التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية22/6/2015
التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
المقدمة
شكل اختراق “جهة ما” (تروج الصحافة الاميركية اتهامات للصين) لاجهزة مكتب ادارة شؤون الموظفين والسيطرة على بياناتها المختلفة صدمة لكبار المسؤولين الاميركيين، ليس لناحية توقيته فحسب بل للمدى غير المسبوق الذي اصاب بيانات شديدة الخصوصية لما لا يقل عن 4 مليون موظف ومجند في القوات المسلحة، وربما بيانات العاملين في اجهزة الاستخبارات. الاشارات الرسمية الاولى تسير باتجاه اتهام الصين بأنها وراء القرصنة الالكترونية.
يستعرض قسم التحليل اهم “نقاط الضعف” في المنظومة الالكترونية للاجهزة الحكومية، واتهام البعض الرئيس اوباما بالاخفاق للسيطرة عليها مبكرا، مما يزيد حجم الضغوط اليومية عليه من قبل الموالين والخصوم على السواء لاجتراح حلول “جذرية” على وجه السرعة.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
سورية
حذر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية من افراط التوقعات بانهيار الجيش السوري او “تخليه عن النظام نتيجة الضغوط” الميدانية، على الرغم من “انحسار قدراته للتعبئة العامة.” واوضح ان قوات الجيش العربي السوري “بعد انقضاء اربعة اعوام من القتال المستمر، تتركز (استراتيجيته) راهنا على مهام دفاعية عن المواقع التي يعتبرها البعض حيوية لسورية ..”
المملكة السعودية
فنّد معهد كارنيغي مقولة “الصراع على التوريث” داخل الاسرة السعودية، معتبرا ان منصب “ولي ولي العهد الامير محمد قد لا يدوم اكثر من عهد والده .. وسلطته الراهنة قد لا تكون قابلة للاستمرار.” واوضح ان “قلة” من المتنفذين داخل الاسرة الحاكمة تبدي استعدادا “لتحديه ما دام الملك على قيد الحياة .. وهل سيصبح ولي العهد المقبل؛” خاصة ان “لقب ولي ولي العهد لا قيمة” حقيقية له. وفيما يتعلق بالعدوان على اليمن شاطر المعهد آخرين بالقول “ليس بامكان العاهل السعودي ونجله قبول بما هو اقل من النصر الكامل؛ لا شك ان الأمير الشاب يريد ان يثبت مكانته جيدا قبل ان يتوفى والده.”
اعتبر معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى ان العاهل السعودي استخدم نجله محمد كمبعوث خاص لزيارة موسكو “تحضيرا لرفع مستوى العلاقات الثنائية بصورة ملفتة على الارجح.” ودلل المعهد على البيان الرسمي الصادر بشأن الزيارة التي وصفها “بالفرصة لبحث العلاقات وسبل التعاون بين الدولتين الصديقين ..” ورغبة الرئيس الروسي “لتوسيع شقة الخلاف بين الرياض وواشنطن” حول الاتفاق النووي مع ايران.
استعرض معهد ابحاث السياسة الخارجية تراكم التحديات التي تواجهها المملكة السعودية، لا سيما تنامي النشاط الارهابي داخل حدودها “وانخراطها في حرب متعددة الجبهات” في اليمن والعراق وسورية واماكن اخرى. واشاد المعهد ببرنامج “همومنا” الاعلامي الذي اطلقته السعودية عبر محطاتها الرسمية للتلفزة الرامي لاستيعاب درجة الاحتقان والاحباط بين الشباب وادانة الهيئات والمجموعات المحرضة على ارتكاب الارهاب واعمال العنف وتوصيفها بأنها “مجموعات منافقة، واحدى الاعيب اجهزة الاستخبارات الاجنبية ..”
اعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مقتل أمير تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي تطوراً هاماً “بيد ان المردود والفوائد ستكون قصيرة الأمد.” واوضح ان تاريخ الحروب يثبت ان مقتل قادة وزعماء القوى المتطرفة للحد من نشاطاتها لم يثبت جدواه “ويتم استبدالهم على الفور.” واضاف ان تنظيم القاعدة “قد يستغرق مدة زمنية اضافية لتركيز جهوده على اهداف محلية لتعزيز المكاسب الميدانية .. والدفاع عن مراكز تجمعاته ضد هجمات الحوثيين والقوات السعودية.”
ايضا اعتبر معهد المشروع الاميركي مقتل ناصر الوحيشي عملية “غير مجدية .. سيما ما رافق مقتله من خسارة المعلومات الاستخباراتية الهامة التي كانت بحوزته.” واوضح ان معلومات حيوية بالمستطاع استنباطها عبر استجواب المعتقلين قد ذهبت ادراج الرياح بمقتله. وسخر من استراتيجية الرئيس اوباما الرامية الى “التخلص من البيانات الاستخباراتية الضرورية لجهودنا والحاق الهزيمة بالقاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية ..”
ايران
رصد معهد المشروع الاميركي ما اسماه “التحديات الفكرية” التي تواجه القادة في ايران وجهودها المتشعبة “لمحاربة الافكار الغربية الهدامة والعمليات السرية،” من ناحية وانشاء “نظام اقتصادي معتبر .. وردع الولايات المتحدة (وحلفائها) الاقليميين، وتحديث قواتها العسكرية .. بيد انها لم تفلح في ذلك.” واضاف ان تلك الرؤية الفكرية “ربما هي نتاج خطة شاملة للحرس الثوري لدمج العقائد (القتالية) السائدة وزرع مفاهيم مبتكرة.” واردف ان ذلك يؤشر على “اقرار ايران بأنها خالية من الاسس الفكرية الضرورية لتنمية أمن قومي فعال او استراتيجية عسكرية في ظل المناخ الراهن، ناهيك عن تطبيق ناجع. انه اعتراف مذهل.”
حث معهد كارنيغي صناع القرار في الولايات المتحدة توكيل الحلفاء الاوروبيين “اتخاذ المبادرة للتفاوض مع ايران .. نظرا لما ينطوي على سياق التوصل لاتفاق نووي من ارهاق للطرفين، طهران وواشنطن، وغياب الرغبة لاستيعاب وجهتي نظرهما لبعضهما البعض.” واوضح ان نقطة الانعطاف النهائية هي ما يرشح دور الاتحاد الاوروبي “وتركيز الجهود على عنصر ثالث .. الحد من تسييس وتجزئة مجالات تعاون مرتقبة؛” من بينها “أمن الملاحة التجارية في الخليج والوضع في قطاع غزة .. اللذين يستطيع الاتحاد الاوروبي الانخراط مع ايران بشأنهما،” والاخذ بعين الاعتبار ان كلا من الولايات المتحدة وايران لم توقعا على الاتفاقية الدولية لقانون البحار.
اتهم المجلس الاميركي للسياسة الخارجية فريق واشنطن للتفاوض النووي “باعلاء التوصل لاتفاق نووي والتغاضي والتقليل الى الحد الادنى من اصوات ايران الاخرى – خاصة تلك التي لا تشاطره رؤيته لايران بأنها تشكل شريكا استراتيجيا محتملا وفرصة استراتيجية للولايات المتحدة .. اذ تنظر ادارة الرئيس اوباما لايران كحليف مرتقب في الحرب ضد الدولة الاسلامية في العراق.”
اميركا من الداخل
رصد معهد كاتو للابحاث ما اسماه التوجهات السياسية لدى جيل الألفية الاميركي، المولود بين 1980 – 1997، والذي يقدر تعداده بنحو 87 مليون فرد. واوضح، استنادا الى دراسة معمقة اجراها، ان غالبية اولئك “ينظرون الى العالم المحيط بهم بنظرة اقل عدائية من اسلافهم، واعتماد السياسات الخارجية بشكل اقل الحاحا للتعامل مع التحديات المحتملة.” واضاف ان الجيل الألفي “ابدى تأييدا اكبر لسبل التعاون الدولي قياسا للاجيال السابقة .. وجهوزيته اعتبار الصين شريكا اكثر من منافس، واعتماد لغة التعاون بدل المواجهة معها.” وفيما يخص تداعيات حربي افغانستان والعراق، اوضح المعهد ان جيل الألفية “اقل ميلا لدعم استخدام القوات العسكرية وربما يعاني داخليا من عقدة النفور من العراق.”