المسلّحون يتحصّنون في الصواغية الفوعة وكفريا إلى السلاح علاء حلبي
لليوم الثالث على التوالي تعاني كفريا والفوعة المحاصرتان في ريف إدلب من قصف عنيف ومتواتر من قبل الفصائل المتشددة، التي تحاول اقتحام القريتين اللتين يقطن فيهما نحو 40 ألف مدني ينتمون لأقليات طائفية، الأمر الذي زاد من نزيف القريتين، خصوصاً بعد انسحاب القوات المدافعة عنهما إلى خطوط خلفية بعد سيطرة فصائل «جيش الفتح»، الذي تقوده «جبهة النصرة»، على منطقة الصواغية الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات في الشمال الشرقي للفوعة.
مصدر أهلي تحدّث إلى «السفير» عبر اتصالات عدة نتيجة ضعف شبكة الاتصال الخلوي وانقطاع الخطوط الأرضية، موضحاً أن القريتين تعيشان في الوقت الحالي في استنزاف دائم، خصوصاً بعد سقوط الصواغية التي كانت تضم أراضي زراعية كان يقتات عليها المحاصرون في القريتين منذ نحو خمسة شهور.
وأشار المصدر إلى أن المستشفيات الميدانية امتلأت بالجرحى جراء القصف العنيف الذي يطال القريتين، وسط فقدان للمواد الطبية والغذائية وحتى مياه الشرب، من دون وجود أرقام دقيقة لعدد القتلى أو الجرحى بسبب استمرار القصف.
وفي حين انخفضت وتيرة الاشتباكات بعد انسحاب القوات المدافعة عن القريتين من منطقة الصواغية، ذكر مصدر ميداني أن الفصائل المتشددة قامت بالتمركز في الصواغية، وحصنت مواقعها، في حين شن الطيران الحربي غارات عدة على مواقع المسلحين، الأمر الذي تسبب بمقتل عدد منهم، في حين قامت طوافات الجيش السوري برمي ذخيرة وأسلحة وبعض المؤن الغذائية للسكان المحاصرين.
وأكد المصدر الأهلي، خلال الاتصال الهاتفي، أن القصف ما زال مستمراً وبشكل عنيف، الأمر الذي تسبب بدمار كبير في القريتين. وتقدر مصادر أهلية نسبة الدمار في الفوعة وكفريا بنحو 70 في المئة من المنازل السكنية والبنى التحتية، الأمر الذي يعني أن القريتين أصبحتا منكوبتين.
وعلى الرغم من قول مصدر معارض أن الفصائل المتشدّدة لن تقوم باقتحام القريتين لأسباب عدة، أبرزها أن القوات الموجودة فيها ستقاتل بشراسة، كونها تقاتل عن وجودها ووجود عائلاتها، إضافة لحسابات سياسية، فإنه أشار إلى أن الهجوم الأخير، والقصف المتواتر، يهدف إلى زيادة الضغط على المفاوضين من أجل تحقيق مكاسب في قضية الزبداني ومضايا، والتي فشلت فيها المفاوضات حتى الآن.
إلى ذلك أكد مصدر ميداني في الفوعة، خلال اتصال هاتفي، جاهزية القوات للدفاع عن أراضيها ووجودها وأهلها، موضحاً أن «هذه الحرب فرضت علينا، نحن نقاتل عدواً يرانا كفرة ويجب قتلنا». وأضاف «في حال تمكّن التكفيريون من اختراق قريتينا ستقع مجزرة كبيرة بحقنا وبحق أهلنا، لذلك لا سبيل لنا إلا القتال والصمود، وهو ما نقوم به»، موضحاً أنه وبعد الهجوم الأخير على منطقة الصواغية استنفر جميع الشبان الموجودين في القريتين، وجميع مَن يتمكن من حمل السلاح للدفاع عن الوجود، في وقت تعيش فيه العائلات في الأقبية، وتقتات فتات الطعام.
وقال مصدر عسكري، لوكالة الأنباء السورية ـ «سانا» إن «الطيران الحربي نفّذ غارات مكثفة على تجمّعات وأوكار للتنظيمات الإرهابية التكفيرية في بلدات الصواغية وبنش وكللي وجنوب زردنا ومحيط الفوعة». وأكد أن «الغارات أسفرت عن تدمير عربة وآليات عدة ومرابض هاون، كان إرهابيو جبهة النصرة وأحرار الشام يستخدمونها في استهداف كفريا والفوعة، حيث ارتقى ستة شهداء أمس (الأول) جراء سقوط عشرات القذائف الصاروخية».
(السفير)