التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 21/8/2015
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن وحدة
“رصد النخب الفكرية”
في
مركز الدراسات الأميركية والعربية
المقدمة
الاتفاق النووي الايراني لا يزال يتربع على صدارة المشهد السياسي والفكري الاميركي، كما تبينه تغطية مراكز الابحاث المختلفة.
سيتناول قسم التحليل ابرز مرشحيْن في الحزبين، الديموقراطي والجمهوري، وما يتمتعان به من خصوصيات وميزات وكذلك بما يحمله كل منهما من اعباء قد تهدد مستقبل فوز اي الحزبين في الانتخابات الرئاسية.
سجل دخول دونالد ترمب السباق الرئاسي ارتياحا لدى قطاعات شعبية واسعة، لمخاطبته العواطف والطموحات بمفردات سياسية غير مقيدة بتقاليد الكياسة الديبلوماسية، وتأييده “مرحليا” كونه يشكل ترجمة صريحة لبرنامج الحزب الجمهوري المتشدد ويعزز العنصرية ضد الاخرين.
هيلاري كلينتون هي الاقوى انتخابيا، بيد انها دخلت في صراع احادي الجانب مع خصوم اشداء في الحزب الجمهوري تجمعهم غريزة الانتقام والثأر من شخصها وسجلها السياسي؛ وبدأت تتعثر في حملتها واحتمال دخول نائب الرئيس جو بايدن السباق في حال قرر قادة الحزب ان حظوظها اضحت مقيدة في افضل الاحتمالات.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
ايران:
حث مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية معارضي الاتفاق النووي، في الحزبين، الالتفات الى “وضع الاتفاق حيز التنفيذ عوضا عن حشد الجهود للتغلب على قرار الفيتو او الانقسام الحزبي الراهن الذي لا يحقق شيئا للمصالح الاميركية.” وطالب الطرفين النظر الى “حجم الضرر الذي سيلحق بمصداقيتهما وتعميق الشرخ الشعبي لاعتبارات حزبية صرفة على حساب المصالح القومية.” ونبه الطرفين ان دخول الاتفاقية حيز التنفيذ سيؤدي الى “ابلاغ ايران انه لا يتوفر خيارات افضل منها .. وان الولايات المتحدة عازمة الوقوف الى جانب حلفائها.”
زعمت مؤسسة هاريتاج ان الاتفاق النووي مع ايران “سيعزز فرص نشوب حرب في المنطقة .. ولا يؤدي وقف ايران جهودها للحصول على سلاح نووي.” واضافت ان التحدي على المستوى الاقليمي “لا يمكنه ان يكون اشد وضوحا .. فايران ماضية لبلوغ المرتبة النووية، ان ليس قريبا، بل خلال 15 عاما على الاقل.” وحذرت صناع القرار من ان حلفاء اميركا في “السعودية وتركيا لن تقفا مكتوفتي اليدين .. وما هي الا مسالة وقت حتى يتم تطوير قدرات نووية ذاتية لكل منهما، مما سيفاقم التوترات الاقليمية الى ابعد مدى.”
اعتبر معهد المشروع الاميركي الاتفاق النووي بانه يمهد “لتطوير العلاقات العسكرية الاميركية السعودية،” ولا ينبغي تفسير توجهها لعقد صفقات تسليحية مع كل من فرنسا وروسيا الى ابعد من كونها “جهود ديبلوماسية لتنمية فرص الشراكة معهما كرسالة عدم رضى عن سياسة ادارة الرئيس اوباما في الاقليم .. رغم ان توجهات الرياض نحو موسكو لا تدل على تحول هام في اعادة اصطفاف سياسي معتبر.” وذكرت المؤسسة بان حصة السلاح الاميركي تبلغ 80% من السوق السعودية، والتطورات الاقليمية “تشير الى زيادة الانفاق السعودي على السلاح، على الارجح، والتي ستذهب في معظمها الى شركات الاسلحة الاميركية.”
زعم المجلس الاميركي للسياسات الخارجية ان الاتفاق النووي لن يقفل كافة الابواب امام ايران للتسلح النووي، بل “سيبقي الباب مشرعا على مسار سري – انتفع من برنامج كوريا الشمالية .. واللتين ترتبطان بمساعي تطوير صواريخ مشتركة منذ عام 1985 لانتاج صواريخ سكود-ب التي يبلغ مداها 300 كلم.” ومضى بالقول ان ترسانة كوريا الشمالية الصاروخية والنووية “تشكل الهاما لكافة النشاطات الايرانية في مجال الصواريخ الباليستية، والتي انتجت بفضلها صواريخ شهاب 3 و 4، التي دخلت الخدمة الميدانية، ونماذجها المتطورة الاخرى من الجيلين الخامس والسادس قيد التجربة.” واردف مؤكدا ان البلدين “يعتقد بسعيهما المشترك لانتاج صاروخ عابر للقارات يحمل رؤوسا نووية متفجرة.”
المغرب:
اعرب معهد كاتو عن اعتقاده بتنامي وتجذر حركة الحقوق المدنية في المغرب والتي “استطاعت تسجيل بعض الانتصارات التكتيكية الهامة في السنوات الاخيرة .. كنتاج لحملة الليبرالية السياسية التي شرع بها العاهل السابق الحسن الثاني.” واوضح ان الحكومة المغربية “تمارس قدرا اقل من التحكم” بشؤون المواطنين “ووفرت فضاء اوسع للنشاط الاجتماعي وحرية التعبير.” ومضى بالقول ان “ظهور صحافة مستقلة اسهم في اعلاء الاصوات الليبرالية .. بيد انها مطالبة بتوحيد الجهود، والانخراط في نشاطات السوق والاتصالات.” واوضح ان الحركة الشابة “ينبغي عليها اجراء تفاوض مع النظام الملكي عوضا عن الصدام معه، بغية اقناعه تدريجيا على زيادة مساحة الحريات الفردية عبر انتهاج تفسير ليبرالي للاسلام.”
تركيا:
لفت معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى الانظار الى حالة الترقب والانتظار وعدم التيقن من مستقبل السياسة التركية، في ظل احجام حزب العدالة والتنمية عن تشكيل حكومة ائتلافية مع خصومه من الاحزاب الاخرى. واوضح المفارقات الشديدة بين مواقف الحزب الحاكم والاحزاب الاخرى فيما يتعلق “بسورية ومحاربة داعش .. اذ تتمثل اولوية العدالة والتنمية في الاطاحة (بنظام الرئيس) الاسد، وستبقى حائرة ومشتتة التركيز في محاربة الدولة الاسلامية في ظل حكومات مقبلة تحت سيطرتها.” واضاف انه بالمقابل فان “حزب الشعب الجمهوري قد يتوصل الى صيغة تعايش مع نظام (الرئيس) الاسد ..” بينما تعتبر الاحزاب الاخرى اولوياتها في مكان آخر مثل مستقبل التركمان في سورية، واوضاع الكرد في سورية ايضا.
افغانستان:
اعتبر معهد الدراسات الحربية ان مهام بسط الأمن تزداد تعقيدا في اعقاب اعلان “وفاة الملا عمر وصعود نجم الدولة الاسلامية .. بل سيكون من الصعب على القوات الدولية الحفاظ على المستويات الراهنة من الاستقرار.” واضاف ان التحديات التي تواجه تلك القوات تتمثل في “بروز عدد من القوى المسلحة، التي تشكل التهديد الاكبر لقدرة الحكومة الافغانية بسط سيطرتها وتحقيق الأمن في المستقبل القريب.” واوضح ان الانشقاقات داخل حركة طالبان “تؤدي الى تحقيق الدولة الاسلامية انجازات في ميادين دولية اضافة للساحة الافغانية .. كما ان حالة الاحباط بين المقاتلين الراهنة قد تؤدي الى انشقاقهم باتجاه الانضمام للدولة الاسلامية وادامة النشاط مع الخلافة العالمية للدولة الاسلامية.” واعرب عن عميق قلقه من قدرة “الدولة الاسلامية استيعاب تلك المجموعات القتالية التي اعطت ولاءها للملا عمر خارج الساحة الافغانية، وتقف على عتبة زيادة الحضور العالمي لها.”