مقالات مختارة

إلا الانتفاضة: يوسي ملمان

 

وقعت في الضفة الغربية الاسبوع الماضي 11 عملية أو محاولة عملية. ثلاث منها استخدم فيها السلاح والنار الحية، خلفت وراءها قتيلين وجرحى آخرين.

يمكن للوضع أن يكون أسوأ بلا قياس لو لم تنجح المخابرات في أن تحبط في السنة الاخيرة أكثر من مئة خطة ونية لحماس لتنفيذ العمليات.

اعترف رئيس المخابرات يورام كوهن امس في لجنة الخارجية والامن بانه منذ 2014 سجل أكثر من 1.800 حدث تضمنت رشق حجارة، زجاجات حارقة، اعمال طعن واستخدام السلاح الناري. في 2012 وثقت المخابرات اقل من 700 حدث من هذا النوع. واضح أن «الارض تعتمل» ولكن في الجيش الاسرائيلي وفي جهاز الامن يفضلون الحديث عن «تواصل الاحداث» وعن «عمليات فردية». ويشيرون ايضا إلى أن اجواء رمضان قد تكون توقظ وتشجع الفلسطينيين على تنفيذ العمليات بالسلاح البارد او الناري ضد قوات الامن وضد المستوطنين بمبادرتهم.

على أي حال، لا تذكر في جهاز الامن كلمة «انتفاضة». اذن صحيح، هذه ليست انتفاضة شعبية من النوع الذي شهدناه في المرتين السابقتين – في نهاية الثمانينيات وفي بداية القرن الواحد والعشرين. وبلا ريب، فان الوضع اليوم مختلف. هذه المرة، السلطة الفلسطينية أو منظماتها لا تقف خلف الشبكات او الاحداث. وهم بالذات يعارضون ويواصلون التعاون ـ الكلمة المغسولة هي التنسيق الامني ـ مع الجيش والمخابرات الاسرائيلية في مساعيهم لاحباطها.

ولكن سيكون من الخطأ النظر إلى الواقع المتحقق من خلف نواظير الماضي. هذه ميزة تعزية للجنرالات الذين يقال عنهم انهم يستعدون لحروب المستقبل استنادا إلى تجربتهم في حروب الماضي.

التعابير ليست هامة. ما يقرر هو الواقع، الذي يجب النظر اليه بعيون مفتوحة. الفلسطينيون في الضفة يعارضون الاحتلال الاسرائيلي ـ الان ايضا، بعد 48 سنة من حرب الايام الستة ـ ويرفضون التسليم بالوضع، الذي يجد تعبيره في مزيد من المستوطنات، مصادرة الاراضي، الحواجز على الطرق والقيود والحياة كمواطنين من الدرجة الثانية أو اقل من ذلك.

صحيح، المنهاج التعليمي الفلسطيني لا يعمل على غرس افكار التعايش ووسائلها الإعلامية تدير معركة تحريض. ولكن جذر المشكلة هو في غياب افق سياسي وشعاع الامل لتغيير الوضع والمستقبل الافضل. المسيرة الساسية لن تكون عندما لا يكون وزير الدفاع مؤمنا بذلك، ورئيس الوزراء الذي تعهد بفكرة الدولتين يعمل كل شيء كي يعرقلها.

في مثل هذا الوضع، فان كل ما يتبقى للجيش والمخابرات هو السير على البيض ـ لاستخدام وسائل استخبارية، تعزيز القوات، العمل على العثور والاعتقال للمشبوهين بعمليات إرهابية، ولكن كل شيء بتقنين وبتوازن يسمح كيفما اتفق لحياة الفلسطينيين بالاستمرار والسير تحت مظهر الحياة العادية. حتى الحدث التالي، او الاسوأ ـ حتى الانفجار بحجم واسع.

معاريف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى