، أما الخاسر الأكبر، فهو الدولة، أو بالأحرى ما تبقى من هيبتها ومؤسساتها وإداراتها.
فشل الحوار قبل أن يبدأ، وفشلت كل محاولات فتح أبواب مجلسي النواب والوزراء، وها هو أول رئيس فرنسي يستعد لزيارة لبنان، من غير أن يعبر بوابة القصر الجمهوري، إلا إذا قرر تفقد الفراغ في بعبدا أو بعض تجمعات اللاجئين السوريين!
ضرب الفساد كل مفاصل الدولة. كل ضربة تضربها إدارة أو مؤسسة وراءها صفقة. كل توظيف وراءه رائحة محاصصة ورشى. كل فاتورة صار مشكوكا بأمرها.. والكارثة أن لا أحد يريد أن يقول إنه شبع، بل صار التوريث يشمل كل “عدة النصب والاحتيال”، من دون أن يكون لهذا المسلسل حد أو نهاية.
جاءت النفايات لتفضح الجميع ولتنبش كل الملفات. العنوان الكبير هو فقدان الثقة بالدولة وبكل الطبقة السياسية التي تصادرها، ولذلك، نحن أمام كارثة تراكم أكثر من 170 ألف طن من النفايات في الشوارع والبور والمكبات العشوائية والمراكز الموقتة للتجميع وتحت الجسور وفي الفسحات والأنهر… في العاصمة بيروت كما في القسم الأكبر من جبل لبنان.
هذه الكارثة المقيمة ستتفاقم مع بدء العد العكسي لموسم الشتاء والأمطار، مع ما قد يحمله من كوارث جديدة عندما تسد النفايات المتراكمة منذ أسابيع المجاري والأنهار وتزحف إلى الطرق والأوتوسترادات، فنكون أمام كوارث إضافية لم يشهد لبنان مثيلا لها من قبل!
ولعل الجرأة السياسية، وحتى البيئية، تقتضي القول إننا أمام خطة آنية وبعيدة المدى اقترحها الوزير أكرم شهيب وتبناها مجلس الوزراء لإدارة هذه الأزمة، وهي تتضمن عناصر إيجابية وأخرى مدعاة للانتقاد وطرح علامات الاستفهام، لكنها تأتي بعد فوضى ميّزت أداء السلطة السياسية، سرعان ما امتدت إلى الشارع بطريقة غير مسبوقة منذ عقود من الزمن.
هنا يسجل للناس أنهم صاروا سلطة رقابية مقيمة في الشارع، في غياب السلطات الرقابية الفعلية، لكن السؤال المركزي: كيف نعالج مشكلة النفايات ونتحاشي تفاقمها الحتمي أكثر، وهل ثمة إجراءات تساعد على ترميم ثقة الناس بالدولة، خصوصا بعد أن بيّنت الاعتراضات على الخطة، أنها سقطت قبل أن يتم تحديد الساعة الصفر لتنفيذها؟
لقد قَدَّم وزير الزراعة الخطة، وأقرها مجلس الوزراء بوصفها خطة متكاملة ومترابطة، لكن ردة الفعل عليها تُبَيِّن أن عنصر التوازن والتعادل في تقاسم أعباء الحل، لم يعد مقنعا للبنانيين في ظل واقع ضياع المعايير وفقدان الثقة بأهل السلطة، والخشية من أن يتحول الموقت إلى مؤبد، وثمة أمثلة كثيرة في السياسة كما في كل المجالات.
في المحصلة، ليس في الأفق بديل ما عن الخطة المرحلية التي يقترحها وزير الزراعة، وهنا تبرز مسؤولية كل الحريصين على السلامة العامة بالسعي إلى تحسين شروط سلة الحلول المقترحة.
ولعل أهم شرط يمكن ان يساهم في تحسين معالجة مسألة النفايات، أن في بعدها الاستراتيجي أو المرحلي، هو تبني خيار السير في الخطة المرحلية، على أن تطعم بأفكار ومبادئ الاستدامة في المعالجة، فإذا كانت مبادئ التخفيف والفرز من المصدر هي العنوان الرئيسي للخطة المقترحة بعد انتهاء 18 شهرا من المرحلة الانتقالية، لماذا لا نباشر بتطبيق هذه المبادئ منذ الآن، وذلك عبر تطبيق القوانين المرعية الإجراء، بوضع ضرائب على المواد التي تتحول إلى نفايات للتخفيف من حجمها، والفرز من المصدر للنفايات التي تنتج كل يوم، وفرز ما أمكن من النفايات المكدسة قبل إرسالها إلى أي مكان.
إن تطبيق هذه الإجراءات، يمكن أن يخفّف بين 70 و80 في المئة من حجم النفايات التي يمكن أن تذهب إلى المواقع المختارة في كل المناطق التي يفترض أن يتم اختيارها وفق معيار “الأقل ضررا”.
الجدير ذكره أن مناطق عكار والبقاع (بلديات عنجر ومجدل عنجر والصويري) والناعمة رفضت الخطة برغم الإغراءات المالية التي قدمتها إليها السلطة السياسية، فيما اشترط رئيس بلدية صيدا محمد السعودي إيجاد مطمر للعوادم قبل استقبال أي طن من نفايات العاصمة والضواحي، في ظل رفض صيداوي لأصل فكرة استقبال أية نفايات من خارج المدينة.
وفي وسط بيروت، واصل المضربون عن الطعام احتجاجهم للأسبوع الثاني على التوالي .
الديار : الاتصالات “أفضت” الى توافق على اجتماع الحكومة والنفايات وترقية العمداء خطة شهيب تسلك حكومياً وتترنح شعبياً وسجالات “كهربائية” بين المالية والطاقة
كتبت “الديار”: “نشوة الحكومة” بخطة الوزير اكرم شهيب للنفايات “ترنحت شعبيا” نتيجة الرفض الشعبي لتمديد العمل بمطمر الناعمة 7 ايام، وفتح مطمرين في سرار عكار، ومنطقة المصنع، جراء عدم “الثقة الشعبية” بوعود الحكومة والغموض، الذي اكتنف “الخطة” ومحاولة تمريرها سلفاً في اواخر الليل، ودون اي “توضيحات” للمواطنين عن كيفية التنفيذ والمرحلة الانتقالية التي تمتد لسنة ونصف، ودور شركة سوكلين لجهة الجمع والكنس والمطامر وتأهيلها.
واشارت المعلومات الى ان خطة الوزير شهيب تم تجهيزها من قبل لجنة الخبراء منذ عدة ايام، ولكن العائق امام اعلانها كان فتح مطمر الناعمة، وهذا الامر يحتاج الى قرار شخصي من النائب وليد جنبلاط، لان لا قدرة لشهيب على ذلك. وكشفت المعلومات عن اجتماع عقد بين النائب وليد جنبلاط والرئيس فؤاد السنيورة وبحضور شهيب، وتمنى فيه السنيورة على جنبلاط فتح مطمر الناعمة لفترة قصيرة، لكي يتم جمع النفايات من الشوارع وبشكل سريع، لان الرئيس سلام غير قادر على احتمال الضغوط في هذا الملف، ويهدد فعلياً بالاستقالة.
واضافت المعلومات ان جنبلاط وافق على فتح المطمر لمدة اسبوع فقط، على ان يتم فيه سحب النفايات من الشوارع واراحة الرئيس سلام وحكومته. وعلى الفور، ابلغ السنيورة الرئيس سلام بموافقة جنبلاط على فتح مطمر الناعمة، كما اجرى اتصالاً بالرئيس سعد الحريري ووضعه في اجواء القرار، وعلى الفور بادر سلام الى الدعوة لعقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء.
وفي موازاة ذلك، بادر سلام وجنبلاط الى اجراء سلسلة اتصالات بالرئيس بري وحزب الله والتيار الوطني الحر لتمرير جلسة هادئة للحكومة، والنقاش في ملف النفايات وعدم اثارة موضوع “الآلية” في عمل الحكومة.
وتكشف المعلومات، ان جهود بري نجحت في “اقناع” حزب الله والتيار الوطني والمردة والطاشناق بحضور الجلسة دون اي اشكالات. وعقد وزراء “الكتل الاربعة” اجتماعاًَ وقرروا الحضور ومناقشة ملف النفايات، على ان تسجل خطوة اعتراضية رمزية، تتمثل في غياب الوزيرين جبران باسيل ومحمد فنيش احتجاجاًَ على عدم اقرار آلية جديدة لعمل الحكومة. وبالتالي، تم تمرير خطة شهيب بضغط من سلام الذي وضع استقالته على الطاولة.
وتشير معلومات مؤكدة الى ان نجاح جلسة الحكومة وحضور جميع مكوّناتها لم يأت من الفراغ، بل ان الاتصالات بين القيادات السياسية لاقرار خطة النفايات شملت آلية الحكومة. وتم نتيجة ذلك التطرق الى مبادرة اللواء عباس ابراهيم القاضية برفع سن التقاعد لعدد من العمداء، ومن بينهم العميد شامل روكز. ونشرت المعلومات ان عدد العمداء المقترحين للترقية ارتفع من 12 عميداً الى 21 عميداً، وان المبادرة وافقت عليها معظم المكوّنات الحكومية. وان الوزير ابو فاعور ابلغ النائب عون موافقته، كما ان العماد عون موافق على هذا المخرج. وفي المعلومات ايضاً، انه في حال عدم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، فإن مجلس النواب الذي تبدأ دورته العادية في اول ثلاثاء بعد منتصف تشرين الاول، سيعقد جلسة تشريعية ويقر هذه الآلية قبل 20 تشرين الاول موعد احالة العميد شامل روكز الى التقاعد، وهذه الآلية ترضي العماد عون وتعيد انتظام العمل الى الحكومة. وفي المعلومات ايضاً، ان الرئيس سلام بحث في هذا المخرج مع وزير الدفاع سمير مقبل امس، كما ان هذه “المبادرة” سيتم التوافق عليها على طاولة الحوار كمخرج “لآلية”عمل الحكومة، بالاضافة الى عودة العمل التشريعي. وبالتالي فان مبادرة اللواء ابراهيم هي المخرج الوحيد للازمة ولتفعيل الحكومة، وعلم ان المبادرة متكاملة، وفي حال لم تر خطة النفايات النور، فان البنود الاخرى ايضاً لن تسلك طريق الحل، وبالتالي عودة الامور الى ما كانت عليه قبل جلسة الحكومة اول من امس.
لكن اللافت ان حسابات “الحقل” الحكومي لم تتطابق مع حسابات “البيدر” الشعبي الذي رفض الخطة ونفذ سلسلة تحركات شعبية امام مطمر الناعمة وساحة العبدة في عكار، فيما هدد رؤساء بلديات عنجر ومجدل عنجر والصويري بقطع الطرقات رفضاً لاقامة مطمر في منطقتهم، مشيرين الى ان الارض المقترحة ما زالت موضع اشكال مع الدولة السورية. لكن السؤال الاساسي: هل ستلجأ الدولة الى العودة لفتح مطمر الناعمة وتنفيذ خطتها، خصوصاً ان معلومات وصلت الى شباب “الحراك المدني” عن توجه لفتح المطمر بالقوة؟
وهذا ما دفع المعتصمين الى التحذير من “لعبة الدم” والكرة الآن في ملعب الحكومة، خصوصاً ان الوزير شهيب رفض التعليق على الاعتراضات على خطته، وخصوصاً ايضاً ان القرار في هذا الملف لمجلس الوزراء، علماً ان منظمات المجتمع المدني تتجه ايضاً الى رفض خطة شهيب.
الاخبار: السيسي يستقبل علي مملوك اتفاق على أن البلدين يواجهان عدواً مشتركاً يتمثّل في “الاخوان المسلمين”
كتبت “الاخبار”: بعد زيارته الشهيرة للسعودية، رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك في القاهرة، ويلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. الزيارة ترافقت مع انفتاح اعلامي مصري على دمشق، ووُصفت بأنها “ناجحة”، وأن الطرفين “راضيان عن نتائجها”
شيء ما يتبدّل في المشهد السوري في ربع الساعة الأخير ما قبل الجلوس الى طاولة التفاوض الايراني ــــ الأميركي حول ملفات المنطقة بعد اقرار الاتفاق النووي: لهجة أوروبية مرنة، عبّرت عنها مدريد وفيينا وباريس ولندن، حيال القبول بدور للرئيس السوري بشار الأسد في أي حل سياسي بعد أعوام من التعنت؛ تحول في الموقف الروسي حيال الجهر بتسليح الجيش السوري لمحاربة الإرهاب وصولاً الى الوجود العسكري المباشر؛ إقرار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بإخفاق الملك سلمان بن عبد العزيز في تغيير رأي الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه الأزمة السورية.
بالتزامن، يتواصل إقدام دول عربية على خطوات انفتاحية تجاه سوريا. فبعد اعلان تونس مؤخراً إعادة العلاقات الدبلوماسية، رفعت القاهرة التواصل مع دمشق الى مستوى رئاسي.
ففي الثلث الأخير من شهر آب المنصرم، زار رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك القاهرة بعيداً من الأضواء، والتقى عدداً من كبار المسؤولين في الجيش والاستخبارات والأمن. وتُوّجت الزيارة باستقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمسؤول السوري. وأكّدت مصادر مطلعة لـ “الأخبار” أن الزيارة “كانت ناجحة جداً”، وأن الطرفين “راضيان عن نتائجها”.
ومعلوم أن التنسيق الأمني بين البلدين لم ينقطع حتى في فترة حكم الرئيس “الإخواني” محمد مرسي، إن لم يكن بعلم القيادة السياسية “الإخوانية”، فعلى الأقل بعلم المؤسسة العسكرية المصرية التي “تدرك أهمية سوريا الاستراتيجية”. غير أن زيارة مملوك تأتي في سياق مختلف يمليه موقع الرجل ودوره السياسي الذي يتجاوز التنسيق الأمني التقني البحت. وعلمت “الأخبار” من مصادر مطلعة أن الزائر السوري بحث مع مضيفيه المصريين في التعاون الأمني بين البلدين في مواجهة الارهاب، وفي آفاق الحل السياسي في سوريا والمبادرات المطروحة وخطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا والمساعي لعقد “موسكو 3”. وقد جرى التوافق على “ضرورة أن تلعب مصر دوراً أكبر في الشأن السوري لما تشكله سوريا من عمق استراتيجي للأمن القومي المصري”.
وبحسب المصادر، فقد سمع مملوك من المسؤولين المصريين تأكيدات بأن القاهرة ترى أن الحلّ للأزمة السورية لا يمكن إلا أن يكون سياسياً، وأنها “تعتبر أن البلدين يواجهان عدواً مشتركاً يتمثّل في جماعة الاخوان المسلمين (وضمناً تركيا) التي تشكّل خطراً على مصر أكبر مما تشكله على سوريا”. وأبلغ المسؤولون المصريون ضيفهم السوري أن “القاهرة مؤمنة بأن النظام في البلدين يرتكز على قوة جيشيهما اللذين يشكّلان قاعدة أساسية للحكم فيهما”، وهي، بالتالي، لا ترغب في أن ترى في سوريا تكراراً لتجربتي العراق وليبيا، “وطالما أن الجيش متماسك ستبقى الدولة السورية قائمة، وأي انهيار للجيش السوري سيعني أننا دخلنا عصر التقسيم في المنطقة. لذلك، فإن مواجهة التقسيم تبدأ من سوريا”
وعلمت “الأخبار” أنه تم الاتفاق خلال الزيارة على إعادة تفعيل العلاقات الديبلوماسية بين البلدين وصولاً الى إعادة تبادل السفراء قريباً. علماً أن مصادر أشارت أخيراً الى أن القاهرة تستعد لتسمية الدبلوماسي أحمد حلمي، الذي كان في عداد طاقم سفارتها في بيروت، قنصلاً عاماً مصرياً في سوريا.
البناء : اوكرانيا تدخل الحلّ مع قمة دول النورماندي خلال شهر… فتفتح طريق اليمن فرنسا والسعودية تعطلان تفاهماً روسياً أوروبياً على المسار السياسي السوري كرّ وفرّ بانتظار الحوار… والعين على النفايات… وخلية أمنية أردنية في بيروت؟
كتبت “البناء”: حركة روسية نشطة متعدّدة الاتجاهات تختصر المشهد الدولي في ظلّ خمول أميركي عنوانه الانهماك بضمان مرور آمن للتفاهم النووي مع إيران بضبط حركة الكونغرس بعدما تحقق للرئيس باراك أوباما الحصول على ثلث الأصوات من الكونغرس لتأييد التفاهم وهو الشرط اللازم لتمكينه من ممارسة حق النقض لأيّ تصويت ضدّ مقترحاته في الكونغرس من جهة، ومن جهة مقابلة بسبب العجز عن مقارعة روسيا في ساحات قوتها، فلا ثمة إمكانية لمنع روسيا من مواصلة خطتها لتفعيل التفاهمات العسكرية مع سورية وعنوانها الحرب على الإرهاب، ولا في مستطاع واشنطن قطع الطريق على الحركة الروسية نحو أوروبا المذعورة من تدفق سيول المهاجرين إليها من سورية، لدعوة الحكومات الأوروبية إلى التفكير بعقل بارد حول أولوية حفظ الاستقرار السوري كمصلحة أوروبية وسبل تحقيق ذلك، وبالتالي الاستعداد للتعاون الروسي الأوروبي لإطلاق مسار سياسي سوري يتأسّس على الانخراط مع الرئيس السوري بشار الأسد.
الحركة الروسية فتحت الطريق لمواقف أوروبية واضحة باتجاه الاعتراف بالحاجة إلى التحدث مع سورية من بوابتها الرئاسية، على رغم نجاح الضغوط السعودية الفرنسية في عدم منح هذه المواقف الصفة الأوروبية الجامعة، كما نجحت الحركة الروسية بفتح مسار الحلّ في أوكرانيا عبر التفاهم على قمة لدول النورماندي التي تضمّ ألمانيا وروسيا وفرنسا وبيلاروسيا مطلع الشهر المقبل لوضع قواعد الحلّ النهائي للأزمة الأوكرانية، مع مواصلة واشنطن محاولات المشاغبة بلعبة إقفال الأجواء أمام الرحلات الجوية الروسية نحو سورية، والحلّ الأوكراني سيعني إطلاق صفارة الحلّ اليمني الذي يبدو أنّ المفاوضات الدائرة في مسقط قد وصلت إلى وضع اللمسات الأخيرة عليه، باعتماد قرار مجلس الأمن بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية إطاراً مقبولاً لوقف الغزو وفك الحصار ووقف النار والدخول في مندرجات الحلّ السياسي. وتتناقل مصادر على صلة بفريقي الصراع السياسي هذه المعلومات على رغم كثرة الصراخ عن حملة عسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية عنوانه دخول صنعاء، يستعدّ لها الجيش اليمني ومعه اللجان الشعبية لجعلها الضربة القاضية التي ستضع حداً للأوهام السعودية وتجعل الحلّ السياسي أقرب.
في لبنان تطغى تداعيات جلسة الحوار الأولى وما سيليها من جلسات ينتظرها الكرّ والفرّ في غياب فرص التفاهمات على الملف الرئاسي، بينما تنتقل فرص التفاهمات إلى الحكومة الواقفة أمام امتحان النجاح في حلّ أزمة النفايات، وسط انشغال الأجهزة الأمنية بمعلومات عن وصول فريق أمني أردني متخصّص إلى بيروت مكلف بمهام خاصة تتصل بمخيم عين الحلوة وعرسال وتثير ريبة الأجهزة الأمنية من التسبّب بتوترات وجلب أخطار.
أبصرت خطة معالجة أزمة النفايات التي افتعلت من قبل النائب وليد جنبلاط في 18 تموز الماضي النور يوم الأربعاء، فالزرع في المجلس النيابي أثمر قطافاً في السراي ما جعل رئيس الحكومة تمام سلام الرابح الأول، لا سيما أن تيار المستقبل الذي أربكه الحراك الشعبي ربط عشية الجلسة بحسب أوساط سياسية لـ”البناء” المشاركة في الحوار بإيجاد حل لأزمة النفايات والتمديد لسوكلين 18 شهراً”. وإذا كانت جلسة الحوار الأولى كسراً للجليد بين القوى السياسية في فريقي 8 و14 آذار، فإن الأنظار تتجه إلى ما ستؤول إليه الجلسات المقبلة.
وأكدت مصادر مطلعة لـ”البناء” “أن حضور رئيس تكتل التغيير والإصلاح الجنرال ميشال عون طاولة الحوار أمس ومشاركة وزير التربية الياس بو صعب في جلسة مجلس الوزراء لتمرير ملف النفايات كان بمثابة بادرة حسن نية جديدة في تفعيل عمل المؤسسات من دون أن يكون في ذلك تخلٍ عن مطالبه السابقة والتي باتت معروفة للجميع في شكل واضح لدى جميع اللبنانيين، لكن يبدو أن الفريق الآخر يريد أن يلعب لعبة الوقت مجدداً لاستنزاف العماد عون، ويبدو أن العماد عون متنبه لهذا الأمر وأكد بحسب مصادر مطلعة أنه في اللحظة المناسبة سيأخذ الموقف الذي يقطع الطريق على المناورة تلك، بخاصة أن تسريبات بدأت تظهر أن الترقيات لرتبة لواء يمكن أن تشمل فقط أعضاء المجلس العسكري من دون تعيين قائد جديد للجيش”. وشددت مصادر مطلعة على “أنه إذا شعر العماد عون أنه سيكون هناك مماطلة في الترقيات لا سيما أن العميد شامل روكز يحال إلى التقاعد في 15 تشرين الأول، سيقاطع الحوار والحكومة”.
وغرد العماد ميشال عون عبر حسابه الرسمي عبر “تويتر”، قائلاً: “تنتهي العهود عندما لا يدرك الحكام أن التغيير والإصلاح أصبحا ضرورة… رحم الله الملك لويس السادس عشر وماري أنطوانيت”.
وأكدت مصادر قيادية في تيار المستقبل لـ”البناء” أن الجولة المقبلة من الحوار يجب أن تكون خريطة طريق للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، لافتة إلى أن مفتاح حل للأزمات هو انتخاب رئيس، ثم التخلص من الحكومة الحالية الفاشلة وتشكيل حكومة جديدة، فالتخلص من مجلس نيابي ممدد لنفسه مرتين”. ولفتت المصادر إلى “أننا لن نقبل أن نرهن الجمهورية للعماد عون”، مشيرة إلى “أن الملف الرئاسي مرتبط بملف إقليمي والحلول للقضايا الكبرى على طاولة الحوار من الصعب التوصل إليها في القريب، فأي تطور في لبنان سيكون مرتبطاً ببوادر الحل في سورية الذي لا يزال بعيداً وما يجري حالياً هناك هو تناتش الدول الإقليمية والغربية على حصصها في سورية”.
النهار : أين “السياسي” من “الشعبي” في رفض الخطة؟ بري: خذوها مني الحوار سيستمر ويُنتج
كتبت “النهار”: هل هو عود على بدء في ملف أزمة النفايات التي فجرت التحرك الاحتجاجي الواسع في البلاد ولما حان قطاف الحل أخيراً عاد التأزم الى المربع الأول؟
هذا ما أوحت به التحركات الارتدادية الأولية والفورية التي أُثيرت في مواجهة خطة وزير الزراعة اكرم شهيب الذي كلفه رئيس الوزراء تمام سلام انجاز خطة معالجة النفايات وبرمجة حلها المرحلي والمستدام، فما كادت تحظى بموافقة مجلس الوزراء في جلسته الماراتونية الاربعاء الفائت، حتى واجهت تمرد عدد من المناطق اعتصاماً واحتجاجاً ولا سيما منها الناعمة وعكار وصيدا ومرجعيون التي شملتها خطة الحل المرحلي لجهة المطامر والمكبات التي ستعتمد فيها. والواقع ان موجة الرفض “المناطقي” الفوري للخطة اثارت تساؤلات راوحت بين حدين: هل يمكن ان تنطوي هذه الموجة على تحريك سياسي يذكيها؟ ام تراها نتيجة ليقظة الاحتجاج الشعبية التي باتت ترفض كل ما يأتي من الحكومة والطاقم السياسي “الحاكم”؟
في حديث الى “النهار” غداة اقرار مجلس الوزراء الخطة، قال الوزير شهيب عن مشكلة الشارع الرافض للخطة: “في النهاية على الدولة ان تجد حلاً. وضعنا هذه الخطة بطريقة بيئية وعلمية باسرع وقت وباقل كلفة وعرضناها على الجمعيات واتحادات البلديات وسوف نناقش مضامينها مع كل الجهات المعارضة”. وسئل هل ترفع النفايات من الشارع، فأجاب: “لا يمكنني ان أعد بشيء فهذه عملية تكاملية ومطمر الناعمة لن يفتح لساعة واحدة ما لم تفتح المطامر الأخرى أبوابها وعلى الجميع ان يشاركوا في الحل كي ننجح ولا يمكن أحداً ان يحمل الحمل وحده”.
وأبدت مصادر وزارية بارزة قلقها الواسع من “اطلاق النار” المبكر على الخطة التي أقرها مجلس الوزراء، فكشفت لـ”النهار” ان ذلك ترجم أولاً بعدم موافقة وزيري “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” الياس بو صعب وحسين الحاج حسن على الخطة ولم يكن رد فعلهما عليها موضوعياً أو مستنداً الى اي تبرير منطقي أو خطة بديلة. ومما قاله الوزير الحاج حسن في ختام الجلسة: “أنا في الآخر أعترض”.
وأشارت المصادر الى ان الرئيس سلام سيكمل اتصالاته في شأن تسهيل تنفيذ الخطة، كما أن وزير الداخلية نهاد المشنوق سيجتمع مع رؤساء اتحادات البلديات لشرح الخطة. لكنها تخوفت من ان يؤدي الاستمرار في رفض الخطة الى اصابة صدقية الدولة بحيث يضطرها الامر الى محاولة فرضها، واذا عجزت عن ذلك سيكون الامر سلبياً للغاية. لكن بعض الاوساط السياسية المعنية بهذا الامر استبعد تطور الأمور الى حد احباط الخطة نهائيا وتوقع تمرير بعض الوقت لاقناع المعترضين عليها، علما ان الحوافز التي وضعت ضمن الخطة تشكل عاملاً مشجعاً لتليين قناة الاعتراض في المناطق المختلفة.
ودعا امس رئيس لجنة البيئة النيابية النائب مروان حماده اللجنة الى اجتماع العاشرة قبل ظهر الاثنين المقبل في حضور الوزير شهيب للاستماع الى عرض للخطة التي وافقت عليها الحكومة.
في غضون ذلك، لم تترك جولة الحوار الأولى في مجلس النواب انطباعات ايجابية عن المسار الطالع، خصوصا ان السجالات التي حصلت بين بعض الاقطاب المتحاورين طغت على مجمل خلاصات الجولة الاولى. لكن رئيس مجلس النواب نبيه بري وفي اول تعليق له على هذه الجولة وتقويمه لها، ردد أمام زواره “ان المتحاورين دخلوا الى الحوار بروح من الجدية وثمة عدد منهم اعد ما قاله على صفحات مكتوبة ومدروسة بعناية. وركزت المداخلات بالطبع على بند انتخابات رئاسة الجمهورية وكل من موقعه”. وأوضح ان “المشاركين كانوا لا يمانعون في اجراء الجلسة الثانية بعد ظهر اليوم نفسه للحوار لولا جلسة مجلس الوزراء. وثمة من اقترح ان تكون الثلثاء المقبل، ولم يحصل هذا بسبب انعقاد جلسة حوار “حزب الله” و”تيار المستقبل” في هذا اليوم، الى ان استقرت آراء الجميع على يوم الاربعاء المقبل”.
وكشف بري ان البيان الذي تلاه الأمين العام للمجلس عدنان ضاهر نصه عليه وتلاه أمام المتحاورين ونال موافقتهم.
الجمهورية :الحوار مستمرّ… وعاصفة إحتجاجات تُواجه خطّة النفايات
كتبت “الجمهورية”: فيما سَلك الحوار بين قادة الكتَل النيابية في ساحة النجمة طريقَه ولو بين حقول الألغام، بدا أنّ الطريق إلى تنفيذ خطة حلّ أزمة النفايات المقسَّمة إلى مرحلتين غيرُ معبَّدة جيّداً، وإذ بها تخطف الأضواءَ من الشارع ليترَكّز الاهتمام على سُبل تطبيقها وسط عاصفةٍ من الاحتجاجات التي هبَّت رفضاً للمطامر المقترَحة في المناطق.
على جبهة الحوار الذي انطلقَت الاستعدادات لجلسته الثانية الأربعاء المقبل، عبَّرَ رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره أمس عن ارتياحه إلى انطلاق هذا الحوار، مؤكّداً أنّه سيستمرّ وأنّ موافقة المتحاورين على تحديد موعد الجلسة الثانية الأربعاء المقبل كانت تأكيداً لرغبتهم في استمرار هذا الحوار على الرغم مِن سيلِ المواقف المتناقضة التي عبّروا عنها في الجلسة الأولى.
وقال برّي: “ليست لدينا أوهام في أنّنا سنتوصّل إلى نتيجة من الجلسة الأولى أو في الجلسات الثانية والثالثة وربّما الرابعة، والتباعد في المواقف يَشي بأنّ الحوار سيَطول حتى نصل إلى النتائج المرجوّة وفي المقدّمة موضوع رئاسة الجمهورية، فهذا البَند هو الأوّل وسيستمرّ البحث فيه حتى نتوصّل إلى اتفاق”.
وسَجّلَ برّي “إيجابيتين” حقّقهما الحوار: الأولى التئام مجلس الوزراء بحضور كلّ مكوّناته واتّخاذ قرار بحَلّ نهائي لأزمة النفايات، فما تقرّرَ مِن خطوات هو المرحلة الأولى من هذا الحلّ وستليها المراحل الأخرى وصولاً إلى الحلّ الشامل.
أمّا الإيجابية الثانية فكانت أنّ المتحاورين وافقوا جميعاً على موعد الجلسة الحوارية الثانية، وفي ذلك تعبير وتصميم لديهم على الاستمرار في الحوار”. وأشار بري الى “أنّ الجميع عبّروا خلال الجلسة عن مواقفهم بلا قفّازات وأنّ ما قيلَ عن سجالات حادّة ليس صحيحاً”.