الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

mashnook

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

السفير : وزير الداخلية: لا نفايات في بيروت اليوم الحكومة تترنح.. ومخاوف على الاستقرار؟

كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثاني والثلاثين بعد الأربعمئة على التوالي.

لأهل بيروت أن يتنفسوا الصعداء اليوم إذا صحّت آخر وعود حكومتهم بإخراج عشرات آلاف أطنان النفايات من شوارع مدينتهم، وجمعها في عدد من الأمكنة بصورة مؤقتة، إلى حين التوافق سياسيا وتقنيا على قضية المطامر، ثم المحارق، خصوصا أن وزير الداخلية نهاد المشنوق كان جازما بقوله لـ”السفير” ليل أمس “لا نفايات في كل العاصمة بيروت مساء هذا اليوم”.

ولمجلس الوزراء في جلسته المقررة اليوم أن يناقش الخيارات المتاحة في ضوء اقتراحات اللجنة الوزارية، وأن يقتدي بمحافظ بيروت زياد شبيب بإعلان حالة طوارئ بيئية، لأجل عدم تكرار ما حصل على مدى 12 يوما من العجز واللامسؤولية في إدارة ملف حيوي وحساس.

وللبنانيين أن يتفحّصوا عداد فراغهم الرئاسي والتشريعي وساعات تقنين المياه والكهرباء المتزايدة، وأيام تراكم النفايات وقطع الطرق ورواتبهم المهددة بعد أقل من شهرين، وضباطهم المتخرجين من الكلية الحربية للسنة الثانية على التوالي بلا احتفال وهذه المرة بلا نجوم…

كل هذه العناوين وغيرها إن دلّت على شيء انما على الافتقاد للدولة أولا وللإدارة السياسية ثانيا والشجاعة والمبادرة ثالثا.

للبنانيين أن يواكبوا بدءا من هذا اليوم، كيف يبدأ العد العكسي لآخر أيام حكومتهم، بوصفها آخر المؤسسات الدستورية الحية.

لهم أيضا أن يترقبوا، وبفعل الإقحام القسري للبنان في الاشتباك الإقليمي المتصاعد، كيف تتوالد ديناميات أخذ البلد من فشل إلى فشل ومن مجهول الى مجهول.. فهل صار يحق طرح سؤال ما اذا كنا نقترب شيئا فشيئا من لحظة المحظور.. والخطر الكبير؟

بلغة المبالغات اللبنانية، صار التكفيري الانتحاري وقاطع الطريق والخاطف للفدية والقاتل المأجور واللص.. كل هؤلاء يستطيعون أن يؤدوا “وظائفهم” وهم “مطمئنون” الى أن لبنان محمي بمظلة أمان اقليمية ودولية!

غير أن التدقيق في ما يمكن أن يرتسم من سيناريوهات في الآتي من الأيام قد يعطي أجوبة مغايرة. يكفي أن رئيس الحكومة تمام سلام عندما كاد يقدم استقالته، قبل ايام قليلة ببيان يذيعه من السرايا الكبيرة، همس في آذان المحيطين به أنه يخشى أن تكون المظلة التي جعلت الحكومة تصمد لسنة ونيف لم تعد موجودة اليوم.

واذا كان الجواب النظري الأسهل عند معظم السفراء وأهل السياسة أن الانفجار في لبنان ممنوع، وأن الحكومة ومعها الاستقرار “أقوى من قدرة أي طرف محلي على المسّ بهما أو تعريضهما للاهتزاز”، فإن رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، عبّر للمرة الأولى منذ سنوات الأزمة السورية، عن خشيته من أن مظلة الاستقرار بدأت تتلاشى، وقال لـ “السفير” إنه بات يخشى على مستقبل الحكومة، وهو سيجري مشاورات سياسية مكثّفة سيدشّنها مع عين التينة في الساعات المقبلة.

ورأى أن حكومة الرئيس تمام سلام “تمثّل آخر صمامات الأمان الداخلية”، وشدد على وجوب التمسك بها، مشيرا إلى أنها ضرورة للجميع، منبها إلى أن انهيارها ينطوي على مغامرة متهورة، خصوصا ان الانتخابات الرئاسية لا تزال بعيدة، باعتبار أن التفاهم على رئيس توافقي ليس ممكنا في المدى المنظور.

قد لا تكون مقاربة جنبلاط في محلها، وهو لا يدعي ذلك، لكن التجارب التاريخية في لبنان، كما في غيره من البلدان، تشي بأن التراكمات قد تجعل المحظور من أي نوع كان مسارا متدحرجا وليس بالضرورة قرارا تم تحديد ساعته الصفر.

ولعل التراكمات كثيرة. فمن يملك تفسيرا لكل ما جرى ويجري منذ تعميم شريط تعذيب سجناء روميه مرورا بالتعيينات الأمنية وآلية مجلس الوزراء وصولا إلى النفايات ـ الفضيحة؟

من يفسر هذا النزول العشوائي المتكرر إلى الشارع بعناوين سياسية ودستورية وبيئية وطائفية؟

من يفسر حرص الداخل والخارج، من دون استثناء على هذه الحكومة، وعدم استعداد أحد لتقديم مبادرة تنزع الألغام والقنابل التي ترمى بوجهها؟

الاخبار : جنبلاط : أتولّى زبالة المسلمين وليتحمّل المسيحيون المتن وكسروان!

كتبت “الاخبار”: لم يظهر بعد في الأفق أي حل لأزمة النفايات، ما ينذر بكارثة أخطر مما شهدته شوارع العاصمة والضواحي وجبل لبنان على مدى الأيام الماضية، إذا لم يجرِ التوصل إلى حل قبل بداية الأسبوع المقبل. النائب وليد جنبلاط لا يزال يطرح حل الطمر في كسارات ضهر البيدر، مطالباً بأن يتحمل المسيحيون جزءاً من المسؤولية في المتن وكسروان

لم تتوصل اللجنة الوزارية إلى أي قرار يحل أزمة النفايات. واللاقرار يعني أن مناطق بيروت والضواحي وجبل لبنان مقبلة على أزمة نفايات أقسى مما شهدته طوال الأيام الماضية. فنفايات الضاحية الجنوبية تُجمع من الشوارع، وتوضع في حفرة استُحدِثت في عقار تابع لبلدية المريجة قرب حائط مطار بيروت. وهذه الحفرة لن تستوعب نفايات المنطقة إلا لأيام معدودة. وفي بيروت، المشكلة لن تكون أسهل. محافظ المدينة زياد شبيب أعلن أمس بدء رفع النفايات من الشارع. ويجري تجميعها في عدد من المواقع، أبرزها في الكرنتينا وقرب المرفأ وفي “مقبرة الباصات” عند حدود سن الفيل. وهذه المواقع لن تحتمل تكديس النفايات إلى ما لا نهاية. طاقتها الاستيعابية محدودة زمنياً بأيام أيضاً لا بأسابيع. وهنا تكمن الخطورة: ستتكدّس النفايات في بيروت والضواحي بصورة أبشع من ذي قبل، مع مجموعات تتحرك لإشعال النار في المستوعبات وما تجمّع حولها. والحل؟ غالبية أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة إدارة ملف النفايات يُظهرون عجزاً عن إيجاد حلول.

ما جرى بحثه أول من أمس عن إمكان نقل النفايات إلى كسارات ضهر البيدر وكسارات التوَيتة (قضاء زحلة) لم يجرِ التوافق عليه أمس. خيار التويتة سقط باعتراض مواطني القرى المجاورة، وبلدية مدينة زحلة القريبة من الموقع. هذه الأسباب لم تقنع جميع أعضاء اللجنة، فعبّر الوزير نهاد المشنوق عن استغرابه للقبول بوجود كسارات حفرت في الجبل حتى وصل ارتفاع الجدار الصخري “المنهوش إلى 120 متراً، أو ما يعادل مبنى من 40 طابقاً، فيما يُمنع استخدام هذه المنطقة الموبوءة لطمر النفايات وحل أزمة وطنية”. خيار ضهر البيدر لا يزال متاحاً. رغم اعتراض أهالي عين دارة وعدد من البلدات الأخرى، أكّد وزير الزراعة أكرم شهيب أن النائب وليد جنبلاط متمسك بحل الطمر في كسارات ضهر البيدر، شرط وجود “شراكة” في مناطق أخرى. وبحسب مصدر في اللجنة، فإن جنبلاط مستعد لتحمل 2000 طن يومياً في ضهر البيدر، من أصل 2500 طن (يُجمع من بيروت والضواحي وأقضية الشوف وعاليه وبعبدا وكسروان والمتن نحو 3 آلاف طن يومياً، تعالج شركة سوكلين نحو 500 طن منها، فيما يُطمَر الباقي)، على أن يتحمّل قضاءا المتن وكسروان الكمية الباقية (500 طن).

يوضح المصدر كلامه بالقول: “جنبلاط يضمن نقل نفايات بيروت والضواحي وجبل لبنان الجنوبي إلى عين دارة، على أن تتحمل “القوى المسيحية” مسؤوليتها بتوفير مطمر لنفايات المتن وكسروان في المتن وكسروان. بكلام آخر، جنبلاط يبدي استعداده لتحمل نفايات المسلمين، على أن يتحمّل مسيحيو جبل لبنان الشمالي نفاياتهم”. عضو اللجنة الوزير الياس بو صعب لا يزال يؤكد صعوبة توفير مطمر في كسروان أو المتن، لكنه ـ بحسب أعضاء في اللجنة ـ يعطي إشارات إيجابية. أما على الأرض، فقرر بوصعب العودة لارتداء قبّعة رئيس البلدية، إذ باشر مع رؤساء بلديات الاصطياف في المتن البحث عن حلول موضعية، تؤمن جمع النفايات وإمكان حرقها وجمع الرماد في أماكن مؤقتة.

وبانتظار إيجاد حل لم يظهر في الأفق بعد، يراهن بعض أعضاء اللجنة على اجتماعها اليوم، في محاولة لإيجاد حل يجنّب البلاد أزمة أخطر.

البناء : دي ميستورا يتراجع عن هيئة الحكم الانتقالي بعد تحذيرين روسي وسوري غارتان “إسرائيليتان” تذكيريتان في القنيطرة وقوسايا… والمقاومة للردّ المناسب الحكومة تحوّلت إلى تصريف الأعمال بفشلها في ملفي النفايات والتعيينات

كتبت “البناء”: قدّم المبعوث الأممي للحلّ السياسي في سورية ستيفان دي ميستورا إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي حول حصيلة المشاورات التي أجراها لبلورة مبادرة لاستئناف المساعي نحو حلّ سياسي للأزمة السورية، وتميّزت الإحاطة بثلاثة عناصر مهمة، الأولى هي الابتعاد عن طرح تشكيل هيئة حكم انتقالي بصفتها ترجمة لبيان جنيف الذي صدر عن وزيري خارجية روسيا وأميركا سيرغي لافروف وجون كيري قبل سنوات ويختلفان على تفسيره، وجاء تراجع دي ميستورا عن الطرح بعدما تلقى تحذيرين متطابقين من روسيا وسورية لعدم ممارسة الانتقائية في التعامل مع بيان جنيف، وعدم دخول خط تبني تفسير غير متفق عليه بين واضعي البيان لإحدى فقراته الخاصة بماهية الجسم الحكومي الذي يعقب التسوية السياسية، أما الأمر الثاني الذي بدا واضحاً في الإحاطة فهو التأكيد أن لا ظروف ناضجة لعقد مؤتمر جنيف للحوار في جولة جديدة، وكانت هذه أيضاً وجهة نظر كلّ من موسكو ودمشق، أما الأمر الثالث فهو إشارته إلى أنّ هناك مستجداً نوعياً يفرض النظر بعين أخرى للحلّ السياسي، وهو أنّ ظهور الإرهاب بصيغته الراهنة ودرجة خطورته أمر حدث بعد بيان جنيف ولا يمكن مقاربة المساعي للحلّ السياسي من دون أخذ هذا المتغيّر المجمع على درجة خطورته وتقدّمه كأولوية في الاعتبار، وكان هذا شرط سوري لمواصلة التعاون مع مساعي دي ميستورا،

وجاء كلام الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه الأخير شديد الوضوح لهذه الناحية.

التأجيل في مساعي الحلّ السياسي في سورية يعني أنّ الميدان هو الذي يحسم وحده التوازنات التي سيستأنف على أساسها دي ميستورا مساعيه، وفي هذا السياق بدا أن الجيش السوري مدعوماً من المقاومة يمسكان زمام المبادرة العسكرية في الجبهات الممتدّة من الزبداني والقملون إلى تدمر وصولاً إلى الحسكة، وكان المستجدّ هو ملاقاة الطيران “الإسرائيلي” للطيران التركي في توجيه الرسائل التي تسمح للطرفين التركي و”الإسرائيلي” بالدخول على خط أيّ تفاوض يتصل بالتوازنات التي سترسم على أساسها المفاوضات الإقليمية في مرحلة ما بعد التفاهم النووي مع إيران.

مصادر متابعة للصراع بين المقاومة وحكومات الاحتلال خلال العقود الماضية وصفت

الغارات “الإسرائيلية” بالغارات التذكيرية، وهو المصطلح الذي استخدمه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في توصيف عمليات المقاومة في مزارع شبعا بعد العام 2000، شارحاً يومها ما تريد العمليات التذكيرية للمقاومة تأكيده من أنّ المقاومة ورجالها موجودون ولا يمكن أحداً أن يتجاهل وجودهم، قالت المصادر وهذا بالضبط ما أرادت “إسرائيل” قوله، نحن هنا ولا يمكن تجاهل وجودنا، بينما توقعت المصادر أن يكون للمقاومة الردّ المناسب بمعنى الردّ الذي لا يحقق لـ”الإسرائيلي” رغبته بالدخول كلاعب حاسم على خط المشهد السوري، والبقاء على جاهزية لردّ رادع عندما يتخطى جيش الاحتلال الطابع التذكيري لعملياته، ليكون الردّ المنتظر وفقاً للمصادر نفسها تذكيرياً بأنّ المقاومة ومعادلة الردع موجودتان ولا شيء تغيّر منذ نتائج عملية مزارع شبعا النوعية.

في لبنان يبدو الغرق في الضياع مخيّماً على الجو السياسي والحكومي في شكل خاص، حيث فقدت الحكومة قدرة التحرك والمبادرة واتخاذ القرارات وتحوّلت عملياً إلى حكومة تصريف للأعمال، خصوصاً في ملفين يختصران هموم الناس والوسط السياسي وهما قضية النفايات وقضية التعيينات الأمنية والعسكرية.

لا جديد تحت الشمس في الملف الحكومي، لا تزال الأزمة تراوح مكانها والمشاورات لم تؤد إلى حلحلة أي عقدة من العقد الموضوعة على طاولة مجلس الوزراء، من آلية العمل، إلى التعيينات، وصولاً إلى ملف النفايات، فحتى الساعة لم يتم إنضاج أي حل لأي من الملفات الثلاثة العالقة. وكل ما يجري لا يتعدى تأجيل المشكل والبحث عن حلول ظرفية موقتة.

وانتهى اجتماع اللجنة الوزارية في السراي الحكومي أمس بالاتفاق على رفع النفايات والبحث عن مطمر آخر. ولفت وزير البيئة محمد المشنوق بعد الاجتماع إلى أن اجتماعات اللجنة الوزارية مفتوحة وقد يحدد رئيس الحكومة تمام سلام موعداً جديداً للاجتماع بعد جلسة مجلس الوزراء اليوم. وعلى الفور نقلت الشاحنات النفايات في شكل طبيعي إلى الكرنتينا وسط انتشار أمني كثيف لقوى الأمن الداخلي، وعاونت معدات تابعة لشركة جهاد العرب شركة “سوكلين” برفع النفايات من بيروت وذلك بإيعاز وتعليمات محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب. في المقابل نفذ أهالي عين دارة، مع استمرار قطع الطريق المؤدية إلى مواقع الكسارات بسواتر ترابية لليوم الثاني على التوالي، اعتصاماً عند مدخل الكسارات قرب مخفر قوى الأمن الداخلي في المديرج، جددوا خلاله رفضهم نقل نفايات بيروت والضاحية وبعض مناطق عاليه إلى منطقة الكسارات، وسط حضور شعبي كبير. ورفدت القرى البقاعية الاعتصام بحضور شعبي كبير، خصوصاً أن منطقة الكسارات القائمة على ارتفاع 1500 متر تعتبر مصدر المياه الجوفية لثلاثة أقضية: عاليه، الشوف والبقاع الأوسط.

تابعت الصحيفة، وانتقد رئيس المجلس النيابي نبيه بري بحسب ما نقل عنه زواره لـ”البناء”منطق الصفقات والطائفية الذي يحكم ملف النفايات واعتبر “أن من مسؤولية الدولة تحديد المطامر وأن تفرض ذلك، فلا يمكن للشارع أن يميز بين مسؤول وآخر فهو يعتبر أن الدولة بمؤسساتها وطبقتها السياسية تتحمل المسؤولية مجتمعة”.

وأكد أن على الحكومة معالجة الوضع وتثبيت مناطق لطمر النفايات وتكليف الجيش والقوى الأمنية حمايتها بانتظار إيجاد حل جذري للأزمة، التي للأسف جرى تطييفها، ويتم التعاطي معها بطريقة استنسابية. وسأل لماذا الانتظار حتى اليوم طالما أن الحكومة تعلم متى ينتهي عقد سوكلين؟

وشدد بري على “أن المرحلة هي مرحلة انتقالية محكومة بالجمود والانتظار إلى حين تبين مصير الاتفاق النووي. ولفت إلى “أن الوضع خطير في المنطقة ويجب أن نكون على مستوى الوعي والمسؤولية لحماية لبنان. ورأى “أن الحدث اليوم على مستوى المنطقة هو دخول العامل التركي على خط محاربة تنظيم داعش، وهذا أمر مهم وجديد”، مشيراً إلى توافق أميركي – تركي نهائي بضرب داعش وإنهاء هذه الظاهرة، وأن المسألة باتت مسألة وقت، لا سيما أن هذا التنظيم الإرهابي بات يشكل خطراً على كل دول العالم بما فيها تركيا التي دخلت في حرب ضد داعش”.

الديار : لبنان يغرق في الفوضى

كتبت “الديار”: شوارع بيروت وجبل لبنان تغرق في أكوام النفايات، واللجنة الوزارية عاجزة عن إيجاد حل للمطامر كي يتم رمي النفايات فيها. ومجلس الوزراء عاجز عن الاتفاق على آلية لعمل الحكومة، ومجلس النواب لا دورة تشريعية له إلا بشروط مرفوضة من قسم من 8 و 14 آذار أما انتخاب رئيس للجمهورية فأمر ممنوع في الوقت الراهن.

الأمراض تهدد سكان لبنان والنفايات يجري حرقها بشكل يؤدي إلى انتشار التلوث في الهواء، ورمي النفايات في الوديان وأعالي الجبال يؤدي إلى تلوث المياه. وقد تصدرت عناوين الشاشات الدولية والصحف الدولية أخبار النفايات في بيروت، في وقت يجري فيه الإعلان عن إقامة مهرجانات سياحية وسط طوفان من النفايات في الشوارع. الحل الوحيد الممكن هو بيع النفايات إلى السويد والنروج ونقلها بسفن من مرفأ بيروت إلى هذه

الدول، لكن الحكومة لا تستطيع الاجتماع بسبب مشاكل دستورية وسياسية.

لبنان يغرق في الفوضى والشعب اللبناني يعاني من وجود مليون ونصف مليون لاجئ سوري على أرضه، إضافة إلى نصف مليون فلسطيني ونجد اللبناني يهاجر من لبنان حيث يفتش له عن بلد يعيش فيه غير وطنه الأساسي لأن الطبقة السياسية فشلت كلياً في إيجاد حلول بينها والاتفاق على الأمور فيما الوعي غائب عن عقول اللبنانيين رغم عبقرية أفراده.

“حركة بلا بركة” في اجتماعات اللجنة الوزارية المكلفة بحث ملف النفايات، ويبدو ان النقاشات “تراوح مكانها” كما هو الحال في الملف الحكومي. ويبدو ان عدم الثقة بين اعضاء اللجنة يمنع الوصول الى حلول، كما ان عدم ثقة المواطنين بقرارات الحكومة تدفعهم الى رفض القرارات. وبالتالي فان عدم تجاوب الاهالي كان الطاغي على اجتماعات اللجنة، فقد ردّ اهالي عين دارة واتحاد بلديات كسروان – الفتوح على التسريبات الوزارية بإقامة مطامر في كسارات المنطقة بالرفض ونزل اهالي عين دارة الى الشارع، رغم التهديد الذي وصلهم بأن القوى الأمنية ستفتح الطريق بالقوة، كما ان رئيس اتحاد بلديات كسروان – الفتوح نهاد نوفل رفض تحميل البلديات مسؤولية المشكلة. واشار الى تشكيل لجنة من البلديات لمتابعة الموضوع والتفتيش عن امكنة. لكن هذا الامر من مسؤولية الدولة، ولا يمكن الطلب من البلديات ايجاد الحلول وبهذه السرعة. وأكد ان اقامة مطامر في المنطقة ستلوث المياه والبيئة، وان البلديات رفضت اقامة مطامر ضمن نطاق عملها وسترد على الحكومة بعد اجتماع اللجنة.

تابعت الصحيفة، على صعيد آخر، عند الساعة الثانية وخمسة وأربعين دقيقة، نفذت طائرة بدون طيار تابعة لجيش الاحتلال الاسرائيلي غارة على احد مواقع الجهة الشعبية القيادة العامة في الجبهة اللبنانية للسلسلة الشرقية في جرود قوسايا، حيث سقط شهيد وستة جرحى من عناصر الجبهة. وتأتي الغارة في سياق الدعم الذي يقدمه الكيان الصهيوني للارهابيين التكفيريين في سوريا، والموقع الذي استهدفته قريب من جغرافيا المعارك الدائرة في الزبداني التي تشهد زخماً قوياً، حيث يسمع ابناء البقاع الأوسط أصوات المدفعية وانفجار الصواريخ. وافيد انه بعد الغارة الاسرائيلية سمعت اصوات انفجارات في الموقع المستهدف وعلت سحب الدخان.

النهار : دوّامة المطامر: مَنْ يطمر الحكومة بعجزها ؟ لا استقالة ولا اعتكاف في جلسة اليوم

كتبت “النهار”: لم تعد أزمة النفايات التي وصفها رئيس الوزراء تمام سلام قبل أيام بأنها كارثة وطنية تقتصر على استشراء تصاعدي لاضرارها وأخطارها البيئية والصحية والاجتماعية والسياحية فحسب، بل بدت مع اقترابها من أسبوعها الثالث كأنها “تطمر” الحكومة في عجزها ودوامة بحثها العبثي عن المطامر. وإذا كانت الأوساط الاعلامية والشعبية تضج بفضائح هذه الكارثة وما يتنامى يوماً بعد يوم من شائعات أو حقائق أو معطيات عن صراعات خفية لتقاسم “تركة” الفضيحة قبل الاطلالة على العلاجات الناجعة التي لا تزال هائمة بين الاجتماعات المتعاقبة للجنة الوزارية لملف النفايات الصلبة دونما نجاح، فإن الوقائع التي باتت تتكشف عنها هذه الدوامة تثبت ان ظاهرة أخرى حاصرت الحكومة وهي تتمثل في العجز والازدواجية اللذين يطبعان سلوكيات ومواقف معظم القوى السياسية المشاركة في الحكومة والممثلة في اللجنة. هذه الازدواجية برزت منذ منتصف ليل السبت الماضي، حين أصدر الرئيس سلام بياناً أعلن فيه التوصل الى حل مرحلي موقت لأزمة النفايات، متكئاً على مروحة واسعة من المشاورات السياسية التي كان يفترض ان تشكل غطاء كافيا للشروع في تنفيذ هذا الحل. ولكن سرعان ما انكشفت مع صباح اليوم التالي معالم العجز عن نقل النفايات من بيروت الى مناطق أخرى ثم كرّت سلسلة “التمرد” المناطقي على القرارات الوزراية تباعاً، ووقعت اللجنة في حفرة عجز بعض القوى عن الوفاء بالتزاماتها وازدواجية قوى أخرى استطابت توظيف مأزق خصومها العاجزين من جهة اخرى. ومنذ الاثنين الماضي واللجنة تدور على نفسها في المأزق وأطنان النفايات تتراكم في بيروت والمناطق من دون أي افق واضح بعد لنهاية النفق.

وفي اجتماعها الأخير أمس تركت اللجنة اجتماعاتها مفتوحة ولم تتوصل الى نتيجة بايجاد المطامر، في ظل عدم قبول “التيار الوطني الحر” بالتدخل لإيجاد مطامر في المتن وكسروان، وفي ظل رفض القوى السياسية الاخرى التدخل لإيجاد مطامر في مناطق اخرى ما لم تأخذ منطقتا المتن وكسروان حصة من النفايات عملاً بقرار توزيع نفايات العاصمة بالتوازن على سائر المناطق.

وفي رأي وزارة البيئة ومجلس الإنماء والإعمار، أن الحل هو بتحويل كسارات مخالفة قضمت الجبال وشوهتها الى مطامر وهي في أماكن بعيدة عن الأماكن السكنية، وبأن توزع المطامر على كل المناطق لا أن تحصر بمنطقة واحدة، مع إعطاء حوافز مالية للبلديات.

وعلم ان وزارة البيئة اقترحت اماكن في كسروان وجبيل كانت كسارات مخالفة ومشوّهة للطبيعة وفي أماكن بعيدة عن السكن ولا تضرّ بالمزروعات وهي: كسارات ابو ميزان ومجدل ترشيش والمنطقة الجردية بين كسروان وجبيل.

وأثيرت خلال اجتماع اللجنة معلومات عن ابلاغ ست شركات للطيران السلطات اللبنانية انها ستوقف رحلاتها الى مطار بيروت اذا استمر جمع النفايات قرب المطار، وان منطقة الضاحية أوقفت جمع نفاياتها قرب المطار مما يهدد باغراقها بنفاياتها.

لكن وزير النقل غازي زعيتر نفى علمه بهذه المعلومات، واعتبر انه بدل تداولها ربما للضغط على اللجنة الوزارية، كان يفترض منع شاحنات “سوكلين” من نقل النفايات الى قرب المطار.

وعلم أيضاً من مصادر اللجنة ان نفايات بيروت تجمع في عقارات تابعة لبلدية بيروت مثل الكرنتينا وغيرها، وليس معروفاً كم يمكنها ان تستوعب، والى متى، كما ان “سوكلين” جمعت في مستودعاتها 22 الف طن وهذه المستوعبات لم تعد قادرة على الاستيعاب.

كما أبلغت اللجنة اجتماع رؤساء بلديات كسروان للبحث في حل لنفايات هذا القضاء والمقدرة بـ320 طنا يومياً. وشكلت في هذا الاجتماع لجنة من سبع بلديات للكشف على اماكن للمطامر وتحديدها في أقرب وقت.

المستقبل: حمد : الحريري رعى الخطة وشدّد على منع إذلال العاصمة “خطة طوارئ” لبيروت بانتظار الحل الوطني

كتبت “المستقبل”: في المشهد الأمني الموبوء بسلاح الغدر المتفلّت من عقال الشرعية، طعنةٌ مميتةٌ أخرى في صدر الوطن ومؤسسته العسكرية ذهب ضحيتها الرائد الشهيد ربيع كحيل الذي يشيّع اليوم في بيروت بعد أن توفي متأثراً بجروح قاتلة أصيب بها جراء إطلاق مسلح النار عليه في منطقة بدادون قبل أن يلوذ بالفرار بينما أوقفت مديرية المخابرات المدعو إيلي ضو أحد المتهمين المشاركين بالجريمة وفق ما أعلنت قيادة الجيش. أما في المشهد الوطني الموبوء بيئياً وصحياً نتيجة تراكم النفايات في شوارع العاصمة وما يفوح منها من روائح ابتزاز سياسي مقيت يحاول عرقلة الحلول الموضوعة لمعالجة الأزمة ويسعى إلى ليّ ذراع المؤسسة التنفيذية للدولة والتجييش عليها شعبوياً ومناطقياً، فقد برز أمس الإعلان عن إطلاق “خطة طوارئ” لبيروت رعاها الرئيس سعد الحريري وتهدف إلى تدارك الكارثة البيئية من خلال إجراء إنقاذي موضعي موقّت يتيح رفع النفايات من شوارع بيروت وتجميعها بعد فرزها وتغليفها في عقار تابع لبلدية بيروت في منطقة الكرنتينا بانتظار التوصل إلى حل وطني نهائي للأزمة.

اللواء :العاصمة تتدبر أمر النفايات بلا منّة من أحد.. والمزايدات مستمرة المشنوق ينوّه بجهود محافظ بيروت في إيجاد أمكنة نقلت إليها النفايات

كتبت “اللواء”: تعود اللجنة الوزارية لإدارة النفايات إلى الانعقاد مساء اليوم (الخميس) وذلك على ضوء ما سيتوصل إليه مجلس الوزراء بالإضافة إلى تقدّم عملية رفع النفايات من شوارع بيروت والمراحل التي قطعتها خطة الطوارئ التي أطلقتها بلدية بيروت أمس وتم بموجبها رفع النفايات ونقلها إلى أرض البلدية في الكرنتينا كتدبير مؤقت، والعاصمة تدبرت أمر نفاياتها بلا منّة من أحد رغم استمرار المزايدات.

وعلى صعيد التحركات والمواقف، ما زالت ردود الفعل تتوالى وشهدت بعض المناطق اللبنانية التي تردّد ان النفايات ستنقل إليها اعتصامات وقطعاً للطرق رفضاً لاستقبالها.

الجمهورية : “اللجنة” تصطدم بعقدة المطامر والحكومة بـ”الآلية” و التجميد سيّد الموقف

كتبت “الجمهورية”: لم يعد يمر أسبوع من دون الإعلان عن جريمة مروعة حصلت في وضح النهار بسبب أفضلية مرور أو لأنّ هذا أو ذاك ارتأى أنّ الوقوف في هذا الشارع ممنوع. المجرمون يسرحون ويمرحون، والسلاح المتفلِّت بين الزعران يقوّض ما تبقى من حضور للدولة وهَيبة. ولكن ما هو أبشع من الجريمة محاولات تطييفها أو التخفيف من وَقعها إذا كان المجرم من هذه الطائفة أو تلك. وجاء تزامن استشهاد المقدّم ربيع كحيل مع تحضيرات الجيش اللبناني لعيده الـ70، هذه المناسبة التي أصبحت تشكّل لوحدها مبدئياً الجامع المشترك بين اللبنانيين، خصوصاً في ظل النجاحات التي حققها في مواجهاته مع الإرهاب على الحدود وفي الداخل، هذا الإرهاب الذي كان الشهيد كحيل في طليعة المتصدين له من نهر البارد إلى عرسال، حيث أنّ اللبنانيين كانوا يتوقعون، ربما، استشهاده وزملاء له في ساحات الشرف دفاعاً عن لبنان، وليس بين أهله وناسه وعلى يد من نَذر نفسه للدفاع عنهم.

وإذا كانت الجرائم المتمادية فعلت فعلها في تشويه صورة لبنان، إلّا أنّ روائح الزبالة التي غطّت شوارع بيروت قضت على ما تبقى من هذه الصورة، وشكلت فضيحة ما بعدها فضيحة، الأمر الذي انعكس إحباطاً في الشارع اللبناني من هذا الانحلال الذي وصلت إليه دولتهم في لبنان، هذا الشارع الذي يسأل ببساطة: ألم يكن من الممكن تجنّب هذه الكارثة؟

لماذا لم تستبق الحكومة إقفال مطمر الناعمة باللجوء إلى الخطة التي تنقذ اللبنانيين من التلوث البيئي والتداعيات الصحية؟ من يتحمل هذه المسؤولية التي ولو حصلت في أي دولة في العالم لكانت أسقطت ملوكاً وعروشاً ورؤساء وحكومات؟ وهل هناك من يحاسب في لبنان، أم أن ثمّة من يراهن أو يعمل على فتح أزمة لطَي الأزمة التي سبقتها؟

وفي وقت انتهى اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بحث ملف النفايات التي واصلت اجتماعاتها في السراي الحكومي إلى اتفاق على رفع هذه النفايات، بقيت المشكلة الأساس من دون علاج وهي عدم التمكن من إيجاد المطمر المطلوب، فيما لم يعرف بعد ما سيكون عليه مصير جلسة مجلس الوزراء اليوم والتي في حال انعقادها سيتم رفعها وتأجيلها لمواصلة البحث في الآلية إيّاها بسبب استحالة التوافق عليها في ظل تمسك “التيار الوطني الحر” بالشروط نفسها.

وتذكيراً، فالمشكلة الرئيسية هي الآلية، وأمّا ازمة النفايات فقد طرأت على المشكلة الأساس التي ما زالت تراوح، ولا مؤشرات إلى حلحلة في الأفق، بل كل المعلومات تشير إلى مزيد من الشيء نفسه.

وفي إطار لقاء الأربعاء النيابي نقل النواب عن الرئيس نبيه بري أمس قوله “انّ لبنان والمنطقة بعد الاتفاق النووي الايراني يمرّان بمرحلة انتقالية استثنائية وتاريخية، وانّ المطلوب ان نتعاطى بتبصّر وحكمة لحماية البلد وتقطيع هذه المرحلة”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى