مناقصات النفايات بلا بيروت: أزمة كبرى في 20 تموز
قالت صحيفة “الأخبار” ان نتائج الدورة الثانية من المناقصات لادارة النفايات المنزلية الصلبة في مختلف المناطق اللبنانية افضت الى تقدم 11 ائتلافا الى خمس مناطق خدماتية باستثناء بيروت، ما يعني بقاء 1800 طن من النفايات بدون حل، علماً ان معارضة شعبية متوقعة للمواقع المقترحة للطمر في بقية المناطق. اما مطمر الناعمة ـ عين درافيل، فسيمدد له ستة اشهر اضافية، وهو ما سيفتح المواجهة مجددا مع المطالبين بإقفاله نهائيا في الموعد المحدد في 17 تموز الجاري.
واعتبرت الصحيفة ان نتائج المناقصات التي اعلنها وزير البيئة محمد المشنوق امس، بمثابة تكرار لسيناريو الفشل المعهود في خطط النفايات. قدمت عروض في جميع المناطق اللبنانية، باستثناء منطقة بيروت وضاحيتيها، التي تنتج قرابة 1800 طن من النفايات يومياً ويقطن فيها ما يزيد على 65 بالمئة من سكان لبنان، وفيما تحمست شركات من اسبانيا ورومانيا والكويت وايطاليا وبلغاريا وفرنسا للدخول في مناقصات الجنوب والبقاع والشمال وجبل لبنان الجنوبي والشمالي، بقيت بيروت خارج المنافسة والسؤال: لماذا؟
وأكدت مصادر وزارية واسعة الاطلاع لـ «الاخبار» ان الرئيس فؤاد السنيورة فشل حتى اللحظة في اقناع ميسرة سكر صاحب مجموعة افيردا (سوكلين وسوكومي) بالدخول في مناقصة بيروت، وان الاخير اشترط منذ البداية ان يتخذ مجلس الوزراء قرارا يحدد موقعا جديدا لطمر نفايات بيروت في جبل لبنان (او اي منطقة اخرى) كشرط مسبق لقبول الدخول في المناقصة.
ولأن المحاصصة الطائفية- الحزبية تقضي بان الشركة التي تتقدم لمناقصة بيروت يفترض ان تكون محسوبة على تيار المستقبل، فان المنافس الاكثر جدية لميسرة سكر، جهاد العرب، بقي حتى اللحظة الاخيرة في حيرة من امره، ينتظر تسوية حول موقع طمر نفايات بيروت، واشارة حاسمة لم تصل من الرئيس سعد الحريري.
وحين ادرك ان الامور مستعصية، وان استخدام عقاره الكبير في منطقة اقليم الخروب، لطمر النفايات، يواجه بفيتو شعبي غير قابل للتفاوض، فضّل الدخول في ائتلاف مع العارض الاكثر حظوة في البقاع، وقرر التنافس على مناطق الجنوب والشمال وجبل لبنان الشمالي، تاركاً مناقصة بيروت للتوقيت الذي يفضي الى تسوية سياسية -; تقنية تسمح له بالتقدم اليها.