مركز عزمي بشارة في قطر والسفارة الاميركية وراء الحملة على نصرالله رضوان الذيب
لا يختلف اثنان حسب مصادر سياسية متابعة بشكل دقيق للحراك المدني، الا الاشادة بالتحرك الشبابي المحق والمطلوب والمدعوم من قبل معظم الناس جراء الازمات المتراكمة التي يعاني منها اللبنانيون نتيجة ازمات الكهرباء الى الماء الى البطالة وصولا الى الطامة الكبرى في النفايات، ويتحمل نظام الفساد والمحاصصة والطبقة السياسية الذي حكمت لبنان خلال الـ 25 سنة الماضية مسؤولية هذه الازمات جراء السياسات الاقتصادية ودفع اكثر من 300 مليار دولار على الطرقات والكهرباء والنفايات، ورغم ذلك فلا كهرباء ولا طرقات ولا غيرها، والخدمات دون الصفر، مما اوصل لبنان الى ازمة ديون تجاوزت الـ 70 مليار دولار مع دفع فوائد هذه الديون والتي تصل الى مليارين ونصف مليار دولار سنوياً، وبالتالي فان الموازنة اللبنانية قائمة على رواتب وفوائد ديون و10% للمشاريع والانتاج وهذا ما دمر لبنان، ويتحمل فريق سياسي معروف النتائج جراء اعتماده هذا النهج الاقتصادي وهو المسؤول عما آلت اليه الاوضاع في البلاد.
وفي المقابل، فان لبنان وحسب المصادر السياسية كان يحكمه مشروعان منذ العام 1990، المشروع الاقتصادي والذي اوصل البلاد الى ما وصلت اليه ومشروع المقاومة الذي حرر الارض وصان العرض ودحر الاسرائيلي عن الارض اللبنانية، وهذا ما اعطى قوة ومناعة للبنان دون اي تكاليف على الخزينة اللبنانية وحتى نتائج القصف والدمار في القرى لا يمكن مقارنته بما صرف من اموال على المشاريع التحتية من هاتف ونفايات وطرقات معظمها ذهب هدراً.
وبالتالي فان من حق المتظاهرين المطالبة بهذه الامور المرفوعة منذ العام 1990، ولم تتحق جراء سياسات خفية وبالتالي فان مطالب الحراك المدني مشروعة ولا يختلف عليها اثنان، علما ان لا احد يخفي ان كل الاموال التي جاءت الى لبنان والمشاريع اتي انطلقت تمت في اوج انجازات المقاومة لتحرير الارض.
واذا اجريت مقارنة بين المشروعين حسب المصادر السياسية فان النتائج واضحة فالمقاومة انجزت تحرير الارض والمشروع الاقتصادي اوصل البلاد الى ما وصلت اليه.
وتدعو المصادر السياسية الى اعلان الحقائق بوضوح والمقارنة بالمشروعين، مشروع اقتصادي دمر لبنان يجب محاسبة المسؤولين عنه، ومشروع المقاومة الذي انجز التحرير، وبالتالي لماذا يريد البعض تجاهل الحقائق وعدم اعلانها للناس وبالاسماء وهذه مسؤولية منظمي الحراك بتضييع الحقائق وتجهيل الفاعل، وبالتالي من المعيب ان يتم وضع اسم قائد المقاومة والتحرير السيد حسن نصرالله الى جانب صور الفاسدين المشبوهين، وقيادة حملة اعلامية مرئية تحديداً وتشويه صورته ووضع المسؤوليات في سلة واحدة.
وحسب المصادر السياسية، فان على مروجي حملات التشويه ان يقولوا الحقائق وهم يعلمون ان حزب الله لم يدخل الى الحكومات الا بعد العام 2005 ولاسباب معروفة وتحديداً سياسية وبهدف تحصين المقاومة سياسياً في وجه الحملات التي تستهدفها. كما ان وزراء الحزب نالوا وزارات ثانوية وقضوا طوال حكومة السنيورة معتكفين، وبالتالي من الظلم تحميلهم المسؤولية كما الآخرين والهجوم عليهم في ملفات ليسوا مسؤولين عنها، فالسيد نصرالله قال بوضوح عام 2000 و2006 ان هذين النصرين هما لكل لبنان ويجب ان يشكلا المقدمة لبناء الدولة العادلة والقوية، وتحدث في الكثير من المناسبات عن الفساد وضرورة المحاسبة، وهو بالاساس ابتعد عن الملفات الداخلية كي لا يثير الحساسيات مع القوى الاخرى حرصاً على ابقاء كل جهوده منصبة على تحرير الارض وطرد التكفيريين.
وتضيف المصادر السياسية، على منظمي «الحراك المدني» اعلان الحقائق وقول الاسماء دون مواربة عن كل ملفات الفساد، وهم يعرفون ان حزب الله لا يرتبط اسمه باي ملف فاسد، وهذا باعتراف السفراء الاجانب وممثلي المنظمات الدولية الذين دققوا في ملفات الوزارات التي استلمها الحزب ولم يجدوا شيئا. هذا الكلام حسب المصادر السياسية هو نتيجة حرص فريق كبير من اللبنانيين على «الحراك المدني» وتحصينه كي لا يضيع في الزواريب السياسية وسعي بعض الجهات المشبوهة الى اخذ التحركات في الاتجاهات التي تريدها واستغلال نوايا شباب الحراك المدني دون ان يكون للشباب المندفع معرفة بالمحركين.
ولذلك ينبغي السؤال عن القوى والشخصيات التي تقف وراء بعض الحراك ومن هو الممول؟ ومن الذي يدفع لوسائل الاعلام لتغطية هذا الحدث بالشكل اللافت وهذه مسائل لا يمكن تجاهلها ولا بد من التمحيص والتدقيق فيها والتوقف عند ما يجري خلف الستار.
واشارت المصادر السياسية ضمن التحرك هناك مسائل نافرة لا يمكن تجاهلها ومنها الحملة الوهمية التي تحمل شعار «كلهم يعني كلهم» والتي تتلاقى مع حملة عالشارع، والتي تشمل جميع المسؤولين في توجيه اتهامات الفساد لهم دون تمييز وتحديدا المسؤولين الوطنيين عن غيرهم من الفاسدين. وهذا امر مشبوه ويدل على اجندة خفية لدى الذين يهيجون الشارع في هذا الاتجاه وتتركز هذه الاجندة على ضم اسم رمز قومي وعربي واسلامي وشريف ونظيف وحمى لبنان هو الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى اسماء جوقة الفاسدين وقد برز ذلك بالتركيز على صورة السيد نصرالله وابرازها في الحلقة المباشرة التي قدمتها احدى المحطات التلفزيونية وصولا الى التصريحات المتكررة من قبل مسؤولي بعض الحملات المشاركة في الحراك والتي تبرز اسم السيد بشكل مقصود ومحدد.
وهنا يأتي السؤال: وحسب المصادر السياسية، ولماذا التركيز على السيد نصرالله ومن يدفع في هذا الاتجاه وبأي هدف والجواب واضح وبسيط… ان الحملة معروفة وليست جديدة ودفعت عليها مليارات الدولارات لتشويه صورة حزب الله والسيد شخصيا وتقف وراءها السفارة الاميركية ومركز عزمي بشاره ممثلا للقطريين واللذين يلعبان دورا كبيرا واساسيا في اخذ الحراك الى الجهة التي يريدونها بحيث يتم محاصرة الناشطين الوطنيين سواء من اليسار او من الحزب الشيوعي او فريق الوزير السابق شربل نحاس الذين يريدون ان يقودوا الحراك باتجاه تحقيق المطالب الاجتماعية دون الانحراف عن الوجه الوطني يقابلها اطلاق يد ناشطين في المجتمع المدني الذي يبدو واضحا ان لديهم هدفا مختلفا.
وتدعو المصادر السياسية قادة الحراك الى الاستفادة من اخطاء الايام الماضية لتحصين الحراك والابتعاد عن الاستفزاز واحترام شعور الناس ومبادئهم والابتعاد عن جواسيس السفارات فالمطالب التي رفعتها «طلعت ريحتكم» امس وتحديدا على صعيد المطالب الاجتماعية جيدة وعليهم تطويرها باتجاه قانون انتخابي عادل على اساس النسبية والتركيز على مطالب الناس وحسب المصادر السياسية فان الدعوة الى تظاهرة يوم 9 ايلول ذكرى موعد عقد طاولة الحوار هو توقيت استفزازي ومشبوه قد يؤدي الى ردة فعل فريق كبير من اللبنانيين.
تدعو المصادر قادة الحراك الى طلوع السلم درجة – درجة وشطف الدرج لا يبدأ من تحت فالمطلوب مطالب تحاكي اوجاع الناس بعيدا عن الاستقرار السياسي كرمى لاجندة خارجية وتحديدا… «لموزة» اميرة طيور الظلام وعزمي بشارة وهذا لن يحقق اي شيء وسيسنف كل هذا الحراك علما ان المندسين لتخريب الحراك نوعان الزعران والمرتبطون بالخارج وهما وجهان لعملة واحدة، فيما دعوة «طلعت ريحتكم» للتظاهر بالتزامن مع دعوة بري للحوار توقيت مشبوه وسيؤثر سلبا على الحراك ورقعة المتصدين له وربما ضياع مطالب الحراك في الزواريب.
(الديار)