عن ردّ منظومة المقاومة والممانعة على العدوان «الإسرائيلي» الجديد حميدي العبدالله
لم يكن الاعتداء الذي قامت به قوات الاحتلال «الإسرائيلي» في القنيطرة يستهدف فقط المنشآت العسكرية والمدنية السورية، ولم يكن فقط اعتداءً على سيادة الجمهورية العربية السورية، بل كان أيضاً اعتداءً صريحاً على مجمل منظومة المقاومة، على الأقلّ هذا ما صرّح به قادة العدو وإعلامه الذين زعموا أنّ الاعتداء استهدف مجموعة تابعة للجهاد الإسلامي، كما زعموا أنّ هذه المجموعة تلقت أوامر إطلاق الصواريخ على الجليل المحتل من قبل إيران.
بديهي القول إنه منذ عام 2013 لم يعد أيّ اعتداء على سورية من قبل جيش الاحتلال «الإسرائيلي» يستدعي رداً من سورية وحدها، بل دائماً كان الردّ من منظومة المقاومة والممانعة بالتنسيق والتضامن.
وتجارب الردّ على الاعتداءات «الإسرائيلية» منذ عام 2013 التي شاركت فيها المقاومة اللبنانية باسم أطراف المنظومة مجتمعة، برهنت على حقيقتين لا بدّ من أخذهما بعين الاعتبار عند مناقشة احتمالات الردّ من قبل هذه المنظومة على العدوان الصهيوني الأخير في القنيطرة.
ـ الحقيقة الأولى، أنّ هذا الاعتداء لن يبقى من دون ردّ عاجلاً وليس آجلاً، والمقصود بعاجلاً لا يعني إهمال أو تجاهل التحضير للردّ، وانتخاب الزمان والمكان على نحو لا يجعل منظومة المقاومة تستدرج إلى ما يخطط له العدو. منذ عام 2013 جميع اعتداءات جيش العدو الصهيوني على سورية حظيت بردّ عاجل وفعّال ورادع، ولولا تلك الردود لما تمّ لجم شهية العدو في تنفيذ المزيد من الاعتداءات، ولا سيما تلك التي لها صلة بتوفير الدعم للمجموعات الإرهابية عندما توشك على الانهيار في هذه الجبهة أو تلك من جبهات الحرب على سورية.
ـ الحقيقة الثانية، أنّ منظومة المقاومة مجتمعة، تدرس وتختار زمان ومكان الردّ العاجل بما يبعث برسالة حازمة للعدو الصهيوني، رسالة تجعله يعيد النظر في حساباته وينضبط تماماً بمتطلبات معادلة الردع الجديدة التي أرستها منظومة المقاومة على قاعدة وحدة الجبهتين السورية واللبنانية، والتي تحدّث عنها أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. مثلاً عندما وقع الاعتداء الذي عرف باعتداء القنيطرة لم يكن الردّ انفعالياً بقصف مواقع العدو في الجولان فوراً، بل درست المنظومة المعطيات واختارت الزمان والمكان، وكان الزمان بعد أيام من العدوان والمكان مزارع شبعا وليس الجولان، وكثير من الاعتداءات الصهيونية الأخرى تمّ الردّ عليها منذ عام 2013 ولكن عبر هذا الأسلوب الجديد في اختيار الزمان والمكان المناسبين.
في ضوء هذه الحقائق فإنّ منظومة المقاومة والممانعة ستردّ، وسيكون الردّ عاجلاً وليس آجلاً، ولكن منظومة المقاومة والممانعة وحدها التي تختار زمان ومكان الردّ وتجارب الردّ على الاعتداءات منذ عام 2013، ردّت الاعتبار لهذه المقولة التي كانت قد فقدت معناها في السابق.
(البناء)