الكيان الصهيوني: جبهة الجولان ودعم الإرهابيين والسعي للشريط العازل حميدي العبدالله
بات واضحاً أنه في كلّ مرة قام العدو الصهيوني باعتداء عسكري على سورية، تكون الذريعة، كما عبّرت عن ذلك تصريحات المسؤولين وإعلام العدو، منع فتح جبهة جديدة ضدّ الكيان الصهيوني في الجولان.
لا تنكر الدولة السورية، ولا المقاومة اللبنانية العمل من أجل خلق شروط ولادة مقاومة عسكرية على خط وقف إطلاق النار في الجولان، أولاً لأنّ سورية لديها أرض محتلة، وهي كانت دائماً تفكر بأنجع الطرق لاستعادة هذه الأرض المحتلة، من المفاوضات السياسية إلى الحرب كما حدث في تشرين عام 1973، وبالتالي الدولة السورية، مدعومة من المقاومة، لا يمكنها تجاهل دروس تجارب الصراع مع العدو الصهيوني، ولا سيما الدروس المستخلصة من تجربة المقاومة في لبنان.
لكن بكلّ تأكيد إنّ أولويات الجيش السوري والدولة السورية، هي أولويات بينها المقاومة، تنصب اليوم على تطهير سورية من الإرهابيين الذين ينفذون سياسة العدو الصهيوني في استنزاف وإضعاف الجيش والدولة السورية، ومن الصعب على أيّ جيش في العالم، مهما كانت قدراته، أن يواجه جيشاً يحظى بدعم دولي وإقليمي، ويحظى بدعم الجماعات الإرهابية المسلحة في سورية التي تحاصر الكثير من مواقع ووحدات الجيش السوري، من الصعب على الجيش السوري في ظلّ هذا الواقع خوض حرب مع العدو، إلا إذا فرضت عليه فرضاً، ولذلك ليس من مصلحته فتح جبهة الجولان الآن، وإذا كان هناك من تحضير لهذه الجبهة، واحتمال اندلاع مواجهة عبرها، فهذا يأتي رداً على الاعتداءات «الإسرائيلية» المستمرة على الجيش السوري ومواقعه، وعلى سعي العدو لإقامة حزام أمني يشبه الحزام الأمني الذي أقامه في جنوب لبنان.
لكن العدو الصهيوني يتذرّع بسعي الدولة السورية والمقاومة اللبنانية وإيران لبناء بنية تحتية مقاومة ورادعة، كمبرّر لشنّ اعتداءات في توقيت يخدم مصالح العدو الصهيوني واستطالاته المتمثلة بالمجموعات المسلحة، وهذا ما يفسّر توقيت شنّ الاعتداءات الصهيونية التي تتزامن عادة مع تقدّم يحققه الجيش وحلفاؤه على الجبهات الأكثر أهمية في سورية، في محاولة مكشوفة من العدو لإطالة أمد حرب الاستنزاف ضدّ الدولة والجيش السوري، والسعي لإنهاك المقاومة وإشغالها بجبهات جانبية عن الاستعداد للصراع مع جيش الاحتلال.
(البناء)