احذروا الاتفاق مع طهران: بوعز بسموت
وزير الخارجية الأمريكي كيري، من قادة الاتفاق النووي مع إيران، لم يتردد في نهاية الاسبوع في توجيه إصبع التهديد لاسرائيل: «اذا فشل الاتفاق في الكونغرس فسيتهمونها». سيد كيري، هذا استخفاف بتقدير المنتخبين الأمريكيين، ألا توجد خلافات في الرأي بين المنتخبين والادارة؟ هل أمريكا هي ديمقراطية أو ديمقراطية؟.
في المقابل بدأ محللون اسرائيليون يقولون لنا إن سلوك اسرائيل بعد التوقيع على الاتفاق في فيينا ـ بغض النظر إذا كان الاتفاق جيدا أو سيئا ـ غير مسؤول (وليس لا سمح الله توقيع الاتفاق المسؤول جدا مع الإيرانيين)، وسيؤدي إلى تأثيرات دراماتيكية في العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة. بكلمات اخرى، الآن عندما تم توقيع الاتفاق لا يجب على الحكومة في القدس أن تدافع عن مصالح اسرائيل على حساب إرث اوباما. وهم يحذروننا ايضا من حرب لا سابقة لها. ونُذكر فقط أنه لو استمعنا دائما لصديقنا في البيت الابيض لما كنا أعلنا عن الدولة في 1948 ولما قصفنا المفاعل العراقي في 1981 ولما كانت القدس عاصمة لنا.
كنيدي ايضا لم يكن ليسمح لنا بفتح مصنع نسيج في الجنوب، ووزير الخارجية جيمس بيكر لم يكن ليعطينا رقم الهاتف كي نتصل به عندما نكون جاهزين… وكأنه إلى حين الاتفاق النووي الإيراني لم نكن على خلاف أبدا.
ولم ننسَ ايضا «جي ستريت» (المنظمة التي تختص في فهم الاجواء في اسرائيل) التي لم تفوت أي فرصة للتصعيب على القدس. وتقول لكل من يريد أن يسمع إن اشخاصا رفيعي المستوى في جهاز الامن الاسرائيلي (أقلية) أعربوا عن موقف ايجابي من الاتفاق. يمكن الافتراض أن «جي ستريت» ستفعل كل شيء من اجل المصادقة على الاتفاق.
لكن هذا مسموح، وهو يلائم سياسة اوباما. والمأساوي في هذا الاتفاق هو أن اسرائيل هي التي يتم تصويرها في الولايات المتحدة أنها «الولد السيء» الذي يجب ضبطه. لكن لحظة: من قال إن أمريكا تتحدث في الموضوع الإيراني بصوت واحد؟ أمريكا هي الادارة، لكنها ايضا هي الكونغرس والرأي العام. وهناك الكثير ممن يقلقون من الاتفاق، ليس فقط من اجل اسرائيل بل من اجل أمريكا والمباديء المشتركة للدولتين.
لا يجب على القدس الخجل من سلوكها ضد الاتفاق. فهذا واجبها الوطني. يصعب القول إن نتنياهو قد أخفى سياسته فيما يتعلق بالموضوع الإيراني في حملته الانتخابية، وقد تم انتخابه بفضلها.
الادعاءات ضد اسرائيل تعيدنا إلى الليلة بين 29 ـ 30 ايلول 1938 حيث تم التوقيع على اتفاق ميونيخ الذي أجبر تشيكوسلوفاكيا على التنازل عن منطقة السودات. وقد انتهى ذلك بالحرب العالمية الثانية، لكن قبل ذلك تفكيك تشيكوسلوفاكيا. لنفرض أنه كانت هناك فرصة لحكومة براغ للاحتجاج ضد البرلمان البريطاني والغاء الاتفاق، فهل كانت ستجلس مكتوفة الأيدي؟ أم أن التشيك كانوا سيتبنون طريق كيري و»جي ستريت» والمحللين الذين يحتجون في شوارع براغ ويرسلون الورود إلى تشمبرلين؟.
هناك شبه كبير بين ميونيخ وفيينا: حين ذلك ايضا رفضوا الاعتراف بشيطنة النازيين مثلما يتجاهلون الآن شيطنة الخامنئيين. في حينه ايضا مثل اليوم، اختاروا المصالحة وأملوا حدوث الجيد. وفي حينه وعدت بريطانيا وفرنسا الحفاظ على الحدود الجديدة لاوروبا، تماما كما تعهدت القوى العظمى في هذا الوقت بأمن السلاح النووي الإيراني. بعد ذلك هناك من يتفاجأ من أن القدس ترفض منح الادارة الخد الثاني؟ هذه فضيحة بالفعل.
اسرائيل اليوم