الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

احمد الاسير

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

السفير : إحباط هجومين إرهابيين لـ”جماعة الأسير” في صيدا الشمال يلملم جراحه: الجيش يربح معركة في حرب

كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السابع والخمسين بعد المئة على التوالي.

وأخيرا.. قال الجيش “كلمته المرقطة” في طرابلس وعكار، لكن حماية الإنجاز لا تقل صعوبة عن تحقيقه، وبالتالي فإن الأيام المقبلة وحدها كفيلة باختبار مدى متانة التحول الذي طرأ على وضع الشمال.

ربح الجيش حتى الآن رهانه على قوته وتماسكه، فأمسك إلى حد كبير بالأرض، وفرض إيقاعه على السياسيين الذين استعادوا حجمهم الحقيقي هذه المرة، عندما قررت المؤسسة العسكرية أن تحسم أمرها، وترفض منطق التسويات الذي أساء إلى هيبتها في أكثر من مكان.

بعد سنوات من الاستنزاف لأهالي طرابلس، خصوصا في باب التبانة والأسواق الداخلية التي كانت رهينة المجموعات المتطرفة، تمكن الجيش من أن يحسم حربا طالت، وأن يحرر عاصمة الشمال من سطوة المسلحين، فكانت كلفة يومين من القتال، على ارتفاعها، أقل وطأة من فاتورة العبث اليومي المزمن بالأمن.

إن “الجراحة الدقيقة” التي أجريت لطرابلس بمبضع المؤسسة العسكرية يجب أن تُعمَّم على كل المناطق التي تشكو من خلل أمني، أو من تسرب للتطرف التكفيري المفخخ، مع الإشارة إلى أن هناك ثغرة وحيدة في مشهد النهاية للمعاناة الطرابلسية، وهي أن إثنين من أبرز المطلوبين وهما شادي المولوي وأسامة منصور تواريا عن الأنظار مرة أخرى، وأفلتا حتى الآن من قبضة الجيش في تكرار لسيناريو هروب شاكر العبسي من مخيم نهر البارد والشيخ أحمد الأسير من عبرا، ما يطرح تساؤلات حول هذا السر المتنقل.

وبينما كان الجيش “ينظف” أسواق طرابلس وبساتين عكار من بقايا المجموعات الارهابية، كانت مخابراته في صيدا تحقق إنجازا أمنيا نوعيا أجهض مخططا خطيرا لشن هجومَين إرهابيَّين فجر أمس الإثنين: الأول على “مجمع فاطمة الزهراء”، والثاني على مركز مخابرات الجيش عند ميناء صيدا مقابل المدينة القديمة.

وقالت مصادر أمنية واسعة الاطلاع لـ”السفير” إن خلية تتبع للشيخ المتواري أحمد الأسير، مكونة من لبناني من آل سليمان وثلاثة سوريين، تقف وراء هذا المخطط، موضحة أنه تجري ملاحقتها، وأن المداهمات التي نفذها الجيش في الأسواق القديمة لصيدا أفضت إلى توقيف المدعو أنور أ.، وهو والد مطلوب موجود في مخيم عين الحلوة.

وأوضحت المصادر أن فلسطينيا على علاقة بأحد عناصر الخلية الإرهابية سلم نفسه إلى الجيش.

وتفيد المعلومات أنه كان سيتم تنفيذ الهجومَين في توقيت واحد عند الرابعة فجرا، على أن تنقسم المجموعة المنفذة إلى مجموعتَين تتألف كل منهما من شخصين.

ونفذ الجيش مداهمات استباقية للأماكن التي كان سينطلق منها الإرهابيون في صيدا القديمة، وفي محيط حسبة صيدا، وصادر قذائف “آر بي جي” وعبوات ناسفة.

في هذه الأثناء، نجحت الاتصالات المتعددة الأطراف في ثني “جبهة النصرة” عن قتل أحد الجنود المخطوفين لديها، بالتزامن مع العودة القريبة للمفاوض القطري لاستئناف وساطته.

وعلمت “السفير” أن تنظيم “داعش” طلب أمرا يبدو أن بمقدور الدولة اللبنانية التجاوب معه، من دون أن يمس “ثوابتها”.

وفيما بحث الرئيس نبيه بري مع السفير الأميركي ديفيد هيل أمس في وضع الشمال، قال بري لـ”السفير” إنه يُسجل للجيش نجاحه في اجتثاث المجموعات الإرهابية في طرابلس وعكار من دون مساومة أو تفاوض، لافتا الانتباه إلى أن الجيش اللبناني هو من بين الجيوش القوية في المنطقة، لكن ينقصه العتاد والعديد الكافيان.

وعُلم أن بري أبلغ هيل أن هناك اعتراضات لبنانية كثيرة على توجهات مؤتمر “اللاجئين السوريين” المنعقد في برلين، بدءا من تسميته لأن هناك فارقا كبيرا في المعنى والدلالات بين مصطلحَي اللاجئين والنازحين، مؤكدا أن لبنان سيصر على اعتماد الورقة التي أعدها.

إلى ذلك شدَّد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله على أن المسؤول الأول عن وقف انتشار الفكر التكفيري هو السعودية، وطائرات التحالف الدولي لن تستطيع وقف انتشاره.

واعتبر في كلمة له خلال إحياء المجلس العاشورائي، أمس، أن “التكفيريين يقدمون نموذجا مشوّهاً للإسلام”، داعيا إلى إقفال أبواب المدارس التي تُخَرِّج أتباع الفكر الداعشي، “وليس صحيحا أنه في مواجهة هذا التيار يجب اللجوء إلى الأمن والخيار العسكري فقط”.

تابعت الصحيفة، وفي سياق متصل، اعترف الموقوف أحمد الميقاتي أنه كان يسعى عبر مجموعاته إلى احتلال قرى: بخعون عاصون سير الضنية بقاعصفرين كونها غير ممسوكة أمنياً بما فيه الكفاية، تمهيدا لإعلانها منطقة آمنة ورفع رايات “داعش” فوقها ومبايعة “أبو بكر البغدادي”.

وأقر بأن هذه الخطوة كانت ستترافق مع أعمال أمنية في مدينة طرابلس ومحيطها، على أن يكون ذلك مرحلة أولى من مخطط أكبر يقضي بربط القلمون السورية بالساحل اللبناني. وأشار إلى أن كلا من شادي المولوي وأسامة منصور يعلمان بهذا المخطط الذي كان من المفترض البدء بتنفيذه بعد حوالي الشهر من تاريخه.

الديار : بعد الشمال.. الجيش أحبط مخططاً لتفجير مجمع “فاطمة الزهراء” في صيدا مقتل 50 مسلحاً وأسر 162 في الشمال وظهور مسلح في جرود القبيات ليلاً

كتبت “الديار”: حقق الجيش اللبناني المزيد من الانجازات الامنية، من خلال احباط مخطط تخريبي كاد يؤدي الى تفجير واسع في مدينة صيدا، فيما لو تمكن الارهابيون المتورطون من تنفيذه.

في التفاصيل التي حصلت عليها “الديار” من مصادر موثوق بها، ان مخابرات الجيش اللبناني، تمكنت من توقيف ارهابيين من انصار الفار احمد الاسير، موزعين على مجموعتين، الاولى تتولى تفجير عبوتين ناسفتين قرب مجمع السيدة فاطمة الزهراء في مدينة صيدا، على ان يليها اطلاق قذائف صاروخية باتجاه المجمع، على ان تقوم مجموعة ثانية، في الوقت نفسه، بمهاجمة مركز مخابرات الجيش في مرفإ صيدا.

واشارت المصادر، الى ان التحقيقات كشفت معلومات خطرة، عن نيات المجموعة التي تم توقيفها، وهم من التابعية الفلسطينية وهم فؤاد ابو غزالة واحمد عدنان شرف وشاهين سليمان المقلب (ابو حديد) ومحمد معين فواز، وهم من انصار الفار احمد الاسير.

وفي موازاة ما يجري في طرابلس ومنطقتها، شهدت منطقة صيدا حراكا امنيا مشبوها، فقد دهم الجيش اللبناني مساء امس في محلة باب السراي في صيدا القديمة، منزل المدعو مالك الآغا، وهو احد مناصري الفار أحمد الاسير، وتمكنت عناصر الجيش من ضبط عدد من البنادق الحربية والذخائر وبعض الجعب العسكرية كانت مخبأة في قبو داخل المنزل. وتم نقل المضبوطات من المكان الى أحد المراكز العسكرية التابعة للجيش.

وكانت قيادة الجيش اعلنت أن وحدة من الجيش في مدينة صيدا، قامت بدهم منزل الفلسطيني أحمد عدنان شرف، من دون العثور عليه، والذي كان يخطط لمهاجمة مركز تابع للجيش في منطقة الجنوب، وقد تم ضبط بندقية من نوع كلاشينكوف وقاذف صاروخي من عيار أر بي جي مع 17 قذيفة عائدة لها، اضافة الى عبوتين ناسفتين معدتين للتفجير زنة كل واحدة منها كيلوغرام ونصف الكيلو من المواد المتفجرة، وصواعق كهربائية ومعدات عسكرية مختلفة، كما داهمت قوة اخرى من الجيش منزل الفلسطيني مالك الآغا الذي اوقف، وضبطت داخل منزله بندقية كلاشنكوف وكمية من الذخائر العائدة لها، جهازا لاسلكيا وأعتدة عسكرية متنوعة.

الى ذلك، سير الجيش دوريات راجلة ومؤللة، وتركزت في ساحة النجمة في وسط مدينة صيدا، وقام جنود الجيش بالتدقيق في الاوراق الثبوتية للعابرين، فيما عزز الجيش اللبناني من اجراءات الامنية عند حاجز الاولي، المدخل الرئيسي للجنوب عند الطرف الشمالي للمدينة.

وكان مجهول القى قنبلة يدوية على مقربة من احد النقاط العسكرية التابعة للجيش اللبناني في محلة الفيللات في صيدا، وقد وصفت اللجنة الامنية الفلسطينية استهداف الجيش بالعمل الجبان الذي نفذته اياد مشبوهة، واكدت الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة على موقف الجيش الذي تعامل مع الحادث بحكمة، ودعت الى ضرورة تحصين امن المخيمات الفلسطينية، في ظل الاحداث التي جرت في طرابلس، مشددة على التعاون مع الجيش اللبناني والاجهزة الامنية اللبنانية.

وعلم ان الجيش دهم مخزناً للاسلحة واعتقل انور الآغا، وعلم ايضاً ان سرايا المقاومة ساهمت في كشف بعض جوانب المخطط الارهابي.

وليلاً، افادت معلومات عن ظهور مسلح في جرود القبيات، مما ادى الى استنفار وحدات الجيش كافة في ثكنات القبيات وعندقت وشدرا ومنجز ودفع تعزيزات الى المنطقة. وقد ارسل الجيش وحدات عسكرية الى المكان الذي شوهد فيه ظهور المسلحين. كما نفذ مغاوير الجيش انتشاراً حول مستشفى القبيات وقاموا بتمشيط التلال والغابات المنتشرة في المنطقة وصولاً الى بلدة البيرة. وترك الامر حالة قلق لدى المواطنين، لكن انتشار الجيش ادى الى التخفيف من اجواء التوتر، علماً ان بلدة القبيات هي من اكبر القرى المسيحية في منطقة عكار.

على صعيد آخر، حسم الجيش الوضع في طرابلس والشمال، وأنهى المربعات الامنية للقادة الارهابيين، من شادي المولوي الى اسامة منصور الى خالد حبلص، وقبلهم احمد سليم ميقاتي، فيما تم اعتقال ربيع الشامي وهو من اخطر الارهابيين في الشمال، وتمكن الجيش اللبناني من اعادة الهدوء الى المنطقة وسط ترحيب شعبي بعمل الجيش وحسمه السريع، الذي ادى الى حماية لبنان من مخطط ارهابي لتقسيمه وضرب وحدته الوطنية. وهذا الانجاز ما كان ليحصل لولا جهوزية الجيش ومخابراته بكشف هذه الشبكات والقيام بعملية استباقية أدت الى “ضعضعة” المسلحين وقياداتهم، واللجوء الى ردات فعل استفاد منها الجيش عبر توجيه ضربات قوية وحاسمة لمراكز الارهابيين الذين فاجأهم هجوم الجيش السريع والاستباقي، الذي ادى الى “ضعضعة” المسلحين في مراكزهم. وقد اعترف الارهابي احمد سليم ميقاتي بأن التفجير كان سيحصل بعد شهر، لان الاستعدادات لم تستكمل بعد للمواجهة. وهذا ما نقلته بعض المواقع القريبة من زعيم داعش ابو بكر البغدادي، وتحديداً “رأي اليوم”، الذي نقل عن البغدادي الى انه بعث برسالة الى مسؤولي التنظيم في لبنان انتقد فيه الانجرار الى المواجهة المبكرة مع الجيش قبل استكمال الاستعدادات، وان الخلايا تعمل في لبنان بردات الفعل كما حصل في عرسال بعد اعتقال عماد احمد جمعة، وكما حصل امس في طرابلس بعد اعتقال احمد الميقاتي اذ لجأ المسؤولون الى الاشتباك مع الجيش والاستعدادات لم تستكمل بعد لتحرير طرابلس وصولاً الى اعلانها امارة تابعة لتلك الخلايا، علماً ان معلومات اخرى اشارت الى ان التفجير كان سيحصل خلال اليوم العاشر من عاشوراء.

هذا الانجاز للجيش اللبناني كان محط متابعة السفارات الكبرى والملحقين العسكريين لهذه السفارات الذين رفعوا التقارير الى دولهم عن عمل الجيش واجراءاته في الشمال وحسمه السريع. واشارت معلومات مؤكدة ان السفارة الاميركية اوفدت فريقاً عسكرياً من سفارتها في لبنان برئاسة الملحق العسكري الى طرابلس لمتابعة التطورات. كما تابع الملحقون العسكريون للسفارات الغربية والعربية التطورات، وكان هناك ارتياح لعمل الجيش وقدرته على الحسم السريع للامور.

وعلم ان الجيش اللبناني اعتقل اكثر من 162 مسلحاً، فيما فر البعض الى الاحياء القديمة في طرابلس، ويستطيع المسلحون الاختباء مستفيدين من معرفتهم للمنطقة، فيما فر مسلحو بحنين الى جرود الضنية.

اما بالنسبة الى شادي المولوي واسامة منصور، فقد تمكنا من الفرار بعد دخول الجيش الى باب التبانة وانهاء مربعهما الامني، بالاضافة الى مناطق انتشار المسلحين في احياء اخرى.

وفي حين ترددت معلومات عن تسويات على شاكلة احمد الاسير وشاكر العبسي وقضت بانسحاب المسلحين مقابل اطلاق سراح احد الجنود العسكريين الذي خطفه المسلحون في باب التبانة، نفت قيادة الجيش حصول اي تسوية مع هذه المجموعات، وكل ما قيل يأتي في اطار الاستغلال السياسي لبعض السياسيين المتضررين من نجاح الجيش الحاسم والسريع في استئصال هذه المجموعات.

ودعت قيادة فلول الجماعات المسلحة الفارين الى تسليم انفسهم للجيش اللبناني الذي لن يتهاون، في كشف مخابئهم واعتقالهم وسوقهم الى العدالة.

البناء : السبسي على خطى السيسي… وتونس بعد مصر الجيش يحسم الإمارة… وطرابلس ليست الموصل نصر الله: السعودية مسؤولة عن مواجهة التكفير… وطائرات التحالف لا تنفع

كتبت “البناء”: الامتحان التونسي يحسم عبر الصناديق انهيار المشروع الإخواني، الذي نال ثلاثة ملايين صوت في تشكيل المجلس الوطني التأسيسي قبل ثلاثة أعوام، من أصل خمسة ملايين ناخب شاركوا يومها، وفقاً للوائح المخوّلين بحق الاقتراع البالغين ثمانية ملايين، بينما لم يتمكن هذا المشروع الإخواني من تجميع أكثر من مليون صوت من أصل ثلاثة فقط شاركوا في الانتخابات البرلمانية، فنسبة المشاركة التي بلغت 60 في المئة من المسجلين، هي عملياً نسبة 35 في المئة من الذين يملكون حق الاقتراع، ويعزو المعنيون تراجع نسبة التسجيل وتالياً نسبة المشاركة لخسارة النهضة نسبة كبيرة، من جمهور منحها ثقته قبل أعوام وتنحى عن المشاركة بسبب يأسه من الرهانات السياسية، وصار بمستطاع المليوني صوت التي توزعها حزب “نداء تونس” وسائر القوى المستقلة واليسارية، أن يحصد ثلثي البرلمان بعدما كانت ذات الكمية من الأصوات سبباً لمنحهم 40 في المئة فقط من المجلس التأسيسي.

فوز نداء تونس بقيادة الباجي قايد السبسي، لا يختلف كثيراً عن استعادة الجيش لإدارة الدولة المصرية بقيادة عبد الفتاح السيسي، فبنى الدولة القديمة، صارت محط أنظار الناس شرط تجديد خطابها، واستيعابها لمهامها الجديدة بإخراج الإخوان عن المسرح والعودة لحياة سياسية تقليدية، مهما كانت باردة، فهي ستلقى هذه المرة تفهماً وقبولاً، لأن التغيير بعد العواصف التي هددت بلاد الربيع العربي، صار مغامرة لن تقدم عليها الناس إلا بثقة عالية بمن تمنحه قيادة دفة بلادها.

مع هذا التطور التونسي، يستقيم الوضع العربي على أحادية متشابهة من مصر إلى سورية وتونس وليبيا واليمن، حيث الأولوية لاستعادة الدولة الوطنية.

لبنان لم يكن بعيداً عن هذا، فالالتفاف الشعبي والسياسي والرسمي حول الجيش اللبناني، جاء تعبيراً عن ذات الأسباب التي تجلت في كل بلد عربي بطريقة، وبقوة هذا الالتفاف تمكن الجيش من اتخاذ قرار الحسم العسكري وتطبيقه بحرفية عالية، حازت الإعجاب من الخبراء العسكريين الذين عقدوا المقارنات بين سقوط الموصل وثبات طرابلس، وأصل الفارق هي بنية الجيش وتماسكه، وأهليته لخوض معارك من العيار الذي تهاوت أمامه جيوش توقع لها الغرب أن تكون على نمط الجيوش المحترفة التي يعدها للمنطقة، ليثبت من هذه التجربة اللبنانية، وقبلها تجربة الجيش السوري، أن العقيدة القتالية وحدها تعصم الجيوش من الانشقاقات والاختراقات وتمكنها من تحمل ضغط المواجهات القاسية والظفر بنتائجها.

حسمت طرابلس وسقطت الإمارة، ولم تنفع محاولات توريط الجيش بعرسال أخرى بداعي الحرص على المدنيين، والبحث عن حلّ بالتراضي، وعلى رغم فرار قادة المجموعات التابعة لـ”النصرة” و”داعش”، لا يزال الجيش يلاحق ويداهم، ولم يعلن نهاية العملية العسكرية.

لبنان يجتاز الاختبار الأصعب، وجيشه بلا سلاح الهبتين السعوديتين، وبلا تغطية ميدانية شعبية وتنظيمية كان يُفترض أن يقوم بها تيار المستقبل، وتلكّأ عنها، ليتوزع نوابه عكس رئيسه، بتوزيع الانتقادات لموقف الجيش على رغم تكرار معزوفة تأييد الجيش في نهاية كلّ اعتراض.

خطر الإمارة لم يعد راهناً، وأمل “داعش” و”النصرة”، بالمنفذ البحري وجسر الربط بالقلمون السورية وجرود عرسال تبخر، وبات على مجموعات الاختباء في جرود عرسال أن تواجه مصيرها كلما اقترب الوقت نحو موسم الثلوج، والجيش وحزب الله سيكونان على رغم كلّ المزايدات في خندق واحد، إذا تعرّضت أيّ من المناطق الواقعة على تماس مع السلسلة الشرقية لهجوم يشبه ما جرى في جرود بريتال قبل أسبوعين.

خطر التكفير في المنطقة ومنها لبنان، كان محور كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وكان اللافت تركيزه على البعد الثقافي والديني في ضرب المشروع التكفيري وإزالة الغطاء عنه ونفي صلته بالإسلام، مؤكداً أنّ العلاج العسكري لا يحقق النتيجة المرجوة، وأنّ طائرات التحالف ليست من سيقضي على هذا المشروع، الذي تبدأ نهايته بإغلاق مدارس التكفير التي، قال للمرة الأولى إنّ الوهابية تشكل جذرها الفكري، وإنّ السعودية تتحمّل المسؤولية الرئيسية في مواجهتها.

الأخبار : تسوية لقيطة تنهي حرب طرابلس

كتبت “الأخبار”: توقفت المعارك في طرابلس والشمال. المسلحون اختفوا من دون أن يتم القضاء عليهم أوتوقيفهم. الجيش ينفي عقد تسوية، فيما القوى السياسية المعنية تصر على ان الامر كله كان للجيش. هي التسويةالتي لا يريد أحد الاعتراف بها، التسوية اللقيطة

الثابت أنّ المعارك في طرابلس والشمال توقفت. والثابت أيضاً أنّ المسلحين التابعين لـ”جبهة النصرة” وتنظيم “داعش” وبعض المجموعات المحلية، اختفوا. لم يتبخروا. انقسموا مجموعتين: إحداهما فرّت من طرابلس إلى مناطق مجاورة (مصادر أمنية قالت إن جزءاً منهم انتقل إلى جرود الضنية)، والثانية بقي أفرادها حيث هم، في طرابلس. لم يختلف أحد على هذه الوقائع. لكن ما لم يُتّفق عليه هو كيفية توقف المعارك.

السياسيون والأمنيون يتحدّثون عن تسوية أدت إلى رمي المسلحين لأسلحتهم، لكن قيادة الجيش تنفي ذلك. كان قائد الجيش العماد جان قهوجي في السرايا الحكومية (في اجتماع أمني ترأسه الرئيس تمام سلام، وبحضور وزراء الدفاع والداخلية والعدل وقادة الأجهزة الأمنية) عند التاسعة من صباح أمس يتحدّث عن استمرار الجيش في عمليته العسكرية إلى حين القضاء على المسلحين أو توقيفهم.

لكن بعد أقل من ساعتين، توقفت “الأعمال الحربية”. قيادة الجيش أصدرت بياناً نسبت فيه الحديث عن تسوية إلى “السياسيين المتضررين من نجاح الجيش السريع والحاسم في استئصال هذه المجموعات”. وبعد تزايد الحديث عن تسوية توصل إليها سياسيون من تيار المستقبل، نفت مصادر وزارية من فريق 14 آذار ذلك، قائلة إن قرار المعركة اتخذه الجيش، وقرار وقف القتال كذلك. ولفتت إلى أن انتهاء المعارك مرتبط بواحد من احتمالين: إما أن يكون الجيش قد اعتبر أن ما قام به هو أقصى ما يمكن تحقيقه أخذاً في الاعتبار نيته الحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم، وإما أن تكون قيادته قد اعتبرت أنها حققت أهداف العملية العسكرية. ولفتت المصادر إلى أن توقف المعارك في طرابلس أمس لا يعني انتهاء الحرب في الشمال، “بل هي جولة وانتهت”.

إعلان وسائل الإعلام وسياسيين طرابلسيين قبيل ظهر أمس توقف العمليات الحربية و”اختفاء” المسلحين من الشوارع أعقبه حديث عن تسوية حصلت على مرحلتين منفصلتين:

الأولى قادها الرئيس نجيب ميقاتي، والثانية نواب المستقبل، وقضت بخروج المسلحين من الأسواق القديمة خوفاً من تدميرها. وقالت مصادر سياسية طرابلسية لـ”الأخبار” إن ميقاتي تواصل مع أحد المشايخ في المنطقة، الذي تواصل بدوره مع المسلحين وأقنعهم بالخروج من الأسواق. وكان رئيس فرع استخبارات الجيش في الشمال العميد عامر الحسن، هو من تولى التواصل في هذا الشأن من جانب الجيش.

تضيف الرواية التي ينفيها وزراء تيار المستقبل أن التسوية الثانية هي التي أدت إلى خروج المسلحين من باب التبانة فجر أمس. وبحسب ما يُشاع في عاصمة الشمال، فإن اللواء أشرف ريفي هو من تولى إخراج هذه التسوية التي نصت على وقف القتال في باب التبانة، وخروج المسلحين من طرابلس، أو تواريهم عن الأنظار فيها. وفي الحالتين، خرج المسلحون عبر مجرى نهر أبو علي.

النهار : من تحرير طرابلس إلى مرحلة المطاردات واشنطن تشيد بشجاعة الجيش والحكومة

كتبت “النهار”: اذا كان اليوم الرابع من معركة طرابلس وبعض الجوار بين الجيش والمجموعات المسلحة المرتبطة بتنظيمي “جبهة النصرة” و “داعش” أسفر عن حسم الجيش للمواجهة بشكل جذري لجهة اقتلاع معقل المسلحين من باب التبانة والمنية وتواري هؤلاء ورموزهم، فان هذه النتيجة العسكرية والأمنية شكلت تطوراً بالغ الأهمية ترددت اصداؤه على المستويين الداخلي والخارجي وعزّزت صورة الجيش في خوضه هذا المعترك الجديد من المواجهة مع الارهاب بأداء اًكثر قوة وتماسكا واحترافا.

بيد أن هذه الخلاصة الايجابية العريضة لم تحجب وقائع اخرى لا تزال تثير ترددات ومخاوف على المستويين الامني والسياسي، ومن ابرزها ان نجاح الجيش في السيطرة الكاملة على مربعات المسلحين المتطرفين في طرابلس والمنية استتبع نشوء واقع جديد سيجعل المرحلة اللاحقة من “تطهير” مناطق شمالية لجأ اليها المسلحون محفوفة بنوع آخر من الاخطار والتحديات بما يمكن ان يلجأ اليه المسلحون المطاردون بتعقبات الجيش من اساليب متطورة لاستهداف وحداته وأمن المناطق التي يلوذون بها. ثم ان ثمة جانبا داخليا يتصل بواقع طرابلس والموقف السياسي فيها الذي على رغم الايجابية الكبيرة الذي مثله في دعم فعالياتها الثقيلة للجيش لم تغب عنه امس ملامح الضيق الواسع بالواقع المنكوب للمناطق التي اصابتها الاشتباكات بدمار كبير، مما يقتضي استعجالا في انقاذ هذه المناطق منعا لتوظيف واقعها مجددا في الضرب على الحساسيات والعصبيات والمزايدات.

وهذا العامل الاخير برز في موقف فعاليات المدينة التي أصدرت بياناً عقب اجتماعها امس في منزل النائب سمير الجسر، اذ اكدت مواقفها السابقة لجهة التمسك بمشروع الدولة والتأييد المطلق للقوى العسكرية والأمنية في محاربة ظاهرة التطرف، واعتبرت ان ما جرى “كان بداية استكمال تنفيذ الخطة الامنية التي اصبحت تغطي احياء المدينة كافة وبدون استثناء”، كما اشادت بوقوف اهل المدينة الى جانب الدولة والجيش والخطة الامنية “الامر الذي دحض كل الشائعات التي كانت تروج لكون المدينة حاضنة للارهاب والتطرف”. وطالبت مجلس الوزراء بتخطي كل الروتين والشكليات واستعجال اقرار سلفة خزينة لتغطية تعويضات سريعة للمتضررين ومسح الاضرار على وجه السرعة.

المستقبل : خاطفو العسكريين يواصلون الابتزاز.. وموفد قطر إلى بيروت لنقل مطالب “جديدة وجدّية” طرابلس.. في كنف الدولة

كتبت “المستقبل”: على أرضيتها النابضة بالاعتدال والنابذة للتطرّف، شرّعت طرابلس مناطقها وأحياءها أمام تقّدم الوحدات العسكرية لتطهير المدينة من أوكار الإرهاب وتظهير صورتها الوطنية الرافعة للواء الشرعية والحاضنة للدولة ومؤسساتها. فما كان مطلباً مزمناً لأبناء طرابلس على مرّ الأزمات المتلاحقة والمتهافتة على مدينتهم بات بالأمس واقعاً مكتسباً كرّسته عاصمة الشمال بالروح والدم إعلاءً لراية الوطن فوق كل الرايات الميليشيوية الخارجة عن سلطان الدولة وكنفها. وأمام هذا الواقع نقلت مصادر مواكبة لـ”المستقبل” تقدير القيادة العسكرية للتعاطف الملحوظ الذي أبداه الطرابلسيون مع الجيش في مواجهة المجموعات المسلّحة، بحيث قطعت المعطيات الأهلية والميدانية خيوط الشك بيقين حاسم وجازم يثبت بما لا يقبل التشكيك أنّ أهل طرابلس هم أهل اعتدال وتفكير وطني لا أهل تطرّف وتكفير إرهابي.

الجمهورية : الحزب على خط التوتر السعودي الإيراني

كتبت “الجمهورية”: فيما أكد رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام أنّ “الوضع في طرابلس بات في نهاياته، وأنّ الجيش قطعَ شوطاً كبيراً في فرض الأمن والاستقرار في المدينة” التي استعادت هدوءَها النسبي، شدد الجيش في المقابل على أن لا تهاون مع الإرهابيين، ونجح في إبقاء طرابلس في حضن الدولة. وفي حين تستعيد الحركة السياسية حيويتها رويداً رويداً من باب التمديد لمجلس النواب الذي بات داهماً، شكّلت مواقف الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله تجسيداً عملياً للتوتّر السعودي-الإيراني، الذي يمكن أن ينسحب محلياً بعد تحميله السعودية “مسؤولية وقف أفعال التكفيريين وإسلامهم الزائف”، وتشديده على أنّ “عمق فكر التيار التكفيري هو الفكر الوهابي”.

على قاعدة أن لا تسوية مع الإرهابيين، أجهضَ الجيش مخطط المسلحين في الشمال، والذي كشفَه الموقوف أحمد ميقاتي في التحقيقات معه، وتمكّن من فرض الأمن في طرابلس والتبانة، واستمرّ في تنفيذ عملياته العسكرية في المدينة ومحيطها بعد مواجهات لأيام ثلاثة بنهاراتها ولياليها.

وإذ نفى الجيش حصول أيّ تسوية مع المجموعات الارهابية، وأدرجَ كلّ ما قيل “في إطار الاستغلال السياسي لبعض السياسيين المتضررين من نجاح الجيش السريع والحاسم في استئصال هذه المجموعات التي طالما أسرَت مدينة طرابلس وعاثت فيها تخريباً”، قال الرئيس سلام ردّاً على سؤال حول الكلام عن حصول تسوية في طرابلس: “هناك كلام كثير يدور حول هذه المواجهة، وربّما هناك كثير من الإجراءات والترتيبات التي تتخلّل دائماً المواجهات العسكرية والأمنية وتواكبها، وما يهمّنا هو أن يستتبّ الأمن وتستقرّ البلاد، وأن نكون كلبنانيين موحّدين وكلّ الباقي تفاصيل”.

وأكّد سلام “عدم الرضوخ أو الرجوع إلى الوراء، وهناك تصميم على فرض الأمن على الجميع”. مصدر عسكري رفيع وأعلن مصدر عسكري رفيع لـ”الجمهورية” أنّ طرابلس باتت للمرّة الأولى خالية كلّياً من المسلّحين، خلافاً للمعارك السابقة والخطط الأمنية التي كانت تنتهي بفرار المسلّحين أو عودتهم الى ممارسة حياتهم الطبيعية في ظلّ جهوزية قتالية.

وأوضح أنّ الجيش أوقف نحو 164 مشبوهاً في معارك طرابلس وبحنين، والتحقيقات ستُبيّن مدى تورّط كلّ منهم. وأكّد أنّ الجيش خاض في طرابلس أصعبَ المعارك وأكثرها تعقيداً، نظراً لكونها دارت داخل أحياء مكتظّة سكنياً وفي مدينة مليئة بالمعالم الأثرية، في وقتٍ اتّخذ المسلّحون من المدنيين دروعاً بشرية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى