التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 13/7/2015
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
المقدمة
انخفض معدل الانتاج لمراكز الفكر والابحاث نظرا للعطلة الصيفية.ويستعرض قسم التحليل في تحقيق خاص غير مسبوق ظاهرة تنامي نزعات التمرد والتهديد بالعصيان المدني في الولايات المتحدة، مصحوبة بارتفاع معدل وحجم المناورات العسكرية الاميركية داخل البلاد، وما يرافقها من قلق واسع للاعتقاد بأنها تهيئة وتمهيدا لاستخدام القوات العسكرية في قمع التحركات الشعبية في المستقبل.
كما يتناول التحليل المتاعب التقنية والتمويلية التي تواجه برنامج احدث الطائرات المقاتلة الاميركية، اف-35، التي تعول عليها “اسرائيل” وتستبدل المقاتلات من الجيل السابق، وعدم انضباط سبل الانتاج الحربي لمعايير الميزانيات المرصودة.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
تفاقم الحروب العربية-العربية
اعرب معهد كارنيغي عن قلقه من تزايد حالة الاحباط بين “المواطنين العرب” وضيق ذرعهم لتعثر المسارات الديموقراطية، لا سيما في مصر والاردن والمغرب، “مما يغذي حالة العزلة السياسية، وخطورة ما ينطوي عليها من لجوء القوى المهمشة للخيارات العسكرية .. يقابلها قرار السلطات السياسية باعتماد القمع عبر قواتها العسكرية عوضا عن اشراك الآخرين.” وحذر من ان ما يتطلب فعله “في اللحظة الراهنةـ وضع حد للاعمال العدائية في كل من سورية والعراق واليمن، بضمانة اجماع دولي.” وحث المعهد الحكومات المعنية تطبيق “انخراط شامل للقوى في المسارات السياسية، ووضع حد للعنف الذي تمارسه اجهزة الدولة .. والالتفات الى ضرورة معالجة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية.”
حث مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية دول المنطقة على ضرورة الابداع في الشؤون العسكرية لاحتواء ” التطرف الديني وممارساته العنفية .. والتحديات الناشئة عن حتمية مواجهته وما تفرضه علينا من مراجعة شبه شاملة لمستويات التعاون في شؤون الأمن القومي، والاساليب المتبعة لمواجهة التهديدات، وكذلك الاليات المعتمدة في التدريب والتعليم.” واوضح ان “تنامي الترابط بين التحديات الاجتماعية والصراعات الاهلية تحتم علينا اعادة التفكير بالدور الذي ينبغي ان تضطلع به قوات حماية الأمن القومي والحاجة لتضافر العمليات العسكرية والمدنية .. والذهاب بها الى مديات ابعد مما اطلقنا عليه يوما ما مصطلح الثورة في الشؤون العسكرية.”
“الدولة الاسلامية“
استعرض معهد كارنيغي ما يعتقده من استراتيجية الدولة الاسلامية مؤكدا ان “بروز الدولة على المسرح يؤشر على بدء عصر جهادي جديد .. يستند الى تفسير متطرف للشريعة ويعزز موقعها الى ما هو ابعد من ثمة منظمة ارهابية بصرف النظر عن جذورها كفرع لتنظيم القاعدة في العراق.” واوضح ان عناصر “الاستراتيجية .. تستند الى جملة عناصر: الرؤيا الواقعية فيما يخص النظام السوري؛ السيطرة على وتطوير المناطق التابعة لها للتحكم بالمواطنين واستقطاب المقاتلين الاجانب؛ استغلال العقيدة الفكرية ووسائل الاعلام كأدوات للتحكم بالمواطنين وتجنيد المقاتلين وجمع التبرعات؛ واعتماد استراتيجية عسكرية مركزية.”
ترابط ظاهرة التيارات الجهادية في كل من تونس وليبيا كان محور اهتمام معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى، مشيرا الى الصعوبات التي تواجهها الحكومة التونسية لضبط حدودها المشتركة مع ليبيا “خلال السنوات الاربع الماضية، مما يرجح احتمال مشاهدتنا هجمات جديدة للدولة الاسلامية مصدرها ليبيا او مرتبطة بها.” وحذر من ان من نشهده في المرحلة الراهنة “له جذور ضاربة عميقا في التاريخ تعود لعدة عقود من الزمن وتمثل معضلة يتم تجاهلها في اغلب الاحيان، او الاستخفاف بها، او القاء اللوم على اطراف اخرى من قبل المسؤولين في تونس قبل وبعد ثورة عام 2011.”
ايران
جدد معهد واشنطن شروطه للفريق المفاوض الاميركي بأنه ينبغي عليه “وضع قيود على برامج ايران للابحاث وتطوير القدرات الصاروخية” جنبا الى جنب مع القيود النووية، نظرا لما يزعم به بدء ايران “ومنذ عام 2004 اعتماد تقنية المخروط الثلاثي – تصميم مرتبط حصرا تقريبا بالقذائف النووية – في الرؤوس المتفجرة لصواريخ شهاب المختلفة.” كما جدد مطالبته لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي “يفرض قيودا على برامج ايران الصاروخية وتهدد باتخاذ عقوبات حقيقية بحق اولئك الذين يوفرون الدعم لبرنامج ايران الصاروخي.”
فند المجلس الاميركي للسياسة الخارجية مزاعم العقوبات الاقتصادية كسلاح رادع للبرامج النووية سيما وان “تجربة كوريا الشمالية اوضحت حصولها على القنبلة النووية في ظل عقوبات صارمة ضدها، وايران كذلك” باستطاعتها الوصول لتلك المرحلة. واوضح ان ايران لديها ميزة افضل من كوريا الشمالية “لتطوير سلاح نووي حتى بعد التوقيع على الاتفاق، اذ تتمتع بتبادل اقتصادي اكبر ولديها بنية تحتية افضل.” واضاف ان ايران تستند قاعدتها المعرفية الى طواقمها العلمية فحسب بل ايضا من القاعدة العلمية لكوريا الشمالية “التي تتعاون معهافي المسائل النووية وبرامج التسليح منذ عدة سنوات.” واوضح ان ما يعزز اعتقاده بذلك المقابلة التي اجراها وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، في شهر نيسان الماضي مع الاعلامي الشهير شارلي روز اذ “اقر انه بالرغم من العقوبات المفروضة فان ايران استطاعت مراكمة مواد نووية لتسليح ثمانية رؤوس .. (مستدركا) ان بلاده لم تجري تجارب على السلاح النووي بعد لعدم رغبتها بذلك.”
تركيا
اعرب معهد واشنطن عن اعتقاده بأن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ذاهب الى اجراء انتخابات مبكرة درءا “للتدني التدريجي في نفوذ حزب العدالة والتنمية” في اجهزة الدولة، بل خسارة كلية لسيطرته في بعضها. وحث المؤسسة التركية الحاكمة على اقرار “قوانين جديدة تضمن استقلالية المؤسسات الرسمية عن تعديات السلطة التنفيذية كافضل سبيل لصون استقلاليتها.” واوضح ان ما يعزز اعتقاده بخيار الانتخابات المبكرة هو جملة مؤشرات من بينها “انتخاب رئيس البرلمان ..”