لماذا بعض قيادات الشمال تنفي وجود «خلايا داعشية»؟ جهاد نافع
لماذا ينفي بعض القيادات السياسية في الشمال وجود «خلايا داعشية» وموالون لـ«النصرة» في احياء وشوارع وبلدات وقرى شمالية؟ ما هي مصلحتهم في الانكار ونفي ما هو حقيقة تعرفها اوساط شعبية وتتلمسها قيادات محلية في كل يوم، من خلال تصريح او نشاط او اعلان ولاء؟؟
تعتقد المصادر ان خيطا رفيعا يكمن بين هذه القيادات والمنظمات الارهابية التكفيرية، ولعل هذا الخيط هو السر الذي يدفع هؤلاء الى النفي والانكار لعلهم في ذلك يوفرون الغطاء لمجموعات ستكون لها وظائف امنية في مرحلة يعتقدونها قادمة ويبشرون بها على انها باتت قريبة جدا.
مصدر سياسي شمالي اشار الى ان الشمال برأي كل المتابعين هو بيئة حاضنة للاصولية التكفيرية والتي تؤمن بالارهاب منهجا لاقامة «دولة الخلافة الاسلامية»، ولكن حسب المصادر يمكن توضيح ما يلي:
– اولا: ان القوى الاصولية تمكنت وعلى مدى السنوات القليلة الماضية من بث منهجها التكفيري من خلال منابر بعض المساجد الشمالية ونجحت في الشحن المذهبي البغيض بخطة منهجية مدروسة وانشأت شبانا على اسلام جديد لا يمت الى الاسلام الذي نعرفه بصلة.
– ثانيا: ان بعض القيادات الاصولية تورطت في تشكيل مجموعات وخلايا دفعتها للقتال في الداخل السوري وهذه القيادات منها من بايع «داعش» ومنها من اعلن الولاء لـ«جبهة النصرة» منذ تأسيس هذه الجبهة.
هذه القوى كانت جريئة الى حد رفع الرايات «الداعشية» على شرفات المنازل وفي الشوارع والاحياء من طرابلس الى اقصى عكار، ومن يمس احدى هذه الرايات او ينتقدها تنزل به احكام التكفير بحجة انها راية رسول الله.
يؤكد المصدر الشمالي ان في طرابلس والشمال من يراهن حاليا على انتصار «النصرة» و«داعش» واهم، وبعضهم من جاهر بدعوة هؤلاء الى الزحف نحو لبنان، دون أن يسألوا عن هذه المواقف التي تنعكس توترا في الاوساط الشعبية وتؤدي الى حالة تعبئة نفسية تجعل من الشبان اكثر تهورا في ارتكاب اعمال امنية.
ومن يتجول في بعض المناطق الشمالية يتلمس ان كثيرا من هؤلاء الشبان يسوقون لداعش والنصرة وينتظرون وصولهم الى لبنان مع قياداتهم الدينية وان زحفهم الى لبنان سيكون مناسبة انتقام من كل القوى السياسية العلمانية اللبنانية.
هذا المصدر استوقفته تصريحات سياسية تبشر بقرب انهيار النظام السوري وان الجيش السوري بات منهارا امام المجموعات الارهابية من داعش والنصرة وبقية القوى الاصولية التكفيرية، وسأل المصدر هل سقوط النظام السوري يبشر بانتصار «داعش» و«النصرة»؟ وهل يراهن الى هذا الحد على «داعش»؟ وهل سيكون بمأمن من سيف «داعش» وسكينه؟
يعتقد المصدر ان هذه التصريحات تعزز فكرة وجود قطبة مخفية بين بعض السياسيين اللبنانيين والمنظمات الارهابية مثل «داعش» و«النصرة»، وان ما قيل عن تنسيق امني بين هؤلاء السياسيين وقيادات في «النصرة» و«داعش» تعززه هذه المواقف ولعل الرهان على «داعش» متأت من هذه العلاقة الخفية بين الطرفين.
ان هذه العلاقة ليست مستجدة بل لها تاريخ من التنسيق مع مجموعات ارهابية لها وظيفة على الساحة اللبنانية وتنتظرها قوى محلية بفارغ الصبر- حسب المصدر.
(الديار)