الاخبار: المفاوضات الجدية بشأن ترسيم الحدود البحرية بدأت مع دخول المقاومة بشكل مباشر
يُمكِن القول إِن المفاوضات الجديّة حول ترسيم الحدود البحرية مع “فلسطين المُحتلة” جنوباً بدأت الآن. دخول المقاومة على الخط بشكل مباشر، عبر إرسال المسيّرات، أدى إلى تحريك الجمود الذي أحاط بالملف والضغط على الجانبين الأميركي والإسرائيلي للتراجع عن تعاطيهما مع لبنان من منطلق “المتسلط”، مُجبرة إياهما على التزام “الخطوط الحمر” في ما يتعلق باستكمال العمل في حقل “كاريش” وتجاهل الحق اللبناني في المنطقة المتنازع عليها.
وذكرت “الاخبار” بانه منذ إطلاق المسيرات، لم تتوقف الاتصالات الأميركية مع القوى السياسية اللبنانية المعنية بالملف للتأكيد على أن “واشنطن وتل أبيب لا تريدان التصعيد وأنهما ملتزمتان المسار التفاوضي”، كما أكد أكثر من مرجع لبناني “وجود تقدّم على هذا الصعيد”، آخره ما قاله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أول من أمس، إن “مسألة ترسيم الحدود البحرية ستنتهي قريباً”.
هذه الإيجابية التي تحدّث بها عون، تُعيدها مصادر مطلعة إلى “رسالة أميركية جديدة وصلت الى الجهات المعنية في لبنان تنقل بأن الولايات المتحدة ستحاول إقناع تل أبيب بالقبول بأن يكون حقل قانا من حصة لبنان من دون أن تطالب بتعويض”. إذ إن الجواب الأميركي الذي حملته السفيرة الأميركية دوروثي شيا قبل أيام، نقلاً عن الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين، أشار إلى أن إسرائيل لا تُمانع أن يكون الحقل من حصة لبنان، لكن لديها ملاحظات بحاجة الى مزيد من التفاوض، وهي كانت تطرح أن يُصار إلى تلزيم الحقل لشركة معينة، على أن تقوم الشركة بدفع مقابل مالي لإسرائيل حسب حصتها في الحقل.
وليسَ هذا التطور الوحيد الذي تبع عملية المسيّرات، فـ”هوكشتين الذي لم يُكن يُخطّط للعودة إلى المنطقة لاستكمال الوساطة (لانشغاله بملفات الطاقة في دول أخرى بتكليف من الرئيس الأميركي جو بايدن) مفضلاً تولّي السفيرة الأميركية في بيروت نقل الرسائل بالنيابة عنه إلى المسؤولين اللبنانيين”، عاد وعدّل في جدول أعماله.
فقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية أول من أمس، أن هوكشتين سيعود إلى المنطقة من ضمن فريق الرئيس الأميركي جو بايدن، وسيقوم بشكل مستقل عنه، بلقاءات في تل أبيب مع وزيرة الطاقة ألين الحرار ومسؤولين في الوفد الإسرائيلي المفاوض، للبحث معهم حول التطورات التي في حوزته. وبدا واضحاً أمس، أن ثمة حركة دبلوماسية دولية أدت إلى تهدئة الأجواء بين بيروت وتل أبيب بما يخدم الوساطة الأميركية.