مغلقة أمام الزوار: جدعون ليفي
سوزان أبو الهوى هي كاتبة أمريكية ناجحة. كتابها «صباحات في جنين» تُرجم إلى 30 لغة وكان الاكثر مبيعا. وكتابها الجديد «الازرق بين السماء والماء» بيع للدعاية بـ 19 لغة قبل نشره. الحياة تبتسم الكاتبة (45). لكن هناك فقط مشكلة واحدة: منزلها في بنسلفانيا وقلبها في فلسطين.
والداها من سكان القدس في الطور، أصبحا لاجئين رغم أنفهما في 1967 حيث لم يُسمح لهم بالعودة إلى مدينتهما، وبعد انفصالهما تجولت ابنتهما في العالم بين دار الايتام في القدس الشرقية إلى عائلة متبنية في جنوب كارولاينا. زيارة لها في جنين بعد عملية «الجدار الواقي» في 2002 أوجدت كتابها الاول وتدخلها في السياسة. أسست أبو الهوى جمعية لبناء الملاعب والحدائق للاطفال في المناطق المحتلة وفي لبنان، وأصبحت مؤيدة واضحة لحركة بي.دي.اس. وهذه جريمتها.
وصلت أبو الهوى في يوم الاربعاء الماضي إلى جسر اللنبي لزيارة عائلية في القدس، وزيارة الملاعب التي اقامتها واجراء المقابلات من اجل كتابها الجديد. كان جواز سفرها الأمريكي في جيبها، وبعد سبع ساعات من الانتظار والتحقيق المهين من ستة محققين ومحققات تم طردها بحجة أنها لم تتعاون مع المحققين.
لقد سألها المحققون اسئلة تتعلق بعائلتها وبهدف زيارتها إلى أن فقدت أعصابها وبدأت تصرخ: «كنتم ستموتون كي تكون لكم الجذور التي هي لي في هذا المكان»، صرخت، «أنتم الذين يجب أن تغادروا وليس أنا. فقد سرقتم ارضي واحتللتموها».
وعلى صفحتها في الفيس بوك لم تقتصد بالكلام: «لقد رفضت مجموعة من الكولونياليين الصهاينة المجانين دخولي إلى وطني».
في اليوم التالي توجهت إلى السفارة الأمريكية في الاردن على أمل الحصول على المساعدة. السفارة بدورها لم تسمح لها في الدخول ولم تقبل الشكوى. يبدو أنهم يتصرفون هكذا دائما. مواطنو الولايات المتحدة من أصل فلسطيني تتم اهانتهم عند دخولهم إسرائيل، وهذا شيء روتيني، وممثلو دولتهم يرفضون الدفاع عنهم. هذا بالطبع شأن أمريكي: كيف تتصرف دولة بهذه الطريقة مع مواطنيها الذين يحملون جواز سفرها. قبل ذلك باسبوع وصل د. جورج خوري إلى مطار بن غوريون، وهو من مواليد القدس. خوري استاذ للغات وحائز على الدكتوراة في الثئولوجيا من جامعة براكلي، مواطن أمريكي قرر السفر مع الأب الخاص به، برنارد بوجي، في رحلة وزيارة عائلية. وهو يبلغ 70 عاما ولم يزر وطنه منذ 21 عاما.
خوري اعتقد ايضا أن جواز سفره الأمريكي سيمنحه الحق في دخول إسرائيل. لكن خاب أمله. المحقق في مطار بن غوريون قال له: «إسرائيل هذه لنا، هي لليهود، ولا يجب أن يأتي اليها أي فلسطيني». وحاول خوري القول إنه أمريكي، لكن لم يكن هناك من يتحدث معه، وأبلغه المحقق أنه مطرود إلى ايطاليا التي جاء منها واقترح عليه العودة عن طريق جسر اللنبي.
بعد يوم من الاعتقال في ظروف صعبة تم أخذ المحاضر الكهل إلى الطائرة في عربة مع قضبان. وحينما سأل إلى أين يطردونه قال له الشرطي: إلى بوغوتا. خوري خاف. «أنت لست كارلوس؟»، سأله الشرطي وهو على درج الطائرة التي كانت على وشك الاقلاع إلى كولومبيا.
وبعد أن اكتشفت الاجهزة الامنية أن جورج ليس كارلوس، صعد إلى طائرة اخرى.
الآن خوري يجلس في منزله في سان فرانسيسكو وهو غاضب، ومن هناك وصف ما مر عليه. وهو يتهم إسرائيل والولايات المتحدة: «لقد سلبوني حريتي واتحادي مجددا مع وطني واصدقائي القدماء، وحولوهم إلى كابوس من جهنم»، كتب في موقع «موندفست» ـ وقلبه يتفطر من الألم.
هآرتس