الاخبار: عون منزعج من موقف ميقاتي ضد المقاومة
أشارت صحيفة “الاخبار” الى أن “الموقف اللبناني الموحّد الذي أُبلغ الشهر الماضي إلى الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين في شأن ملف الترسيم لم يعد كذلك على الأرجح، وهو ما بدا جلياً أمس بعد لقاء رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وإعلان الأخير بعده أن “أي عمل خارج إطار مسؤولية الدولة غير مقبول”، مشيراً إلى أن المفاوضات الجارية بمساع من هوكشتين “بلغت مراحل متقدمة”.
الموقف المستغرب لرئيس الحكومة ووزير خارجيته أتى ضمن سياق بدأ مع إعلان حزب الله، السبت الماضي، إطلاق ثلاث مسيّرات فوق حقل كاريش، بعدما أعلن الجيش الاسرائيلي إسقاطها. إذ سرعان ما اندلعت معركة دبلوماسية في بيروت، قادتها السفيرة الأميركية دوروثي شيا ودبلوماسيون أوروبيون عملوا على إشاعة أجواء تهويل على أكثر من صعيد، مطالبين الحكومة بإصدار موقف يستنكر العملية. وهو ما يبدو أن ميقاتي خضع له أمس، وعلى الأرجح من دون وضع رئيس الجمهورية ميشال عون في أجوائه. علماً أن أوساطاً مطلعة قرأت في صمت بعبدا “استغراباً لهذا الموقف. إذ إن ميقاتي وبو حبيب لم يسألا أحداً عن الأمر، علماً أنه في صميم صلاحيات رئيس الجمهورية المكلّف التفاوض في هذا الملف”. وأكّدت أن رئيس الجمهورية لا يريد بالطبع أن تتعطل المفاوضات، لكنه لم يرَ في عملية المسيّرات ما يؤذي موقف لبنان طالما أنه يأتي في سياق الدفاع عن الحقوق اللبنانية. كما أن النائب جبران باسيل ليس بعيداً من هذا الجو، وقد يكون له موقف اليوم في هذا الشأن. فيما أكدت مصادر قريبة من التيار الوطني الحر “أننا لا نقدم المقاومة على مذبح المفاوضات، خصوصاً أن الإسرائيلي يخترق سيادتنا كل يوم. وموقف ميقاتي هو نزع للشرعية عن المقاومة في حال قررت الدفاع عن الثروات اللبنانية”.
وأكّد مصدر رسمي لـ”الأخبار” أن الجهات اللبنانية المعنية، في الدولة وخارجها، لم تتعامل مع عملية المسيرات بسلبية. وقال: “صحيح أن لبنان لن يصرح رسمياً بدعم هذه العملية، لكن الجميع، من دون استثناء، يعرفون أن العملية تعزّز موقع المفاوض اللبناني”. ولفت إلى أن رئيس الجممهورية ورئيس الحكومة ورئيس المجلس النيابي ومسؤولين آخرين “تواصلوا مع قيادة حزب الله في اليومين الماضيين، وتأكدوا أن المقاومة لا تريد حرباً أو جرّ لبنان إلى حرب، وهي ملتزمة بالقرار النهائي للحكومة حول ترسيم الحدود. كما سمعوا تأكيداً بأن المقاومة لن تسكت على أي محاولة من جانب العدو للاعتداء على حقوق لبنان أو تركنا من دون أعمال تنقيب واستخراج”.