شؤون لبنانية

الحريري اكد موقفه من سوريا ومن قتال حزب الله ضد الارهاب ودعا الى التهدئة في الداخل

saadd

القى الرئيس الحريري كلمة من جدةبواسطة شاشة تلفزيونية في افطار رمضاني اقامه تيار المستقبل في البيالبالتزامن مع 13 إفطارا في المناطق اللبنانية، اكد فيه تمسكه بمواقفه المعادية للدولة السورية وللرئيس بشار الاسد وكرر انتقاداته المعروفة لدور المقاومة في مجابهة الارهاب وبالمقابل تعرض لما جرى في سجن رومية مدافعا عن وزير الداخلية نهاد المشنوق داعيا الى وقف التعبئة السياسية في البلاد وتهدئة الاجواء بين الاطراف اللبنانية المتنازعة.

ومما جاء في كلمة الحريري، ان السد الواضح “لحصر أضرار النيران التي تحيط بنا”، “إسمه الاجماع الوطني أو الوحدة الوطنية”، منبها إلى ان “المزايدات والتصعيد والتطرف”، هي “وصفة لضرب السلم الأهلي وخطوة أولى وأخيرة ونهائية باتجاه الحرب الأهلية”. وأعلن في موضوع رئاسة الجمهورية، أن “الأبواب ليست مغلقة في وجه أي مخرج واقعي، وأن لا فيتو على أي اسم، ودائما تحت سقف التوافق الوطني”، مشددا على ان “الرهان على متغيرات في سوريا لن يصنع رئيسا للجمهورية. وانتظار نتائج المفاوضات النووية لن يصنع رئيسا”. وقال: “لا خيار أمامنا جميعا سوى التقيد بالدستور، والعودة إلى التواصل السياسي للاتفاق على مخرج عملي لمأزق الرئاسة. لنهدأ جميعا، ولنتوقف عن سياسات التعبئة، ونعطي أنفسنا وبلدنا فرصة لالتقاط الأنفاس وإيجاد المخارج”.

أضاف: “أيها الأحبة، العام الماضي تقدمنا بخريطة طريق لحماية لبنان من الحرائق المحيطة، وأكدنا على ان مفتاح الاستقرار وتصويب المسار السياسي، يتمثل بانتخاب رئيس للجمهورية، والانتقال الى حكومة جديدة، ووقف التورط المتمادي في الحرب السورية. وقلنا بوجوب مكافحة الإرهاب ومخاطر الاختراق للمناطق اللبنانية، من خلال استراتيجية وطنية يتولاها الجيش اللبناني والقوى الشرعية حصرا. لكن مع الأسف الشديد، لم تتم ملاقاتنا بخطوة جدية واحدة على هذا الطريق، فواصلت البلاد الدوران في الحلقات المفرغة، ومر عام على الفراغ في رئاسة الجمهورية وكأن شيئاً لم يكن. وتعالى التحذير من الانتحار الاقتصادي والاجتماعي وبقيت المواقف أسيرة الرهان على الانقلابات الإقليمية والتوافقات النووية والانتصارات الوهمية”.

وقال: قبل أكثر من سنتين، قلنا لحزب الله إن التورط العسكري في الحرب السورية، لن يكون في مقدوره إنقاذ نظام بشار الأسد. وقد ردوا علينا بأن سقوط النظام لم يتحقق، وهذا أمر صحيح أيضا. ولكن الأصح أن النظام يقف فوق صفيح من الدم والنار والدمار، وأن الاهتراء يعتريه من كل الجهات. وأن مئات الشباب اللبنانيين الذين تمت التضحية بأرواحهم، لم يحققوا، ولن يستطيعوا أن يحققوا، أهداف حزب الله في حمايته، وأن الجرح الناشئ عن هذا التورط سيضرب عميقا في الوجدان السوري، بما يدمر العلاقات الأخوية بين الشعبين والبلدين.

حزب الله لا يريد أن يسمع هذا الكلام، لكننا نراهن أن يجد هذا المنطق، مكانا له في عقول وقلوب الأخوة من رموز وأبناء الطائفة الشيعية، والمضللين بوهم الحرب الاستباقية. ونحن في هذا المجال لسنا، أيها الأخوة والأخوات، في موقع الرفض المطلق للحرب الاستباقية ضد الارهاب. لكن هناك فرق بين أن يخطط لبنان لمواجهة الإرهاب، من خلال منظومة وطنية يتولاها الجيش والقوى الشرعية على الأراضي اللبنانية، وبين أن تتفرد مجموعة لبنانية مسلحة بإعلان الحرب الاستباقية وخوضها خارج الحدود، ضمن منظومة إقليمية ذات وجه مذهبي، تبدأ في دمشق وتتصل بخطوط قاسم سليماني في الموصل وصنعاء وعدن.

وبالمناسبة، فقد كان فكري منشغلا، ولكن ما سمعته منذ يومين عاد وأكد لي أن عاصفة الحزم، يا عزيزي، ما زالت شوكة، في حلق المشروع الإيراني للهيمنة على المنطقة!

كما أن طريق فلسطين لا تمر بالزبداني ودمشق، الطريق من بيروت إلى طهران، نعم تمر بسوريا وبالعراق أما الطريق إلى فلسطين، فبالتأكيد لا.

الجيش اللبناني يقوم بدوره على أكمل وجه، والتجارب من عرسال إلى طرابلس لا تحتاج إلى دليل، وتؤكد أن المواكبة الوطنية لمهمات الجيش في عرسال وطرابلس وعكار وصيدا والعديد من المناطق، هي الحد الفاصل بين حقيقة البيئة الحاضنة للدولة وأجهزتها وبين حملات التجني التي تروج لوجود بيئات حاضنة للارهاب.

وتابع: وآخر ما توصلوا إليه فيلم الاعتداء على المساجين في سجن رومية. دعوني أكون واضحا في هذا الموضوع، ما حصل خطأ وخطأ كبير، بل خطأ فادح. من ارتكبوه يجب أن يحاسبوا، وهم يحاسبون. أما أن يتحول خطأ إلى حملة على وزير الداخلية وقوى الأمن وشعبة المعلومات، فهذا غير مقبول. شعبة المعلومات التي شاركت في كشف شبكات المتهمين باغتيال رفيق الحريري، وتعرفون من يحميهم، شعبة المعلومات التي كشفت مؤامرة سماحة – المملوك وعشرات شبكات الإرهاب وشبكات الجاسوسية الإسرائيلية. شعبة المعلومات التي دفعت الثمن بشهداء، وعلى رأسهم وسام الحسن ووسام عيد، فهذه ليست شعبة المعلومات التي يمكن أن يشنوا عليها الحملات.

على كل حال، على أبوابنا وعند حدودنا، نظام يرتكب، مع حزب الله، أبشع أنواع العنف والإرهاب بحق شعبه. ومنظمات إرهابية، ترتكب أكبر جريمة بحق الدين الإسلامي. أولا، وبحق المسلمين وصورتهم في العالم، وبحق الأبرياء من كل الأديان، في العالم العربي وخارج العالم العربي، أكبر جريمة بحق الدين، باسم الدين.

وختم “عشتم وعاش لبنان، وإن شاء الله أكون في المرة المقبلة معكم في بيروت أو في طرابلس أو في أي مكان من لبنان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى