كل شيء لديه في رأسه: أوري سفير
تندفع الدولة هذه الايام في مسار الصدام الجبهوي مع حليفتنا الاستراتيجية الاهم، لدرجة تحطيم مصالح أمنية رفيعة المستوى. القاطرة، أي رئيس الوزراء، يعرف هذا جيدا، فهو يعرف الولايات المتحدة بما يكفي كي يعلم بان لهذه المعركة ضد الرئيس اوباما لا يوجد أي أمل.
أما إذا كان فهيما بما يكفي كي يفهم بان اتفاق القوى العظمى مع إيران هو على الاقل أهود الشرور، فصعب ان نعرف. لنتنياهو حساباته، التي يتحدث فيها في اقصى الاحوال مع نفسه، في ليالي شارع بلفور الدافئة.
في نظر نتنياهو فان اسم لعبة العلاقات الدولية لاسرائيل هي «اسرائيل ضد باقي العالم»، او على حد قول غولدا مائير، «العالم كله ضدنا». والحساب هو: كل مواجهة دولية تساوي 5 في المئة أخرى على الاقل في سلم مينا تسيمح.
وعليه، فمسموح برأيه على حد سواء ان يقيم حلفا مع الحزب الجمهور ضد الرئيس الأمريكي والحزب الديمقراطي، ومسموح ايضا تجنيد اللوبي اليهودي في أمريكا للصراع ضد رئيسهم ايضا. وفي نهاية المعركة، حتى لو تغلب اوباما على معارضيه، فمرة اخرى ستدخل 5 في المئة إلى صندوق شعبيته، و10 نقاط اخرى في سلم شلدون ادلسون.
نتنياهو على قناعة، وعن حق على ما يبدو، بانه رغم الضرر في العلاقات المتوترة مع البيت الابيض والديمقراطيين، فان اسرائيل ستحظى برزمة تعويضات امنية، وانه سيتمكن في احد الايام من التقاط الصور له مع بطاريات اخرى من القبة الحديدية، ومرة اخرى 5 في المئة في سلم مينا تسيمح.
لعل الحساب الاساس لرئيس الوزراء هو الامتناع عن كل حراك في الموضوع الفلسطيني (في اقصى الاحوال مع حماس فقط)، بما في ذلك في ضوء الابتعاد عن الأمريكيين؛ الاهم هو مواصلة توسيع المستوطنات، وتجميع 10 نقاط اخرى في سلم بينيت لتعزيز الائتلاف اليميني.
اوباما، على أي حال ملت نفسه من التدخل في ما كان ذات مرة مسيرة سلمية، وفي نظر نتنياهو سيصبح قريبا اوزة عرجاء، إلى أن يستبدل بمعونة شلدون ادلسون بمرشح جمهوري.
واذا تدخل الاتحاد الاوروبي في صالح دولة فلسطينية واتخذ خطوات عقابية في سياق البناء في المستوطنات سيكون بوسعه دوما أن يتوجه إلى الضمير غير الهاديء لانجيليا ميركيل لقمع الخطوة.
وهو قلق من غابي اشكنازي اكثر من كل هذا، وهنا ايضا في اقصى الاحوال سيتوجه إلى بوجي هيرتسوغ ليقيم حكومة واسعة، كل الطريق نحو حكم نتنياهو الخامس.
لا ينبغي الاستخفاف بحسابات الشعبية والبقاء لدى نتنياهو. ففي هذا هو فنان عظيم. المشكلة الاصعب تتعلق بمستقبل الدولة. اسرائيل، في الصدام مع الادارة الأمريكية، مع الحزب الديمقراطي ومع جالية يهودية منقسمة، تجد نفسها في أزمة سياسية ـ أمنية غير مسبوقة.
اسرائيل توسيع المستوطنات وآييلت شكيد، المسؤولة عن سلطة القانون وقيمها، هي اسرائيل تفقد رسالتها وضميرها الاخلاقي. وعليه، فمثلما يحذر الاستخفاف بنتنياهو وكفاءاته، محظور ايضا أن يزوغ بها بصرنا، إذ أن هذه تستهدف خدمته قبل كل شيء آخر.
معاريف