مقالات مختارة

“”صراع ما بعد اﻻتفاق”” د.حسن السيد سلمان

 

تم اﻻتفاق بين اقطاب العالم الست ،وظهرت الجمهورية اﻻسلاميةفي ايران القطب العالمي رقم 7 على اقل التقديرات في السياسة واﻻقتصاد والتحالفات وقبل هذا وذاك بالاطروحة والنموذج الفكري والحكم اﻻسلامي الاصيل والقرار المستقل …!!

ولكن من يريد قراءة خارطة المنطقة اليوم عليه ان يراها بحسابات واقعية وعيون منفتحة على كافة المستويات وان ﻻ يسقط الرغبات في حساب النتائج مهما كانت الرغبات واﻻهداف مشروعة ، ﻻننا نتحدث عن منطقة تسودها حروب متعددة الغايات ونتحدث عن تحوﻻت استرتيجية كبرى قد تدفع فيها اثمان بشكل أو بأخر وليس بالضرورة ان تكون مقاييس الربح والخسارة متوازنة لدى كل طرف او حتى حقيقية في ذاتها ﻻن اﻻنعكسات والترددات اللاحقة هي التي تعطي للصورة النهائية حقيتها ومدى صحة قرار الموافقة او الرفض لشروطها…!!؟

فالولايات المتحدة التي تصف ايران بانها راعية اﻻرهاب والتي وضعتها في محور الشر والتي فرضت عليها حروبا وعقوبات ظالمة ، راضية عن اﻻتفاق بغض النظر عن اﻻسرار التي يمكن للخيال ان يرسمها في واقع السياسة ، وايران (حكومة اﻻصلاحين ) هي اﻻخرى راضية بل سعيدة بالانجاز التاريخي للاتفاق ، رغم وصفها ﻻمريكا بالشيطان اﻻكبر ، ومع ذكر تحفظ مرشد الثورة اﻻمام الخامنئي على بعض اﻻطراف وعدم الوثوق بوعودهم وخاصة امريكا وبريطانيا وفرنسا وبنسب متدرجة..!ورغم مقولة اﻻمام الخميني “قدس” ان امريكا متى رضيت عنا فيجب ان نفتش عن الخلل فينا..؟”.لكن ﻻبد من اﻻشادة بقوة ووضوح المفاوض اﻻيراني وحجم اﻻنجاز الذي تحقق والذي اسست له الحكومات السابقة وحكومة نجاد على وجه الخصوص، وقطفت ثماره حكومة روحاني…ومع كل ذلك حدث اﻻتفاق وصار في حكم الواقع ومجلس اﻻمن دعمه بالقرار 2231 ولم يبقى اﻻ أن ترسم خرائط المنطقة في ضوء تلك التطورات…!! وهنا بعض التصورات الممكنة والمعقولة للمرحلة الاحقة وربما احداها ستكون هي الحقيقة…!؟

اوﻻ….على فرض ان امريكا غير قادرة على مواجهة ايران عسكريا وأن النتائج من هكذا مغامرة ستكون مكلفة جدا ،فانها أخذت خيار مواجهة وتخريب ايران من الداخل وهذا ما يدعمه كلام جون كيري في الكونغرس حين قال مخاطبا اعضاء الكونغرس …ادعموا 35 مليون شاب وشابه وكلهم فرحين بالاتفاق ويقولون شكرا لظريف وصفقوا للاتفاق وﻻ تدعموا مليون من حرس الثورة يهتفون كل جمعة بالموت لامريكا …!!

ثانيا….على فرض صدق النوايا لدى الطرفين وبمؤازرة روسيا والصين فان ملفات المنطقة حكما ستكون في دائرة المساومة أو لنقل ستكون على طاولة الحوار ، ولكن ضمن اي شروط وهل سيكون الواقع العسكري ومن يمسك بالارض هي اﻻرقام التي سيتعامل معها ..!؟ومن هنا ﻻبد من تحديد المناطق وبالتالي رسم صورة الحل وشروطه..وهي متعددة ولكن يمكن ان نلخصها على الشكل التالي..:

العراق…سوريا …لبنان..اليمن ..البحرين..مصر.. فلسطين

وغيرهااا ولكن اهم النقاط سخونة واسثمارا للمشروع التكفيري الوهابي الصهيوني هي سوريا والعراق واليمن….وبناء على واقع اﻻمور الحالية يعمل على افق الحل منطقة عازلة في شمال سوريا والعراق سيذهب الى ثﻻتة اقاليم في اطار كونفدرالي ويمكن ان يحصل تغير حتى في العملية السياسية لصالح القوى التي تواجه المشروع الداعشي واليمن يمكن ان يكون شمال وجنوب…ووغير ذلك

ثالثا…على فرض التجاذب وانكشاف المخادعة اﻻمريكية والغربية فان الصراع سيحدم اكثر وسيتم الفرز الحقيقي للصراع بين المشروع اﻻمريكي الصهيوني ويضم في داخله تركيا ومجلس التعاون الخليجي ويقابله المشروع المقاوم الذي تقوده ايران وسوريا وحزب الله وسينضم اليه حكما العراق واليمن والبحرين وشرق الحجاز ، لكن ذلك سيكون مكلفا وليس خاليا من مخاطر التقسيم أو الحرب المذهبية….!!

رابعا…وهو احتمال منطقي يحكمه توازنات اﻻقتصاد ، ومعادﻻت الردع المتبادل سوف تبقى المنطقة الى فترة ليست قصيرة في حرائق متنقلة وحروب وصراعات يمكن وصفها بأنها ممسوكة من اطرافها تلعب فيها القوى العالمية وفق حجمها العسكري واﻻقتصادي..وكل حسب تحالفاته ومقبوليته في الداخل والخارج…!!؟

خامسا….هناك من يفترض ان انهاء الحركة الداعشية يمكن ان يكون موضوعا للنقاش والصفقة اﻻيرانية اﻻمريكية ويضع ثمنا لذلك رأس النظام السوري مقابل انهاء حكم آل سعود والتغيير في البحرين…وهذا الفرض بالتأكيد محال ﻻنه يصدم في اساس التوجه للجمهورية اﻻسلامية الذي يعتبر سوريا ركن من اركان المقاومة وعمقا اساسية في مواجهة المشروع الكبير في المنطقة….!! فضلا عن ان ايران تريد توظيف نتائج اﻻتفاق لصالح اﻻنفراج وليس التصادم في دول المنطقة..بعكس التوجه اﻻسرائيلي الداعم للتصادم واﻻقتتال بين شعوب المنطقة. ..!!

سادسا….وهو فرض ليس بمستحيل ،وهو ما يراه البعض حتمي وواقع ﻻ محال بتصادم المشروعان في جولة عسكرية مفتوحة وربما تكون اﻻخيرة وينكسر احدهما ويفرض اﻻخر مشروعه ، واغلب الظن والثقة بالله اوﻻ وبالقوى المقاومة ثانيا فان انهزام المشروع اﻻمريكي والصهيوني وأدواته من تكفيريين وحكام عرب ووهابين سوف ينكسرون ويهزمون وهذا منسجم مع منطق التاريخ وسننه وارادة الشعوب دائما هي المنتصرة والله ولي التوفيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى