نصرالله ونافذة الفرج الوحيدة سيف المقاومة ينقذ لبنان
غالب قنديل
الحصيلة الفعلية للمشهد اللبناني الذي يطغى فيه التفجّع والولولة مأساوية وكارثية متعدّدة الوجوه المؤلمة. وقد طحنت في هوة سحيقة فئات متزايدة من اللبنانيين، وأذابت بينهم الفوارق حتى تساوت الشرائح الاجتماعية، وتقاربت في الأنين والشكوى. بينما يواصل الواقع السياسي الدوران في حلقة من الفراغ والعجز بِلَغوه الفارغ وتناهشه البائس على فتات لم يعد يساوي شيئا، بل إنه ذاهب الى التقلّص والنضوب مع الانزلاق في دوامة الانهيار والتيه والانسداد، وما يصاحبها من وجوه الكارثة وأعراضها الاجتماعية المفجعة.
كالعادة في الملمّات والأزمات، يسأل الناس والأصدقاء والأعداء عن موقف القائد، الذي غير وجه المنطقة يوم ردع العدوان، وقاد مسيرة تحرير الأرض واسترجاع السيادة اللبنانية الوطنية تامة غير منقوصة على كل حبّة تراب، حتى أنه أرغم العدو على الاختباء خلف الجدر.
بات جنود العدو يحاذرون الإطلال بنظرهم عن بعد على الأرض، التي كانت مباحة، وباتت محرمة محصّنة تحرسها العيون الساهرة، وإن تجاسروا على ما هو أكثر قليلا كانت الحصيلة نارا وويلا مبرما، يحيي كل ما سبق من خيبات الفشل ومرارة العجز بعد انهيار الخرافة الصهيونية في الشرق العربي.
إنه العقل المبدع والحسّ المرهف لقائد ملتصق بشعبه مجبول بمناقب الإيثار والتضحية، التي سطّرها في رحاب حضنه الشريف وتحت لوائه أبطال، بذلوا الدماء والأرواح من أجل وطنهم وشعبهم، وحصدوا الانتصارات المبهرة، ثم تابعوا بناء القوة والحصانة، وتفنّنوا في الابتكار والدّقة حتى الصواريخ النقطية، التي ترعب العدو اليوم بعدما أعلن السيد عن وجودها بكميات وافرة.
يعرف العدو كما الصديق أن السيد الدقيق الصادق لا يتوسل المبالغة، وهو أصلا ضد الحروب الكلامية الفارغة. وقد قلب الصورة كما قلب المعادلة، وأنهى عهود الهزيمة والخيبات والنكسات، ولم يسبق أن أعلن عن عنصر قوة دفاعية إلا وكشفت الوقائع أن ما هو فعلا لدى الحزب المقاوم العظيم أضعاف المصرّح به.
يتحرك القائد ويبادر في الملمات، وهو اليوم حاضر بتأهّبه كالعادة بخطوات هجومية تضع خاتمة للكارثة، وتفتح أبواب الفرص المستقبلية، فتقلب الصورة والمعادلة اقتصاديا وماليا، ويعلن للناس موعدا مستحقاّ مع فرج وازدهار ونهوض للبلد المنكوب، متعهّدا مع أخوته بالسعي والمبادرة والحماية. بينما الكثير مستغرق في لَغوٍ تافه ومزاد سخيف داخل دوامة مقفلة.
طريق الفرج والخلاص، الذي يسعى فيه السيد العظيم أبعد من حدود مداواة ندوب أزمة وازالة آثارها ونتائجها، بل هو بوابة مستقبلية رحبة مفتوحة على إمكانات وفرص مذهلة وهائلة، ولن نفيض. ففي الوصف أو التخيّل الأكيد أن المقاومة التي قلبت الصورة استراتيجيا وميدانيا.
بفضل المقاومة بات البلد المستضعف تاريخيا والمباح للعدوان مصدر رعب، يختبئ العسكر الصهاينة قبالته خلف الجدر رعبا من العيون الحارسة والعقول الساهرة، ويخشى هطل الصواريخ المزلزلة وأبابيل الطيران المسيّر، التي تحصي أنفاس العدو، وهي في يقظة وتأهّب واتصال بمنصات الصواريخ وأجهزة التسديد الحاضرة أبدا.
الواجب الوطني يدعونا لنفير حشد الجهود والطاقات خلف القائد العظيم ومبادراته الخلاقة، وشقّ مسار جديد، يمكن أن ينقل لبنان من هاوية انسحاق وخراب إلى فرصة نهوض ونمو وتألّق وازدهار.