«الاسلاميون»: حزب الله لا يتخلى عن ابناء طائفته دموع الاسمر
لم تنته بعد ذيول تعذيب السجناء في رومية، الاحداث تتسارع، مرحلة العد التنازلي للتيار الازرق بدأت ـ حسب المصادر ـ بعد تنفيس الغضب في الشارع، بدأت المحاسبة فعليا، البداية من تنظيم حملة واسعة تستهدف تيار المستقبل بشكل مباشر تحت عنوان «تيارالمستقبل لا يمثلني» اضافة الى اعلان عدد من الكوادر الانشقاق عنه، كما وصل اصداء هذه الحملة الى مدينة سدني الاوسترالية فاعلن عدد من ابناء الجالية اللبنانية تضامنهم مع الحملة التي بدأت ضد تيار الحريري.
فقد اطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي حملة منظمة ضد تيار المستقبل وتلاقي اصداء في الاوساط الشعبية الطرابلسية خاصة بين عائلات الموقوفين الذين فقدوا الثقة بالتيار الازرق وبالقيادات السياسية دون ان يستطيع التيار لملمة الغضب الشعبي بعد ان اعتبروا ان خداعا طالهم منذ توقيف اولادهم وحين جرى نفي ما تعرضوا له من تعذيب وانتهاك للكرامات والانسانية.
برأي اوساط طرابلسية ان ارتدادات معركة ريفي – مشنوق يدفع تيار المستقبل ثمنها، فمن يخسر اليوم هو التيار، بينما التيارات السياسية الاخرى تقطف ثمار اخطاء المستقبليين لمصلحتها دون اي تكاليف مادية.
ايضا تخلل الاستنكارات التي عمت مدينة طرابلس احتجاجا على تعذيب السجناء توزيع صور كاريكاتورية حملت عناوين عدة ابرزها «الجريمة في تسريب افلام الفيديو وليس التعذيب الوحشي»، «شكرا لمن سرب الافلام وكشف ما يجري خلف القضيان».
وترى الاوساط ان من حاول نزع تهمة تسريب افلام الفيديو عن نفسه برمي التهمة على الآخرين لم يكن موفقا، بدليل البيانات التي وزعها الغاضبون والتي تضمنت الشكر لحزب الله اذا كان هو حقا من سرب هذه الاشرطة، واكدت ان حزب الله بتسريبه لهذه الافلام كشف الممارسات الوحشية بحق ابناء الطائفة السنية، وشكرا للحزب ايضا لانه كشف حقيقة التيار المتآمر على ابناء طائفته، واعتبروا ان التيار يسعى منذ عشر سنوات الى كشف حقيقة من قتل الشهيد رفيق الحريري، بينما لا يحق لاهالي الموقوفين معرفة لماذا هذا الظلم بحق ابنائها، مستغربين النقمة على من سرب هذه الاشرطة وتحويل الانظار عن فعل التعذيب فهل يرضى التيار الازرق بان يبقى الظلم والعنف بعيدا عن عدسات الكاميرا، بينما الجلادون يعذبون ويضربون دون محاسبة؟
واعتبرت ان الغضب الطرابلسي اليوم على جميع قيادات المستقبل بسبب تقاعسهم تجاه ما لحق بأبناء مدينتهم من مظلومية، بدءا من 7 ايار وصولا الى اليوم، معتبرين ان تاريخ هذا التيار غني بالافتراءات والزج بأبناء الطائفة السنية في معاركه السياسية ثم التخلي عنهم عند تحقيق اول هدف سياسي، ولفتت الاوساط الى ان ابناء مدينة طرابلس لم ينسوا من زج بمدينتهم في معارك طالت الحجر والبشر على مدى خمس سنوات، فكان اهل طرابلس الخاسر الاكبر فيها.
ولفت احد اقرباء الموقوفين في سجن رومية الى ان المعركة باتت اليوم في محاربة هذا التيار على الارض، فكما وقفت الى جانبه كافة الشرائح الشعبية ودعمته انتخابيا، فان هذه الشرائح هي نفسها ستقف الى جانب منافسه كائنا من كان، معتبرا ان معركتهم الاولى ضد هذا التيار هي يوم يعلن افلاسه شعبيا، مؤكدا انه مهما دفع التيار الازرق اموالا حينذاك فانه لن يثني اهل المدينة عن قرارها بالحاق اكبر خساره له انتخابيا على امتداد الوطن.
واعتبر شقيق احد الموقوفين ان بدلا من شن حملة على حزب الله وتحميله مسؤولية تسريب الاشرطة فليقتدوا به، فهو حزب لم يزج يوما بأبناء طائفته، ولا يتخلى عنهم يواجهون مصيرهم وحيدين، بل دائما يكرر دفاعه وحمايته لها، بينما تيار المستقبل من اجل مكسب سياسي هنا او جولة سياسية هناك يبيع جميع اهل السنة.
تعتقد اوساط شمالية ان المعركة السياسية الداخلية في التيار الازرق لا تزال في بداياتها وان الاشهر المقبلة ستشهد المزيد من الاحداث بين اجنحة «الازرق» والتي لن يستطيع زعيمها ضبطها ، بل ستشهد المزيد من الانشقاقات عن «الازرق» لصالح تيارات خارجية عربية..
(الديار)