إيلان … ودموع التماسيح
غالب قنديل
يضج العالم عويلا وصراخا لصورة الطفل السوري إيلان على الشاطيء التركي ويكتب المتباكون والبكاؤون كلمات تصف قلوبهم المفطورة والدامية بسبب مأساة تحمل بصماتهم فكل من ساهم في الخديعة الكبرى قبل اربعة أعوام هو شريك في الإثم والجريمة وفي إشعال حرب أرغمت جموعا من الشعب العربي السوري المتمسك بأرضه ووطنه على عبور المسالك الوعرة هربا وتسللا من جحيم ثورة مزعومة يقودها الأوباش وقطاع الطرق والمهربون والتكفيريون الوهابيون المتحدرون من ثمانين جنسية وقد بات أبرز شعار توجهه للناس “بالذبح جيناكم ” بينما انطلقت بوعد التوابيت واغتالت أئمة المساجد ودمرت المدارس والمستشفيات وتحولت بجل هيئاتها إلى عصابات تهريب وتجارة في السوق السوداء فحصد قادة كبار من ” الثوار” الملايين من تقاسم الأموال والهبات مع سماسرة الحملات الإغاثية الدولية والخليجية في تركيا والأردن ولبنان وصاروا تجار مواد غذائية وانخرطوا في شبكات النخاسة والبغاء المنظم على اكتاف مخيمات النزوح.
مأساة الهجرة والنزوح السورية هي من صنع الولايات المتحدة وحكومات الناتو جميعا وحكومات تركيا وقطر والسعودية والأردن وزمرة 14 آذار اللبنانية ووسائل الإعلام العالمية والعربية واللبنانية منها التي ما تزال حتى اليوم تروج للدجل المنظم بالفاتورة النفطية لتصف القتلة والإرهابيين بتعبير الثوار ولتواصل الضجيج والعويل والتزوير.
مأساة إيلان وعائلته على شواطيء المتوسط في تركيا التي مارس حكامها تمييزا عنصريا ضد السوريين ونهبوا معامل حلب وأشرعوا أراضي تركيا لمعسكرات التدريب وشبكات التهريب ولغرف العمليات بقيادة الجنرال ديفيد بيترايوس ومعها مآسي سواه من الضحايا الذين يقتلون كل يوم في سورية وجميع سيول الدموع والدماء داخل سورية وخارجها هي ثمرة الكذبة القذرة عن ربيع مزعوم وجميع الفذلكات السمجة والتافهة لتبرير هذه المأساة ولكتم المسؤولية التي تتحملها حكومات معروفة الأسماء والعناوين وكتاب ووسائل إعلام وقوى سياسية باعت الوهم وأغرقت سورية بويل طويل وشديد وعنيف عندما ساهمت في تغطية عدوان عالمي أداته عصابات الأخوان المسلمين ومعها زمر من محترفي التنفع السياسي والمرتزقة بيافطات كثيرة وجماعات التكفير الوهابية متعددة الجنسيات التي حشدت إلى سورية وسمي كل ذلك الويل ثورة في حمى خديعة الربيع المشؤوم .
إمسحوا دموع التماسيح واخرسوا ودعوا أرواحهم تمضي بسلام ولا تمسحوا سكاكينكم بجلودهم كما يفعل الذباحون الذين كانوا وما يزالون نخبة ثواركم يا تجار القباحة والوقاحة … هذا الكذب يجب ان يسقط وينتهي إلى الأبد فالخديعة السوداء فضحتها الأحداث وثواركم باتوا “داعش” و”النصرة” وتجمعات مرتزقة بألف اسم وراية وكل الخيوط تنتهي عند السيد الأميركي وشريكه الصهيوني فهما من يدير بقية الأدوار العربية والغربية والعثمانية المشاركة في الجريمة تمويلا وتسليحا وتحشيدا وتضليلا إعلاميا وسياسيا وقد بات المحرك الغربي متحدثا باسم ثورتكم الداعشية لا يحتاج إلى واجهات مرتزقة الفنادق التي تكبد عناء تركيبها وتنقل بها بين العواصم فغارت أسماء وأسماء مثقلة بملايين العطايا في منتجعات النسيان.
لكل من يشغله بحق ما تعانيه سورية وتقلقه المعلومات والوقائع المؤلمة عن مأساتها وعذابات أبنائها الذين شردهم حلف العدوان : شعب سورية الصامد البطل يقاوم عدوانا استعماريا لا حل سياسي فيه غير انتصار الشعب المقاوم والجيش المقاوم والقائد المقاوم وهو عدوان يستهدف استقلال سورية الوطني وخيارها التحرري وموقعها الحاسم في مجابهة الاستعمار والصهيونية ونقطة على السطر.
لمن تشغله زحمة المبادرات والاتصالات الدائرة بين معسكري الحرب العالمية …حلفاء سورية يقفون معها بكل ثبات وقوة فهي وهبتهم بصمودها قوة كبيرة يحصدون ثمارها تباعا وهم يقدمون كل ما ملكت أيمانهم من مقدرات الصمود في معركة سورية التي هي معركة احرار العالم من اجل مستقبل العالم.
حلفاء سورية الكبار وخصوصا في روسيا الصديقة وإيران الشقيقة يدركون جيدا أن للسياسة ودورها في إنقاذ سورية طريق واحد هو تجفيف موارد الإرهاب ووقف التهريج والكذب في وسائل الإعلام التي تمثل جزءا رئيسيا من منظومة العدوان ولا شيء غير ذلك يعجل في وقف النزيف وينهي مسيرة الآلام السورية.. ما ينصف أرواح الضحايا وآلام المعذبين اليوم قبل الغد هو فقأ عيون جميع من شاركوا في الخديعة وزعموا ان ما دبر في ليل الخداع البهيم كان ثورة وهم يواصلون بالأجرة زعمهم رغم كل ما تكشف من حقائق فهم شركاء في هدر كل قطرة دم سورية على أرض سورية وخارجها.