أوباما: العداء بين السعودية وإيران أوهام زائفة حميدي العبدالله
في حوار مع قناة «سي أن أن» الأميركية، كرّسه للدفاع عن الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما «إنّ الاتفاق يمكن أن يؤدّي إلى زيادة التعاون بين دول يسود الشعور بالعداء بينها»، وأضاف «أعتقد أنه من المتصوّر أن تبدأ كلّ من السعودية وإيران في الاعتراف بأنّ العداء بينهما مجرد أوهام زائفة، كأيّ شيء آخر، وأنّ ما يمثله داعش أو انهيار سورية أو اليمن أو غيرهما، هو أكثر خطورة مما تشعران به من عداء متبادل».
بالنسبة لإيران هذا التوصيف لطبيعة العلاقة بين السعودية وإيران توصيف دقيق، فإيران، الرسمية على الأقلّ، لم تتصرّف على امتداد عمر الجمهورية الإيرانية على أنّ ثمة قضايا مباشرة تبرّر قيام حالة عدائية بين البلدين، بل إنّ إيران في عهود خاتمي وأحمدي نجاد وروحاني التي تمتدّ لحوالى عقدين كانوا يؤكدون على أنّ وحدة الدول الإسلامية ومصالح الدول الإسلامية تتقدّم على غيرها، وسعت إيران بكلّ قوتها إلى حوار بنّاء مع المملكة العربية السعودية، بل نجحت في إقامة علاقات طيبة وطبيعية مع كلّ من الإمارات العربية والكويت وحتى قطر أكثر دول الخليج التصاقاً بالسياسة الأميركية، لكن العلاقات السعودية الإيرانية وحدها التي ظلت علاقات متوترة لعقود طويلة.
لا شك أنّ العداء بين إيران والسعودية «مجرد أوهام زائفة»، كما قال الرئيس الأميركي، لأن ليس هناك خلاف مباشر بين البلدين، وحتى حول ما يردّده المسؤولون في السعودية دائماً، وهو النفوذ المزعوم لإيران في بعض الدول العربية، فإنّ ادّعاءات المسؤولين السعوديين غير صحيحة، فعندما تعاونت الولايات المتحدة مع المعارضة العراقية عشية غزوها للعراق، من المعروف أنّ غالبية فصائل المعارضة هي فصائل شيعية ولها صلات وطيدة مع إيران، بل إنّ غالبية، إن لم نقل كلّ قادة هذه الفصائل، كانوا يقيمون في طهران، واستهدف الغزو الأميركي للعراق المدعوم من فصائل المعارضة حليفة إيران الرئيس العراقي صدام حسين، ومع ذلك وقفت السعودية إلى جانب الأميركيين في غزوهم العراق ولم تعترض على دعم فصائل المعارضة حليفة إيران ولم تخش تصاعد نفوذ هذه الفصائل في العراق من خلالها تعاظم نفوذ إيران المزعوم في هذا البلد.
عندما يقول الرئيس أوباما إنّ هذا العداء «مجرد أوهام زائفة» فهو يعني ما يقوله، بمعنى أنّ العداء السعودي لإيران كان صدى وتعبيراً عن العداء الأميركي لإيران، وطالما أنّ الاتفاق النووي قد سوَّى هذه المشكلة بالنسبة للولايات المتحدة لم يعد هناك مبرّر لاستمرار هذا العداء وهذا ما قصده أوباما بعبارته هذه.
(البناء)