لا مناص من دخول الجيش إلى القدس:دان مرغليت
لا يستطيع أي يهودي القفز من الصدمة النفسية التي أصابته عند رؤية الصور الدموية أمس في شارع أجاصي في منطقة هار نوف في القدس. الذكرى والتداعيات قوية جدا. العالم ايضا فهم أنه يجب الاستنكار، وبالطبع الغرب إستنكر، بل وحتى أبو مازن واعضاء الكنيست العرب ووزير خارجية البحرين.
من وصل إلى المكان شعر أن الامر ليس مجرد سقوط ضحايا كما في حروب اسرائيل. فهم ليسوا جنودا في الحرب، ليسوا متدينين وطنيين مثل آباء وأمهات الشباب الثلاثة الذين تم خطفهم وقتلهم في حلحول وليست الفتاة التي تم قتلها هدسا في ألون شفوت.
جنازة ثلاثة من اربعة حاخامات كانت مؤلمة، ولكنها مختلفة. جمهور آخر، طلاب المدارس الدينية يعرفون بعضهم البعض، وبدون الزي العسكري، باستثناء مراسل اذاعة الجيش، وغضب كبير.
الطواقم الاجنبية شعرت بذلك ايضا، حتى التلفاز البرازيلي جاء إلى الكنيس. البنات الحريديات خرجن إلى الشارع ولم يستمعن للقائمين على النظام. مجزرة في المساء ومجزرة في الصباح. هذا ما كتبوه عن القاتل الفلسطيني في لافتة رفعت في زاوية الشارع.
المراسل الاجنبي قال لي: «هذا شيء مختلف»، «الإرهاب تغير وارتفع درجة» أو «وصل إلى مفترق»، و»هذه عمليا انتفاضة»، وقد ينتهي الكابوس لكن ليس قريبا.
بعد القتل أمس لم يحدث أي تغيير على موقف الاجهزة الأمنية تجاه الاحداث. موشيه يعلون قال إن الحديث ليس عن تنظيمات بل عن اعمال فردية، وهذا أمر يصعب التعامل معه وسيستمر لفترة طويلة. أبو مازن لا يريد استئناف الإرهاب في يهودا والسامرة، أن هذا سيؤثر عليه بشكل سلبي. ولكن في القدس؟ لا يهمه الامر كثيرا.
زيادة الاعمال الإرهابية نابعة من التحريض. كذب – قال نتنياهو أمس – يكذب من يقول إن اسرائيل تحاول تغيير الوضع الراهن في الحرم (الذي وضعه موشيه ديان في عام 1967)، ويكذب من يقول إن السائق الفلسطيني قُتل في الوقت الذي فقد فيه عقله. لكن التحريض يفعل فعله. وماذا لو قال طبيب فلسطيني مثل طبيبين يهوديين إن السائق إنتحر ولم يُقتل؟ ومنذ اللحظة التي خرج فيها الطبيب من معهد الطب الشرعي فُقدت آثاره. فهو لا يتواصل مع أحد وقد فهم كما يبدو أن هذا سيكلفه كثيرا.
على هذه الخلفية جاء المؤتمر الصحافي لبنيامين نتنياهو أمس، وهو عبارة عن تلخيص مرحلي للاعمال الإرهابية الاخيرة. وأنا أفهمه على النحو التالي:
٭ من يقوم بالاعمال الإرهابية أفراد، لكنهم محرضون تحريضا منظما، وليس بعيدا اليوم الذي ستتبنى فيه المنظمات المتطرفة العمليات، إلا اذا تم كبح ذلك وهذا سيستغرق الكثير من الوقت.
٭ مطلوب تصميم اسرائيلي واستعدادا للعمل ضد الإرهاب الفلسطيني «بيد قوية وذراع طويلة، ولكن في اطار القانون. لذلك فان نتنياهو طلب عدم أخذ الاسرائيليين القانون على عاتقهم، الامر الذي سيشوش على هذه المواجهة. وقد وعد نتنياهو بأن يزيد من شدة العقوبة. ولكن من الواضح له ايضا أن النجاح في هذه المواجهة مشروط بصمود الجمهور.
٭ حسب تقديري لا مناص من وضع قوات عسكرية تحت إمرة الشرطة من اجل السيطرة على المراكز الحساسة في القرى والأحياء العربية في القدس. لكن نتنياهو ويعلون ويوحنان دنينو بعتقدون أن تعزيز الشرطة وحرس الحدود كافيا مع تجنيد زائد للحرس المدني.
٭ الاستنكار العالمي وصل أمس إلى حد معين، ولكن اذا لم يزداد هذا الاستنكار فانه سيقل اذا ما استمر الإرهاب، وقطع الرؤوس من قبل داعش دليل على ذلك، حيث أن رد الفعل الانساني لا يتكرر بالشكل المطلوب.
٭ الإرهاب الفلسطيني موجه لزعزعة الاستقرار ليس فقط في البلدة القديمة والحرم بل ايضا في غرب مدينة القدس، التي هي تحت السيادة الاسرائيلية منذ عام 1948. هذا تصعيد فلسطيني عنيف ضد اسرائيل.
الصراع الفلسطيني الاسرائيلي قام بتغيير شكله، ولكنه يعود على نفسه بحركة دائرية. مرة كل عدة سنوات ينفجر بشكل عنيف ثم يهدأ بالتدريج. لا توجد لدى اسرائيل بوصلة في كل جولة واخرى، ولكنها موجودة في الاقتباس الذي كان موشيه ديان يُكثر من استخدامه اثناء حرب الاستنزاف، «لا تخف يا عبدي يعقوب».
اسرائيل اليوم