الإصبع موجه لحماس: عاموس هرئيل
العملية قرب مستوطنة شافوت راحيل كانت نقطة اخرى في سلسلة اعمال الإرهاب في الضفة الغربية. قتل الشاب ملاخي روزنفيلد واصابة ثلاثة من رفاقه في كمين ناري ينضم إلى قتل داني غونين قرب مستوطنة دولف، اصابة شرطي ومجندة في عمليتي طعن في البلدة القديمة في القدس وفي قبر راحيل ولعمليتي اطلاق نار اخريين، في غور الاردن وفي بيت ايل. هذه سلسلة العمليات الاخطر منذ موجة الإرهاب في القدس وفي الضفة في تشرين الاول ـ الثاني من العام الماضي.
في المرة السابقة فسر التوتر بالازمة حول الحرم، على خلفية الزيارات المتواترة لنشطاء اليمين في الموقع. وعندما تدخلت الحكومة في النهاية وحرصت على وقف الزيارات هدأت الخواطر لزمن ما. اما لهذه الموجة الحالية فلا توجد خلفية واضحة، باستثناء المقاومة الفلسطينية لمواصلة الاحتلال الاسرائيلي. ومن غير المستعبد ان تكون اجواء شهر رمضان ساهمت هي الاخرى في تشديد العداء لاسرائيل.
ولكن التراكم الاستثنائي لعمليات اطلاق النار كفيل بان يشهد على أنه يوجد هنا اكثر من يقظة موضوعية لمخربين افراد وخلايا محلية، كتلك التي نفذت معظم العمليات في السنتين الاخيرتين. اسعار السلاح والذخيرة في السوق السوداء في الضفة ارتفعت جدا مؤخرا: سعر بندقية الكلاشينكوف يقدر بنحو 4.500 دينار اردني، قرابة 24 الف شيكل.
ويبلغ سعر الرصاصة الواحدة للكلاشينكوف ما لا يقل عن 12 شيكل. وقدرة الوصول إلى السلاح الذي يستخدم للعمليات يمكن أن تشهد على نشاط مرتب لخلايا تنتمي لمنظمات إرهابية حقيقية.
العملية في شافوت رحيل، مثل تلك في النبع قرب دولف، تطلبت على ما يبدو قدر اكبر من التخطيط والاستعداد المسبق من جانب المنفذين، مقابل عمليات الطعن والدهس التي ميزت فترات التوتر السابقة. مدى الشبه بين بعض منفذي اطلاق النار كفيل بان يشير إلى انها نفذت من قبل ذات الخلية.
وزير الدفاع موشيه يعلون الذي يعرف على ما يبدو المعلومات الاستخبارية التي لم يطلع عليها الجمهور الغفير بعد، اتهم قيادة حماس في تركيا بالمسؤولية عن عمليتي اطلاق النار الاخيرتين. التمويل لها، على حد قوله، جاء من إيران، بعد فترة طويلة من القطيعة بينها وبين حماس.
على رأس القيادة في تركيا، التي تسمى ساحة الضفة، يقف صلاح العاروري، نشيط حماس من منطقة رام الله (حيث وقعت ثلاث من اصل أربع عمليات اطلاق النار الاخيرة).
وفي الشهر الماضي نشرت «هآرتس» ان تركيا طلبت منه لجم نشاطه من نطاقها، خشية ما يتسبب به من حرج. وعلى الاقل حسب اقوال يعلون، يبدو أن هذا التوجه لم يجدِ نفعا.
يعلون ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هاجما امس علنا السلطة الفلسطينية على تلبثها في شجب موجة العمليات. والسلطة تمتنع عن ذلك بالفعل، وبالتأكيد انطلاقا من الافتراض بان الاعمال تحظى بتأييد لا لبس به من الجمهور الفلسطيني. ولكن من خلف الكواليس يقول كبار رجالات الجيش والمخابرات الاسرائيلية بان التنسيق الامني مع السلطة مستمر وان اجهزة الامن لديها تواصل العمل ضد خلايا حماس العسكرية.
في السنوات الاخيرة نجحت المخابرات والجيش الاسرائيلي في اعتقال منفذي معظم العمليات في غضون بضعة اسابيع، او في اقصى الاحوال بضعة اشهر. اما الان، فواضح انه في منطقة رام الله تتجول بشكل حر خلية اطلاق نار او اثنتان نجحتا حتى الان في المس بالاسرائيليين، ويبدو أن اسرائيل تجد صعوبة في ان توقف دفعة واحدة موجة العمليات. وحاليا يتركز جهد الجيش والمخابرات على المستوى الاستخباري. في الجيش يقولون انهم سيحاولون الامتناع عن العقاب الجماعي، ولكن واضح انه كلما استمر تواصل العمليات فسيزداد الضغط على الحكومة لاتخاذ خطوات اكثر تشددا، في اثناء شهر رمضان ايضا.
هآرتس